#ليلة_الأبطال مارك فان بوميل .. الرجل الذي يعرف "كامب نو" جيدا
الثلاثاء، 18 سبتمبر 2018 - 11:13
كتب : علي أبو طبل
مسيرة هائلة في الملاعب تمتد لـ686 مباراة بألوان أندية فورتونا سيتارد وبي اس في آيندهوفن في هولندا، وبرشلونة في إسبانيا وبايرن ميونيخ في ألمانيا وميلان في إيطاليا، ثم العودة لأيندهوفن الذي قدمه لكرة القدم الأوروبية كلاعب ارتكاز دفاعي من الطراز الرفيع.
إنه مارك فان بوميل، اللاعب الدولي الهولندي الذي يمتلك في رصيده 79 مباراة و10 أهداف دولية، وكان ضمن كتيبة هولندا التي بلغت نهائي كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
انتهت مسيرته في الملاعب رفقة آيندهوفن في موسم 2012 / 2013، وحاله كحال الكثيرين من جيله، قرر أن يقف على الخط الفني وتحديدا في النادي الذي أنهى فيه مسيرته.
قبل ذلك، اكتسب فان بوميل بعض الخبرات التدريبية كانت غالبيتها في رفقة مديره الفني السابق في منتخب بلاده بيرت فان مارفيك.
بدأ فان بوميل في 2014 كمساعد لمارتن ستيكلنبرج في القيادة الفنية لمنتخب هولندا لأقل من 17 عاما، ثم انتقل للعمل مساعدا لفان مارفيك خلال فترته مع منتخب المملكة العربية السعودية، حيث نجحا في قيادة الفريق إلى نهائيات كأس العالم.
اختلف فان مارفيك مع الاتحاد السعودي لكرة القدم ليرحل في نهاية 2017، ويجد فان بوميل مكانه كمدير فني لفريق آيندهوفن للشباب.
في وقت لاحق، قرر المنتخب الأسترالي الاستعانة بخدمات فان مارفيك خلال نهائيات كأس العالم بروسيا ليصطحب فان بوميل من جديد كمعاون له.
خرجت أستراليا من مرحلة المجموعات لتنتهي مهمة فان بوميل مع أستراليا، ويقرر بعدها العمل منفردا.
مهمته الفنية الأولى - منفردا - بدأت فقط في يونيو الماضي، حيث قاد الفريق في 8 مباريات وانتصر في 7 منها بينما تعادل في واحدة ولا يزال سجله كمدير فني بلا هزائم على أمل أن يتجنب ذلك الأمر في "كامب نو" خلال أمسية اليوم الثلاثاء.
يُذكر أن التعادل الوحيد الذي تعرض له الفريق تحت قيادته أدى إلى خسارة لقب كأس السوبر أمام فاينورد بركلات الترجيح، حيث انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي 0-0.
خمس مباريات خاضها الفريق في إنطلاقة الدوري، ليحقق العلامة الكاملة وكان الانتصار الأخير ساحقا بسباعية نظيفة على حساب آدو دين هاج.
تخلل ذلك مواجهتان للفريق في التصفيات المؤهلة لمجموعات دوري الأبطال، حيث تفوق على باتي بوريسوف من روسيا البيضاء بنتيجة 3-2 ذهابا و3-0 إيابا.
القرعة أوقعت كتيبة فان بوميل في مجموعة صعبة للغاية تضمهم رفقة برشلونة الإسباني وتوتنام هوتسبير الإنجليزي وإنتر ميلان الإيطالي.
مع رجل حديث العهد في تجربة القيادة الفنية، لأي مدى يمكن أن يصل خلال مجموعة مثل هذه؟
قوة هجومية كبيرة لدى كتيبة فان بومل الذي يقدم كرة قدم بعقلية تختلف تماما عن تلك التي امتلكها حين كان لاعبا، حيث اتسم بالخشونة وعرفناه في الواجبات الدفاعية دائما.
27 هدفا خلال المباريات الـ8 التي قادها فان بوميل، بينما اهتزت شباكه في 5 مناسبات فقط، وسجل الفريق 13 هدفا في آخر مبارتين فقط!
تألق كبير لتركيبة آيندهوفن الهجومية، وبالأخص المكسيكي هيرفينج لوزانو الذي قدم مردودا جيدا رفقة بلاده في المونديال، ويستمر في التألق مع فريقه الهولندي في بداية هذا الموسم.
اللعب لبرشلونة مستقبلا، هذا هو الحلم الذي يراود الشاب المكسيكي كما صرح في المؤتمر الصحفي ما قبل اللقاء، ولكن هل يساهم في تسبيب بعض القلق لجماهير "كامب نو"؟
فان بوميل يعرف ذلك الملعب جيدا، حيث لعب عليه كلاعب سواء بألوان البلاوجرانا أو بألوان خصومهم الذين لعب لهم خلال مسيرته الحافلة كلاعب.
يقود ذو الـ41 عاما الفريق الهولندي طامحا في التتويج المحلي بالدوري، الذي حققه رفقتهم كلاعب في 4 مناسبات كما توج بكأس هولندا في مناسبة وحيدة.
رفقة برشلونة، عرف فان بوميل طعم الألقاب أيضا رغم أنه خاض موسما وحيدا هناك.
رقميا شارك الهولندي في 36 مباراة في مختلف البطولات خلال ذلك الموسم وسجل 4 أهداف.
كان ذلك هو الموسم التاريخي للفريق تحت قيادة فرانك ريكارد، حيث حقق الفريق لقب الدوري ولقب دوري أبطال أوروبا، قبل أن ينتقل إلى بايرن ميونيخ في الموسم التالي ويساهم في تحقيق مجموعة من الألقاب المحلية في ألمانيا، ثم يكرر الأمر مع ميلان في إيطاليا.
يواجه فان بوميل برشلونة كمدير فني ساعيا لتجنب الهزيمة الأولى في مسيرته، ولكن كلاعب فقد واجه البلاوجرانا في عدة مناسبات، تحديدا بأربع مناسبات 2 منها بألوان بايرن ميونيخ ومثلهما بألوان ميلان.
في كل تلك المواجهات لم يعرف فان بوميل طعم الفوز ضد برشلونة.
مع البافاري في موسم 2008 - 2009، تعرض للخسارة في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا برباعية نظيفة - ربما هي ذكراه الأكثر ألما في "كامب نو"- ولم يكن التعادل في "أليانز أرينا" بنتيجة 1-1 إيابا كافيا لقلب الطاولة.
في موسم 2011 - 2012، لعب فان بوميل مرة أخرى ضد برشلونة ولكن بألوان الـ "روسونيري".
جمعت المجموعة الثامنة من مرحلة المجموعات كلا الفريقين، حيث تعادلا ذهابا في "كامب نو" بنتيجة 2-2، وتفوق برشلونة إيابا في "سان سيرو" بنتيجة 3-2.
فهل يتذوق فان بوميل طعم الفوز على برشلونة من مقعد المدير الفني؟
لن تكون أمسية الثلاثاء في "كامب نو" هي الفرصة الأخيرة له لتحقيق ذلك على كل حال.