كتب : زكي السعيد
في موسم 1983\1984، حقق ريال مدريد كاستيّا إنجازا تاريخيا، وفاز بلقب دوري القسم الثاني الإسباني للمرة الوحيدة في تاريخه، ولولا استحداث قوانين عدم مشاركة فريقين منتميين لنفس المؤسسة بمسابقة واحدة؛ لرأينا مباراة تجمع ريال مدريد بـ ريال مدريد آخَر في الموسم التالي.
يقول بيب جوارديولا عندما سُئل عن هوية الفريق الأفضل على الإطلاق في رأيه: "مع كامل الاحترام، ففريق ‘سِرب النسر’ في ريال مدريد هو أفضل فريق شاهدته على الإطلاق، مشاهدته يلعب كانت أمرا ممتعا، كنا سعداء عندما أخرجهم ميلان ساكي من دوري أبطال أوروبا".
جوارديولا المنتمي بجوارحه إلى برشلونة لعبًا وتدريبًا، لم يجد حرجا في اختيار جيل ريال مدريد في ثمانينيات القرن الماضي، كالأكثر إمتاعا في نظره.. فمن هم سِرب النسر الذين غيّروا من وجه كرة القدم الإسبانية قبل 30 عاما؟
انطلاقة صحفية
في 4 نوفمبر 1983، نشر خوليو سيزار إجليسياس مقالا في صحيفة "إل باييس" بعنوان "أمانسيو وسِرب النسر"، وتحدّث خلاله عن 5 لاعبين شبان يتواجدون في ريال مدريد كاستيّا، وتنبأ لهم بمستقبل مبهر.
أمانسيو أمارو كان مدرب الفريق في تلك الفترة، وهو أحد أنجح اللاعبين في تاريخ ريال مدريد، إذ كان الفتى الذهبي للفريق في حقبة الستينيات والذي كان ملقبًا بالـ Yé-yé، وتلك الفرقة لها حكاية أخرى.
أما "سِرب النسر" فهي إشارة إلى إيميليو بوتراجينيو ورفاقه الخمسة؛ فـ بوتراجينيو أكثر اللاعبين الخمسة مهارة وحضورا، كان ملقبا بـ "النسر".
اللاعبون الأربعة الآخرون هم: ميتشل جونزاليس، مانولو سانشيس، رافاييل مارتين فاسكيز، ميجيل بارديزا.
هجرة من الكاستيا إلى الفريق الأول
في 4 ديسمبر 1984، بعد شهر واحد من نشر مقال خوليو سيزار إجليسياس، ظهر سِرب النسر في فريق ريال مدريد الأول.
ألفريدو دي ستيفانو مدرب الفريق في تلك الفترة، قرر الدفع بالثنائي: مانولو سانشيس في عمق الدفاع، ورافاييل مارتين فاسكيز في خط الوسط خلال مباراة مورسيا الخارجية، والتي كانت عصيبة للغاية، إلا أن هذا لم يمنع الثنائي ابن الـ18 عاما من تقديم مباراة رائعة.
فاسكيز أذهل المشاهدين بخفته ومهارته العالية في وسط الملعب، أما سانشيس المدافع، فكان نجما للأمسية، عندما سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 82.
رغم ذلك، يظل جيل سِرب النسر واحدا من أكثر الأجيال تعبيرا عن هوية ريال مدريد، ولعله أنجح أجيال الفريق هجوميا على الإطلاق، فالفريق تخلّى عن مركز الارتكاز الدفاعي في بعض مبارياته للاستفادة من كم الأسماء بالخط الأمامي التي احتوت عليها القائمة.
كيف استمرت مسيرة النسور الخمسة؟
أقل اللاعبين الخمسة تأثيرا مع ريال مدريد، كان المهاجم ميجيل بارديزا الذي خرج معارا إلى سرقسطة موسم 1985\1986، قبل أن يرحل إليه بشكل نهائي عام 1987، وفي صفوفه لعب 10 سنوات، وساهم في إنجازه التاريخي بالتتويج بكأس الكؤوس الأوروبية 1995 على حساب أرسنال.
أما مارتين فاسكيز، فوصل لقمة مستواه في موسم 1989\1990، وحصد جائزة أفضل لاعب في إسبانيا، ليطلب زيادة في راتبه، الأمر الذي رفضته الإدارة، ليغضب اللاعب ويقرر الرحيل مباشرة إلى تورينو الإيطالي، قبل أن يعود لريال مدريد عام 1992 للعب 3 سنوات إضافية في صفوفه.
بينما شهد الثنائي بوتراجينيو وميتشل استقرارا كبيرا في مسيرتهما مع ريال مدريد، حتى رحلا إلى المكسيك عامي 1995 و1996 على التوالي.
فيما كان الأكثر تعميرا بينهم، هو المدافع مانولو سانشيس الذي قضى مسيرته بأكملها في ريال مدريد حتى اعتزاله عام 2001، ليكون الوحيد بينهم الذي ينال شرف التتويج بدوري أبطال أوروبا بعد أن فعلها الفريق عام 1998 و2000 وقتما كان قائدا لمدريد.
الخماسي اجتمع في قائمة منتخب إسبانيا لكأس العالم 1990، بل تواجدوا جميعا على أرض الملعب في الدقائق الخمس الأخيرة من مباراة بلجيكا عندما دخل بارديزا بدلا من خوليو ساليناس.
اقرأ أيضا:
رئيس المقاولون: "دوري مرجان أحمد مرجان" تصريح انفعالي لا يمثل لسان حال النادي
المقاولون لـ في الجول: نخاطب اتحاد الكرة للمطالبة بإعادة لقاء بيراميدز
ماذا يفعل صلاح ضد لاعبي سان جيرمان؟ طلب خاص لـ كافاني والتسجيل ضد نيمار
3 ضد 3.. من يتفوق في صراع صلاح ونيمار؟
عامر حسين لـ في الجول: أحمد حسن لم يخالف اللوائح بالتواصل مع البدري
أوين: ما حدث بين صلاح وماني لم يكن متعمدا.. ولا يوجد فريق قادر على الوقوف ضد ليفربول