توتنام يعود إلى سان سيرو.. حينما حول بيل مايكون إلى "لحم مفروم"

إن ذكرت مواجهة توتنام ضد إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا، أو في المواجهات الأوروبية عموما فلن نتذكر سوى جاريث بيل لاعب ريال مدريد حاليا وما فعله ضد النادي الإيطالي.

كتب : إسلام مجدي

الإثنين، 17 سبتمبر 2018 - 17:18
جاريث بيل

إن ذكرت مواجهة توتنام ضد إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا، أو في المواجهات الأوروبية عموما فلن نتذكر سوى جاريث بيل لاعب ريال مدريد حاليا وما فعله ضد النادي الإيطالي.

توتنام لم يواجه إنتر ميلان في تاريخه سوى 4 مرات، في 3 مواجهات منها بيل سجل 4 أهداف وصنع 3 آخرين.

"مدمر مايكون" و"محطم إنتر" وغيرها من الألقاب التي ارتبطت باسم بيل صاحب الـ21 عاما بعد مواجهة الفريقين في الجولة الثالثة من دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا. ويعود ذلك إلى مباراة واحدة سجل خلالها بيل هاتريك ضد إنتر.

لنعد قليلا بالماضي إلى الموسم الذي سبق ذلك، أي 2009-2010، لم يستطع أي فريق للوقوف في وجه إنتر ميلان والذي كان يدربه جوزيه مورينيو في ذلك الوقت.

بطل الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا، ويمتلك بين صفوفه خوليو سيزار وخافيير زانيتي ولوسيو ومايكون وماتيراتزي ووالتر صامويل وكيفو وديان ستانكوفيتش وتياجو موتا وويسلي شنايدر وإستيبان كامبياسو والهجوم كان صامويل إيتو وجيامباولو باتزيني ودييجو ميليتو وجوران بانديف.

كل تلك الأسماء وأكثر، لكن مورينيو قرر الرحيل لتدريب ريال مدريد، وأعلن إنتر ميلان عن تعيين رافاييل بينيتث مدربا له خلفا للمدرب البرتغالي.

بعد تدريب ليفربول من 2004-06 رحل صاحب الـ50 عاما لتولي مهمة تدريب الفريق الذي فاز بكل شيء، ووجد أن العرض لا يرفض مطلقا، نظرا لأن النادي الإيطالي كان ما يزال على قمة أوروبا، وكان أمامه عدد من التحديات مثل كأس العالم للأندية والسوبر الأوروبي بجانب البطولات المعتادة في الموسم.

لكن كانت هناك أزمة كبيرة في غرفة ملابس إنتر، وهي أن ولائهم التام كان لجوزيه مورينيو ولا يوجد أي احترام لبينيتث.

حتى أن ويسلي شنايدر لاعب الفريق السابق تحدث عن قصة تؤيد تلك التقارير التي قالت إن بينيتث كان مرفوضا من اليوم الأول.

"إيتو لعب كجناح أيسر مع مورينيو، وحينما وصل رافا بينيتث، طلب منه أن يلعب كجناح، لكن إيتور رفض وقال له لا، أنا أفعل ذلك فقط من أجل مورينيو".

ثم تحدث شنايدر قائلا :"رأيت العديد من الأشياء مع مورينيو لم أرها قط".

بداية بينيتث كانت جيدة نوعا ما تعادل سلبي ضد بولونيا ثم 3 انتصارات متتالية قبل الخسارة من روما والتعادل مع يوفنتوس وصولا لانتصار بنتيجة 1-0 ضد كالياري.

في دوري الأبطال دافع بطريقة جيدة عن لقبه تعادل ضد تفينتي وانتصر بنتيجة 4-0 ضد فيردر بريمن، وحانت لحظة مواجهة توتنام.

على الجانب الآخر، وتحت قيادة هاري ريدناب وفي موسم 2009-2010 نجح في تحقيق إنجاز تاريخي بالتواجد ضمن المراكز الأربعة الأولى وضمان المشاركة في دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ 48 عاما. حقق المركز الرابع ووصل لنصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي وربع نهائي كأس الرابطة.

كان ضمن صفوف الفريق كل من جاريث بيل ورومان بافليوتشينكو ورافاييل فان دير فارت ولوكا مودريتش وبيتر كراوتش وجيرمين ديفو ونيكو كرانيشار وفيدران تشورلوكا.

لم تكن انطلاقة الفريق في الدوري جيدة، تعادل وانتصار ثم خسارة من ويجان وتعادل آخر ثم انتصار ضد ولفرهامبون وخسارة جديدة من وست هام يونايتد قبل العودة للانتصارات على حساب أستون فيلا وفولهام.

في دوري الأبطال اختلف الوضع قليلا، تعادل ضد فيردر بريمن ثم انتصار ضد تفينتي بنتيجة 4-1، قبل مواجهة إنتر ميلان في سان سيرو.

الثلاثاء 20 أكتوبر 2010

لم ينتظر إنتر ميلان كثيرا ليعلن أنه بطل يدافع عن لقبه على حساب فريق أراد أن يتباهى أمامه. خافيير زانيتي سجل هدفا في الدقيقة الثانية بعد تمريرة من صامويل إيتو.

زادت متاعب توتنام أكثر حينما تعرض هوريليو جوميز حارس الفريق للطرد بعد تدخل متهور ضد جوناثان بيابياني مهاجم إنتر في الدقيقة الثامنة من عمر اللقاء. واحتسب الحكم ركلة جزاء. ليسجلها صامويل إيتو في الدقيقة 11.

بعد الهدف الثاني بـ3 دقائق فقط أضاف ديان ستانكوفيتش الهدف الثالث بعد تبادل للكرة بطريقة رائعة بين لاعبي إنتر إلى أن وصلت لإيتو الذي منحها للصربي الذي أسكنها شباك الحارس البديل كارلو كوديتشيني.

حاول توتنام التماسك خلال المباراة، وتمنى اللاعبون حسبما قالوا ألا تتفاقم الأمور أكثر من ذلك، لكن هيهات. الشاب البرازيلي فيليبي كوتينيو يتحرك ببراعة بين الخطوط ومرر كرة رائعة إلى إيتو أما أنظار لاعبي توتنام ليضعه في انفراد ليكون الهدف الرابع في الدقيقة 35.

احتاجت الأفاعي 35 دقيقة فقط لتدمير توتنام تماما، وبدا الأمر وكأنه أمام تحقيق نتيجة تاريخية في أول مواجهة بين الفريقين في تاريخهما وأول مباراة لهما على ملعب سان سيرو.

قال هاري ريدناب مدرب توتنام عن تلك الدقائق :"كنت أشعر بحيرة كبيرة للغاية، حينما تأخرنا بتلك النتيجة فكرت بإخراج جاريث بيل من المباراة، كان يشعر بالحيرة بدوره".

"في النهاية قررت تركه في الملعب، لم يعد لدي أي شيء لأخسره، لذا سأمنحه فرصته للهجوم".

بين شوطي المباراة وحسب وثائقي قناة "آي تي في4" عن المواجهة طلب ريدناب من بيل أن يهاجم أكثر وأن يستغل المساحات وينطلق وألا ينشغل بدوره الدفاعي أكثر من ذلك، الفريق لم يعد لديه شيء ليخسره.

لم يحتج بيل أكثر من ذلك، وفي 38 دقيقة فقط سجل هاتريك بنفس الشكل تقريبا وحسبما قال فان دير فارت حطم إنتر تماما.

صحيفة آس الإسبانية وصفت ما فعله بيل بـ""بيل حول مايكون ظهير إنتر الأيمن إلى لحم مفروم".

قال فان دير فارت :لقد دمره تماما". مايكون في ذلك الوقت اختير كأفضل مدافع في أوروبا بالنسبة للأندية ووضمن فريق العام لليويفا.

لم يراوغ بيل مايكون وحده، بل أيضا تخطى زانيتي وصامويل في أكثر من مرة خلال المباراة وعادة كان يخترق بسهولة دفاعات كتيبة بينيتث.

الضحية مايكون صرح عقب المباراة :"لم أتمكن من إيقاف بيل الرائع". فيما وصفت دايلي ميل البريطانية ذلك التصريح بأن البرازيلي يضمد جراحه.

"رغم النصر، إنتر سقط أمام توتنام الرائع" كانت تلك كلمات صحيفة لاجازيتا ديلو سبورت الإيطالية.

قال هاري ريدناب عقب المباراة :"لدى بيل كل شيء، لديه قدرة رائعة وليس السرعة فقط، يمكنه الركض طوال اليوم، ويستمر في ذلك، لديه موهبة لإرسال الكرة العرضية كما يشاء، وقدمه اليسرى رائعة وهو يركض بإمكانه أن يسدد ويراوغ ويسجل برأسيات".

فيما قال لويس فيجو الذي كان يعمل كمدير رياضي لإنتر ميلان في ذلك الوقت :"بيل لاعب رائع رائع".

أما الصحافة الإيطالية فسألت بينيتث عقب المباراة :"هل ترغب في ضم جاريث بيل إلى فريقك".

ليرد المدرب الإسباني :"إن لعب بمثل هذه الطريقة مثل التي لعب بها اليوم؟ فلما لا؟".

حينما تقابل الفريقان مرة أخرى في نوفمبر فاز توتنام بنتيجة 3-1، واستمر مشواره في البطولة حتى واجه ريال مدريد وخسر ذهابا وإيابا في ربع نهائي دوري الأبطال، وهو نفس الدور الذي خرج منه إنتر ميلان ذلك العام على حساب شالكه.