كتب : عمرو عبد المنعم
"أريد دائما اللاعب الحريف الذي يستطيع التحكم في الكرة تحت الضغط ومراوغة الخصوم".
دعونا نبدأ بهذه الكلمات الذي قالها مختار مختار قبل 10 سنوات عندما كان مديرا فنيا لفريق بتروجيت.
المكان - النادي الأهلي
الزمان - يونيو 2009
حيرة كبيرة داخل أروقة الأهلي.. من يستطيع تحمل المسؤولية ليكون مدربا للقلعة الحمراء خلفا للأسطورة مانويل جوزيه.. من المدرب القادر على إرضاء الجماهير وتحقيق طموحات وأهداف نادي القرن في إفريقيا.
كانت هذه التساؤلات التي تشغل تفكير إدارة الأهلي قبل جماهيره مع إعلان المدرب البرتغالي الداهية مانويل جوزيه رحيله عن تدريب الفريق الأحمر مع نهاية موسم 2008/2009.
اسم واحد اتفق عليه قطاع كبير من جماهير الأهلي وقتها وهو مختار مختار نظرا لما قدمه مع نتائج مميزة مع بتروجيت لأكثر من موسم منذ ظهور الفريق لأول مرة في الدوري الممتاز موسم 2006/2007.
والآن ونحن في عام 2018 يقود مختار مختار فريق الإنتاج الحربي ويكرر بشكل مشابه ما قدمه مع بتروجيت قبل 10 سنوات.
الإنتاج بشخصية قوية ينافس بعد مرور 6 جولات من الدوري على الصدارة، واستطاع أيضا التعادل مع الأهلي وبيراميدز وهما من المنافسين على قمة المسابقة في جولاتها الأولى.
ولهذا يقدم لكم FilGoal.com السيرة الذاتية لمختار مختار المدير الفني، صاحب فلسفة أريد اللاعب دائما "الحريف".
لأنه واحدا من نجوم الجيل الذهبي للأهلي في ثمانينيات القرن الماضي بالإضافة إلى عمله السابق في الجهاز الفني مع جوزيه خلال ولايته الأولى في القلعة الحمراء بداية الألفية الثالثة، كانت الجماهير لا ترى سوى مختار مختار لتدريب المارد الأحمر.
ولكن هذا لم يحدث.. واستمر مختار مدربا مع بتروجيت وأعلن الأهلي تعيين نينو فينجادا مديرا فنيا للفريق ولكن المدرب البرتغالي اعتذر عن عدم الاستمرار مع القلعة الحمراء، ليقع اختيار الإدارة على حسام البدري المدرب العام السابق للفريق مع جوزيه ليكون هو الرجل الأول في الجهاز الفني الأحمر.
البعض كان يعتقد أن هذا التوقيت هو المناسب لتولي مختار مختار تدريب الأهلي، وأن عدم اختياره في منصب المدير الفني خسارة كبيرة للقلعة الحمراء. لم لا وهو صاحب المركز الثالث في الدوري لتلك الموسم بعد الأهلي والإسماعيلي اللذان احتكما لمباراة فاصلة لتحديد المتوج بلقب المسابقة.
من الدرجة الثانية المربع الذهبي
مختار قاد بتروجيت للتأهل من دوري الدرجة الثانية المصري إلى الممتاز واستمر مع الفريق البترولي حتى عام 2010 وخلال هذه الفترة قاد الفريق لتحقيق العديد من الإنجازات التي تحسب له مع فريق صاعد حديثا.
في الموسم الأول له أنهى الدوري في المركز السابع وفي موسمه الثاني تقدم أكثر للمركز الخامس وكان بتروجيت مع مختار مختار صاحب أقوى هجوم في الدوري برصيد 51 هدفا متفوقا على الأهلي.
البعض اعتقد أن هذا الإنجاز أقصى ما يمكن تحقيقه لمختار مع بتروجيت، والرد جاء من المدرب المخضرم باحتلال المركز الثالث في الدوري خلال موسم 2008/2009.
للموسم الرابع على التوالي يحقق بتروجيت مركزا متقدما في جدول الدوري المصري مع مختار مختار وينهي الفريق البترولي المسابقة خامسا بعد الأهلي والزمالك والإسماعيلي واتحاد الشرطة.
وقاد أيضا الفريق البترولي للمشاركة لأول مرة في تاريخ في بطولات إفريقيا عام 2010 في الكونفدرالية.
بالتأكيد كل ما سبق من إنجازات ونجاحات لفريق حديث في الدوري المصري لن يأتي بالصدفة، ولكن وارءه العديد من الأسرار تحدث عنها مختار مختار بنفسه.
اللاعب الحريف أولا.. ثم أي شيء بعد ذلك
خلال لقاء تليفزيوني مع مختار مختار عندما كان مدربا لبتروجيت وجه له المذيع سؤالا عن نوع اللاعب الذي يفضل ضمه لفريقه ليناسب الطريقة التي يلعب بها وكان الرد حاضرا من المدرب المخضرم "أحب اللاعب الحريف صاحب المهارة الكبيرة وهذا هو أهم شيء بالنسبة لي في لاعب الكرة".
عاد المذيع ليؤكد في سؤاله لمختار قائلا: ماذا إذا كان اللاعب ذو مهارة عالية ولكنه ليس على مستوى بدني جيد، أو مثلا إذا كان مدافع في فريقك ذو مهارة ولكن مستواه الدفاعي أقل من ذلك؟
"يجب أن يكون الـ11 لاعبا في الملعب أصحاب مهارة عالية، أريد اللاعب الحريف الذي يستطيع التحكم في الكرة تحت الضغط ومراوغة الخصوم، فكيف سنصل لمرمى المنافسين إذا كان الفريق لا يتمتع بالمهارة الكافية بداية من حارس المرمى إلى المهاجمين، وهذا هو الشيء الأول الذي أبحث عنه في أي لاعب أضمه لفريقي".. كان هذا رد مختار مختار.
وليد سليمان – أسامة محمد – أحمد شعبان – حسين علي – خالد بيبو – زيكا جوري – علاء إبراهيم – محمود عبد الحكيم – محمد كوفي – عمرو حسن – سمير كمونة – شريف أشرف – مدحت عبد الهادي.
هذه هي الأسماء التي اختارها مختار مختار لتكوين فريق بتروجيت في الموسم الأول له في الدوري المصري.
من يختلف على مهارة وليد سليمان وسرعته وقدرته على مراوغة الخصوم، أما محمود عبد الحكيم فكما يعرفه الجميع بلقب "الحاوي" يراوغ أي مدافع بقدراته الخاصة في الكرة الخماسية.
في خط الهجوم الأسماء التي اختارها مختار مختار تتحدث عن نفسها بداية من خالد بيبو وعلاء إبراهيم وبعد ذلك زيكا جوري الذي تألق بشدة مع بتروجيت.
ويكفي القول أن في موسم 2007/2008 كان علاء إبراهيم مهاجم بتروجيت البالغ من العمر وقتها 33 عاما هو هداف الدوري المصري برصيد 15 هدفا.
وبالنظر إلى خط الوسط سنرى أن المجموعة التي اختارها مختار مختار من أصحاب المهارات والفنيات العالية مثل أحمد شعبان الذي انضم لمنتخب مصر الفائز بأمم إفريقيا عام 2008 وحسين علي الذي أشعل سوق الانتقالات المصرية بمنافسة كبيرة بين الأهلي والزمالك. وخلفهم الظهير الأيسر الذي صال وجال كثيرا في الدوري المصري أسامة محمد وكان أيضا مختار أول من أظهر محمد كوفي مدافع الزمالك السابق في الدوري. بالإضافة إلى نجمي الأهلي والزمالك السابقين سمير كمونة ومدحت عبد الهادي.
يميز الخصوم من ألوان جواربهم
اندهاشك باختيارات مختار مختار لهذه المجموعة من اللاعبين الذين يتمتعون بقدر عال من المهارة سيزول إذا سألت واحدا من جماهير الأهلي القدامى عن مختار مختار لاعب الأهلي ويخبرك "أنه كان يرواغ بكل مهارة أي لاعب يواجهه، وفي بعض الأحيان كان يرواغ زملائه في الأهلي أيضا ليصل لمرمى الخصوم".
ما جعل جماهير الأهلي تقول عن مختار مختار وقتها أنه يرواغ المنافسين من ألوان جواربهم المختلفة عن لاعبي الأهلي، لأنه ينظر إلى الأرض وينطلق بسرعة متخطيا أي لاعب يقابله.
مرشح دائما لتدريب الأهلي
في عام 2013 رحل حسام البدري عن تدريب الأهلي قبل دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا، وكالعادة دخل مختار مختار دائرة المرشحين لتولي تدريب الفريق الأحمر.
إلا أن اختيار الأهلي وقع على محمد يوسف مساعد حسام البدري السابق ليكون هو المدير الفني للفريق والذي حقق لقب دوري أبطال إفريقيا لعام 2013.
تتراجع نتائج الأهلي في الدوري عام 2014 مع محمد يوسف ويرحل عن الفريق، ويدخل مختار مرة أخرى ضمن دائرة المرشحين لتدريب الفريق.
وبالفعل كانت هناك مفاوضات من الأهلي مع مختار مختار ولكنه رفض قبول المهمة وأعلن بعد ذلك سبب الرفض أنه كان مؤيدا لمحمود طاهر في انتخابات الأهلي عام 2014 وبعدما فاز وطلب منه تدريب الفريق رفض حتى لا يتم فهم الأمر أنه تولى تدريب الأهلي بسبب تأييده لطاهر.
ليتولى فتحي مبروك تدريب الأهلي لنهاية الموسم ويحقق مع الفريق لقب الدوري بنظام المجموعتين عام 2014، ويأتي بعده الإسباني خوان كارلوس جاريدو.
موسم سيء قدمه جاريدو مع الأهلي ليقرر المجلس الأحمر إقالته من منصبه قبل نهاية الموسم بعدة أسابيع، ويعود اسم مختار مختار ضمن المرشحين لتدريب الفريق، لكن الأفضلية كانت لفتحي مبروك مرة أخرى الذي قاد الفريق لنهاية الموسم.
مع الإنتاج
الآن يعد مختار مختار ثاني أكثر مدرب في الدوري المصري استمرارا مع فريقه بعد حسام حسن المدير الفني للمصري الذي يخوض موسمه الرابع مع الفريق البورسعيدي.
أما مختار يخوض موسمه الثالث مع الإنتاج الحربي بعدما تولى تدريب الفريق في الجولات الأخيرة من موسم 2016/2017، ويلعب الموسم الماضي 2017/2018 بالكامل ويحقق خلاله المركز السابع.
ومع الجولات الأولى من الموسم الحالي 2018/2019 تصدر الإنتاج ترتيب الدوري بعد الجولة الثالثة بالتساوي مع عدة فرق، وبعد مرور 6 جولات حصد الفريق 12 نقطة بواقع 3 انتصارات ومثلهم من التعادلات ويمتلك ثاني أقوى خط دفاع في المسابقة بالاشتراك مع الزمالك بعدما اهتزت شباكه 3 مرات فقط. بتشكيل يتكون من مزيج من اللاعبين الشباب وأصحاب الخبرات في الدوري.
كذلك استطاع مختار قيادة الإنتاج الحربي للتعادل مع الأهلي سلبيا ومع بيراميدز بهدف لكل فريق، وهما الأندية التي ينافسها على المراكز المتقدمة في جدول ترتيب الدوري.
مختار مختار البالغ من العمر 66 عاما هو أكبر مدرب عمرا في الدوري المصري مع ريكاردو لافوبي المدير الفني لبيراميدز، كذلك هو ثاني أقدم مدرب على الإطلاق في الدوري الذي بدأ مسيرته التدريبية خلاله عام 2002 مع غزل المحلة، بعد طلعت يوسف مدرب مصر للمقاصة الذي سبقه التدريب بـ3 سنوات فقط.
إقرأ أيضا:
صوت رشيد طه الذي يحكي قصص الجزائريين في منتخب فرنسا
مرة ثانية.. الأهلي يطلب من اتحاد الكرة إقامة مباراة هوريا على استاد السلام في بيان رسمي
مدير اتحاد الجزائر يوضح سوء الفهم الذي أدى لمشكلة مباراة القوة الجوية.. وشكر خاص للمصري
قبل 19 عاما.. الإصابات تجبر توشاك على الدفع بحارس شاب يدعى "كاسياس"
ماني: الكل يتحدث عني وصلاح.. ويتجاهلون فيرمينو الذي يعمل مثل الحيوان
بعد الخسارة من إيران.. كوبر يعترف بقيامه بأخطاء في التدريبات