كتب : إسلام حسن
"ما حققناه ليس سهلا أريد الجميع أن يستمتعوا بما وصلنا إليه.. اللاعبون والجماهير، إنها لحظة تاريخية لنا.. إنها مجرد بداية". خافي جراسيا، المدير الفني لواتفورد بعد الفوز على توتنام.
عودة كبيرة حققها رجال جراسيا امام توتنام في الجولة الرابعة بعد التأخر بهدف، لتنتهي المباراة بتحقيق الانتصار الرابع في الدوري.. بداية تاريخية لفريق لم يتوقع أحد ما هم عليه الآن.
أرسنال "إيميري" لم يستقر بعد وجوارديولا نفسه سقط في فخ التعادل ومورينيو لا يزال مضطربا مع يونايتد، لا أحد مثل واتفورد إلا ليفربول وتشيلسي.
"الجيش الأصفر" كما تلقبه جماهيره لم يحقق الفوز في أول 4 مباريات له في الموسم سوى مرة واحدة ولم تكن في دوري القسم الأول. حدث ذلك في موسم 1988 – 1989 ليعود ويكرر الإنجاز ولكن على مستوى أعلى.
البداية المثالية لواتفورد في البريمييرليج جعلت جماهيره تحلم، هل يمكننا تكرار معجزة ليستر سيتي في 2016؟
مفارقة ليستر
عندما حقق ليستر سيتي لقب الدوري 2015 – 2016 كان الموسم السابق لهذه اللحظة التاريخية لا يبشر بمعجزة أبدا.
قبلها كان ليستر قد أنهى موسمه في الدوري بالمركز الـ14 برصيد 41 نقطة من 11 انتصار و8 تعادلات و19 هزيمة.. نتائج مخيبة للآمال، ولكن الموسم التالي كان لا ينسى.
ماذا عن واتفورد الموسم الماضي؟ تماما مثل ليستر في عدد النقاط والانتصارات والهزائم والتعادلات!
بالتأكيد من الصعب أن يتكرر ما فعله رجال كلاوديو رانييري قبل موسمين، ولكن تواجد واتفورد بين الـ6 الكبار ليس مستحيلا، وإن كنا قد تعودنا على المستحيل في كرة القدم.
إذا، ماذا فعل واتفورد للوصول إلى هذه الانطلاقة الرائعة؟
هدم إرث الماضي
معركة وسط الملعب
بعد سلسلة من النتائج السيئة لواتفورد حتى الجولة الـ27 في موسم 2017 – 2018 وبعد أن خسر الفريق 11 مباراة، قررت الإدارة الإطاحة بالمدير الفني ماركو سيلفا وتعيين جراسيا بدلا منه.
جراسيا لم ينتظر طويلا حتى حقق انتصارا تاريخيا على تشيلسي برباعية مقابل هدف، ولكن الفوز لم ينسيه ضرورة البحث عن الأخطاء.. خاصة أنه لم يغير كثيرا تشكيلة سيلفا!
بعد مرور 4 جولات منذ تعيينه في القيادة الفنية للفريق، تخلى جراسيا عن طريقة المدرب السابق باللعب بثلاثي وسط ملعب ، حيث قرر أن يخوض أغلب المباريات المتبقية له في الدوري بلاعبين فقط.
ثنائي هجومي
أيضا واتفورد خسر 7 مباريات مع جراسيا في نهاية الموسم الماضي بعد أن خاضها بمهاجم وحيد.. أندي جراي أو تروي ديني.
لم يفز واتفورد سوى على نيوكاسل في الجولة قبل الأخيرة، المباراة التي خاضها جراسيا بالثنائي الهجومي، ليقرر بداية من الموسم الحالي أن يستمر بالطريقة نفسها في كل المباريات التي خاضها والتخلي عن الجناح الأيمن ديولوفيو.
كل هذه التجارب كلفت جراسيا كثيرا في الموسم الماضي.
رقم بسيط يعكس كيف دفع المدرب الإسباني ثمن تجاربه للوصول إلى ما يريد في التشكيل (13 مباراة خاضها جراسيا مع واتفورد.. ولم يفز سوى في 4 فقط).
انتظر جراسيا كثيرا ولكن النتائج مبهرة.
يقول المدرب الإسباني: "خلال الموسم الماضي عانيت من 13 إصابة مختلفة، هذا أمر جنوني، ولكني احتجت الوقت للتعرف على اللاعبين والوصول إلى التشكيل المناسب".
أما خوسيه أوليباس ظهير أيسر واتفورد يقول: "الأمر مختلف تماما هذا الموسم، عندما أرى اللاعبين في التدريبات أستوعب أنهم أصبحوا مختلفين تماما"
"أعتقد أن جراسيا جعل اللاعبين يستوعبون أن تكون في البريمييرليج، إنه رجل رائع وشخص هادئ، الجميع يحبه هنا لأنه يعرف ما يريد، إنه دائما ما يشرح لنا ما يجب علينا فعله في الملعب.. يتحدث لكل لاعب فينا ولا يمل".
ماذا يجب على جراسيا أن يفعل كي يواصل النتائج الإيجابية بقدر المستطاع؟
بدأ رانييري مع ليستر في إحداث التغييرات بعد مرور 4 جولات خاصة في منتصف الملعب، بإقحام جوكان إلنر بدلا من من آندي كينج وإجراء تغييرات كالبدء بلاعب وسط واحد أو اثنين.
انطلاقة ليستر في الموسم التاريخي لم تكن مثل واتفورد حاليا في الفترة المماثلة، حيث فاز في مباراتين وتعادل في مثلهما..
أما جراسيا فلم يحدث أي تغييرات في الـ4 مباريات الماضية، خاض مباريات برايتون وبيرنلي وكريستال بالاس وتوتنام بالتشكيلة نفسها.
التحدي الذي ينتظر جراسيا هو مواصلة النتائج الإيجابية، وحال العمل بمبدأ المداورة سيضطر إلى إجراء التغييرات في منتصف الملعب، وهو ما لم يثبت نجاحه في الموسم الماضي.
"إنها مجرد بداية" هي الجملة التي قالها جراسيا وأثارت إعجاب جماهير واتفورد، أما الصفحة الرسمية للنادي وثقت كلمات معلق المباراة في اللحظات الأخيرة لمباراة توتنام...