كتب : علي أبو طبل
نحن على أعتاب توقف دولي هو الأول منذ نهاية كأس العالم، وقبل أن يحين ذلك فإننا على موعد مع مباريات الجولة الرابعة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
جولة قد تحدد الكثير، والخروج بمكاسب منها قد يرفع كثيرا من معنويات المنتصرين.
أما البعض فيخشى مخاطر أي هزائم محتملة فتلك الجولة، حيث قد يترتب عليها الكثير من التغيرات قبل العودة إلى الجولة الخامسة.
ما بين حسابات استمرار الانتصارات وتجنب الهزائم والبحث عن النقطة الأولى وصراع قمة الهدافين، ستنطلق الجولة الرابعة.
ماذا تحمل جولة ما قبل التوقف الدولي من تساؤلات؟
دعونا نستعرض ذلك في هذا التقرير.
- من يحقق العلامة الكاملة؟
3 جولات سابقة شهدت في مجملها تحقيق 4 أندية للعلامة الكاملة بواقع 9 نقاط من أصل 9.
حامل اللقب مانشستر سيتي لم يكن من تلك الأندية، حين سقط في فخ التعادل أمام ولفرهامبتون في الجولة الماضية.
ليفربول كان على قمة تلك الأندية بعدما انتصر في مبارياته الثلاثة، ويبقى الفريق الوحيد الذي لم تهتز شباكه في المسابقة حتى الآن.
توتنام هوتسبير بانتصار عريض في "أولد ترافورد" حقق ما حققه ليفربول، وكذلك تشيلسي تحت قيادة الإيطالي ماوريزيو ساري الذي خطف انتصارا ثالثا مثيرا في ملعب نيوكاسل يونايتد.
المفاجأة الأكبر كانت واتفورد الذي حقق 3 انتصارات متتالية في إنطلاقة هي الأفضل في تاريخ النادي على الإطلاق.
من يستمر في تحقيق العلامة الكاملة؟
هذا هو التحدي الجديد لتلك الأندية الأربعة في الجولة القادمة.
ليفربول يحل ضيفا على ليستر سيتي في ملعب "كينج باور"، بينما يستضيف تشيلسي فريق بورنموث في "ستامفورد بريدج".
أما في حالة توتنام وواتفورد، فلا بد من متعثر بينهما أو ربما كلاهما حين يلتقيان وجها لوجه في ملعب "فيكارج رود".
- هل ينجح هؤلاء في الحفاظ على توازنهم؟
مسألة الصدارة قبل فترة توقف هي مسألة معنوية قد يفتقدها حامل اللقب مانشستر سيتي بنهاية الجولة الرابعة حتى وإن حقق الانتصار على حساب نيوكاسل يونايتد.
لكن ذلك الانتظار المرتقب يساهم كثيرا في الحفاظ على ثقة المجموعة الساعية للحفاظ على اللقب، أو بمعنى أصح يساهم في الحفاظ على توازن نتائج الفريق وموقعه في جدول الترتيب.
يمتلك سيتي 7 نقاط في رصيده، وهو نفس رصيد نقاط بورنموث الذي يحقق انطلاقة رائعة بدون هزيمة في أول 3 جولات.
المهمة في الجولة الرابعة ستكون صعبة في ضيافة تشيلسي في "ستامفورد بريدج"، لكن كتيبة إيدي هوي ستتسلح بانطلاقة هذا الموسم القوية، بجانب ذكرى الانتصار الكبير بثلاثية نظيفة الذي حققه الفريق في زيارته الأخيرة لهذا الملعب في الموسم الماضي.
عدم الخسارة على الأقل سيكون مكسبا هائلا لكتيبة بورنموث قبل فترة التوقف.
ليستر سيتي، فريق آخر يسعى للحفاظ على مكتسباته في الجولات الثلاثة الأولى.
هزيمة في افتتاحية الموسم أمام مانشستر يونايتد في "أولد ترافورد" لم تقلل من عزيمة رجال كلود بويل الذين تمكنوا من تحقيق 6 نقاط متتالية في المواجهتين التاليتين.
المهمة صعبة في الجولة الرابعة حين يستضيفون ليفربول، وربما يكون الثعالب هم أول من يهز شباك حارس المرمى البرازيلي "أليسون" هذا الموسم.
- هل يكون الظهور الأول لهؤلاء؟
أبرمت الأندية العديد من الصفقات والانتدابات في موسم الانتقالات الصيفية، ورغم انقضاء 3 جولات إلا أنه هناك بعض الوجوه التي لم تظهر حتى الآن.
إيفرتون، فريق آخر ينجح في تجنب الهزائم حتى الآن، ولكنه فقد 4 نقاط بعد تعادلين وانتصار وحيد.
المهمة في الجولة الرابعة قد تكون في المتناول حين يستضيف هادرسفيلد تاون في "جوديسون بارك"، وانتصار ثان سيكون أمر رائع لكتيبة ماركو سيلفا.
عدة وجوه في صفوف إيفرتون لم تظهر بشكل أساسي بعد.
لقادمان من برشلونة، ياري مينا وأندري جوميز، يبحثان عن ظهورهما الأول بالألوان الزرقاء، حالهم كحال لوكاس دينيه الذي جلس احتياطيا في أول جولتين للمخضرم ليتون باينز.
في الجزء الأحمر من مدينة ليفربول، ورغم استقرار تشكيلة يورجن كلوب وانتصاراته الثلاث الأولى، فإن البرازيلي فابينيو لم يحقق ظهوره الأول بعد.
اللاعب الذي تألق طوال السنوات الماضية في صفوف موناكو الفرنسي يبدو ضمن خطط المدير الفني الألماني الذي أكد مرارا وتكرارا على ذلك، موضحا أنه لم يصل للجاهزية المناسبة بعد.
فهل يحصل اللاعب البرازيلي على فرصة ظهوره الأول؟
في الجولة الماضية، حقق أرسنال انتصاره الأول هذا الموسم على حساب ويست هام، ولكن يستمر التشيكي المخضرم بيتر تشيك أساسيا في حراسة مرمى الـ "جانرز".
الحارس التشيكي يبلي حسنا بعد أول 3 مباريات، ولكن الجميع ينتظر الظهور الأول للوافد الجديد، الألماني بيرند لينو.
هل تكون المواجهة القادمة في ضيافة كارديف سيتي فرصة مناسبة لظهور الحارس القادم من باير ليفركوزن؟
- هل يحقق أحد هؤلاء الانتصار الأول؟
7 أندية من أصل 20 تتنافس على لقب الدوري الممتاز هذا الموسم لم تنجح في تحقيق انتصارها الأول حتى الآن.
الاسوأ من ضمن هؤلاء هو فريق وست هام الذي تلقى 3 هزائم ويظل اسوأ خط دفاع حيث تلقت شباك الفريق 9 أهداف.
أندية نيوكاسل وساوثامبتون وبيرنلي وهادرسفيلد، كل منهم يمتلك في رصيده نقطة وحيدة من تعادل وهزيمتين.
مهمة نيوكاسل في البحث عن الانتصار الأول ستكون صعبة حين يحل ضيفا على مانشستر سيتي في ملعب "الإمارات"، ولن تقل مهمة هادرسفيلد صعوبة حين يحل ضيفا على إيفرتون.
مانشستر يونايتد يظل عقبة أمام بيرنلي الذي يتسلح بعامل ملعبه الصعب "تيرف مور" بحثا عن الانتصار الأول لغسل الأحزان الأوروبية بعد توديع مسابقة الدوري الأوروبي.
يونايتد الذي يمتلك في رصيده 3 نقاط فقط لا يرغب في تعثر جديد، حيث أن عدم تحقيق الانتصار سيعصف بآمال المنافسة على اللقب مبكرا ويصعب من مهام البرتغالي جوزيه مورينيو في موسمه، وربما لا نراه في مقعده بعد التوقف الدولي إن تحققت نتيجة سلبية.
بنفس رصيد نقاط يونايتد، يدخل كريستال بالاس مواجهته القادمة حيث يستضيف ساوثامبتون، فريق آخر باحث عن انتصاره الأول.
كارديف سيتي وولفرهامبتون، ناديان صاعدان حديثا ولم ينجحا في تحقيق الفوز الأول بعد كذلك، ولكن حالهما أفضل قليلا حيث يمتلك كل منهما نقطتين في رصيده من تعادلين وهزيمة وحيدة.
ولفرهامبتون يبدو منتشيا بتعادل مستحق في الجولة السابقة أمام حامل اللقب، وقد يحاول استغلال ذلك لخطف فوز في ملعب لندن الأوليمبي، والذي قد يصعب كثيرا من وضع مانويل بلجريني مع ويست هام وقد يجعله أول المديرين الفنيين الراحلين عن منصبهم.
كارديف سيتي يستضيف أرسنال، والمغزى ليس فقط تحقيق أول الانتصارات، بل وتسجيل أول الأهداف، حيث يظل الفريق الويلزي هو الوحيد من بين أندية هذا الموسم الذي لم ينجح في هز شباك المنافسين، حتى وإن كان قد نجح في الخروج بشباك نظيفة في آخر مواجهتين.
- كيف يتشكل صراع الهدافين؟
هداف الموسم الماضي، محمد صلاح، نجح في تسجيل هدفين بعد مرور أول 3 جولات، ولكنه لا يقع على قمة المسجلين.
3 أهداف هو الرصيد الأقصى من الأهداف حتى الآن، ويتشارك فيه 6 أسماء، هم: السنغالي ساديو ماني جناح ليفربول، والأرجنتيني روبيرتو بيريرا صانع لعب واتفورد، والبرازيلي ريتشارلسون صانع لعب ومهاجم إيفرتون، والأرجنتيني سيرجيو أجويرو مهاجم مانشستر سيتي، والصربي أليكساندر ميتروفيتش مهاجم فولام، والبرازيلي لوكاس مورا صانع لعب توتنام هوتسبير.
ريتشارلسون المنتشي بانضمامه لقائمة البرازيل في التوقف الدولي القادم لن يتمكن من زيادة غلته التهديفية في رابع الجولات بسبب الإيقاف الذي تعرض له بعد طرده في المباراة الأخيرة أمام بورنموث.
الأسماء الـ5 الأخرى أمامها الفرصة لزيادة رصيدها التهديفي، ومن بعدهم تشتد المنافسة في استمرار خطورة صلاح الهجومية ونجاح هاري كين في فك عقدة شهر أغسطس وتسجيله لهدفين، ولا يمكن اغفال وجود البلجيكي روميلو لوكاكو حتى وإن سجل هدفا وحيدا في 3 جولات حتى الآن، كأبرز المنافسين التهديفيين.