محمد عبد الوهاب.. الذي "مات في الأهلي"

الخميس 31 أغسطس 2006.

كتب : عادل كُريّم

الجمعة، 31 أغسطس 2018 - 11:39
محمد عبد الوهاب

الخميس 31 أغسطس 2006.

الأهلي يتدرب صباحا بدون لاعبي المنتخب الذين يستعدون للقاء بوروندي في تصفيات أمم أفريقيا.. المران يسير بشكل طبيعي وسط أجواء مرحة معتادة بعد الفوز بثنائية الدوري والكأس في هذا العام.

فجأة يسقط محمد عبد الوهاب أرضا.. أمير عبد الحميد يناديه ضاحكا أن يقوم سريعا لكنه لا يجيب.

يركض إليه طبيب الفريق إيهاب علي ثم يطالب بسيارة سريعا.. يبدو أن الأمر أكبر مما يتصور الجميع.

"منذ رأيته عرفت أنه يحتضر.. عاطفتي كانت تأبى التصديق لكن عقلي كان يقول لي هذا رجل يلفظ آخر أنفاسه" د .إيهاب علي.

الجميع ترك المران وانطلقوا إلى مستشفى مصر الدولي للاطمئنان على زميلهم الذي لم يكمل عامه الثالث والعشرين.. لكن النبأ المفجع جاء سريعاً من الداخل.

محمد مات.

شبكات الاتصالات في مصر اضطربت لساعات.. الخبر انتشر، وما بين مكذب ومصدوم وغير فاهم كانت مصر كلها انقلبت إلى حالة الحداد.

"لم أشعر في حياتي كلها بالصدمة لفراق إنسان كما شعرت بها في هذا اليوم.. طيلة وجودي في مصر بعد ذلك كانت غرفتي يزينها إطار به صورة ضخمة لمحمد عبد الوهاب.. وحتى اليوم هذا الإطار موجود في بيتي.. لقد فقدت جزء مني في هذا اليوم.. فقدت شيئاً لن أعوضه أبدا.. لا أعرف لماذا انتابني هذا الإحساس لكنه مازال يراودني كلما نظرت إلى صورته".. مانويل جوزيه مدرب الأهلي السابق.

محمد عبد الوهاب الذي ولد في سنورس بالفيوم في الأول من أكتوبر 1983 قبل أن يتم عامه الثامن عشر كان يلعب للفريق الأول بنادي الألومنيوم في نجع حمادي.

موهبته أجبرت مدرب منتخب الشباب حسن شحاتة على ضمه لصفوف الفريق الذي توج بلقب كأس الأمم الأفريقية للشباب في بوركينا فاسو 2003، ثم بلغ دور الستة عشر في كأس العالم للشباب بالإمارات في العام ذاته.

لم يعد عبد الوهاب من الإمارات بعد أن التقطته أعين نادي الظفرة، الذي وجد فيه مشروعا جيدا للمستقبل.. لكنه لم يرتد قميص الظفرة أبدا، بعد أن أعاره النادي الإماراتي إلى إنبي.

من بوابة النادي البترولي دخل عبد الوهاب منتخب مصر مع الإيطالي ماركو تارديللي ليخوض مباراته الدولية الأولى، بل ويسجل فيها هدفه الأول (والأخير) لمصر في مرمى السودان بتصفيات مونديال 2006.

في صيف 2004 وجد فيه جوزيه عنصرا هاما في مشروع بناء فريق لمستقبل الأهلي، فضمه الفريق الأحمر بعقد إعارة لعامين من الظفرة وبينما لم تكن بدايته سهلة لوجود عملاق أنجولي إسمه جيلبرتو، إلا أن عبد الوهاب بدأ تدريجياً يفرض نفسه على تشكيلة الأهلي الأساسية، وجاءت إصابة جيلبرتو في وتر أكيليس لتمنحه فرصة العمر.

لقبان للدوري، ولقب لكأس مصر، واثنان للسوبر المصري.. دوري أبطال أفريقيا وكأس السوبر الأفريقي كانت حصيلة عبد الوهاب في موسمين مع الأهلي وبينهما حقق كأس الأمم الأفريقية 2006 مع الفراعنة، وسجل ركلة ترجيح حاسمة في المباراة النهائية أمام كوت ديفوار.

بنهاية موسم 2005-2006 انتهت فترة إعارة عبد الوهاب من الظفرة للأهلي الأخير استغل بندا في التعاقد لينقله لصفة البيع، لكن الظفرة رفض هذا البند ليصر على الإبقاء على اللاعب وبيعه بمبلغ أعلى من المتفق عليه مع الأهلي.

"وعدت الأهلي أن أستمر معه.. ولن أخلف وعدي مهما كان الإغراء المادي سأنهي كل شيء مع الظفرة وأستمر بالقميص الأحمر.. مجنون من يفتري على نعمة الأهلي" آخر حوار لمحمد عبد الوهاب..

الأزمة اشتعلت وكبرت.. ثم بدت وكأنها في طريقها للحل باتفاق ودي بين الأهلي والظفرة واللاعب بدأ المران مع الفريق الأحمر استعدادا لمباراة الصفاقسي في دوري أبطال إفريقيا.

لكن بدلاً من اللعب أمام الصفاقسي، دخلت جماهير النادي التونسي ستاد القاهرة بلافتة مكتوباً عليها "إنا لله وإنا إليه راجعون".. بينما كان لاعبو الأهلي يقبلون الشارات السوداء بعد هدفي أبو تريكة وفلافيو.

الأهلي التقى الصفاقسي مرة أخرى في نهائي دوري أبطال أفريقيا 2006.. في ملعب رادس كان الجمهور التونسي يطلق صافرات الاستهجان ضد لاعبي وجماهير الأهلي فجأة تحولت الصافرات إلى تصفيق حار من كل من كان موجوداً بالملعب.. حينما بدأت جماهير الأهلي تعلق صورة عبد الوهاب في مدرجها.. نفس الصورة التي ركض إليها اللاعبون ليحتفلوا باللقب الأفريقي بقراءة الفاتحة لزميلهم..

حكاية عبد الوهاب تلخصها والدته في جملة واحدة.

"محمد كان بيموت في الأهلي.. لغاية ما مات فيه".

اقرأ أيضا:

قائمة الزمالك – عودة عبد الله جمعة ومصطفى فتحي.. واستبعاد كهربا أمام إنبي

بالفيديو - كوكا يسهم في تأهل أولمبياكوس لمجموعات الدوري الأوروبي

خبر في الجول – باكاماني إلى صن داونز "الصفقة الأكبر في تاريخهم وامتيازات خاصة للأهلي"

قرعة الأبطال – زملاء الأمس.. والعودة إلى الديار كأعداء

بعد فوز مودريتش بالجائزة.. إعلان الترتيب النهائي للأفضل في أوروبا

طريق ليفربول في دوري الأبطال – البداية والنهاية في أنفيلد