كتب : علي أبو طبل
على أضواء تتويج الكرواتي لوكا مودريتش بجائزة لاعب العام في أوروبا لعام 2018، تم إجراء قرعة دوري أبطال أوروبا لموسم 2018/2019.
إمارة موناكو الفرنسية كانت شاهدة على الإعلان عن مواجهات قوية في دور المجموعات لهذا العام في ظل عدة مجموعات قوية يمكن وصفها بمجموعات الموت.
من ضمن تلك المجموعات، بل وعلى قمتها، جاءت المجموعة الثالثة من البطولة التي ضمت باريس سان جيرمان على رأسها، وفي رفقته نابولي الإيطالي وليفربول الإنجليزي –وصيف حامل اللقب في الموسم الماضي- والنجم الأحمر الصربي.
جماهير غفيرة ستشعل حماس تلك المواجهات في ملاعب "حديقة الأمراء" و"سان باولو" و"أنفيلد" تحديدا، وحماسة الجماهير الصربية كذلك لا يمكن إغفالها.
في ظل تلك المواجهات القوية، ما أهم الأحداث التي ننتظرها في هذه المجموعة؟
- معركة هجومية ضارية
هذا ما يمكن تسليط الضوء عليه بدرجة كبيرة خلال مواجهات تجمع نابولي وليفربول وباريس سان جيرمان تحديدا.
نادي العاصمة الفرنسية يضم ثلاثيا هجوميا قد يكون الأغلى في العالم، وهم البرازيلي نيمار والأوروجوياني إدينسون كافاني والفرنسي الشاب كيليان مبابي.
هذا الثلاثي سجل مجتمعا 87 هدفا في مختلف البطولات خلال الموسم الماضي، فأين يقع من مواجهة رقمية مع ليفربول في الموسم الماضي؟
محمد صلاح كان أفضل هدافي ليفربول في كل البطولات بتسجيله 44 هدفا، ليشارك ضمن إجمالي 91 هدفا تم تسجيلهم عن طريقه بجانب زميليه، السنغالي ساديو ماني والبرازيلي روبيرتو فيرمينو.
قوة هجومية كبيرة أظهرها نابولي في الموسم الماضي تحت قيادة مديرهم الفني السابق ماوريسيو ساري، ولكن لا يمكن مقارنة الفريق الإيطالي رقميا بالثنائي السابق، حيث سجل الثلاثي دريس ميرتينز ولورينزو إنسيني وخوسيه كاليخون إجمالي 48 هدفا فقط كأفضل 3 هدافين للفريق.
من بين تلك الكتائب الهجومية، من يستطيع نصر فريقه في منافسات تلك المجموعة؟
- كلوب وتوخيل.. مواجهة تتجدد
عند الحديث عن المواجهات السابقة ما بين فريقي ليفربول وباريس سان جيرمان، فإننا لا نجد سوى مبارتين فقط خلال بطولة كأس الإتحاد الأوروبي لعام 1997.
نصف نهائي البطولة جمع باريس سان جيرمان أمام ليفربول.
انتصر باريس في "حديقة الأمراء" ذهابا بثلاثية نظيفة، وفي "أنفيلد" إيابا لم تكن ثنائية أصحاب الأرض كافية لقلب الطاولة، ليتأهل الفريق الفرنسي للمباراة النهائية ويخسر فيما بعد أمام برشلونة الإسباني في النهائي.
المواجهة تتجدد بعد قرابة 21 عاما، حيث تشهد مواجهة فنية بين رجلين ألمانيين، يورجن كلوب وتوماس توخيل.
وعند الحديث عن هذين الرجلين، فإنها يمتلكان تاريخهما الخاص بينهما.
بدأ كلوب مسيرته التدريبية في ماينز، وعند رحيله إلى بوروسيا دورتموند جاء توخيل بدلا منه.
سنوات من التألق في "سيجنال إيدونا بارك" آن لها أن تنتهي لكلوب قبل 3 مواسم، ليخلفه توخيل أيضا.
خلال فترته في ليفربول، التقى كلوب مع توخيل وجها لوجه في مباراة جمعت الفريق الإنجليزي مع بوروسيا دورتموند الألماني في ربع نهائي الدوري الأوروبي لموسم 2015/2016.
تعادل إيجابي ذهابا في ألمانيا كان أمرا جيدا لليفربول، ولكن الدراما لعبت ألاعيبها في "أنفيلد".
كان الضيف الألماني متقدما بنتيجة 3-1 مع حلول منتصف الشوط الثاني، وقريبا للغاية من التأهل إلى نصف النهائي قبل أن يقلب رجال كلوب الطاولة على فريقه القديم، ويحققوا انتصارا متأخرا بنتيجة 4-3.
هل تتذكر هدف ديجان لوفرين؟
كانت تلك المواجهة ختاما مؤقتا لسلسلة تضم 12 مواجهة سابقة بين الرجلين، انتصر كلوب في 8 منها وتعادلا في 3 بينما انتصر توخيل في مواجهة وحيدة، وتحديدا في 10 إبريل 2010 حين انتصر ماينز على بوروسيا دورتموند بهدف نظيف.
المواجهة تتجدد في مناسبتين خلال مرحلة المجموعات هذا الموسم بين الرجلين، فهل يجد توخيل طريقه إلى الانتصار الثاني؟
- خبرات كارلو أنشيلوتي الأوروبية
الموسم الماضي كان رائعا لنابولي على المستوى المحلي، ورغم عدم تحقيق ألقاب في النهاية إلا أن كتيبة ماوريزيو ساري قدمت مستويات رائعة وكانت قريبة من إزاحة يوفنتوس من على عرش الكرة الإيطالية.
من أجل ذلك الأداء القوي محليا، ضحى ساري بمسيرة الفريق الأوروبية، فودع دوري الأبطال من دور المجموعات قبل أن يودع دور الـ32 من الدوري الأوروبي كذلك.
لم يصل نابولي طوال تاريخه الأوروبي لأبعد من ربع النهائي في بطولة دوري أبطال أوروبا خلال موسم 1962/1963، وفي موسم 2014/2015 بلغ الفريق نصف نهائي بطولة الدوري الأوروبي كأفضل إنجاز أوروبي له.
الآن يستعين الفريق بخبرات كارلو أنشيلوتي، فهل يحقق التوازن المطلوب على مدار الموسم؟
الرجل الخبير بدوري الأبطال رفع كأس البطولة في 3 مناسبات، 2 منها مع ميلان في مواسم 2002/2003 و2006/2007، ومرة وحيدة كانت منتظرة بشدة مع ريال مدريد في موسم 2013/2014.
يحقق نابولي تحت قيادة ذي الـ59 عاما انطلاقة جيدة محليا، فهل يستمر الأداء القوي أوروبيا في ظل مجموعة بهذه القوة؟
هل يستطيع الفريق المرور من دور المجموعات تحت قيادته، وإن عبر فإلى أين يمكن للفريق الإيطالي أن يصل؟
- عودة إلى حديقة الأمراء
كارلو أنشيلوتي يعود إلى ملعب "حديقة الأمراء" حيث قاد فريق العاصمة الفرنسية من قبل في موسمين، وساهم في تتويجهم ببطولة الدوري الفرنسي خلال موسم 2012/2013 للمرة الأولى بعد غياب لعقود، والتي كانت بداية لسيطرة الفريق محليا لسنوات متتالية.
في موسمه الثاني في فرنسا، قاد أنشيلوتي باريس سان جيرمان إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا قبل الخروج أمام برشلونة بفارق الأهداف الاعتبارية بعد التعادل بنتيجة 3-3 في مجموع المواجهات، وهي أفضل نتيجة أوروبية للفريق في إطار مشروعه الجديد.
الآن يعود أنشيلوتي إلى باريس ولكن كمنافس هذه المرة.
ليست العودة الأولى إلى هناك، حيث عاد في الموسم الماضي حين كان يقود بايرن ميونيخ في دور المجموعات، وخسر بثلاثية نظيفة ضد فريقه السابق في ملعب "حديقة الأمراء"، ولم يكن الوقت كافيا ليتواجد في مباراة الإياب في "أليانز أرينا" حيث كان قد رحل عن قيادة الفريق.
تلك كانت المواجهة الوحيدة ضد باريس سان جيرمان طوال مسيرة أنشيلوتي، ولكنه يمتلك 8 مواجهات سابقة ضد ليفربول بألوان ميلان وتشيلسي وريال مدريد.
المواجهة الأولى، والأشهر، كانت في أسطنبول خلال موسم 2004/2005، حين التقى ميلان مع ليفربول.
يمكنك تذكر عودة ليفربول التاريخية خلال الشوط الثاني بعد التأخر بثلاثية نظيفة مع نهاية الشوط الأول.
كانت تلك هزيمة أولى ضمن 3 هزائم فقط تعرض لها أنشيلوتي ضد النادي الإنجليزي، بينما تفوق عليهم في 5 مواجهات أخرى، كان آخرها في موسم 2014/2015 حين قاد ريال مدريد للتفوق على ليفربول بهدف نظيف في "سنتياجو برنابيو".
فكيف تكون المواجهتين التاسعة والعاشرة بألوان فريق رابع ضمن سلسلة لقاءاته مع الـ "ريدز"؟
ستكون مواجهته الأولى وجها لوجه مع يورجن كلوب.
- كيف تكون عودة النجم الأحمر؟
منذ التتويج التاريخي بالبطولة الأوروبية في موسم 1990/1991، لم يتمكن فريق النجم الأحمر الصربي من بلوغ دور المجموعات سوى في الموسم التالي فقط، بينما اقتصرت مشاركاته فيما بعد على التواجد في التصفيات الأولى من بطولتي دوري الأبطال والدوري الأوروبي فقط.
العودة القوية لأضواء أوروبا بدأت في الموسم الماضي مع بلوغ الفريق لدور الـ32 لبطولة الدوري الأوروبي، وهذا العام يعود الفريق الصربي لمرحلة مجموعات دوري أبطال أوروبا بعد قرابة الـ 27 عاما من الغياب.
العودة تمثلت في تواجده في إحدى مجموعات الموت، حيث تبقى أفضل آماله هي الصراع على المركز الثالث من أجل استكمال الموسم في بطولة الدوري الأوروبي.
من بين المنافسين الـ3، لا يمتلك النجم الأحمر أي مواجهات سابقة سوى ضد ليفربول الإنجليزي.
مواجهتان سابقتان انتصر الفريق الصربي في كليهما بنسبة 100% من إجمالي المواجهات.
كان ذلك خلال ثمن نهائي بطولة أوروبا للأندية لموسم 1973/1974، حيث انتصر الفريق السلبي ذهابا على ملعبه بنتيجة 2-1، وكرر تفوقه في "أنفيلد" بالنتيجة ذاتها.
مرت عقود وتغيرت أسماء وأزمنة، فهل يعادل ليفربول تأخره التاريخي ضد الفريق الصربي خلال مواجهتين بدور المجموعات هذا الموسم؟
اقرأ أيضا:
قائمة الزمالك – عودة عبد الله جمعة ومصطفى فتحي.. واستبعاد كهربا أمام إنبي
بالفيديو - كوكا يسهم في تأهل أولمبياكوس لمجموعات الدوري الأوروبي
خبر في الجول – باكاماني إلى صن داونز "الصفقة الأكبر في تاريخهم وامتيازات خاصة للأهلي"
قرعة الأبطال – زملاء الأمس.. والعودة إلى الديار كأعداء
بعد فوز مودريتش بالجائزة.. إعلان الترتيب النهائي للأفضل في أوروبا
طريق ليفربول في دوري الأبطال – البداية والنهاية في أنفيلد