كتب : رامي جمال
"أعلم أن الأمر صعب لأنكم ترغبون بالفوز لكن عليكم أن تلعبوا بشجاعة من أجل ما بعد النهائي فما الجيد إن وصلنا للنهائي ولم نفعل ما فعلناه طوال الموسم؟" بيب جوارديولا في إحدى محاضراته للاعبي مانشستر سيتي.
هنا في أقصى شمال إنجلترا تقع مدينة مانشستر حيث كان اللون الأحمر هو السائد لها على مر التاريخ ولكن منذ عام 2008 تغير كل شيء وأصبح اللون الأزرق يزداد بريقا أكثر فأكثر مع مرور الأيام.
أصدرت شركة "أمازون" الأمريكية للتسويق فيلما وثائقيا من ثمانية أجزاء تحت عنوان "الكل أو لا شيء مانشستر سيتي" عن موسم السيتيزينز التاريخي 2017-2018 والذي توج فيه بالدوري بأكثر من 100 نقطة وذلك بوضع كاميرات تراقب محاضرات اللاعبين وتدريباتهم وكل شيء خلال ذلك الموسم وحتى من ضمنها لحظات الإخفاق.
والآن يصطحبكم FilGoal.com في رحلة في ذلك الموسم الذي قاد فيه جوارديولا سيتي لمعانقة المجد.
كان مانشستر سيتي فريقا ليس بالتاريخ الكبير في إنجلترا فهو لم يتوج بالدوري سوى مرتين فقط عبر تاريخه وظل فترة كبيرة يقبع في الدرجة الثانية.
لكن في عام 2008 سيطرت شركة أبو ظبي للاستثمار على النادي وهنا كانت اللحظة الفارقة التي غيرت كل شيء.
"طموحنا كل عام يتكرر أن نفوز بالدوري وأن نصل لأبعد مرحلة في دوري أبطال أوروبا" خلدون المبارك رئيس مانشستر سيتي.
"إنه يمثل كل شيء نأمله إنه عبقري" خلدون المبارك متحدثا عن بيب جوارديولا.
"لو سأوصفه بكلمه واحدة فهي يهتم بالتفاصيل" كيفن دي بروين لاعب مانشستر سيتي متحدثا عن جوارديولا.
لكن لماذا قرر جوارديولا تدريب مانشستر سيتي؟ قال المدرب الإسباني: "إن أتيحت لك فرصة القدوم إلى هنا للعب في البريميرليج فيجب أن تفعل ذلك من ناحية الصورة والعرض وكل شيء".
موسم للنسيان وبداية العودة
في موسمه الأول مع مانشستر سيتي خرج جوارديولا خال الوفاض من كل البطولات للمرة الأولى في مسيرته التدريبية التي بدأت مع برشلونة في عام 2008 ونجاحه الوحيد كان ضمان التأهل لدوري أبطال أوروبا.
وعن ذلك تحدث خلدون المبارك "الضغط الذي واجهه أعتقد أن هناك تحديات لم يتعامل معها بشكل احترافي كمدرب".
أما جوارديولا فقال: "المشكلة كان السؤال الدائم حول الغرور والتكبر، كل الفرق العظيمة مغرورة".
وأضاف "البهجة الوحيدة للمدرب هي أن يرى فريقه يلعب كما يريد تماما".
وقال في إحدى تدريباته للاعبين: "مازلنا نخسر تمرير بسيط يا رفاق، التمرير يعطينا الثقة إنه يعطينا كل شيء ركزوا على المساحات الصغيرة".
تمثلت بداية العودة حينما فتح مانشستر سيتي خزائنه لضم أي لاعب يريده جوارديولا والهدف هو استعادة لقب الدوري الإنجليزي.
ضم جوارديولا بنجامين ميندي وكايل ووكر ودانيلو من أجل تدعيم دفاعه وباللعب بالطريقة التي يحبذها البناء من الخلف والتمرير الأرضي السريع بل وأضاف إليهم حارس يجيد اللعب بقدميه ايضا هو إيديرسون بالإضافة للاعب خط الوسط بيرناردو سيلفا.
وقبل انطلاق الموسم في مباراته الأولى علق جوارديولا "ما أفتقده كثيرا هو أن أكون في غرفة خلع الملابس قبل المباراة مباشرة فهي أفضل مكان للتواجد به بعد الملعب عندما يمزح اللاعبون ويتشاركون اللحظات السيئة وينتقدون المدرب حتى، أحب غرفة ملابس بها ضجة قبل اللقاءات أعتقد أن ذلك يحفزهم بشكل جيد".
وأضاف "أتعلم ليس لدي الأجوبة على كل شيء لكن حتى لو لا أعرف الإجابة فأنا أتصرف كأني أعرفها أمام اللاعبين أعتقد أن ذلك يعطيهم ثقة في الملعب، هم أحيانا يسألوني في شتى مناحي الحياة وهنا أكون لهم كالأب والأخ والابن وأحاول إعطائهم نصيحة يتمناها أي شخص في حياته".
اكتساح ليفربول
كان على مانشستر سيتي أن يواجه اختبارا صعبا في مراحل مبكرة من الدوري الإنجليزي بملاقاة ليفربول في ملعب الاتحاد والدفاع أمام الثلاثي السريع محمد صلاح وساديو ماني وروبرتو فيرمينو.
وتحدث جوارديولا في المحاضرة الفنية قائلا: "سأشرح لكم كيف يهاجم ليفربول، هذا فريق جيد في الركض وهم يأتون من الخلف لذا علينا التركيز جيدا في الملعب".
وتابع "ماني وصلاح يحاولون اختراق المساحة بين الظهير الأيسر وقلب الدفاع وهنا علينا التركيز فهم يتمتعان بسرعة كبيرة للغاية".
وأردف "لكن حتى عندما يكون على ظهيرنا التقدم يجب أن يجاور خط الملعب ليصعب المهمة أكثر عليهم ونضغطهم من الأمام".
والنتيجة؟
اكتسح مانشستر سيتي ضيفه ليفربول بخماسية دون رد ووجه إنذارا شديد اللهجة لمنافسيه.
لقطة كادت تغير الموسم
كان قطار سيتي يسير بشكل جيد وكان عليه مواجهة كريستال بالاس في ملعب الاتحاد، وضيفه كان يعاني الأمرين ويحتل المراكز الأخيرة في جدول الترتيب.
كل شيء يشير إلى فوز سهل لسيتي.
لكن ما حدث هو إصابة ميندي خلال اللقاء وبدا إنها شيء خطير، وأكدت الفحوصات فيما بعد وجود قطع في الرباط الصليبي وحاجته للعلاج لستة أشهر.
وتحث ميكيل أرتيتيا المدرب في جهاز جوارديولا "هناك أشياء أنت تعد لها خطة لكن أحياتا لا تستطيع الالتزام بها لذا إصابة ميندي جاءت في وقت صعب فنحن ليس لدينا بديل له".
هنا اجتمع قادة مانشستر سيتي لمناقشة كيف سينقذون الفريق خلال الانتقالات الشتوية بسبب عدم وجود بديل.
إسقاط حامل اللقب
كان على سيتي مواجهة اختبارا ثانيا قويا في الدوري الإنجليزي بعد جولات قليلة من لقاء ليفربول وتلك المرة هو سيواجه حامل اللقب تشيلسي في ملعبه ستامفورد بريدج.
وكان على دي بروين تحمل مسؤولية الفريق في ذلك اليوم في ظل غياب ميندي وكومباني للإصابة وعليه قيادة دفة الفريق الهجومية.
وعن دي بروين تحدث جوارديولا "هو مميز للغاية هو خجول خارج الملعب ولا يتحدث كثيرا ولكنه في الملعب مختلف كليا فهو قوي جسديا ويمكنه القيام بأي شيء ولا يشعر بالضغط هو أحد قادة الفريق الآن ويستحق ذلك لأنه يتحمل الكثير من المسؤولية في الملعب".
وقال أرتيتا: "هو يفهم اللحظات المهمة في المباراة ويثق في نفسه كفاية ليقول سوف أتعامل مع ذلك الأمر".
أما فينسنت كومباني قائد سيتي فقال: "إنه لاعب هام للغاية يعرف الجميع ويرى اللعب قبل الجميع وإن كان لديه خطة للعبة ما في ذهنه فهو يمكنه إغلاق عينيه ويعثر على اللاعبين".
وبالفعل حقق دي بروين المطلوب منه وبسبب قذيفته انتصر سيتي على تشيلسي في ستامفورد بريدج بهدف دون رد.
انتصار كان يعني أن الفريق أصبح يسير بخطوات ثابتة وبقوة نحو اعتلاء جدول الترتيب وبفارق مريح عن أقرب منافسيه.
وقال جوارديولا عقب الانتصار: "أعتقد اللاعبون الآن إنهم جيدين وهذا لن يتغير طوال الموسم وهذا لا يعني الفوز باللقب لكن حتى إن لم نفز به فهم يعلمون إننا جيدين وإننا افضل من الآخرين".
لتكون الأفضل عليك التغلب على الأفضل ومن أجل ذلك كان على سيتي مواجهة اختبارا صعبا أمام غريم ظل هو المسيطر على إنجلترا وأوروبا لبعض السنوات.. مانشستر يونايتد.
"لدينا جيران هنا لمدة 15 أو 20 عاما فازوا بكل شيء أعتقد أن التحدي الأكبر لي هو تغيير ذلك".
انتظروا الحلقة الثانية من الكل أو لا شيء مانشستر سيتي.