كتب : مصطفى عصام
لا يمكن تصور التسعينيات بدون الثنائيات تلك، محسن صالح وأندية القناة.. حسام وإبراهيم، الجوهري وفتحي مبروك، تشيرنو مانساري وأميدو كريم.
حقيقة لم يتزامل الإثنين معا في فريق واحد طيلة فترة احترافهما بمصر، ولكن كونا ثنائي متفاهما بمنتخب سيراليون صحبة نجم إنتر ميلان محمد كالون، وكانا الاثنين أحد محاور أحداث هامة طالت الكرة المصرية بالتسعينيات وأوائل الألفية، وشكلا بالطبع عائقا أمام مذيعي الراديو والتلفزيون في نطق أسمائهما. "تشيرنو باساريا وميدو كريم".
FilGoal.com حاور من قبل تشيرنو مانساريا عن فترته بمصر وقصة هدف أغضب أحمد شوبير، ويأتي الدور اليوم على أميدو كريم مهاجم منتخب سيراليون الأسبق ومدرب المنتخب حاليا، ولعب لجمهورية شبين وغزل السويس قبل أن ينهي مشواره بنادي إنبي.
في البداية، كيف ظهر أميدو كريم ولعب للدوري المصري؟
"كنا أفضل جيل أتي في تاريخ سيراليون، الإنجاز الأبرز للبلاد هو التأهل مرتين لكأس الأمم الافريقية أعوام 1994 بتونس و1996 بجنوب إفريقيا وكنت عضوا بارزا لهذا الجيل وبديلي محمد كالون صاحب الـ 16 عاما، لعبت بطولة جيدة في أمم إفريقيا 1994 تحت قيادة المدرب المصري مصطفى عبد الغالي، فطلب بشكل شخصي من فريقي السيراليوني "مايتي بلاكبول" بأن أذهب مع زميلي تشيرنو إلى مصر للاختبار في نادي القناة".
- الاختبارات مع القناة ولكن البداية مع فريق جمهورية شبين، كيف كان ذلك؟
"لم يقتنع بي مدرب القناة -أنور سلامة وقتها- واقتنع بتشيرنو فقط، فذهب بي كابتن مصطفى إلى صديقه خميس دويدار مدرب جمهورية شبين الذي تعاقد معي دون اختبارات لنقص المهاجمين، كان ذلك في بدايات موسم 1994-1995".
-بدايات موسم 1994-1995 كانت مميزة لك للغاية، وماذا عن علاقتك بخميس دويدار وجماهير المنوفية؟
"سجلت أربعة أهداف، هذا الرقم قد يستهن به البعض ولكنه رقم كبير مقارنة بأن هداف الدوري المصري أنهى المسابقة برصيد 10 أهداف، كانت انطلاقتي أمام منتخب السويس في الأسبوع الرابع، وسجلت أمام الأوليمبي أحد أجمل أهدافي بتسديدة من 35 ياردة هذا الموسم ما جعلني أحجز مكانا أساسيا بالتشكيل".
"أعتبر خميس دويدار هو أبي الروحي دون شك، في موسم واحد معه أثبت تفوقه على مدربين كبار مثل آلان هاريس وهيديكوتي وراينر هولمان في مباريات كثر، كل اللاعبين كانوا إخوتي وخصوصا هاني يونس وخالد جلال فلقد قضينا أوقات رائعة في منازلنا معا، أما جماهير المنوفية فارتبط معها بذكريات لا تنسى فقد كنت أشهر شخص بالمدينة أنا وصديقي عصام شعبان ولازلت أتذكر هتافهم الشهير "أميدو.. تعالي".
- موسم 1995-1996، أتتذكر تلك الصورة، وما سر هذا الطاقم المميز لجمهورية شبين؟
"أود أن أصحح لك مفهوما بالبداية، النادي اسمه نادي الجمهورية بشبين الكوم، كنا الفريق الوحيد الذي يتميز بأن طاقمه الأساسي مشابه لإيه سي ميلان والاحتياطي مشابه لإنتر ميلان، أما عن تلك الصورة فقد كنت متألقا هذا الموسم وأحرزت ستة أهداف منها هدفين بالأهلي والزمالك، ولكن هدفي بالأهلي كان له طعم خاص لأنه كان هدف التعادل بالدقيقة 89، وهنا نعترض على إلغاء هدف صحيح لزميلي محمد سعيد رحمه الله يحسم لنا المباراة ولكن ألغي بداعي التسلل.
- في مجلة الأهرام الرياضي أوائل عام 1996، صرحت أن البقاء في شبين أفضل من الترحال لأوروبا وتحديدا للسويد؟
"هذا ليس صحيحا بالطبع، قبل الذهاب لكأس الأمم بجنوب إفريقيا، عسكرنا بالسويد استعدادا للبطولة، وقتها قدم لي أحد الأندية عرضا للهروب من شبين والاحتراف بالسويد، ولكني رفضت لأني أمتلك عقدا في نادي الجمهورية مستمر لسنتين، وكنت أحترم الإدارة كثيرا التي لم تبخل علي في يوم".
- خلال فترة تواجدك بشبين هل وصلتك عروض من قبل الأهلي والزمالك؟
"لا مطلقا، أتت لي عروض من الترسانة والإسماعيلي فقط، ولكن فضلت البقاء في شبين، لو كنا نمتلك أموال كافية هذا الوقت مع مجموعة اللاعبين لأحرزنا لقب الدوري بسهولة.. كنت أؤمن بذلك، في نهاية عقدي للأسف هبطت شبين للقسم الثاني، فانتقلت وقتها لنادي غزل السويس الصاعد حديثا للدوري الممتاز".
-ولكن هبطت بنهاية الموسم وظللت مع الفريق سنتين بدوري المظاليم؟
"كنت مصابا أغلب الموسم ولم ألعب سوى أخر 8 مباريات أحرزت ثلاثة أهداف وقتها، كنا نصارع من أجل البقاء ولعبنا مباريات ممتازة أذكر منها أمام مزارع دينا وفزنا 3-1 بعد سلسلة خسارات متتالية ولكن للغرابة خسرنا منهم 4-2 بالدور الثاني، وكذلك أمام المنصورة أيضا وفزنا 3-2 وكان يحرس الفريق وقتها صديقي بريما كمارا رابع محترف سيراليوني بمصر بعدي أنا وتشيرنو، وتعادلنا أيضا مع الزمالك، في النهاية كنا أخر الهابطين بفارق الأهداف عن بلدية المحلة، كان موسم مأساوي للغاية".
"أما عن بقائي بالغزل في دوري الدرجة الثانية، فلم تأت عروض لشرائي، سوى محادثات شفهية مع مسؤولي المنصورة لم تتم، إلى أن صعدنا موسم 2001-2002".
- تبقى من أكثر الذكريات إيلاما لجماهير الأهلي هي مباراة الافتتاح مع غزل السويس، الفريق وقتها كان قد حقق انتصارا مدويا في مباراة القرن أمام ريال مدريد، وانتصارا خارج دياره أمام بيترو أتليتكو، حدثنا عن تلك المباراة؟
هي مباراة تعد شهادة ميلاد لصديقي محمود النادي وسامح العيدروسي، كان لاعبا صغيرا صاعدا، وكانت انطلاقة الأهلي مع البرتغالي مانويل جوزيه تحتل مساحات واسعة من الصحافة، تكاتفنا مع مديري الفني "ميمي فريد" من أجل أن تكون انطلاقة من أجل الشهرة، استغللنا الرياح خصوصا في الشوط الثاني وحققنا هدفين برأسيتين محكمتين، وقتها انتشرت لي صورة بالجرائد وأنا أحتفل مع محمود بهدفي وكتب علي "قاهر قاهر ريال مدريد".
-ولكن هبط الغزل في نهاية الموسم؟
"لم نستثمر البداية الجيدة، انتصرنا في أول ثلاث مباريات من أصل خمس، وبدأ الانهيار بالخسارة لثلاث مباريات متتالية أبرزها رباعية أمام الإسماعيلي بطل الدوري ورباعية ثانية أمام غزل المحلة، استعدنا بعدها توازننا ولكن انهارنا بالكامل في الدور الثاني".
-أيهما أكثر إيلاما لك، هبوط غزل السويس بفارق الأهداف في أول موسم لك، أم هدف الوكيل سلامة بأخر موسم لك؟
"هدف الاتحاد بالطبع عن طريق الوكيل سلامة، كان الفوز لنا يؤمن بقائنا بالدوري ويهبط الاتحاد بديلا، تقدمنا بهدف أول عن طريق هاني كامل على ما أذكر، وللأسف تعادل الوكيل سلامة في الدقيقة 94 لنهبط بعد موسم كنا أفضل فيه بالتأكيد من الاتحاد بفارق نقطة".
-أين اختفى أميدو كريم بعد هذا الموسم؟
"كانت أوقاتي في مصر تبدأ في الخفوت، لعبت بعدها موسما في إنبي ولكن لم أشارك سوى لدقائق قليلة للغاية، وكنت وصلت وقتها لعمر 29 عاما فرجعت لسيراليون ثانية ثم اعتزلت الكرة".
-فترة طويلة بمصر تصل لثمان سنوات كواحد من أكبر المعمرين الافارقة بمصر، ترى من الأفضل من اللاعبين المصريين ممن شاهدت؟
"محمد بركات برأيي كان غير قابل للإيقاف في تلك الفترة، مذهل دون شك".
-في نهاية الحوار.. أشعر بأنك تدين كثيرا لفترة شبين.. أليس كذلك؟
"أفضل أيام حياتي بالطبع، كنت فتى المنوفية الأول، في أقرب فرصة سأزور مصر وأزور النادي".
طالع أيضا
استرجع أهم أخبار السبت 25 أغسطس
مؤمن زكريا ينضم لمعسكر الأهلي استعدادا لكمبالا
غزال يشارك في عودة رائعة لفانكوفر أمام سان خوسيه
شاهد.. صلاح والمحمدي يسجلان ضمن أهداف رائعة يوم السبت
هاني رمزي يكشف المرشحين لدخول قائمة مصر