كتب : إسلام مجدي
في نفس اليوم الذي رحل فيه لوريس كاريوس إلى بكشتاش، قيل عن أليسون حارس مرمى ليفربول بعد 3 مباريات لعبها فقط أنه مثل ديفيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد. علما بأن الإسباني قضى العديد من المواسم في إنجلترا ولم يكن كما هو حاليا في موسمه الأول.
ما الذي دفع الحمر وجماهيره وحتى مدربه للتخلي كليا عن كاريوس؟ وما الذي حدث لثاني أفضل حارس في الدوري الألماني بعد موسمين فقط؟
تاريخ ليفربول مع حراس المرمى ليس كبيرا، كان هناك بروس جروبيلار، لكن منذ ذلك الحين أتى ديفيد جيمس وساندر وسيترفيلد ويرزي دوديك وبيبي رينا وسيمون مينوليه، بعيدا عن موسم 2000-2001 الذي قدمه وسترفيلد ثم أفضل مستوى لدوديك وربما الوحيد في ليلة إسطنبول، لم يجد ليفربول حارسا يمكنه أن يطلق عليه الأفضل منذ جروبيلار.
قال كاريوس ذات مرة عند سؤاله عن الضغط :"هناك دائما ضغوط، يمكنك أن تحولها كيفما تشاء، يمكنك أن تقول إنك متحد لكنك بحاجة لن تؤدي بشكل جيد جدا، لا يمكنك أن تجعل المباريات السيئة هي رقم 1 بالنسبة لك، إن وظيفتنا هي التعامل مع الضغط".
وتم نشر هذه التصريحات تحت عنوان "كاريوس يتناول الضغط على الإفطار. لكن هل فعل؟
انضم لوريس كاريوس في صيف 2016 إلى ليفربول وهو في الـ22 من عمره ليكون الحل النهائي لأزمة حراسة المرمى والموهبة الواعدة التي ستحمي عرين الحمر.
قال يورجن كلوب مدرب الحمر بعد انضمام اللاعب للفريق :"أشعر بسعادة كبيرة لضم كاريوس، قدم موسما رائعا مع ماينز وتطور بشكل جيد جدا منذ عودته إلى ألمانيا".
"أشعر بسعادة كبيرة لأننا تحركنا بسرعة لضمه والحارس أظهر رغبة للانضمام إلى ليفربول رغم اهتمام عدد كبير من الأندية بضمه".
انضمام كاريوس إلى ليفربول كان يحمل كافة الأحلام الوردية، حارس شاب وقدم مستوى قويا في ألمانيا وبإمكانه تقديم الأفضل في إنجلترا ورغم الضغوط يمكنه أن يثبت قدراته.
سيمون مينيوليه الحارس الذي ضمه ليفربول قبل كاريوس ظنا منه أنه سيحل كل مشاكله لم يقدم ما يشفع له وكلف الحمر الكثير، وفي الوقت الذي كان يحاول الفريق الاعتماد عليه لم يكن أهلا لتلك الثقة، أتى كاريوس بالمزيد من الأحلام والتوقعات.
حارس المرمى الجيد نادرا ما يرتكب خطأ، قد يفعل لكنه لا يزيد أبدا عن واحد في المباراة وفي الموسم أخطائه معدودة للغاية.
أيضا لا يتأثر بأخطائه، لكن بدا ذلك جليا على الحارس الألماني، إنه عاطفي للغاية، يتأثر فور ارتكابه أي خطأ وفي بعض الأحيان يظهر فاقدا لتركيزه وأيضا لتقديره لخطورة الكرة ما يدفعه لاتخاذ بعض القرارات الخاطئة.
كاريوس لعب لعدد من الأندية في شبابه قبل بداية مسيرته الاحترافية قبل أن ينضم إلى شتوتجارت ويتألق هناك ويشارك لمنتخب ألمانيا تحت 16 عاما، ليقوم مانشستر سيتي بدعوته لفترة معايشة، وضمه في يوليو 2009، لعب لسيتي تحت 18 عاما وتحت 21 عاما لكنه فشل في التواجد ضمن الفريق الأول.
قرر مانشستر سيتي إعارة كاريوس إلى ماينز في أغسطس 2011، ولعب للفريق الردي، ثم في يناير عام 2012 قرر ماينز أن يتخذ خطوته ويضم الحارس بشكل نهائي بعقد يمتد لعامين مع خيار التجديد لعام إضافي.
في عمر الـ19 شارك لأول مرة في مسيرته الاحترافية مع فريق ماينز الأول عام 2012 في شهر ديسمبر ضد هانوفر بعدما طرد كريستيان ويتكلو حارس المرمى ولعب كبديل لشاون باركر، ليصبح أصغر حارس في تاريخ الدوري الألماني، لكنه لم يشارك مجددا في موسم 2012-2013.
في موسم 2013-2014 أصبح كاريوس الحارس الأول لمانيز، وتابعته معظم الأندية المهتمة بضم حارس شاب، من ضمنها بوروسيا دورتموند كخليفة لرومان فايدنفايلر الذي كان يتقدم به السن.
أفضل مواسمه على الإطلاق كان الذي سبق انضمامه إلى ليفربول، إذ أنه احتفظ بنظافة شباكه لـ9 مباريات وأنقذ ركلتي جزا وتم التصويت له ليصبح ثاني أفضل حارس مرمى في الدوري وحصد 235 صوتا في حين أن الأول كان مانويل نوير حارس بايرن ميونيخ.
بداية كاريوس مع ليفربول كانت جيدة للغاية، شارك في فوز فريقه ضد دربي كاونتي في كأس الرابطة، ثم لعب ضد هال سيتي وفاز فريقه بنتيجة 5-1، ثم احتفظ بشباكه نظيفة لأول مرة ضد مانشستر يونايتد.
يورجن كلوب مدرب الحمر قرر في شهر أكتوبر عام 2016 أن كاريوس قد أصبح الخيار الأول له ولم يعد سيمون مينيوليه ضمن حساباته.
ربما لم يتحمل الحارس الضغط، ربما لم يكن أهلا للثقة، لكنه قد مستوى سيئا للغاية ضد بورنموث وتبعه ضد وست هام قرر كلوب استبعاده من تشكيله.
قال كلوب :"قررت استبعاد كاريوس بعيدا عن الضغوط، كاريوس حارس صغير وسيعود للرد".
لكن كاريوس لم يعد في ذلك الموسم قط. استمر على مقاعد البدلاء حتى نهاية الدوري.
ديفيد دي خيا حارس مرمى مانشستر يونايتد والذي يعد واحدا من أفضل لاعبي الفريق حاليا وواحد من أفضل الحراس في أوروبا، عانى كثيرا قبل أن يصبح الحارس الذي هو عليه، الإيقاع السريع للمباريات والانتقادات الدائمة لكن الدعم كان موجود دائما سواء من مدربه أو زملائه أو حتى الجماهير.
الأمر تكرر مع كاريوس في ليفربول، وحصل على الدعم الكافي، وجاءت فرصته ليقدم في موسمه الثاني نفس ما قدمه ديفيد دي خيا، التوقعات كانت تشير إلى أنه سيسير في نفس الطريق.
الموسم الثاني لم يكن أفضل حالا في بدايته، شارك في انتصار الحمر بنتيجة 4-0 ضد أرسنال في الجولة الثالثة وغاب كثيرا ثم عاد للعب في الجولة الـ17 ثم في الجولة الـ21 قبل أن يفرض نفسه على التشكيل في الجولة الـ23 وصولا إلى نهاية الموسم.
في دوري أبطال أوروبا كان الخيار الأول دائما للمدرب الألماني، إذ أنه لعب كل المباريات وخرج بشباك نظيفة في 6 مباريات.
قد يكون كاريوس حارس جيد لكنه أخطائه دائما كانت مكلفة كليا للحمر، حتى أنها كلفتهم الصيد الأكبر في الموسم الماضي وتحديدا لقب دوري أبطال أوروبا.
قد لا يصل كاريوس مطلقا إلى مستوى دي خيا، لكنه مازال حارسا واعدا، شارك لكل الفئات الشابة لمنتخب ألمانيا، كما أنه كان ثاني أفضل حارس في الدوري الألماني منذ موسمين، وفي موسمه الثاني كان حارسا مفضلا بل وأكثر حارس حافظ على نظافة شباكه في الموسم الماضي بدوري أبطال أوروبا.
لكن يظل الجدال هل يمكن وضعه مستقبلا ضمن الأفضل؟ ولماذا لم يرتق للتوقعات؟ الحراس الكبار يفوزون لأنديتهم بالمباريات الكبيرة، لكننا يمكننا أن نتذكر أخطائه المكلفة للحمر منذ الدور ربع النهائي وصولا إلى النهائي نفسه.
كاريوس لازال في الـ25 من عمره، وبإمكانه التطور بعض الشيء، أليسون في نفس العمر وربح قلوب الجماهير ومدربه بعد 3 مباريات فقط.