كتب : علي أبو طبل
أيام قليلة مرت بعد خسارة ريال مدريد للقب كأس السوبر الأوروبي أمام غريمه أتليتكو مدريد، ولمصالحة الجماهير كان لا بد من بداية قوية بالدوري.
هذا ما حققه النادي الملكي في افتتاحية موسمه المحلي على ملعبه "سانتياجو برنابيو" عندما حقق فوزا سلسا على حساب ضيفه خيتافي بثنائية نظيفة.
فوز صاحبه أداء سريع اتسم بالمتعة في غالبية الفترات، مع اتزان دفاعي مقبول ضد خصم لا يمكن اعتباره كاختبار حقيقي، ولكن البداية حملت بعض الدلالات المبشرة على بصمات منتظرة لجولين لوبيتيجي.
رغم ذلك، فإن بعض الأزمات لا زالت تحتاج لحل، وخاصة في الشق الهجومي.
ماذا لاحظنا في افتتاحية الملكي لمبارياته في الدوري الإسباني؟
دعونا نستعرض ذلك سريعا من خلال 4 نقاط رئيسية.
- من يعوض رونالدو؟
رحل كريستيانو رونالدو عن الفريق، ولا زال التساؤل الأكبر يدور حول من يستطيع أن يعوضه تهديفيا.
ريال مدريد قدم أداء ممتعا، وامتلك الاستحواذ طوال المباراة لنسبة قاربت الـ80%.
نقلات سريعة وممتعة من كل عناصر الفريق، وبالأخص مارسيلو الذي ساهم هجوميا بشكل كبير ووجدنا تكليفات متكررة بهروبه إلى عمق الملعب سواء بالكرة أو بدونها، ولكن مع مقارنة الفاعلية الحقيقية على المرمى بكل ذلك، فالمحصلة ضئيلة للغاية.
10 تسديدات للملكي منها 3 فقط على المرمى، مع كرتين اصطدمتا بالعارضة والقائم، ونتج عن كل ذلك تسجيل هدفين، هي نسبة مقبولة ولكن من الممكن تحسينها، وبالأخص في مباريات أقوى مقبلة.
رونالدو كان بمثابة ماكينة تهديفية، وغيابه كان بارزا حيث افتقد الملكي اللاعب المزعج المتواجد داخل منطقة الجزاء ويستطيع حسم أنصاف الفرص، ولا يوجد من يعوضه حتى الآن بنفس الغزارة.
كريم بنزيما يقدم أداء مقبولا على صعيد خلق المساحات للقادمين من الخلف وازعاج المدافعين، ولكن الفريق بحاجة لتسجيل الأهداف.
هل يستطيع الفريق التعاقد مع مهاجم جديد قبل غلق سوق الانتقالات؟
الأسماء المطروحة هي رودريجو مودرينو بدرجة أكبر وماورو إيكاردي بدرجة أقل، فهل أي منهما يكون بنفس كفاءة رونالدو التهديفية؟
أسئلة لا إجابة لها حتى الآن، ولكن ماذا إن لم ينجح الملكي في استقطاب رأس حربة جديد؟
جاريث بيل قدم مباراة كبيرة، ولكن دعونا نركز على أرقامه الهجومية.
سدد بيل كرتين على مرمى خيتافي، إحداهما اصطدمت بالعارضة والأخرى سكنت الشباك، رغم أنه تواجد على الجبهة اليمنى بعيدا عن صندوق الخطورة في غالبية فترات المباراة.
ماذا لو اقترب أكثر من منطقة جزاء الخصم؟
ربما فرص أغزر للتسجيل، وأهداف أغزر في رصيد لاعب تعول الجماهير كثيرا على انطلاقته بعد رحيل النجم البرتغالي.
- حلول ناتشو
أكبر أزمات ريال مدريد مع زين الدين زيدان في المواسم السابقة خلال مباريات قريبة المستوى من مباراة خيتافي كانت تلقي الأهداف من الهجمات المرتدة للخصوم وعدم الارتداد دفاعيا بشكل منظم.
دعونا نقول أن ذلك لم يحدث تقريبا في مواجهة خيتافي، حيث انعدمت خطورة خيتافي على مرمى كيلور نافاس.
ربما قلة كفاءة من هجوم خيتافي؟
ذلك لا يعني التقليل من مردود الرباعي الدفاعي الذي قدم مستوى مقبول، وبالأخص ناتشو مونريال الذي حل بديلا لفاران.
ناتشو كان من نجوم المباراة، حيث شتت الكرة من مناطق الخطورة في 3 مناسبات واعترض تمريرات لاعبي خيتافي بنجاح في 4 مناسبات، وأتم 91% من التمريرات بشكل دقيق وربح 10 التحامات من أصل 12 تعرض لها.
هل يظهر ناتشو بشكل أكبر تحت قيادة لوبيتيجي؟
دعونا نرى، فلا يزال الموسم طويلا.
- مساحة للتطور
رحل ماتيو كوفاسيتش معارا إلى تشيلسي، وربما يندم على ذلك كثيرا في هذا الموسم تحديدا.
لا يزال لوكا مودريتش غير جاهز، وذلك يعطي المساحة للاعب شاب مثل داني سيبايوس لمزيد من الدقائق، والمزيد من الفرص لإظهار قدراته الحقيقية.
جاء سيبايوس إلى الملكي في الصيف الماضي ولكن لم ينل المساحة المناسبة تحت قيادة زين الدين زيدان، ولكن هاهو أبيه الروحي في منتخب أقل من 21 عاما يأتي لقيادته في النادي الملكي.
70 دقيقة من الأداء المقبول في ظهور أول بالموسم قدمه سيبايوس، وبالأخص في دقة التمريرات التي بلغت 95%، وفي القدرة على تحويل اتجاهات الملعب، حيث اتم تمريريتين طوليتين بشكل سليم.
ربح سيبايوس 6 التحامات من أصل 14 تعرض لها، وربما عليه أن يتطور قليلا في أدائه الدفاعي الذي يكاد ينعدم، فذلك سيمنح المزيد من القوة لخط وسط الملكي على مدار الموسم.
المستقبل لسيبايوس، وكذلك لأسينسيو الذي يمتد تألقه لموسم جديد.
المزيد من الفرص تأتي للعب أساسيا، ليس فقط لقدوم لوبيتيجي، ولكن كذلك لرحيل رونالدو الذي أعطاه متنفسا للظهور.
تحركات أسينسيو بكل جوانب الملعب أزعجت مدافعي خيتافي كثيرا، مع تركيزه الأكبر على التواجد في الجبهة اليسرى.
أتم أسينسيو 94% من تمريراته بشكل دقيق، وسدد في مناسبتين على المرمى ارتطمت إحداهما بالعارضة، وصنع الهدف الثاني للفريق، كما كانت له ركلة جزاء تقترب للصحة ولكن لم تحتسب.
هل من مزيد يمتلكه أسينسيو على مدار موسم طويل للغاية؟
- ماذا عن مركز حراسة المرمى؟
البلجيكي تيبو كورتوا يكاد يكون صفقة ريال مدريد الصيفية الوحيدة في صفوف الفريق الأول لتدعيم مركز حراسة المرمى، ولكن ما زال المركز الأساسي ملكا لكيلور نافاس حتى الآن.
لم يتعرض نافاس للعديد من الاختبارات باستثناء محاولة واحدة قام بصدها بنجاح، وشارك في بداية بناء الهجمات حيث أتم 88% من تمريراته بشكل دقيق، ومنها 8 تمريرات طولية ناجحة من أصل 12.
ليس ذلك مقياسا لحارس المرمى الكوستاريكي الذي ساهم في تتويج الملكي بـ3 ألقاب متتالية من دوري أبطال أوروبا، ولكن ماذا يدور في رأس لوبيتيجي؟
هل تتم الاستعانة بحارس المرمى البلجيكي الأفضل في المونديال الأخير؟ وهل تم استقطابه ليكون أساسيا أم يسير الأمر بنظام المداورة؟
"لن أترك ريال مدريد إلا للموت"
كان ذلك أول رد فعل من نافاس بعد قدوم منافسه الجديد على مركز حراسة المرمى، ويبدو أنه واثق تماما من قدراته.
مبرر غياب كورتوا عن المشاركة أساسيا أمام خيتافي كان لعدم اكتمال جاهزيته البدنية، فهل يدوم ذلك طويلا؟
أم أننا نشاهد اسما تم استقطابه لتحفيز نافاس على تقديم المزيد وخلق روح المنافسة؟
من هو الحارس رقم 1؟ .. ذلك ما نحتاج إجابته وستضح على مدار المباريات المقبلة ما بين محلية وأوروبية.