عقب تحقيقه لقب الدوري الأوروبي في نسختها قبل الماضية كان قد أوضح جوزيه مورينيو المدير الفني لمانشيستر يونايتد عن كيفية مواجهته أمام أياكس في النهائي والتفوق عليه، وذلك كان بداية من الضغط حيث أعطى مورينيو تعليماته للمهاجم ماركوس راشفورد بالضغط على ستيفن دي ليخت قلب الدفاع الأيسر المميز في بناء وصناعة اللعب مع ترك دافينسون سانشيز قلب الدفاع الأيمن دون ضغط لأنه أقل خطورة بالكرة، مع العمل برقابة رجل لرجل في منتصف الملعب على ثلاثي المنافس.
باتريس كارتيرون المدير الفني للأهلي قد وضح عمله خلال تلك المواجهة بأسلوب مشابه لما فعله مورينيو حيث كان دائما المهاجم وليد أزارو يضغط على قلب الدفاع الأيمن أمين بن محمود ليمنعه من استلام الكرة بينما يتم ترك خليل شمام الذي يشغل مركز قلب الدفاع الأيسر ليتسلم الكرات دائما من الحارس معز بن شريفية، ومن خلف أزارو تجد رقابة رجل لرجل من قبل ناصر ماهر على الارتكاز المدافع فرانك كوم، ويواجه عمرو السولية الارتكاز المساند الأيمن فوسيني كوليبالي بينما يصبح محمد علي منصر مسئولا من جانب هشام محمد.
ننتقل إلى أرض الملعب ونستعرض كيف كانت عملية الضغط من قبل فريق الأهلي بتوجيه الهجمة للجبهة اليمنى له اليسرى للترجي ومن ثم تطبيق الضغط.
الحالة الأولى كانت بداية الفكرة جيدة ولكن ظهرت بعض الأخطاء في تطبيق الضغط لينجح الترجي في بناء الهجمة والوصول لمنطقة جزاء الأهلي، تجد أزارو قادم من الجانب الأيمن ليتسلم رقابة كوم ويتحرك ناصر ماهر للضغط على شمام.
شمام يعود بالكرة للحارس ثم يتحرك منصر للخلف بين سليمان وماهر ليتسلم من الحارس ويمرر لشمام مجددا ليواصل وليد الضغط عليه فيصبح الظهير الأيسر للترجي دون رقابة ويخرج الفريق بالكرة تحت الضغط في ظل تشتت من هشام محمد يراقب منصر أم الظهير.
لتصل الكرة للجناح يوسف البلايلي الذي يراوغ أحمد فتحي والسولية وهشام العائد من الضغط العالي ويرسل تمريرته للظهير الأيمن سامح الدربالي قبل أن يتدخل ميدو جابر في التوقيت المناسب دفاعيا.
نعود من جديد مع حالة أخرى، أزارو يحاول الضغط على شمام ليعود لحارسه الذي ينقل الكرة للجبهة الأخرى وتتم عملية الترحيل.
السولية تقدم وضغط على كوليبالي فعادت الكرة للخلف.
ومع استلام شمام بدأ الضغط مجددا من وليد سليمان ومن خلفه الظهير دون رقابة ولكن التمريرة لم تكن متقنة.
وإن كانت متقنة لوجدنا هشام محمد يمارس الضغط على الظهير فيما يبقى منصر خلفه في عمق الملعب بحرية.
حالة أخرى، شمام يتسلم الكرة ويتقدم ليبدأ سليمان الضغط عليه ولكن بوضعية مختلفة بتحرك نصف دائري من جهة الظهير الأيسر لإغلاق زاوية التمرير له.
تجد السولية يترك كوليبالي ويعود لعمق وسط الملعب في ظل تحرك الجناح الأيمن أنيس البدري للعمق.
هنا جاء دور ميدو جابر(وهو ما تم إيضاحه والمطالبة به في تحليل مواجهة تاونشيب بدخول الجناح لعمق الملعب ومساندة ثنائي الارتكاز في مثل تلك الحالات التي يتفوق فيها الخصم عدديا في تلك المساحة).
ولكن مرة أخرى خطأ فردي من لاعب يفسد منظومة الضغط حيث نجح كوليبالي في مراوغة ميدو وواصل صناعة الهجمة وأنهاها بعرضية أبعدها ساليف كوليبالي لركنية.
من جديد يتكرر الأمر(لاحظ كارتيرون على الخط دائما يوجه لتنفيذ نفس الفكرة)، ويتحرك وليد للضغط بنفس الأسلوب ليشتتها شمام.
من جديد شمام يمرر لمنصر الذي يتراجع لطلب الكرة ولكن السولية يضغط بقوة ويجبره على التشتيت.
خطأ جماعي آخر يحدث في الحالة التالية، شمام يمرر لكوم ثم لمنصر الذي يتعرض لضغط هشام محمد في وجود الظهير الأيسر بلا ضغط ليمررها له بلمسة واحدة فيتحرك هشام للضغط عليه ويترك منصر الذي ينطلق ويتسلم تمريرة الكعب من البلايلي في المساحة بعمق الملعب دون ضغط.
شمام يبدأ هجمة من جديد في ظل تفوق عددي واضح في وسط الملعب لفريق الترجي ليصلوا بالفعل للثلث الهجومي ويبعد كوليبالي عرضية الدربالي إلى ركنية.
منصر يتسلم دون ضغط.
تراجع ناصر ماهر وأزارو واستعادة التوازن ليعود منصر للخلف.
ليتم تدوير الكرة ويتراجع ليتسلمها مجددا في نفس المساحة بين ناصر ووليد سليمان.
تمريرة ثلاثية تضرب وسط ملعب الأهلي في ظل تفوق عددي واضح للاعبي الترجي.
بينما يبقى في الخلف رباعي الدفاع مع المهاجم الوحيد طه ياسين الخنيسي.
ليعيدها من جديد لمنصر الذي يغير وجهة اللعب للدربالي.
بعد مرور 25 دقيقة تقريبا بدأ التراجع وتطبيق الضغط من منتصف الملعب من لاعبي الأهلي.
نعم الفكرة كانت جيدة ولكن التنفيذ نجح في بعض الحالات وفشل في الأخرى أحيانا بأخطاء فردية دفاعية وأخرى بأخطاء جماعية تكتيكية.
أما في الكرات الثابتة فقد كان التنفيذ رائعا للركلات الركنية حيث يتم تفريغ المساحة على خط الـ6 عند القائم القريب إلى كوليبالي وسعد سمير للانطلاق بها حيث يتحرك أزارو للخلف ويستدرج معه قلب الدفاع فيما يتحرك وليد سليمان للأمام ومعه اللاعب الذي يراقب القائم القريب، الفرصة أهدرها سعد.
كذلك في رميات التماس كان يحدث تحرك عكسي من الثنائي ناصر ماهر ووليد سليمان وشكلا مع أحمد فتحي خطورة في حالتين، الأولى سددها وليد.
والثانية أرسلها فتحي عرضية غير متقنة.
أما في الكرات الثابتة دفاعيا فكان تمركز الثنائي وليد أزارو وسليمان على القائم القريب دائما.