فاز بمعركة خط الوسط فانتصر أتليتكو مدريد بالمباراة في ليلة غابت فيها الفاعلية عن ريال مدريد.
أتليتكو مدريد فاز على ريال مدريد 4-2 في مواجهة السوبر الأوروبي ليحقق البطولة للمرة الثالثة في تاريخه. (طالع التفاصيل)
والآن مع أبرز ملامح المباراة..
سيميوني أو كيف تفوز بمعركة خط الوسط؟
تأثر ريال مدريد كثيرا بخروج كاسيميرو مصابا، فلم يستطع توني كروس الذي تحول للاعب الارتكاز على تعويضه دفاعيا ولم يقدر داني سيبايوس في أن يحافظ على استحواذ ريال مدريد على الكرة لتتحول مجريات المباراة في الدقائق الأخيرة لأتليتكو مدريد.
تفوق كتيبة المدرب دييجو سيميوني جاء بفضل تغييراته. كيف؟
سحب سيميوني لاعب الوسط رودريجو ودفع بفيتولو الذي تحول للعب على الجانب الأيسر من الملعب، على أن يدخل ليمار للعمق قليلا بدلا من اللعب على الخط ويتمركز بجوار ساؤول نيجويز مع تواجد كوكي في الجانب الأيمن من الملعب أمام خوانفران.
وجود فيتولو على الجانب الأيسر منع كارباخال من التقدم ليحرم ريال مدريد من عنصر هجومي مهم، وحال تقدم كارباخال كان فيتولو يفعل ما يحلو له في المساحة الموجودة خلفه.
بالإضافة لأن لياقة لاعبو أتليتكو مدريد ساهمت في التفوق في الصراعات والاتحامات لأن الفريق بدأ معسكره الإعداد قبل ريال مدريد.
هنا سيطر أتليتكو مدريد على وسط الملعب، مع عناصر لديه القدرة على تنفيذ أفكار سيميوني. استخلاص الكرة والتحول السريع للهجوم هذا بالإضافة لقدرتهم على التمرير والاحتفاظ بالكرة.
ومع سيطرة أتليتكو لم يحاول لوبيتيجي في تعديل الأوضاع، بل سحب كروس ودفع ببورخا مايورال، ليخسر الفريق خط الوسط تماما لعدم وجود قاطع كرات قوي أو لاعب يجيد التعامل مع لاعبي أتليتكو مدريد. خروج كروس جاء مباشرة بعد دفع سيميوني بتوماس بارتي الذي أضاف الحيوية لوسط الملعب بشكل أكبر ليخسر ريال مدريد أي فرصة في الاستحواذ على الكرة أو حتى استخلاصها.
رب ضارة نافعة
ظهر خلال اللقاء أن ريال مدريد لن يستطيع أن يبدأ الموسم الجديد دون التوقيع مع اسم لتدعيم خط الهجوم.
صحيح أن كريم بنزيمة سجل هدفا بعد تحرك رائع وتسبب في ركلة جزاء إلا أن ريال مدريد افتقد للاعب قادر على التسجيل من نصف فرصة، خصوصا مع تمركز بنزيمة الدائم خارج منطقة الجزاء وعدم وجود جاريث بيل في مناطق تهدد مرمى أتليتكو مدريد.
التقارير الصحيفة أشارت في وقت سابق أن ريال مدريد ينتظر مباراة السوبر لاختبار خط هجومه أمام فريق يمتاز بالدفاع للنظر في عملية التعاقد مع اسم جديد ليكون بديل لكريستيانو رونالدو الذي رحل إلى يوفنتوس، ومن ما حدث أثناء المباراة يبدو أن الفريق يحتاج لتوقيع مع مهاجم، حتى ولو بديل إذ لم يجد لوبيتيجي أي اسم قادر على صناعة الفارق على دكة البدلاء عندما احتاج لأوراق رابحة.
ريال مدريد استحوذ على الكرة وخلق 11 فرصة للتسجيل لكنها لم تستغل بالشكل الأمثل، على عكس أتليتكو مدريد الذي خلق 6 فرص فقط للتسجيل سجل منها 4 لوجود مهاجم بحجم دييجو كوستا
دييجو كوستا
قدم المهاجم الإسباني واحدة من أفضل مبارياته مع أتلتيكو مدريد بعدما سجل هدفين في مرمى ريال مدريد.
كوستا لم يلمس الكرة سوى 48 مرة إلا أنه كان مصدر الخطورة والإزعاج طوال المباراة وكان "محطة" هجومية رائعة بعد خروج أنطون جريزمان وسمح لأنخيل كوريا وفيتولو بالتقدم للأمام بعدما فاز بأغلب صراعاته مع مدافعي ريال مدريد.
أخطاء دفاعية فردية
لم يظهر خط دفاع ريال مدريد بالمستوى المطلوب منه خلال المواجهة وتواجدت المساحات خلف ظهيري الجنب بجانب ارتباك الأخطاء الفردية.
يعتمد لوبيتيجي على تقدم الظهيرين للهجوم واللعب كأجنحة مع وجود ثنائي ارتكاز فقط في وسط الملعب وليس 3 مثلما كان يلعب زيدان بالإضافة لعدم الاعتماد على أجنحة، لتتوفر المساحات لأجنحة أتليتكو مدريد وتكون الأطراف مصدر خطورتهم والسبب في وجود ثغرات في دفاع ريال مدريد.
خلف مارسيلو وكارباخال برع ليمار وكوكي وفيتولو في خلق الفرص والوصول لمرمى كايلور نافاس.
الأخطاء الدفاعية لم تكن بسبب أسلوب لوبيتيجي فقط، بل كانت بسبب القرارات الفردية الخاطئة.
مارسيلو مثلا بدلا من أن يترك الكرة لتخرج إلى رمية تماس وهى فرصة لإعادة تنظيم الدفاع، قاتل على الكرة وأعادها إلى الملعب ليستغل أنخيل كوريا ما فعله القائد الثاني للفريق الملكي ويصنع هدف التعادل لدييجو كوستا.
كما أن راموس –قائد الفريق- قرر أن يمرر لرافائيل فاران بدلا من تشتيت الكرة لفك ضغط أتليتكو مدريد، مما تسبب في تسجيل ساؤول الهدف الثالث.