كتب : علي أبو طبل
موسم وحيد سابق قضاه الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز.
كان ذلك في 2013/2014، ذلك الموسم الذي بدأه كارديف بشكل رائع بعدما تفوق في ثاني الجولات على مانشستر سيتي بنتيجة 3-2، وكانت مفاجأة كبرى في ذلك الوقت.
لكن ما تبقى من الموسم لم يكن على ما يرام.
طالع أيضا.. (العائدون للبريمرليج (1) .. هل يحلم وولفرهامبتون بما هو أبعد من البقاء؟)
طالع أيضا.. (العائدون للبريمرليج (2) – فولام.. هل يكفي إنفاق الساعات الأخيرة من الميركاتو لعودة المجد؟)
بدأ المدير الفني مالكي ماكاي المهمة، قبل أن يرحل في نهاية ديسمبر ليحل بدلا منه أيقونة مانشستر يونايتد السابق كلاعب، النرويجي أولي جونار سولسكاير.
حاول كارديف رفقة سولساكير حقا، ورغب في البقاء، ولكن موقع الفريق كان مضمونا في المركز الأخير بنهاية الموسم.
ليس بفارق كبير عن مراكز الأمان على كل حال، فقط 6 نقاط فصلت بينهم وبين وست بروميتش ألبيون صاحب المركز الـ17.
وست بروميتش ألبيون هبط مؤخرا، والآن كارديف سيتي في الدوري الممتاز من جديد، ولا شيء يبقى على حاله حقا.
تجربة جديدة يخوضها الفريق، ولكن تحت نفس الملكية الماليزية المتمثلة في فينسينت تان، ذلك الرجل الذي صنع كل شيء وجعلنا نعرف كارديف سيتي كفريق في الدوري الممتاز على كل حال.
ما اختلف حقا بين التجربة السابقة وتلك التجربة هي سياسة التدعيمات.
قبل 4 مواسم، وبعد الصعود للدوري الممتاز، استقطب كارديف عددا كبيرا من الأسماء التي يملك بعضها خبرة الدوري الممتاز، أو القادمة من بلدان أوروبية أخرى.
موسم تألق فيه المهاجم فريزر كامبل، والذي أحرز 16 هدفا على مدار الموسم، كما تألق لاعب الوسط جوردون ماتش، وكلاهما رحل عن الفريق بعد الهبوط على كل حال.
ماذا تغير بعد 4 سنوات؟
3 مواسم سابقة ترنحت فيها مراكز الفريق في الدرجة الأولى دون منافسة حقيقية على الصعود، ولكن في الموسم الماضي عاد الفريق بقوة.
أنهى كادريف سيتي المنافسات في المركز الثاني خلف وولفرهامبتون، برصيد 90 نقطة، ليحصد بطاقة الصعود المباشر للدوري الممتاز.
قبل بداية الموسم الماضي، أجرى النادي تدعيمات كبيرة عدديا، ولكنها لا تحتوي أسماء كبيرة. بعض الأسماء من الدرجة الثانية في فرنسا، البعض الآخر من درجات أدنى في إنجلترا، والغالبية جاءت بصيغة الانتقال الحر.
لكن ربما التدعيم الأقوى كان الحصول على خدمات صانع الألعاب الصربي ماركو جروييتش على سبيل الإعارة من ليفربول.
لم يحصل جروييتش على فرص كثيرة على كل حال، حيث سجل هدفا واحدة في 14 مشاركة مع الفريق، وهاهو قد عاد لقائمة يورجن كلوب من جديد.
تحت قيادة فنية لنيل وارنوك، نجح الفريق في مفاجأة الجميع والصعود للدوري الممتاز.
لم يكن السلاح هو الغزارة التهديفية، حيث سجل الفريق 69 هدفا فقط خلال 46 جولة من عمر مسابقة دوري الدرجة الأولى، ولكن الصلابة الدفاعية كانت العامل الأبرز في توليفة وارنوك.
لم يتلق الفريق سوى 39 هدفا فقط على مدار جميع المباريات، تماما كعدد الأهداف التي تلقاها المتصدر وولفرهامبتون.
كان ذلك كافيا لتحقيق 27 انتصارا و9 تعادلات ضمنت للفريق 90 نقطة كاملة.
هل يمكن أن تتنبأ من هو هداف الفريق في الموسم الماضي؟
يدعى كالوم باترسون، وهو في الأساس ظهير أيمن ويزيد هجوميا كجناح، ونجح في تسجيل 10 أهداف.
يليه تهديفيا في الدوري الجناح الكندي جونيور هويليت، والمهاجم الدنماركي كينيث زوهوري، وسجل كل منهما 9 أهداف.
نجد قلب دفاع مثل سين موريسون الذي شارك في غالبية مباريات الموسم وسجل 7 أهداف، ونجد كذلك قلب الدفاع الإيفواري الآخر سول بامبا الذي سجل 3 أهداف، لنستنبط بسهولة أن سلاح الضربات الثابتة حيوي وقاتل بالنسبة لنيل وارنوك.
التألق كان في المنظومة الجماعية، لا يمكن أن نشير بالبنان إلى لاعب بعينه وأن نعتبره من ضمن جواهر الفريق التي قد تتقاتل عليها أندية أخرى.
بنفس الأسلوب، يستمر كارديف في رحلته نحو الدوري الممتاز.
احتفظ الفريق بكامل قوامه الرئيسي، وفي مقدمتهم لاعب الوسط الآيسلندي آرون جونارسون، القادم للتو من مشاركة منتخب بلاده المونديالية، وأحد أهم أسلحة الفريق في وسط الملعب بعيدا عن الناحية التهديفية.
جدد كارديف كذلك تعاقد 8 لاعبين آخرين بخلاف جونارسون، ومنهم قلب الدفاع موريسون، بالإضافة للاعب الوسط الهجومي ناثانيل مينديز لاينج، والذي سجل 6 أهداف في الموسم الماضي.
في المقابل، استغنى الفريق عن خدمات 8 لاعبين من قائمته بشكل مجاني، واستقدم 6 أسماء جديدة بدلا منهم.
4 أسماء جاءت بصيغة الشراء، وهم الظهير الأيسر جريج كونينجام قادما من بريستون نورث إيند، والجناح الهجومي جوش مارفي من نورويتش سيتي والذي قد يمثل إضافة هجومية حقيقية، والمهاجم بوبي ريد قادما من بريستول سيتي، وحارس المرمى أليكس سيميثيس قادما من كوينز بارك رينجرز.
بحسب التقارير، لم تكلف تلك الصفقات الـ4 خزينة النادي أكثر من 28 مليون جنيه إسترليني.
بصيغة الإعارة، حصل كارديف على اسمين لتدعيم خط الوسط. الأول هو الإسباني فيكتور كاماراسا قادما من ريال بيتيس، والآخر هو هاري آرتر القادم من بورنموث.
بهذه القائمة، وبهذه الأسماء سيدخل كارديف سيتي الموسم الجديد، وربما الطموح الأبرز هو الاستمرار لموسم آخر على الأقل.
استعدادات كارديف للموسم الجديد جاءت تدريجية للغاية. خاض الفريق أولا 3 مباريات ضد أندية في مسابقات محلية أدنى من الدرجات الأربعة الاحترافية.
واجه الفريق أندية تافز ويل وتافيستوك وبودمين تاون، وانتصر بنتائج 3-0 و6-0 و11-1 على التوالي.
ارتفع نسق استعدادات الفريق في الجزء الأخير من شهر يوليو، حيث واجه توركواي يونايتد وتعادلا بنتيجة 1-1، ثم روثيرهام يونايتد الذي تفوق على كارديف بنتيجة 2-1، ثم بورتون ألبيون، حيث حقق كارديف انتصارا كبيرا بنتيجة 5-1.
الاستعداد الأخير والأبرز كان في مواجهة ريال بيتيس الإسباني، حيث تفوق الضيوف بهدفين للورينزو مورين جارسيا وكريستيان تيلو، مقابل هدف وحيد سجله جوش مارفي.
هل يبدو ذلك السوق وتلك الاستعدادات كافية لكارديف من أجل البقاء لموسم آخر في ظل تدعيمات هائلة تقوم بها أندية الدوري الممتاز، وبشكل أخص الصاعدين الآخرين، وولفرهامبتون وفولام؟
يجيب عن ذلك نيل وارنوك شخصيا في تصريحات لشبكة "بي بي سي" بعد نهاية سوق الانتقالات الإنجليزي.
يعترف وارنوك أولا أن مسألة تسجيل الأهداف هي نقطة الضعف الأبرز في جانبه، ويشرح: "ربما لو امتلكت هذه الأموال لحرصت على جلب مهاجم ذي مواصفات كبيرة".
"لا نمتلك رفاهية كبيرة. ما نمتلكه من أموال قمنا بإنفاقه بحكمة كبيرة. نحرص على بناء فريق من أجل مستقبل النادي حقا".
ويستمر وارنوك في مدح قائمته: "نمتلك قائمة جيدة للغاية ومن الجيد أننا ما زلنا نحتفظ بها. قدمنا مستويات رائعة في الموسم الماضي وأزعم أننا كنا قادرين على مجاراة بعض الأندية التي تواجدت في الدوري الممتاز إن سنحت الفرصة".
يزعم وارنوك أن لاعب الوسط الإسباني فيكتور كاماراسا هو التدعيم الأفضل لصفوف الفريق في الصيف.
لاعب بيتيس المعار إلى الفريق الويلزي الجنوبي سيكون متاحا لافتتاحية مباريات الفريق في أمسية السبت.
يقول وارنوك عن كاماراسا: "لم أكن أعتقد أننا قادرين على استقطاب لاعب مثله. برايتون عرض 10 ملايين حسب ما أتذكر لضمه في الشتاء الماضي، وعدة أندية إسبانية أرادته".
ويتابع: "ولكن زوجته جاءت إلى مدينة كارديف قبل عدة سنوات وأعجبتها المدينة، وربما ذلك ما حفز إتمام الأمر".
هل ينجح وارنوك مع كارديف بتلك التوليفة وتلك السياسة؟
يختتم وارنوك حديثه: "لدينا لاعبون متشوقون وجائعون لممارسة كرة القدم. لم أتناقش مع الملاك من قبل عن مسألة صرف المزيد من الأموال. ولكن هناك دوما بعض القصص التي تتواجد في كرة القدم لا يتم التنبؤ بها قبلها، ونأمل أن نصبح تلك القصة في هذه المرة".