كتب : علي أبو طبل
لم يشفع تولي 3 مديرين فنيين مختلفين المهمة خلال الموسم، ولا الانتدابات الشتوية الهائلة من إنقاذ فولام من المصير المحتوم.
الفريق يهبط إلى دوري الدرجة الأولى في دوري موسم 2013/2014 للمرة الأولى منذ الصعود منه في موسم 2000/2001.
13 موسما متتاليا بين الكبار، حيث كان الموسم الأفضل هو 2008/2009 حين أنهى الفريق في المركز السابع تحت قيادة روي هودسون.
خسارة عريضة أمام ستوك سيتي بنتيجة 1-4 في الجولة قبل الأخيرة حسمت الأمر. فولام يهبط، بينما لم يكن التعادل ضد كريستال بالاس في الجولة الأخيرة سوى تحصيل حاصل.
مرت 4 أعوام، وتغيرت العديد من الأشياء.
طالع أيضا.. (العائدون للبريمرليج (1) .. هل يحلم وولفرهامبتون بما هو أبعد من البقاء؟)
تنقلت ملكية النادي من شخص إلى آخر، واستمرت محاولات العودة.
تسلم فيليكس ماجات المهمة في الجزء الأخير من آخر مواسم فولام في الدوري الممتاز، ولكن محاولاته لم تشفع ما فسد تحت يد مارتن يول ومن بعده ريني ميولنستين.
موسم أول سيء في الدرجة الأدنى تحت قيادة المخضرم الألماني الذي لم يستمر في مهمته حتى النهاية، ليخلفه كيت سيمونز وينهي الفريق في المركز 17.
سيمونز بدأ مع الفريق في الموسم التالي، ولكن ساءت الأمور والنتائج بشكل أكبر وكان الفريق قريبا من الهبوط للدرجة الثانية.
الأمور تحسنت واتضحت الرؤية بعيدة المدى بقدوم سلافيسا يوناكوفيتش.
المدير الفني الصربي الذي سبق وأن قاد واتفورد وترك انطباعا جيدا، قرر أن يصنع شيئا جديدا في تجربة فولام.
أنقذ يوكانوفيتش فولام من الهبوط في أول نصف موسم له مع الفريق، وفي الموسم التالي بدأ كل شيء.
كانت تلك هي السنوات التي تغيرت فيها سياسة النادي بالاعتماد على إنتاجات الأكاديمية واستقطاب بعض المواهب المميزة.
في ذلك الطريق، فقد فولام أحد مواهبه اليافعة، المهاجم الفرنسي الشاب موسى ديمبلي، والذي انتقل إلى سيلتك الأسكتلندي، ولكن إنتاجات أكاديمية فولام لم تتوقف.
في الموسم قبل الماضي، كان الفريق قريبا من العودة إلى الدوري الممتاز من جديد.أنهى فولام سادسا وتأهل للعب الأدوار الإقصائية لحصد آخر بطاقات التأهل.
الحلم توقف في نصف النهائي بالخسارة أمام ريدينج بنتيجة 1-2 في مجموع المواجهات. رغم ذلك، جددت الإدارة ثقتها في يوناكوفيتش التي ارتأت أنه يسير على الطريق الصحيح، وأتى ذلك بثماره في النهاية.
استمر الفريق في تدعيماته الشابة والتخلص من كبار السن وبقايا ما بعد الهبوط من البريمرليج قبل 4 سنوات، وأصبحت بصمات يوكانوفيتش هي الأوضح على الفريق.
تألق كبير من الجناح الشاب ريان سيسينيون، الذي يكمل بالكاد عامه الـ18 وتمكن من إحراز 16 هدفا على مدار الموسم خلال 49 مباراة بدوري الدرجة الأولى.
ريان فريدريكس كان ظاهرة حقيقية في الفريق أيضا، حيث أجاد اللعب كظهير على الجانبين ولعب غالبية مباريات الموسم.
الإعارات المتمثلة في البرازيلي لوكاس بيازون من تشيلسي، والذي أحرز 6 أهداف وصنع العديد من الفرص على مدار الموسم، وشي أوجو من ليفربول ومات تارجت من ساوثامبتون، كان لها أثرها في توليفة يوكانوفيتش.
الإضافة الأعظم جاءت في الانتقالات الشتوية، حين انتقل المهاجم الصربي ألكساندر ميتروفيتش على سبيل الإعارة من نيوكاسل يونايتد إلى فولام.
نصف موسم فقط خاض خلاله 20 مباراة في دوري الدرجة الأولى، وسجل 12 هدفا.
مستويات هائلة دفعت بالفريق إلى المركز الثالث برصيد 88 نقطة، وبفارق نقطتين فقط عن كارديف سيتي الذي حصد بطاقة مباشرة إلى الدوري الممتاز.
كوابيس الموسم السابق عادت من جديد. لن يكون مقبولا أن ينتهي حلم فولام مرة أخرى بسبب المباريات الإقصائية.
زادت الكوابيس بخسارة في ذهاب نصف النهائي ضد ديربي كاونتي بهدف نظيف، ولكن إيابا عاد فولام بقوة في "كرافين كوتاج" بهدفين نظيفين صعدا به إلى مواجهة ملعب "ويمبلي" النهائية.
الخصم كان أستون فيلا الطامح أيضا للعودة للبريمرليج من جديد.
هدف توم كايرني كان كافيا لكتيبة سلافيسا يوناكوفيتش من أجل العودة من جديد إلى أضواء البريمرليج بعد 4 مواسم من الغياب.
والآن .. ماذا بعد العودة؟
النادي المملوك الآن لرجل الأعمال الهندي شهيد خان، يسعى للعودة سريعا إلى الاستقرار في الدوري الممتاز كخطوة أولى، وربما الوصول لأبعد من ذلك يبقى هدفا بعيدا على مدار المواسم القليلة القادمة.
كان ذلك واضحا في سياسة النادي في سوق الانتقالات، والذي شهد تدعيمات غير مسبوقة قاربت الـ100 مليون جنيه إسترليني في كفة الإنفاق.
في كفة البيع، حرصت عائلة خان على إبقاء كافة العناصر الأساسية للفريق.
جوهرة الفريق، ريان سيسينيون، كان محط اهتمام العديد من الأندية، وعلى رأسها توتنام هوتسبير الذي عرض مقابلا ماديا بالإضافة للظهير الأيسر داني روز للحصول على خدماته.
ولكن كلمات توني خان، المدير التنفيذي لفريق كرة القدم في مشروع فولام، كانت حاسمة بهذا الشان في الساعات الأخيرة. سيسينيون ليس للبيع.
العنصر الأساسي الوحيد الذي خرج كان الظهير ريان فريدريكس، والذي انتهى تعاقده مع الفريق لينتقل إلى وست هام بشكل مجاني.
فماذا عن الانتدابات؟
لاعب الوسط الفرنسي الصاعد جين ميشيل سيري كان محل اهتمام العديد من الأندية الكبرى في أوروبا، وعلى رأسها برشلونة في الصيف الماضي، وبشكل مفاجئ أعلن فولام التعاقد معه قادما من نيس الفرنسي مقابل 18 مليون جنيه إسترليني.
سيري لم يكن القادم الوحيد من نيس، حيث اصطحب معه الظهير الأيسر ماكسيم لو مارشان.
حصل فولام كذلك على خدمات الحارس الإسباني فابريسيو من بشكتاش التركي في صفقة لم يعلن عن قيمتها، بينما كان التدعيم الأهم قبل نهاية شهر يوليو هو الحفاظ على خدمات المهاجم الصربي أليكساندر ميتروفيتش.
المهاجم الذي ساهم بشكل كبير في الفصل الأخير من قصة صعود فولام انتقل بشكل نهائي من نيوكاسل يونايتد مقابل 22 مليون جنيه إسترليني.
قبلها بأيام، أعلن فولام كذلك التعاقد مع الجناح الألماني أندري شورله قادما من بوروسيا دورتموند بصيغة الإعارة مع أحقية الشراء بنهاية الموسم.
تدعيمات مميزة، ولكنها لم تتوقف هنا، فما زال المزيد في أغسطس.
حصل الفريق على خدمات قلب دفاع سوانزي سيتي الهابط للدرجة الأولى، آلفي ماوسن، وتم ذلك مقابل 15 مليون جنيه إسترليني.
وقبل أيام قليلة، أعلن النادي عن استعارة قلب دفاع فولام كالوم تشامبرز حتى نهاية الموسم.
الفصل الأكثر إثارة في سوق انتقالات فولام الصيفي كان خلال الساعات الأخيرة قبل الإغلاق. 5 صفقات كاملة ما بين شراء وإعارة، قام بها النادي.
البداية كانت بالإعلان عن الحصول على حارس مرمى إشبيلية الإسباني سيرجيو ريكو على سبيل الإعارة، ثم الحصول على خدمات ظهير بريستول سيتي الأيسر جوي بريان مقابل 6 ملايين يورو.
أغلق السوق أبوابه رسميا، ولكن لم يتوقف فولام عن الإعلان عن صفقاته الجديدة.
مهاجم أتليتكو مدريد لوتشيانو فييتو كان تدعيما هائلا في اللحظات الأخيرة، وجاء بصيغة الإعارة كذلك.
لاعب الوسط الكاميروني أندري فرانك زامبو أنجويسا كان أحد التدعيمات الهامة والمفاجئة في الساعات الأخيرة، حيث انتقل قادما من مارسيليا الفرنسي في صفقة تجاوزت قيمتها الـ22 مليون جنيه إسترليني.
آخر التدعيمات تمثلت في مدافع مانشستر يونايتد تيموثي فوسو مينساه، والذي قرر ترك الشياطين الحمر بعد قضاء كامل التحضيرات الصيفية معهم، وخوض تجربة إعارة جديدة بقيادة يوناكوفيتش.
صفقات مميزة في اللحظة الأخيرة.. ولكن هناك تخوف هام للغاية.
الفريق بدأ تحضيراته للموسم الجديد منذ بداية شهر يوليو، حيث انتصر على كراولي تاون بنتيجة 4-2 ثم تعادل مع ريدينج سلبيا.
قبل نهاية شهر يوليو، خاض الفريق مبارتين هامتين، الأولى ضد فينيربهتشه التركي الذي خسر ضده بثلاثية نظيفة، والثانية ضد ليون الفرنسي الذي انتصر برباعية نظيفة.
لم يكن ميتروفيتش جاهزا لخوض أول مباريات شهر أغسطس ضد سامبدوريا الإيطالي الذي انتصر بهدف نظيف، لكنه أظهر تألقا كبيرا في آخر المباريات الإعدادية ضد سلتا فيجو، وسجل هدفين في مباراة انتهت بالتعادل بنتيجة 2-2.
نتائج المباريات الودية ليست عاملا للحكم، ولكن هناك 6 لاعبين على الأقل جاءوا في الساعات الأخيرة، ورغم أهميتهم الفنية الكبيرة فإنهم لم يخوضوا أي مباراة إعدادية مع الفريق.
لا يمكن الحكم على التدعيمات التي قام بها النادي اللندني سوى أنها هائلة حقا وتسد كامل احتياجات الفريق، ولكن توقيت قدومها يحتاج لمدير فني كُفء للغاية من أجل صهرها ودمجها في توليفته.
فهل يجد سلافيسا يوناكوفيتش حيلة ما لتحضيرهم بأسرع ما يمكن ليصبحوا ضمن التشكيلة الأساسية للفريق بحلول الجولة الثانية على الأقل؟