حسام حسن بطل الطفولة الذي ستجده داخلك رغم اختلافك معه
الجمعة، 10 أغسطس 2018 - 12:55
كتب : أحمد العريان
"قد تبدو مستحيلة.. حتى تتحقق". قالها نيلسون مانديلا، وآمن بها حسام حسن فصنع بها تاريخه.
(إعادة نشر)
حين قص شعره وسافر مع المنتخب إلى بوركينا فاسو متجاهلا مطالبات الإعلام باعتزاله في 1998، عاد باللقب وجائزة الهداف، فكان مثالا يحتذى به إلى اليوم في الإصرار على تحقيق الهدف.
ترك الأهلي وانتقل إلى الزمالك في عمر الـ34، فظن الجميع أنه يكتب نهاية مأساوية لتاريخ صنعه مع الأحمر ولن يستفيد بخطوته تلك، فكان هو من يضع قواعد اللعبة، وحقق مع الأبيض كل شيء في أربع سنوات.
"لا يحب إلا نفسه" و"لن تجد أكثر منه إخلاصا بعمله". جملتان يلخصان آراء غالبية الجمهور في حسام حسن، وبينهما ربما تتضح شخصيته.
رجل لا يهاب المغامرة في الحياة، حتى وإن كانت بتاريخه. فلا يزداد إلا سطور جديدة تكتب بتاريخ كبير صنعه في سنوات طويلة كان فيها مصدرا لسعادة الجماهير.
لماذا نحب حسام حسن؟ سؤال ستعرف إجابته بالتفتيش في مسيرته، وكلما وجدت ما يغضبك تجاهه، كلما ستجد ما يجبرك على مسامحته، والحنين للحظة سعادة عشتها، كان هو صانعها.
الأهلي
إن كنت من جمهور الأهلي، حيث بدأ حسام حياته وتربى داخل جدرانه وصنع الجزء الأكبر من تاريخه.
حسام تألق في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات. قاد المنتخب إلى كأس العالم برأسية في مرمى الجزائر، ثم ظهر بشكل جيد في المونديال، ليحترف كمعظم زملاء جيله في نيوشاتل السويسري.
مع نيوشاتل لم يخفت نجمه. تألق بشدة وسجل سوبر هاتريك في دوري أبطال أوروبا. حتى أن لا جازيتا ديللو سبورت الإيطالية نشرت في صفحاتها، أن مهاجم المنتخب المصري على رادار برشلونة! (طالع القصة بالكامل من هنا)
الأهلي في ذلك التوقيت لم يكن في أفضل مستوياته. موسم 1991/1992 تحديدا كان كارثيا على القلعة الحمراء، وأنهاه الفريق بالمركز الرابع.
ماذا يفعل حسام؟ عاد لناديه بمجرد أن طالبته الإدارة بذلك، عاد وتوأمه ليصنع التاريخ مع الأهلي حتى عام 2000.
حسام حسن انتقل من الأهلي إلى الزمالك غريمه التقليدي، وإن كانت ظروف انتقاله غير معلومة حتى الآن بين تصريحه بأنه "أُجبر على تلك الخطوة" وبين رؤية البعض الآخر أنه كان يملك عديد من البدائل.
ورغم ذلك، فحتى إن كان الختام غير جيد، فلا يمكن أن ينكر جمهور الأهلي ما فعله بعودته للفريق وقت الحاجة إليه، وتفضيله للنادي الذي صنع اسمه على إمكانية انتقاله لمرحلة أخرى في عالم كرة القدم.
حسام حسن حتى الآن هو ثاني الهدافين التاريخيين للأهلي بـ140 هدفا خلف محمود الخطيب صاحب الـ157 هدفا.
الزمالك
كمشجع للزمالك، ربما تلوم على حسام حسن بعض تصريحاته بعد خروجه من النادي، ربما أيضا تغضب لـ"غله" بحكم عقيدته التي لا تعرف سوى الرغبة في الانتصار بكل مرة يتقابل فيها فريقك مع فريقه.
كل ذلك قد يغضبك، لكنك ستكون ظالما إن تناسيت عودته لتدريب الزمالك، وهو الذي كان على بعد أيام قليلة من قيادة منتخب الأردن في كأس أمم آسيا 2015.
مجرد وصوله بالنشامى لبطولة آسيا هو إنجاز للمنتخب الذي لم يشترك قبلها سوى مرتين في البطولة، ورغم ذلك عاد حسام حسن إلى الزمالك تاركا الأردن من أجل تلبية نداء الأبيض، الذي كان يعاني وقتها بدوري أبطال إفريقيا.
عاد حسام ولم يستمر سوى 6 مباريات قبل أن تتم إقالته، ليرحل في هدوء.
حسام حسن أيضا هو من غامر بمسيرته التدريبية موسم 2009/2010 حين تولى تدريب الزمالك القابع في المركز الـ12 بمنتصف الموسم، فصعد بهم في الدور الثاني، منهيا الموسم بالمركز الثاني.
المصري
جمهور المصري أيضا هاجم حسام حين يوما حين كان مدربا للزمالك، لكنه لم ولن ينسى علاقته بأسطورتهم.
حسام حسن لعب في المصري موسمين، وصل معهم لقبل نهائي كأس مصر، لكنهم خسروا أمام الاتحاد السكندري بركلات الترجيح.
أما مدربا، فكان المصري هو محطة حسام الأولى، وهي محطته الحالية، وهي دائما محطته الناجحة.
حسام أعاد المصري للمشاركة إفريقيا بعد 15 عاما من الغياب، وأعادهم مرة أخرى لنهائي كأس مصر الموسم قبل الماضي بعد غياب 19 عاما.
من خلال المصري، تلقى حسام عروض كثيرة. أندية خليجية ومنتخبات عربية أخرها ليبيا، لكن حسام مازال وفيا لمن عشقوه. في بورسعيد حسام فقط، من تتفوق شعبيته أحيانا على أحد أفراد الأسرة داخل المنزل الواحد.
مع الاتحاد السكندري ترك لهم ذكرى جميلة بالفوز الأكبر على الأهلي في العصر الحديث، ومع الإسماعيلي والترسانة لم يمهله الحظ فرصة الاستمرار طويلا ليصنع الذكريات.
منتخب مصر
تتذكر له حسناته مع فريقك أو تناسيتها بما فعله في حقك، لكن يبقى حسام أيضا أكثر من خدم منتخب مصر عبر التاريخ.
التتويج ببطولتي أمم إفريقيا يفصل بينهما 20 عاما كان هو بين أبطالها، وبينهما بطولة كان نجمها الأول.
حسام حسن حصل على أمم إفريقيا 1986، 1998 و2006 مع منتخب مصر.
هو الهداف التاريخي لمنتخب مصر بـ69 هدفا في 169 مباراة دولية.
حسام الذي أبكى المصريين فرحا بهدفه في الجزائر 1989 معلنا وصول منتخب مصر لنهائيات كأس العالم بعد 56 عاما من الغياب.
هو أيضا من أبكى الملايين تأثرا حين دمعت عيناه في احتفاله بهدفه بمرمى الكونغو عام 2006، معلنا نهاية مشواره الدولي مع المنتخب، ومؤكدا أن تواجده في قائمة حسن شحاتة حينها لم يكن مجاملة، وإنما مكافأة واحتياجا لخدماته.
حسام حسن وصل لعامه الـ52 في الحياة.
لم يعد هذا الشاب كما ظل في نظر الجمهور حتى مع بلوغه الأربعين في ملاعب الكرة، لكنه سيبقى دائما شابا في طموحه وإصراره. معاركه التي يدخلها ويعرف أحيانا أنها خاسرة، لا حبا في الخسارة لكن تلبية لإيمان جمهوره بالبطل الذي لم يعرفوه مستسلما يوما.