البطل مستعد للحفاظ على لقبه وليلة مثالية لأجويرو.. ملامح فوز سيتي ضد تشيلسي
الأحد، 05 أغسطس 2018 - 19:32
كتب : علي أبو طبل
بشكل رسمي قص كل من مانشستر سيتي وتشيلسي شريط افتتاحية الموسم الكروي الجديد في بلاد مهد كرة القدم.
سيتي يحصد أول ألقاب الموسم، وإن كانت شرفية، بانتصار مريح على حساب البلوز بثنائية نظيفة، وقع عليها سيرجيو أجويرو ولا أحد سواه.
مباراة ليست كافية لإطلاق أحكام نهائية عن كيفية جريان موسم فريق بيب جوارديولا الطامح للحفاظ على اللقب، أو تقييم أسلوب ماوريسيو ساري الجديد كليا على فريق بشخصية تشيلسي.
لكن على كل حال، كانت فرصة مناسبة للمديرين الفنيين للتعامل مع المباراة وكأنها في طور الإعداد للموسم الجديد، مع تجربة بعض الأفكار ومشاهدة بعض اللاعبين الشباب عن قرب في مباراة تتسم بالرسمية في ظل استمرار غياب بعض العناصر الأساسية في قائمتي الفريقين.
ما بين حسم أجويرو وسلبية موراتا وتألق شباب جوارديولا، دعونا نستعرض أبرز الملاحظات على مواجهة الدرع الخيرية الإنجليزية لهذا العام.
أجويرو .. ومن غيره؟
ثنائية من مهاجم اعتاد التهديف والحسم كان كل ما يحتاجه بيب جوارديولا اليوم ليؤمن انتصاره على الوجه الفني الجديد في إنجلترا.
الأرجنتيني سيرجيو أجويرو تجاوز خيبات بلاده في المونديال سريعا وعاد للانسجام مع الفريق ليحسم المباراة بهدفين، وإن أتيحت له فرص لزيادة الغلة.
هل هو تفوق معتاد على تشيلسي؟
أجويرو سجل هدفه الـ12 بقميص مانشستر سيتي في شباك البلوز، والهدف السابع في آخر 6 مباريات ضدهم في مختلف البطولات.
لم تتوقف روعة ليلة أجويرو هنا، حيث نجح بهدفيه في تجاوز حاجز الرقم 200 في عدد أهدافه مع الفريق، ووصل للرقم 201 في مباراته رقم 293 بقميص الفريق الأزرق السماوي.
موسم كبير في الطريق لأجويرو؟
الأرجنتيني لا يتوقف في كل موسم عن التسجيل، وإن كان الموسم الماضي هو أقل مواسمه رقميا مع الفريق، ولكن نقطة بدايته في الموسم الجديد تبدو مبشرة، والهداف التاريخي للفريق يبدو في كامل استعداده للتفاهم مع مجموعة من صناع اللعب المتميزين من العمق أو على الأطراف من أجل هز شباك الخصوم.
الأزمة ليست في الرقم 9
بحلول 29 يوليو الماضي، حظي المهاجم الإسباني ألفارو موراتا بتوأمين، وهي المناسبة التي أراد تخليدها بتغيير رقم قميصه مع تشيلسي من 9 إلى 29.
مهاجم ريال مدريد ويوفنتوس السابق لم يحظ بموسم أول كبير مع تشيلسي، وكان موضعا للانتقادات بسبب ضعف فاعليته على شباك الخصوم، وهو ما جاء عكس التنبؤات.
أزمة فنية كبيرة واجهت اللعب، وحرمته من التواجد في قائمة أسبانيا المونديالية الأخيرة، وهو ما أراد تجاوزه.
ظهر موراتا اليوم بالرقم 29 في تشكيلة تشيلسي الأساسية، ولكن لا جديد.
70 دقيقة خاضها الإسباني ولمس خلالها الكرة في 20 مرة فقط، وأتم منها 10 تمريرات سليمة فقط من أصل 11 محاولة مع تسديدة وحيدة كانت بعيدة عن مرمى كلاوديو برافو.
هل ندم تشيلسي على بيع دييجو كوستا؟
ربما أدرك كونتي خطأه متأخرا في منتصف الموسم الماضي، وهو ما اضطره في النهاية لاستقطاب مهاجم مثل أوليفييه جيرو.
وربما الآن يتضح أن تشيلسي لا يزال بحاجة لمهاجم ذو إمكانيات أفضل مع تبقي أيام قليلة على غلق سوق الانتقالات في إنجلترا.
استقطاب مهاجم جديد، وضع الثقة في جيرو، أو الاحتفاظ بخدمات ميشي باتشواي، كلها حلول متاحة أمام ساري.
الأفضلية لشباب جوارديولا
ظروف مواجهة الدرع الخيرية منحت الفرصة لكلا المديرين الفنيين لتجربة بعض الأسماء الشابة في قوائم الفريقين.
شاهدنا تشيلسي يدفع بكالوم هودسون أودوي أساسيا، كما حصل العائد من الإعارة تامي أبراهام على بعض الدقائق كبديل.
أسماء تشيلسي الشابة لم تقدم أفضل ما لديها في ظل عدم قدرة الفريق بشكل عام على مجاراة مانشستر سيتي خلال أحداث المباراة.
بيب جوارديولا استغل الفرصة للدفع بجوهرته الشابة فيل فودن أساسيا، ليقدم مستوى مميز للغاية وساهم بصناعة الهدف الأول في المباراة، بجانب صناعة 3 فرص أخرى محققة للتهديف.
بلا شك هي رسالة اطمئنان للفريق بأن مركز صناعة اللعب في أمان لسنوات قادمة.
مع اقتراب المباراة من نهايتها، خرج فودن ليحل بدلا منه براهيم دياز الذي قدم عدة لمحات فنية فردية مميزة مع تحركات مزعجة لدفاعات تشيلسي على الطرف الأيمن ومن العمق، وهدد مرمى ويلي كاباييرو في أكثر من مناسبة ولكن دون أن تهتز الشباك.
البطل جاهز للمنافسة
قدم مانشستر سيتي موسما ماضيا رائعا وحقق رقما قياسيا بالتتويج بالدوري الممتاز بـ100 نقطة كاملة.
الدوافع تتجدد، والرغبة في الحفاظ على اللقب وربما ما هو أبعد من ذلك على مدار موسم مزدحم هي الرسالة التي أطلقها الفريق بتتويج الدرع الخيرية.
يغيب كيفن دي بروين ورحيم ستيرلنج وديفيد سيلفا؟ لا مشكلة، فقد كانت فرصة لإثبات اكتمال منظومة الفريق تحت أي ظروف.
الجزائري رياض محرز قدم مستوى مميز في ظهوره اليوم على جانبي الملعب على مدار المباراة، وسبب إزعاجا لظهيري تشيلسي.
الأكثر إبهارا كان البرتغالي بيرناردو سيلفا، والذي يسعى للحصول على فرص أكبر هذا الموسم بعد بطء انسجامه خلال الموسم الماضي.
سيلفا بدلا من سيلفا؟ هذا ما اتضح خلال مباراة اليوم، فقد شغل البرتغالي موقع زميله الإسباني وأتم المهمة على أكمل وجه.
تحركات مستمرة في عمق الملعب مستغلا المساحات المتوافرة والحركة البطيئة لعناصر وسط ملعب تشيلسي في مباراة اليوم.
فرصة عظيمة لصانع اللعب البرتغالي لإبراز المزيد من قدراته هذا الموسم، والانطلاقة كانت موفقة.
رسائل لماوريسيو ساري
بالتأكيد ما زال من المبكر للغاية الحكم على طريقة المدير الفني الإيطالي الجديد مع تشيلسي، ولكن مواجهة مانشستر سيتي كانت تجربة هامة للغاية لإظهار بعض العلامات والملاحظات التي يجب أن يعالجها سريعا قبل موسم شاق في الانتظار، مع الرغبة في العودة إلى دوري أبطال أوروبا.
قائمة تشيلسي تفتقد بعض النجوم الأساسيين، وعلى رأسهم البلجيكي إيدين هازارد والفرنسي المتوج بالمونديال نجولو كانتي.
غياب الأول أثر بشكل كبير على خطورة تشيلسي الهجومية التي كانت شبه معدومة اللهم بعض المحاولات القليلة للغاية.
بينما افتقد وسط ملعب تشيلسي، وبدرجة أقل خط الدفاع، وجود لاعب وفير المجهود ويتميز بدرجة كبيرة في قطع الكرات من الخصوم في منطقة صناعة اللعب مثل نجولو كانتي.
ثلاثية وسط تشيلسي اليوم احتوت روس باركلي وسيسك فابريجاس والوافد الجديد جورجينيو.
ثلاثي يمتاز بالتحكم في الكرة ونقلها هجوميا، ولكن عند البحث عن أي منهم لتقديم الأدوار الدفاعية واستخلاص الكرة من الخصم، فلا يمكنك أن تتوقع الكفاءة المثالية.
ربما هذا ما منح بدرجة كبيرة أفضلية لكتيبة مانشستر سيتي على رجال ساري، وسهل من مهام فودين وبيرناردو في عمق الملعب، وأضف إلى ذلك ضعف الخط الدفاعي لتشيلسي.
ساري يختلف كليا عن سلفه أنطونيو كونتي، ولذلك شاهدنا تحويل طريقة الخط الخلفي من ثلاثي إلى رباعي وهو ما كشف عدة نقاط يجب علاجها.
أولها أن لاعب مثل ماركوس ألونسو لا يصلح أن يكون ظهيرا أيسرا في رباعي دفاعي، بينما كانت نقطة قوته في تواجده كلاعب وسط ملعب أيسر يميل للهجوم، وهو ما جعله يقدم موسما ماضيا رائعا بأسلوب كونتي، مع وفرة تهديفية.
أما ثاني ملاحظة فهي متعلقة بقلبي الدفاع. لا يمكن الاستمرار بثنائية روديجر وديفيد لويز على مدار الموسم تحت أي ظروف، وجاري كاهيل ليس حلا أيضا.
الثنائي يعيبه البطء في ردة الفعل، وبالتالي تسهل مهمة مهاجمين مثل أجويرو في الهروب من خلفهم والتسجيل بسهولة.
صفقة دفاعية ضرورية؟ ربما هي الأولوية التي يجب أن يبحث عنها ساري في الأيام القليلة المتبقية من سوق الانتقالات.