هل ينجح الملك التشيلي في إزالة مخاوف جماهير برشلونة؟
الجمعة، 03 أغسطس 2018 - 18:10
كتب : علي أبو طبل
في صيف 2017، وبشكل مفاجئ، أعلن برشلونة التعاقد مع لاعب الوسط البرازيلي باولينيو قادما من جوانزو إيفرجراند الصيني في صفقة أثارت الكثير من علامات الاستفهام حينها.
أرتورو فيدال
النادي : كولو كولو
لماذا قد يتعاقد نادي بحجم برشلونة مع لاعب يقارب الـ30 عاما وينشط في الدوري الصيني، وبقيمة تجاوزت الـ40 مليون يورو، مع توافر بدائل أصغر سنا وقادرة على منح حلول أفضل داخل القارة الأوروبية؟
لم يأبه باولينيو ولا مديره الفني إرنستو فالفيردي بكل تلك التساؤلات.
صحيح أن البرازيلي لعب في الدوري الصيني لأكثر من موسم، ولكنه حافظ على موقعه مع منتخب البرازيل تحت قيادة المدير الفني تيتي رغم تواجده في الصين، كما أن له خبرة أوروبية سابقة بتواجده مع توتنام هوتسبير.
موسم جيد قدمه باولينيو رغم التساؤلات ورغم عدم تمام الاقتناع الجماهيري، مسجلا 9 أهداف ومساهما في التتويج الكتالوني بالثنائية المحلية.
القوة والمساندة الدفاعية مع سيرجيو بوسكيتس، والتحركات الذكية نحو منطقة جزاء الخصم والتهديد الهجومي، مزايا كان يمنحها باولينيو لفالفيردي الذي أحب تواجده كثيرا.
انتهى الموسم، وانتهت مشاركة باولينيو مع البرازيل في كأس العالم، وحلت الانتقالات الصيفية الجديدة، ليحدث ما أغضب فالفيردي كثيرا.
بنفس الشكل المفاجئ والسرعة، يعود باولينيو إلى حيث أتى من الصين، ويحصل برشلونة في المقابل على 50 مليون يورو.
بغض النظر عن التفاصيل المادية وكيفية سريان الأمور، لكن ما أغضب فالفيردي حقا هو عدم علمه بعملية البيع، حيث أكد على معرفته بالخبر من الإذاعة.
رحل باولينيو الذي منح فالفيردي ما يحتاج من حلول في الملعب، كما رحل القائد إنييستا برؤيته وتمريراته المتقنة.
حقا هناك أزمة في منتصف الملعب الآن.
التعاقد مع الشاب البرازيلي آرثور من جريميو ليس الحل الأمثل بالنظر لفريق يطمح للمنافسة على قمة المسابقات الأوروبية.
وسط الملعب بجانب بوسكيتس وراكيتيتش يحتاج للاعب "أساسي" يملك الشخصية التي تتمكن من قيادة وسط ملعب فريق بحجم وفلسفة برشلونة.
من يسد تلك الفجوة؟
الملك التشيلي
كانت التقارير تشير إلى رغبة حقيقية من انتر ميلان الإيطالي لإعادة أرتورو فيدال إلى المسابقة الإيطالية.
اللاعب نفسه يرغب في الخروج من بايرن ميونيخ بعد موسمين لم يشهدا كامل التوفيق، مع تعدد الإصابات، وهي الأزمة التي قد تثير حذر أي ناد يرغب في استقطابه.
لم تتجدد الأنباء بهذا الشأن، لتظهر فجأة أخبار تؤكد اقتراب اللاعب من الاتفاق مع برشلونة.
هل هو البديل الأمثل، وربما الأفضل من باولينيو في تركيبة فالفيردي؟
انتقادات يتلقاها المدير الفني لبرشلونة باستمرار منذ توليه المهمة بسبب عدم تقديمه لتلك الكرة التي يرغبها واعتاد عليها جماهير البلوجرانا، ولكنه يسير في طريقه ويتمم عمله كما يرى على أي حال.
ما قدمه باولينيو كان مفيدا للغاية في نظر فالفيردي، وهو نفسه ما قد يقدمه لاعب مثل فيدال ولكن بجودة أفضل.
لاعب الوسط التشيلي أتم عامه الـ31 في مايو الماضي، وبدأ مسيرته مع نادي "كولو كولو" المحلي في 2005، ثم انتقل إلى باير ليفركوزن كمحطة ألمانية أولى في 2007، قبل أن يختار يوفنتوس في إيطاليا كوجهة ومحطة عاش خلالها نجاحات كبيرة، ثم إلى ألمانيا من جديد من بوابة بايرن ميونيخ حيث حصد لقب الدوري المحلي في 3 مواسم متتالية، على وشك أن يلحق بمحطة جديدة في مسيرته، وهذه المرة في إسبانيا.
لا غبار على مسيرة وشخصية لاعب مثل أرتورو فيدال في عالم كرة القدم. من لا يرغب في تواجد لاعب بتلك القيمة في قائمة فريقه؟
رغم ذلك، فإن الآراء قد انقسمت حول تلك الصفقة.
هل من بدائل أفضل؟
جزء كبير من جماهير برشلونة أبدى سعادته بتلك الصفقة في حال لإتمامها.
لاعب وسط يمتلك خبرة كبيرة في الميادين الأوروبية، ولديه أسلوبه وجودته الخاصة في الملعب التي قد تضيف كثيرا لخلطة فالفيردي في الموسم القادم.
تلك المجموعة من الجماهير تظن أن الفريق سيبدو أفضل كثيرا بوجود الملك التشيلي مع إنسجام البرازيلي كوتينيو بشكل أكبر مع المجموعة.
جزء ليس بقليل أيضا من محبي النادي يعتقدون أنه كان بالإمكان التعاقد مع بدائل أفضل لتقوية خط وسط الفريق.
زميل فيدال في النادي البافاري، ولاعب برشلونة السابق، تياجو ألكانتارا كان خيارا محببا للجماهير.
خبرات دولية وأوروبية محترمة للاعب وسط منتخب إسبانيا البالغ من العمر 27 عاما، والذي يعتقد المتابعون أن برشلونة قد فرط فيه بثمن بخس قبل عدة سنوات.
ولكن هناك سببان رئيسيان عطلا عودة ألكانتارا ومنحا الأفضلية لفيدال.
الأول، هو أن البايرن طلب ما يزيد عن 50 مليون يورو للتفريط في ألكانتارا، وهو ما قد رأته إدارة برشلونة مبالغ فيه قليلا بالمقارنة مع المطالبات المادية الخاصة بفيدال.
حسب التقارير المؤكدة من إسبانيا خلال الساعات الأخيرة، والتي أبرزها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في تقرير خاص بها عن اللاعب التشيلي، فإن انتقال فيدال من ألمانيا إلى أسبانيا لن يكلف خزينة برشلونة أكثر من 30 مليون يورو.
السبب الثاني، هو فلسفة المدير الرياضي للنادي "بيب سيجورا"، والذي يعتقد أن من رحل عن الفريق مسبقا لا يجب أن يعود مجددا.
ولكن هل فقط تلك هي الحلول المتاحة في السوق أمام برشلونة؟
ربطت التقارير اسم برشلونة بلاعب وسط أياكس أمستردام، فرانكي دي يونج كأحد الحلول.
المتابعون يعتقدون أن الشاب الهولندي مناسب أكثر لفلسفة برشلونة المعتادة والتي تعتمد على الاستحواذ وسرعة التمرير، بالإضافة لامتلاكه القوة اللازمة للالتحامات.
فلسفة بلغت ذروتها مع وجود بيب جوارديولا وتيتو فيلانوفا على رأس إدارة برشلونة فنيا.
ولكن الأسلوب الفني لبرشلونة اختلف الآن بوجود فالفيردي الذي قد يفضل لاعب بإمكانيات وخبرات فيدال على تجربة غير مضمونة متمثلة في شاب قادم من الدوري الهولندي، هذا سبب أول.
والسبب الثاني يتعلق بالنادي الهولندي الذي لم يتوج بالدوري المحلي لـ4 مواسم متتالية، وهو ما يمثل أزمة كبيرة لجماهير عملاق العاصمة الهولندية، والتي قد يزيد غضبها بالتفريط في أحد أعمدة الفريق.
أدريان رابيو كان أحد الأسماء المقترحة والمتاحة أمام برشلونة أيضا، ولكن الاقتراب من لاعبي باريس سان جيرمان بات أمرا محفوفا بالمخاطر، وجميعنا تابع ما حدث في تفاصيل انتقال نيمار لنادي العاصمة الفرنسية بعد اهتمام كتالوني بلاعب الوسط الإيطالي ماركو فيراتي في المقابل.
جميع المعطيات تمنح فيدال الأفضلية حتى تلك اللحظة، وإن تمت الصفقة فسيعمل فالفيردي جاهدا على إنجاحها على مدار الموسم، لأن لو حدث العكس، فهؤلاء البدلاء المقترحون ستأتي ظلالهم على أي فشل محتمل للتشيلي.
لماذا قد تحب جماهير كامب نو الملك التشيلي؟
أحداث الصفقة تتسارع، وقد يتم الإعلان الرسمي عنها في أي وقت.
الوكيل التشيلي فيرناندو فلسيفيتش، والذي سبق وأن جلب أليكسس سانشيز إلى "كامب نو" قبل سنوات، يعد دافعا قويا لإتمام الصفقة.
يمكن تعديد المكاسب الفنية التي قد يتلقاها برشلونة من تلك الإضافة، ولكن هناك أسباب أخرى قد تمنح لاعب الوسط الدولي التشيلي المزيد من الحب الجماهيري.
هل تطمح إلى رضا جماهير كامب نو؟ عليك بمعاداة الغريم الأزلي سلاح جيد.
الأمر بدأ في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2016/2017، حين تلقى فيدال بطاقة حمراء في مباراة الإياب أمام ريال مدريد بعد تدخل عنيف على ماركو أسينسيو.
لم يرض فيدال بالقرار، وكان في قمة غضبه بعد نهاية المواجهة التي شهدت تفوق وتأهل النادي الملكي.
"سرقة مثل هذه لا يجب أن تحدث في بطولة بحجم دوري أبطال أوروبا" كلمات أوضحت الغضب الكبير للاعب التشيلي بعد المباراة، والذي لم يفوت أي فرصة تالية ليظهر فيها معاداته لعملاق العاصمة الإسبانية.
مع تكرر مواجهة الفريقين في نصف نهائي الموسم الماضي، نشط فيدال على حساباته الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي وأبدى سعادته بوجود فرصة للانتقام.
الإصابة حرمت فيدال من التواجد في المبارتين، ولكنه كان نشطا مرة أخرى وعبر عن غضبه واعتراضه على إحدى الحالات خلال المباراة التي شهدت شكا بوجود لمسة يد على مارسيلو، لم يحتسب على إثرها حكم المباراة ركلة جزاء للبافاري.