محمود سليم

أزمة وسط ملعب الأهلي.. التكتيك وليس الأسماء

في تحليل مواجهة الذهاب بين فريقي الأهلي وتاونشيب البوتسواني سلطنا الضوء على تباعد خطوط فريق الأهلي والمساحات الشاسعة بينها والتي تسببت كثيرا في تحركات المهاجم والجناحين
الأحد، 29 يوليه 2018 - 17:42
محمد هاني - تاونشيب - الأهلي

في تحليل مواجهة الذهاب بين فريقي الأهلي وتاونشيب البوتسواني سلطنا الضوء على تباعد خطوط فريق الأهلي والمساحات الشاسعة بينها والتي تسببت كثيرا في تحركات المهاجم والجناحين بها ليستدرجوا قلب الدفاع ساليف كوليبالي للتقدم والتغطية خلف ثنائي الارتكاز ومن ثم تظهر خلفه ثغرة في خط الدفاع.

الأمر في مباراة الإياب اختلف نسبيا حيث عانى كثيرا الثنائي حسام عاشور وعمرو السولية وحتى مع بعض الدعم من وليد سليمان دفاعيا معهما، عانى الثلاثي بفضل التفوق العددي الذي كان لصالح تاونشيب حيث كان هنالك ثلاثي في الوسط مع تحرك أحد الجناحين للعمق وتقدم الظهير لإجبار ظهير الأهلي على الوقوف في مركزه دون التحرك خلف الجناح للعمق فيصبح الأخير حرا ويضرب ضغط لاعبي وسط الأهلي بشكل دائم.

بداية دعنا نتفق أن الثنائي عاشور والسولية يمر بفترة سيئة على الجانب الفردي ولابد من التدخل والتغيير ولكن من الخطأ اعتقاد أن الأزمة ستنتهي بتغيير الأسماء فقط لأنها ناتجة عن قصور على الجانب الخططي(التكتيك).

لنستعرض معا الحالات التالية لتوضيح الفكرة عمليا...

في هذه الحالة تجد حسام عاشور ووليد سليمان يمارسان الضغط على ثنائي ارتكاز تاونشيب.

ومن خلفهما عمرو السولية يراقب الجناح الأيسر الذي تحول لصانع لعب بالعمق، ليبقى ليمبوني صانع اللعب رقم 2 بلا رقابة خلف دائرة منتصف الملعب ليتسلم الكرة بكل سهولة ويفشل الضغط الأحمر.

مرة أخرى لا يوجد ترابط او انسجام بين اللاعبين في تطبيق الضغط فتجد السولية وجونيور أجايي يمارسان الضغط على لاعب واحد ويبقى الآخر دون رقابة ليتسلم الكرة ويغير وجهة اللعب ويصلوا للثلث الأخير للملعب بسهولة (حالة مثل تلك 4 لاعبين وضغط عند الجانب الأيسر في الأمور الطبيعية تنتهي باستخلاص أو إجبار المنافس على التشتيت).

مرة أخرى لاعب حر في عمق الملعب، السولية وعاشور يمارسون الضغط في مكان تواجد الكرة بشكل صحيح.

وليد سليمان يساندهما في الضغط لتصل الكرة للاعب الحر من البداية، لاحظ رباعي من الخصم يواجه ثلاثي فقط في عمق وسط الملعب للأهلي (تلك هي الأزمة المتكررة الأكبر من الأسماء واختيارات اللاعبين).

سليمان يتقدم للضغط على حامل الكرة وهناك ثنائي حر باعتبار السولية يراقب اللاعب خلفه.

عاشور يختار الضغط على اللاعب داخل دائرة المنتصف لمنعه من استلام الكرة لتمرر للاعب الآخر.

ويسددها في جسم كوليبالي (تخيل لاعبين بجودة أعلى من هؤلاء سيتم التمرير للمهاجم خلف كوليبالي بكل سهولة ويخلق فرصة انفراد محقق).

حالة مختلفة أخرى، سليمان يضغط على قلب الدفاع الآخر بجوار أزارو فيصبح الارتكاز حرا ويتسلم الكرة بالفعل.

عاشور والسولية يراقبان ثنائي وهناك لاعب حر آخر وهو المهاجم الذي تراجع قليلا لمنتصف الملعب ليخلق التفوق العددي، ويرسل اللاعب تمريرته القطرية خلف علي معلول ولكن يفشل الظهير في التحكم بالكرة.

مجددا وليد سليمان يضغط على لاعب فتمرر للآخر الحر بدون رقابة.

لاحظ الثنائي عاشور والسولية مطالبان بمواجهة هذا الرباعي..! (تذكر دائما الأزمة ليست بالأسماء).

وبالفعل تم التمرير للاعب حر ليرسلها للجناح في موقف 1ضد1 مع محمد هاني. (تذكر فارق جودة اللاعبين لو كان هناك جناح أفضل مهاريا في هذا الموقف ستحدث مشكلة دفاعية كبيرة).

للتأكيد مرة أخرى 4ضد3 فقط من الأهلي في عمق وسط الملعب وانتهت بتسديدة.

لاعب حر في عمق الملعب.

لاعب حر خلف حسام عاشور ولكن لحسن الحظ لم تكن تمريرة لاعب تاونشيب منضبطة.

** بصمة باتريس كارتيرون:

هي المباراة الثانية للمدير الفني الفرنسي ولكن ظهرت بصمته واضحة في استغلال الكرات الثابتة هجوميا حيث تكرر تنفيذ الركلة الركنية التي جاء منها هدف المباراة الوحيد في أكثر من حالة وفي مباراة الذهاب أيضا.

ثنائي داخل منطقة الـ6 ياردات مؤمن زكريا وأجايي ورباعي عند نقطة الجزاء سعد سمير وكوليبالي وأزارو والسولية ينطلقون في اتجاه الكرة العرضية التي يرسلها معلول بميل للخارج بعيد عن حارس المرمى.

الهدف.

أما على الجانب الدفاعي في الكرات الثابتة فكان الفريق يدافع بجميع لاعبيه بمزيج من رقابة المنطقة ورقابة رجل لرجل حيث تجد رباعي على خط الـ6 ياردات وباعي يراقبون اللاعبين عند نقطة الجزاء وثنائي على حدود المنطقة.

وجاءت تغييرات كارتيرون طبيعية ولكن التغيير الأخير كان متحفظا بعض الشئ حيث أشرك إسلام محارب بدلا من أجايي المصاب في الشوط الأول وكذلك هشام محمد بدلا من عاشور المصاب،

وفي آخر 10 دقائق شارك أيمن أشرف على حساب سليمان وتحول معلول للاعب جناح واستمر الفريق بنفس طريقة اللعب 4231 دون تغيير.

الأزمة كانت سببها الرئيسي هو عدم الانضباط الدفاعي للثنائي مؤمن وأجايي فعند مشاهدتك لجميع الحالات تجد الثنائي يقف أقرب للخط الجانبي دون مساندة تذكر لثنائي الارتكاز وهو الدورالرئيسي بكل تأكيد.

في الدفاع في كرة القدم عليك إغلاق العمق دائما فهو الأخطر وتوجيه خصمك للأطراف ومن ثم الترحيل واستخلاص الكرة هنالك وليس العكس الذي فعله مؤمن وأجاي دائما بإغلاق الأطراف وترك العمق والمساحات كبيرة بين كل منهما ولاعب الارتكاز الأقرب له.