بين ضغوط الأغلى بالعالم وتجاوز خيبة المونديال.. هل يصنع أليسون الفارق مع ليفربول؟
الثلاثاء، 24 يوليه 2018 - 21:03
كتب : علي أبو طبل
المشهد الأول في الملعب الأوليمبي في كييف الأوكرانية، حيث تشير النتيجة إلى تعادل سلبي بين ريال مدريد وليفربول اللذان يتواجهان من أجل التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا.
كرة هادئة تصل إلى حارس مرمى ليفربول، لوريس كاريوس، ليمسك بها ومن المفترض أن يرميها إلى زميل من أجل بداية هجمة لفريقه.
ولكن في لقطة لا نراها إلى في الألعاب الإلكترونية القديمة الخاصة بكرة القدم، يرمي كاريوس الكرة لتصطدم بقدم كريم بنزيمة وتسكن الشباك معلنة عن الهدف الأول للملكي.
تمر الدقائق، والنتيجة تشير إلى تقدم ريال مدريد بنتيجة 2-1، وفي الوقت الذي يحاول فيه لاعبو ليفربول العودة في النتيجة، تمر تصويبة طائشة من جاريث بيل بشكل غريب من بين يدي الحارس الألماني، لتقتل أي آمال إنجليزية في العودة للمباراة.
يحتفل الملكي بالتتويج الـ13 الأوروبي تاريخيا، بينما يلملم ليفربول شتاته من أجل البناء لموسم جديد أقوى وأفضل.
كثر النقاش خلال الشهور الماضية عن احتياجات يورجن كلوب لتدعيم صفوفه .. ولكن ربما الدعم الأهم والذي ظهر للقمة بعد النهائي الأوروبي هو حارس مرمى أفضل.
طوال الأشهر الماضية، ظل البرازيلي أليسون بيكر هو الاختيار الأول للفريق الإنجليزي حسب تسريبات الصحافة.
مع حلول منافسات المونديال وتقدم البرازيل فيها، بدأت التكهنات في الانكماش قليلا، وبعد الاطمئنان لتتويج فرنسا كبطلة للعالم، عاد ليفربول إلى السوق بقوة.
الحارس الأغلى في العالم
محطما كل الأرقام السوقية السابقة، بات حارس مرمى نادي روما الإيطالي السابق هو الأغلى في العالم حين أعلن ليفربول قدومه مقابل ما يقارب 72.5 مليون يورو.
صفقة قوية رقميا في سوق ليفربول، تأتي بعد أشهر قليلة من التعاقد مع المدافع الهولندي فيرجايل فان دايك من صفوف ساوثامبتون مقابل ما يقارب 79 مليون يورو، ليصبح أغلى لاعب مدافع في العالم بحلول انتقالات الشتاء الماضية.
صفقتان متتاليتان بمبالغ قياسية أجبرت يورجن كلوب أن يخرج ليدافع عن نفسه بعدما انتقد انتقال بول بوجبا لمانشستر يونايتد قبل موسمين بمبلغ قياسي.
فقد قال "نعم، أحوال سوق الانتقالات تبدلت وقد غيرت وجهة نظري. ذلك أفضل كثيرا من ألا تمتلك أي وجهة نظر على الإطلاق!"
دائما ما تكون الانتقالات القياسية ماديا تحت ضغط مستمر من أجل تقديم أفضل ما يمكن تعبيرا عن قيمة الانتقال، وأهم علاج لأي لاعب لعبور ذلك الضغط بسلام هو التعامل النفسي الجيد.
يجيد المدير الفني الألماني لليفربول التعامل النفسي مع لاعبيه على الدوام لتقديم أفضل ما لديهم، وقد أخرج فان دايك من الضغوط تماما بعدما قدم نصف أول من الموسم الماضي بشكل متذبذب رفقة ساوثامبتون، ولكن الأمر اختلف كليا مع ليفربول في النصف الثاني، حيث كان عاملا رئيسيا في تأهل الـ "ريدز" للمباراة النهائية الأوروبية.
استقطاب أليسون ليس عاديا، فقد جاء ليصبح الرقم واحد، وليصبح عاملا هاما في تغيير مسار المباريات الهامة ومنافسة حراس المرمى الكبار في المسابقة الإنجليزية، ولم لا يساهم في التتويج بإحدى الألقاب المنتظرة منذ مواسم؟
أيام سيئة لكاريوس ومينوليه
الأيام السيئة لكاريوس يبدو وأنها تتوالى، فمستواه في المباراة النهائية الأوروبية جعله محل دائم للانتقادات طوال أشهر، بل ومحل تشبيه مع أي خطأ مشابه يقع فيه أي حارس مرمى في أي مباراة.
الأمر يستمر مع الاستعدادات للموسم الجديد، حيث اخطأ قبل أيام قليلة في تقدير إحدى الكرات أمام بوروسيا دورتموند مما أسفر عن هدف في مباراة انتهت بنتيجة 3-1 للفريق الألماني الذي سبق أن قاده يورجن كلوب.
ربح كاريوس ثقة كلوب في الموسم الماضي ليصبح أساسيا في المشاهد الهامة، ولكن الأمور تختلف الآن مع قدوم حارس مرمى البرازيل الأول، ومجهود مضاعف يجب أن يبذل.
الأمر ينطبق تماما على البلجيكي سيمون مينوليه الذي خسر مقعده الأساسي مسبقا لصالح كاريوس، والآن تتصعب الأمور أكثر، ومن أجل الحفاظ على مكانه في قائمة بلجيكا الدولية ولو كبديل لكورتوا على الأقل، فربما حان وقت الخروج من قلعة "أنفيلد" بالنسبة له.
بمقارنة رقمية من خلال موقع "Squawka"، يمكن إبراز تفوق أليسون على أرقام ثنائي ليفربول "كاريوس ومينوليه" مجتمعة خلال الموسم الماضي المحلي في كل من إنجلترا وإيطاليا.
34 مباراة خاضها أليسون، مقابل 19 لكل من الثنائي على حدى.
خرج أليسون بشباك نظيفة في 15 مباراة بالدوري الإيطالي، بينما خرج الثنائي الآخر مجتمعين بـ13 مباراة بشباك نظيفة.
نجح أليسون في 92 تصدي حاسم، مقابل 48 تصدي للثنائي معا.
في الكرات العرضية، خرج أليسون بشكل ناجح للكم الكرة بعيدا في 12 محاولة، مقابل 15 محاولة مجتمعة للثنائي تقسمت بين 11 لكاريوس و4 لمينوليه.
الثنائي ليس الأفضل في التعامل مع الكرات العرضية، حيث خرجا مجتمعين لالتقاط الكرة بشكل ناجح في 57 محاولة تقسمت بينهما بالتساوي تقريبا، بينما نجح أليسون في 87 محاولة.
أنظر لكم الحلول التي قد يضيفها أليسون لتشكيلة كلوب!
"إنه ظاهرة"
يبدأ روبيرتو نيجروسولو، مدرب حراس المرمى الأسبق لنادي روما، في مدح الحارس البرازيلي البالغ من العمر 25 عاما.
ربما يبالغ نيجروسولو في الكلمات التالية مديحا في أليسون: "إنه الأول ضمن كل الأوائل. إنه ميسي حراسة المرمى. إنه يمتلك نفس عقلية ليونيل ميسي التي يمكن أن تحدد مصير زمن بأكمله".
يرفض نيجروسولو أن يقارن أليسون بحارس مرمى ميلان الشاب جانلويجي دوناروما، بل ويشبهه بأسطورة حراسة المرمى دينو زوف في تصريحات أبرزتها شبكة "سكاي سبورتس" البريطانية.
دييجو سيميوني أشاد به من قبل بعدما منع فريقه من التفوق على روما في دوري الأبطال، بينما كانت الإشادة الأهم من جانلويجي بوفون الذي أبرز قدرة أليسون على منح الثقة لزملائه في الملعب.
إشادة خاصة جاءت من أسطورة حراسة مرمى البرازيل والمتوج بمونديال 1994، كلاوديو تافاريل، الذي أكد على أن أليسون بإمكانه أن يصبح خليفة مانويل نوير في حراسة المرمى عالميا.
إمكانيات أليسون لم تظهر في موسمه السابق والوحيد له مع نادي العاصمة الإيطالية، بل بدأت منذ سنوات عندما لعب محليا مع انترناسيونال البرازيلي.
ذلك النادي الذي أخرج تافاريل الذي أشاد به، بل ودربه لفترة، وكذلك الذي شهد تواجد حارس مرمى يدعى نيلسون ديدا، كان يوما ما الحارس رقم 1 بين خشبات مرمى البرازيل الثلاثة، متفوقا على أليسون بـ192 مباراة دولية بحلول لحظة كتابة تلك الأسطر.
حارس أسطوري لعب لإنترناسيونال كذلك ويدعى كليمير، ساهم في تكوين شخصية أليسون خلال فترته في البرازيل، ويمكن لكلمات حارس مرمى ليفربول الجديد شخصيا أن تصف ملامح ذلك التكوين.
"أهم ما تعلمته من كليمير هو كيفية الاندماج في المباراة والحفاظ على التركيز طوال الوقت. الأمور تسير بشكل خاطئ إذا أصابنا التوتر، وبمجرد الحفاظ على معايشة المباراة بكل لحظة على حدى، فإن الأمور تعمل بنجاح"
دانيال بافان، شخصية أخرى ساهمت في خطوات أليسون الأولى، حيث عمل كمساعد لمدرب حراس المرمى في فريقه البرازيلي، وعمل على تدريب أليسون منذ كان في الـ13 من عمره، وبمرور السنوات صار بافان هو الرجل الأول في مهمة تدريب الحراس في انترناسيونال.
يقول بافان: "أعلم عنه كل شئ منذ انضم لانترناسيونال، وعملت معه لمدة 8 سنوات كاملة. موهبته أمر لا يمكن التشكيك به بسبب تقنيته المميزة في أداء المهام. يمتلك موهبة فطرية وتعلم الكثير من الأمور بسهولة"
ويضيف: "منذ البداية وهو يمتلك شخصية قوية للغاية. لقد كان قائدا لفرق الشباب بالنادي وكذلك قائدا داخل الغرف المغلقة. وأصبح كذلك قائد الفريق الأول بالنادي وهو في الـ21 من عمره فقط. يمكنك أن تتخيل دمج هذه الشخصية القوية مع موهبته المميزة، وهو أمر ساهم في تميزه بشكل كبير عن البقية."
شخصيته القوية استمرت في النضوج على الصعيد الدولي، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤكده فيرناندو مايا.
مايا عمل مع أليسون على مستوى الأندية، وكذلك كان مدربا له ضمن الطاقم الفني الحالي للبرازيل في نهائيات مونديال 2018 بروسيا.
"إنه حارس مرمى شهد تطورا مذهلا في إمكانياته ولا يتوقف عن التطور"
هكذا يبدأ مايا حديثه لشبكة "سكاي"، مؤكدا على شخصية أليسون المحبوبة في المعسكر البرازيلي داخل وخارج الملعب.
مايا عمل مسبقا مع حراس مرمى لعبوا كأساسيين مع المنتخب مثل دييجو ألفيش وخوليو سيزار، حيث عاد وأكد على التشابه الكبير في شخصيات الثلاث.
هل ينافس الأسماء المميزة في المسابقة الإنجليزية؟
طوال المواسم الأخيرة، يظل الإسباني ديفيد دي خيا هو حارس المرمى الأبرز في مسابقة إنجلترا.
ذلك مع منافسة قوية من البلجيكي تيبو كورتوا في عرين تشيلسي، وفي وجود خبرات التشيكي بيتر تشيك في أرسنال، ولدينا الصاعد بقوة جوردان بيكفورد الذي سيقضي موسمه الثاني مع إيفرتون بعد مونديال مميز رفقة منتخب إنجلترا، وإيدريسون حارس مرمى مانشستر سيتي الذي يجلس بديلا لأليسون في منتخب البلاد، ولكنه قضى موسم ماضي جيد متوجا باللقب المحلي.
هل جاء أليسون ليسحب البساط من كل هؤلاء؟ .. يمكن أن نستعرض بعض الأرقام في الصورة التالية.
العامل الأساسي هنا هو القدرة على التطور والتكيف مع شكل مختلف من المنافسات.
أليسون أثبت نفسه بالفعل في الموسم الماضي كحارس مرمى مميز، ليس فقط في المسابقة المحلية في إيطاليا ولكن من خلال مسيرة مميزة لروما امتدت حتى نصف نهائي دوري الأبطال، وانتهت على يد ليفربول شخصيا.
ولكن الضغوط في المسابقة المحلية في إنجلترا معلومة للجميع، مع توالي العديد من المواجهات الكبرى والتسليط الإعلامي إسبوعيا، فإن الشخصية التي يراهن عليا مدربي أليسون السابق هي الفيصل هنا.
يقول بافان لشبكة "سكاي": "ليفربول هو أحد أعرق الأندية في العالم ولذلك فقد اختار أن ينضم إلى هناك. لقد أبلى حسنا في دوري الأبطال خلال الموسم الماضي، ولديه كل المقومات ليتطور ويحقق مسيرة طويلة المدى بألوان نادي ليفربول".
الجماهير في "أنفيلد" لا تنتظر فقط حارس مرمى قادر على التتويج الفردي كأفضل حارس مرمى في البلاد، ولكنها تنتظر إسهاما ملموسا من أجل الصعود لمنصات التتويج.
ربما تكون دلالة خير مشابهة لاستقطاب مانشستر سيتي لإيديرسون من بنفيكا خلال الموسم الماضي، والذي ساهم كثيرا في تقوية كتيبة بيب جوارديولا المتوجة بلقب الدوري مع نهايته، ولكن الأمور لا تسير بالدلالات.
هل يساهم الحارس القادم من مدينة "هامبورجو دي سوزو"، بتواجده كحارس مرمى تقع عليه الكثير من التطلعات، في إعادة كتيبة يورجن كلوب إلى منصات التتويج؟
أمر يشتاق له الجماهير في "أنفيلد"، ويورجن كلوب نفسه، بل وأليسون شخصيا والذي يسعى لتحقيق أول لقب في مسيرته الاحترافية في أوروبا.
طالع أيضا
صلاح ضمن العظماء.. تعرف على كل ما قدمه في موسمه الاستثنائي
الفيفا يوضح لـ في الجول: شروط اختيار أفضل لاعب.. وهل يساعد تصويت الجماهير صلاح؟
العين الإماراتي لـ في الجول: مفاوضات مع الأهلي حول الشحات؟ غير حقيقي
تعرف على طريقة تصويت الجماهير لجائزة أفضل لاعب
رسميا – حظ سعيد لروما في الصفقة المقبلة.. برشلونة يعلن تعاقده مع مالكوم