تحليل في الجول - أهلى "كارتيرون" بالتفاصيل.. كل حالات الهجوم والثغرة الدفاعية والحلول
الخميس، 19 يوليه 2018 - 12:05
كتب : محمود سليم
من الصعب التقييم وتحديد بصمات المدير الفني الجديد لفريق الأهلي من خلال أول مبارياته الرسمية وهي مواجهة إفريقية والفريق كان يدخلها وهو في قاع المجموعة في موقف صعب للغاية.
ولكننا من خلال هذا التحليل سنستعرض معا كافة حالات بناء وصناعة اللعب في الفريق بمختلف أشكالها خلال اللقاء وكذلك الحالة الدفاعية للفريق في مباراة باتريس كارتيرون الأولى للتعرف على أسلوب الفريق في تلك المواجهة أهم ما يميزه وأخطر ما يعيبه.
** فكرة المهاجم والجناح:
من خلال متابعتي لأحد تدريبات الفريق ثم مواجهة نجوم المستقبل الودية كان هناك اعتماد على طريقة لعب 4-4-2 مع استغلال المهاجمين كعمل محطات لدخول الجناحين لعمق الملعب حيث يرسل الظهير أو قلب الدفاع الطولية للمهاجم ليسندها إلى الجناح الذي أصبح خلفه دون رقابة.
لاحظ هذه الحالة كارتيرون مع استلام سعد سمير للكرة صرخ مطالبا مؤمن زكريا بالتحرك، تم إرسال الطولية لأزارو ليسندها لمؤمن ولكنها كانت قصيرة(لا تنس البداية تقدم الظهيرين وتواجد ثنائي الارتكاز أمام ثنائي الدفاع بشكل صريح دون أية تحركات مركبة أو متفق عليها بخروج أحدهما للأطراف خلف ظهير مثلا أو ارتداد أحدهما بين قلبي الدفاع).
حالة مشابهة باختلاف من انطلق في انتظار الكرة الثانية كان وليد سليمان.
مرة أخرى وليد سليمان يستدرج الظهير ليخرج عن تمركزه، فتحي يرسلها طولية لأزارو الذي تحرك خلف الظهير ليحاول سندها إلى وليد المنطلق.
الفكرة الثانية كانت التمرير القطري من الجانب الأيمن إلى أقصى الجانب الأيسر استغلالا لترحيل لاعبي الخصم للجانب الأيمن حيث تتواجد الكرة، نفذها سعد سمير بامتياز في هذه الحالة.
مرة أخرى من سعد ولكنها لم تكن منضبطة.
وحالة ثالثة من عمرو السولية إلى علي معلول.
الفكرة الثالثة وهي تقدم ساليف كوليبالي وكأنه لاعب وسط ملعب ثالث جهة اليسار لمساعدة الثنائي حسام عاشور وعمرو السولية في صناعة اللعب، ثم تحرك جونيور أجايي للخلف لطلب الكرة وخلق مساحة ينطلق بها وليد سليمان بشكل قطري من العمق إلى الجناح الأيسر.
رابعا وهي فكرة ليست جديدة على الفريق حيث يدخل الجناح للعمق قليلا بين وسط الملعب والجانب ليتسلم الكرة من لاعبي الدفاع أو الوسط فيما ينطلق الظهير في المساحة التي تركها الجناح، ويساعد الأخير(مؤمن زكريا) لاعبي الارتكاز في صناعة اللعب بينم
تتكرر الفكرة السابقة أجايي للخلف ليتسلم الكرة ومؤمن يتحرك بشكل قطري في المساحة التي خلقها النيجيري.
نفس الفكرة من الجانب الأيسر كوليبالي يمرر إلى أجايي الذي يساعد ثنائي الارتكاز في صناعة اللعب ويتم تفريغ وليد سليمان بين الخطوط ليمررها إلى فتحي ويرسل العرضية في حضرة مؤمن كمهاجم ثان مع وليد أزارو الذي أهدر الفرصة.
نفس الفكرة من جديد مع إشارات كارتيرون لمؤمن ولكنه تحرك متأخرا.
خامسا مع دخول الجناح للعمق قليلا وطلب الكرة تظهر المساحات خلفه لينطلق بها الظهير، لاحظ تمريرة كوليبالي لمعلول.
وكررها مرة أخرى ولكن الدفاع صحح من أوضاعه وأبعد الكرة.
كذلك تكررت على الجانب الأيمن من سعد لأحمد فتحي لكنها انتهت بتمريرة خاطئة من وليد سليمان بعد أن مررها له فتحي وانطلق.
لاحظ هذه الحالة جمعت بين أكثر من فكرة سابقة، السولية إلى معلول مرة أخرى مع نفس التمركز لثنائي الارتكاز أمام ثنائي الدفاع، مع نفس التحرك لعمق الملعب من مؤمن زكريا.
ثم التحرك نفسه من أجاي للخلف والتحرك ذاته من مؤمن بشكل قطري في أنصاف المساحات كادت تصبح انفرادا ولكن تمريرة معلول كانت قوية.
ومن الهجوم ننتقل إلى الوجه الآخر في كرة القدم وهو الدفاع، وكيفية تقييم أداء اللاعب المالي كوليبالي.
بداية علينا أن نتفق على أن أسلوب ضغط الفريق هو العنصر الأساسي الذي يبني عليه التنظيم الدفاعي له، بمعنى عند تطبيق الضغط العالي لابد من اللعب بدفاع متقدم، وعند تطبيق ضغط متوسط يتأخر الدفاع قليلا وهكذا كي يكون الفريق كتلة واحدة والمساحات بين خطوطه متقاربة.
بالتالي كانت أكبر مشكلة عانى منها الأهلي في مواجهة تاونشيب هي تباعد الخطوط خاصة بين الوسط والدفاع بسبب تأخر خط الدفاع وتحديدا الثنائي سعد وكوليبالي، وهو الأمر الذي حاول تداركه كثيرا كوليبالي بالتقدم لتغطية المساحة خلف لاعبي الوسط ولكنه تسبب في ثغرة دفاعية كبيرة بالفريق.
لاحظ الضغط متوسط تقريبا ومع ذلك المساحات شاسعة بين الخطوط أو كي أكون أكثر دقة لا يوجد عمق دفاعي في وسط الملعب(لا يوجد ليبرو في وسط الملعب).
لاحظ هذه الحالة الثنائي عاشور والسولية على خط واحد يتم ضربهم بتمريرة.
مساحات كبيرة بين الدفاع والوسط يتحرك بها مهاجم تاونشيب فيضطر كوليبالي للتقدم خلفه.
حالة أخرى ترحيل عاشور والسولية للجانب الأيمن فرغ عمق الملعب تماما ليضطر كوليبالي أن يتقدم لمواجهة لاعب تاونشيب الذي تسلم الكرة.
الخطأ أنك كقلب دفاع عند خروجك من مكانك لابد من إبعاد الكرة أو إجبار المنافس على العودة للخلف أما أي تمرير أخرى ستخرجك عن اللعب وهو ماحدث.
من جديد مساحات خلف لاعبي الوسط وكوليبالي يتقدم.
مرر المهاجم الكرة بسهولة بينما يعود كوليبالي متأخرا إلى مركزه وعينه باتجاه الكرة فقط دون النظر إلى الجناح خلفه الذي ينطلق في المساحة التي تركها.
من جديد يفقد اللاعب تركيزه ويتقدم وحيدا لكشف التسلل فيتم تمرير الكرة في المساحة بينه وبين معلول ولكن سعد سمير وفر التغطية.
أما في هذه الحالات فإن الخطوط متقاربة ولا تحتاج إلى التقدم لرقابة المهاجم بهذا الشكل فقط عليك الانتظار في مكانك الطبيعي ومحاولة قراءة اللعب قبل التمرير للمهاجم تتقدم لاستخلاص الكرة أو منعه من الدوران وإجباره على العودة للخلف.
مجددا رقابة في وسط الملعب وترك ثغرة في عمق الدفاع لو نجح اللاعب في إرسال العرضية لكانت فرصة هدف من المساحة المكلف بها كوليبالي حيث أن تقدمه يفسد التنظيم الدفاعي خاصة في مواجهة العرضيات.
نفس الأمر تمركز خاطئ بسبب فقدان التركيز ويمكن التمرير خلفه بسهولة.
على الجانب الآخر فإن كوليبالي أجاد في حالات أخرى بفضل خبراته التي تساعده على التمركز الجيد في أغلب الأحيان، لاحظ هذه الحالة تمركز جيد ساعده على اعتراض التمريرة.
وفي هذه الحالة تمركز سعد سمير خاطئ طالبه كوليبالي بالتراجع أكثر للخلف فيما كان حاضرا للتغطية خلف معلول لينجح في إبعاد الكرة.
كما يمكن استغلاله كميزة هجومية للفريق في الكرات الثابتة تحديدا بتنفيذها على القائم البعيد ليحولها برأسه عرضية لأحد زملائه، وبالفعل نجح في مرة واحدة ولكن أساء التعامل معها وليد أزارو.
ولكن ماذا عن الحلول؟
هناك العديد من الحلول لمشكلة تقارب الخطوط حيث يمكن تقديم خط الدفاع والمجازفة في ظل بطء كوليبالي تحديدا أو عدم تطبيق الضغط العالي أو فوق المتوسط والتراجع لمنتصف الملعب بكل الخطوط وخاصة الجناحين كما كان يفعل سابقا حسام البدري.
أما عن الحل الأمثل هو الاعتماد على ثلاثي في وسط الملعب فثنائي فقط غير كاف لتطبيق الضغط، مع وجود ثلاثي يصبح لديك (ليبرو) في منتصف الملعب يوفر الغطاء أمام رباعي الدفاع وخلف الخماسي الذي يضغط من الأمام ولكنك بحاجة إلى لاعب خبرة لديه الوعي الخططي ويجيد التحرك عرضيا لتغطية كل تلك المساحات وهو مايتطلب مجهودا كبيرا لأداء ذلك الدور.
وعن تقدم كوليبالي فإذا كان ضروريا تقدم أحد قلبي الدفاع للتغطية خلف لاعبي الوسط فالأفضل هو سعد سمير لأنه الأكثر سرعة وشراسة في الضغط وكذلك في الارتداد بينما يوفر كوليبالي التغطية في العمق الدفاعي.