كتب : فادي أشرف
بول بوجبا وأنطوان جريزمان وكيليان مبابي وخلفهم نجولو كانتي والكثير من الأسماء الكافية تماما لفتح سيرك كروي، لكن عروض السيرك لن تفوز بكأس العالم.
ربما باستثناء البرازيل في 1970، وإسبانيا في 2010 – أحيانا – لم يفز فريق ممتع بكأس العالم. لنا في البرازيل 2002 عبرة، فريق يضم سحرة مثل رونالدو وريفالدو ورونالدينيو فاز بالمونديال بكرة قدم مملة سن قواعدها لويز فيليبي سكولاري.
مع فرنسا غير ممتعة رغم الأسماء اللامعة، يقف ديشامب على أعتاب التاريخ رغم أن المعظم كان يصفه بالحلقة الأضعف في معسكر فرنسا.
هل كان الجميع غير محق في انتقاد ديدييه ديشامب؟
من الصعب أن تصل لنهائي كأس الأمم الأوروبية، ثم نهائي كأس العالم في سنتين ويتم وصف الأمر بالصدفة البحتة.
تملك فرنسا جيلا رائعا برز نتيجة عمل طويل في مراحل الناشئين، سواء في أكاديمية كلايرفونتاين أو في أكاديميات الأندية الفرنسية المشهود لها بالكفاءة، ووجد هذا الجيل مدربا "مملا" في المنتخب الأول. مدرب وصفه الجميع بأنه سيكون السبب في عدم تتويج الديوك بكأس العالم.
ربما ديشامب ليس المدرب الممتع أو المبهر تكتيكيا، لن تجد هنا تيكي تاكا جوارديولا أو كرة زيدان المباشرة، بل كرة قدم واقعية للغاية.
ولكن نجاح ديشامب في كأس العالم، وحصوله على فرصة لأن يكون أحد 3 مدربين حصدوا البطولة كلاعبين بعد ماريو زاجالو وفرانز بيكينباور، لا يعود لذكائه التكتيكي بل لمزايا شخصية لدى المدرب، هي محور هذا التقرير.
بعد عام من توليه قيادة المنتخب، وقبل مباراة ضد جيورجيا في تصفيات كأس العالم 2014، كشفت الصحافة الفرنسية عن تشكيل الديوك قبل المباراة ليأتي رد ديشامب في المؤتمر الصحفي قبل اللقاء قاسيا: "تريدون أن تعرفوا كل أسرارنا؟ إليكم هذا، أنا أعرف بعض أسراركم أيضا".
قد تعتبر تهديد ديشامب للصحفيين خسة منه، ولكن بطل العالم في 1998 لديه علاقات متشابكة ويخطط لحياته بشكل أقرب لما يفعله السياسيون.
ديشامب مدرب قوي الشخصية، لدرجة استبعاد أسماء مثل أنطوني مارسيال أو أليكساندر لاكازيت أو ديميتري باييه، أو استمرار استبعاد كريم بنزيمة.
في نفس الوقت، سيطر على الجدل حول جريزمان وانتقاله الذي لم يتم إلى برشلونة، ومع تقدمه في البطولة وخاصة بعد الفوز 4-3 على الأرجنتين عاد لثأره القديم ضد الصحافة، "الآن تصفقون لي بعد أن كنتم تهاجمونني لمدة أسابيع قبل البطولة".
صديقي ديدييه ديشامب
يرتبط ديشامب بعلاقة خاصة بمارسيل دوزيايي، لعبا معا في نانت ومارسيليا حيث فازا بدوري الأبطال، حصدا لقب كأس العالم 1998 معا كما لعبا معا في تشيلسي أيضا. دوزايي هو الأب الروحي لنجل ديشامب والعكس.
يقول دوزايي في مقال كتبه لـ"جارديان": "البعض في فرنسا لا تعجبه طريقة أداء المنتخب، ولكن ديدييه بنى فريقا للفوز بالبطولة وليس للفوز بالنقاط في مسابقة الأداء الجميل".
ويضيف دوزايي "ديدييه كان دائما ناضجا مقارنة بسنه، لديه طاقة وقوة إرادة ويقاتل بكل ما يملك، في أي معركة، سيمنح ديدييه 100% من طاقته للفوز".
ويكمل "الناس تقول إن ديشامب براجماتي، وهذا حقيقي، ولكنه دقيق ومتطلب ويستمع للاعبين جيدا. يحب السيطرة على كل شيء حوله لذا يبني فريق مساعديه بشكل دقيق للغاية ليظل مسيطرا بنسبة 100%".
يمنحنا مارسيل دوزايي نافذة إلى شخصية الرجل الذي أصبح قائدا لمارسيليا في عمر الـ24 فقط في وجود أسماء مثل عبيدي بيليه ورودي فولر، والتي ربما يغفلها البعض بالنظر إلى كرته المملة مقارنة باللاعبين المتاحين إليه، ولكن تقرير موقع "نوفيل أوبس" الفرنسي عن "8 قواعد للنجاح على طريقة ديدييه ديشامب" يأخذنا إلى مدى أبعد.
8 قواعد للنجاح على طريقة ديشامب
"في غرفة خلع الملابس، القليل من الخوف أمر جيد".
لا يخاف ديشامب من انتقاد اللاعبين داخل غرفة الملابس، ما يخلق نوعا من الخوف لدى اللاعبين من المدرب، لكنه يعوض العوامل السلبية الناتجة عن هذا الخوف بأمور أخرى.
يسيطر ديشامب على كبرياء لاعبيه لفائدة المجموعة، وهذه قاعدته الثانية. بعد 1998، أصبح النظر للاعبي كرة القدم مختلفا، أصبحوا نجوما للمجتمع بشكل غير مسبوق.
مشاكل معسكر 2010 مع المدرب رايموند دومينيك، وفضيحة الشريط الجنسي التي تورط فيها ماثيو فالبوينا وبنزيمة مازالت في الذاكرة، ولكن سيطرة ديشامب على المعسكر في 2018 رمت تلك الأمور إلى طي النسيان.
قائمة تضم نجوما "أكبر من الحياة" مثلما يتم وصفهم، مثل بول بوجبا وأنطوان جريزمان، لم تسبب مشاكل لديشامب الذي يرى أن سر الفوز بمونديال 1998 هو التواضع.
من أجل ذلك، لدى ديشامب قاعدة ثالثة، هو أن يكون طبيبا نفسيا.
"يهمني أن أعرف الرجل الذي يمكث أمامي، ليس شخصيته فقط، لكن عائلته ومرحلة نضوجه وطفولته. يمكن للرجل أن يكون قويا جدا لكن إن لم يكن قويا عقليا، سيكون ميتا".
هكذا يقول ديشامب، في حين يقول جريزمان عنه إنه يمنح الفريق الثقة.
وللحفاظ على هذا المناخ الصحي، لا يضم ديشامب العناصر التي قد تفيده فنيا لكن قد تضر هذا المناخ مثل كريم بنزيمة. لم يهتم ديشامب بما قيل إنه "عنصري".
من أجل كل ما يفعله ديشامب بشكل شخصي مع اللاعبين، يريدون الذهاب إلى الحرب من أجله مثلما يقول بنيامين بافارد في شرح القاعدة الخامسة من قواعد ديشامب.
"ديشامب يجعل اللاعبين يريدون أن يتخطوا إمكانياتهم، يمنحنا نصائح للتطور. أنا لاعب شاب ولم أصبح محترفا إلا من فترة قصيرة، كلمات ديشامب تحفزني للغاية".
أما أوليفييه جيرو، أحد أهم اللاعبين الذين تتوجه سهام الانتقادات لديشامب بسبب أداءه فيقول: "إنه قوي جدا في زرع روح الفوز لدى اللاعبين، نشعر بذلك دائما".
يستطرد جيرو في شرح القاعدة السادسة، ديشامب الاستراتيجي الذي يدرس المنافس مليا قبل كل مباراة، يعد بنفسه تقرير حول كل لاعب لدى الخصم وطريقة لعبه.
يشرح جيرو اجتماعات ديشامب التكتيكية مع اللاعبين، كم التفاصيل التي تحويها تلك الاجتماعات مهول بحسب مهاجم تشيلسي.
يقول كريستيان لو جراييت رئيس الاتحاد الفرنسي إن "ديشامب يحلل كل شيء، معرفته بالخصوم لا تصدق. لم أر في حياتي مدربا يعمل بالكم الذي يعمل به ديشامب".
القاعدة السابعة بالنسبة لديشامب هي المرونة، والقدرة على اتخاذ القرار بناء على الموقف. لا ثوابت بالنسبة لمدرب يوفنتوس السابق.
يقول رافائيل فاران: "ديشامب يضع نظاما عاما نقوم بتنفيذه، ندرس كل منافس وديشامب يقرر كيف نتعامل مع المباراة بطريقة مختلفة. ديشامب يترك لنا أيضا مساحة من الارتجال، هو يمنحنا الفكرة ونحن نطبقها".
القاعدة الثامنة لديشامب هي الاستفادة من مسيرته المظفرة كلاعب بـ 5 ألقاب دوري في فرنسا وإيطاليا ولقبين لحساب دوري أبطال أوروبا، وكأس عالم.
لدى ديشامب خبرات عريضة أفادت بالتأكيد تجربته التدريبية التي تقف على حافة التاريخ مع الديوك.
هل يجلس ديشامب على نفس الطاولة مع بيكنباور وزاجالو؟ هذا ما ستحدده 90 دقيقة، أو ربما 120، في استاد لوجنيكي ضد كرواتيا.
اقرأ أيضا:
مساعده لـ في الجول: كوبر وصف المنتخب بالجثة الهامدة؟ الأرجنتيني لم يسلم تقريره
اختر التشكيل المثالي لكأس العالم 2018
شارك برأيك واختر الأفضل في كأس العالم 2018
رغم هجوم مرتضى.. أيمن حافظ: الزمالك يخطط لتمديد عقد مصطفى فتحي
لينيكر: مبابي وحش المستقبل.. هو رونالدو التالي
محمود فايز لـ في الجول: كوبر لم يتعاقد مع بنما.. لديه عروض عربية وإفريقية ولاتينية