(إفي): يبحث المنتخب الفرنسي يوم الأحد القادم عن لقبه المونديالي الثاني، وفي المقابل يتطلع المنتخب الكرواتي في أول نهائي له لدخول نادي المنتخبات المتوجة باللقب، بعد تفوقهما على باقي الفرق الذي تنافست بمونديال روسيا 2018 ووصولهما لنهائي الحلم على ملعب لوجنيكي.
ففرنسا استهلت مشوارها بالتصفيات المؤهلة لروسيا يوم 6 سبتمبر 2016، بعد شهرين من سقوطها في نهائي أمم أوروبا على أرضها في الوقت الإضافي أمام البرتغال، في خسارة أقر المدرب ديدييه ديشامب إن الفريق استغرق وقتا لتقبلها.
وخلال يورو 2016 أجرى ديشامب تغييرا في خطة لعبه، من 4-3-3 إلى 4-2-3-1 ، ليستفيد من جيل عظيم يمتاز بالهجوم الشرس والحركة، وخاصة السرعة.
لاعبون أمثال أنطوان جريزمان، كليان مبابي، توماس ليمار أو عثمان ديمبيلي يمثلون خيارات لحجز أي مكان في خط الهجوم، الذي يستحوذ على مركز رأس الحربة فيه خلال هذا المونديال أوليفييه جيرو، رغم عدم تسجيله لأي هدف لكن ما يميزه هو القتال على كل كرة والمساهمات الدفاعية.
وتراجع بول بوجبا، وهو لاعب قادر على اللعب بشكل هجومي لامكانياته التي يحسد عليها، للتغطية في خط الوسط، كما يفعل مع ناديه مانشستر يونايتد، جنبا إلى جنب مع نجولو كانتي، محور ارتكاز ومفتاح قطع الكرات لصالح بلاده.
ومع التمتع بأجنحة تمتلك العديد من المهارات والحركة، يحظى أيضا ديشامب بظهيرين مثاليين، لوكاس هرنانديز وبنجامين بافارد.
ولم تعد الصحافة المحلية تنتقد المدرب، بطل العالم مع منتخب بلاده في عام 1998، بعد قراره باستبعاد أدريان رابيو من قائمة الـ23.
وفي حراسة المرمى استمر المدرب على الاعتماد على هوجو لوريس، الرائع، الذي يواصل الدفع به كأساسي منذ بطولة اليورو الأخيرة، وذلك بعد تقديمه لأداء بارز في التصفيات.
ورغم عدم اعتماده في بداية مشوار المنتخب بالمونديال على جيرو، ودفعه بالثلاثي: جريزمان، مبابي وديمبيلي أمام استراليا، في مباراة لم يقدم فيها منتخب "الديوك" الأداء المنتظر، إلا أن ديشامب احتفظ بورقة مهاجم تشيلسي للمراحل النهائية.
وفي الوقت الذي كانت فرنسا تسعى فيه لتقديم بطولة قوية بعد خسارتها في نهائي يورو 2016 على يد البرتغال، لجأت كرواتيا للمدرب زلاتكو داليتش لإنقاذها في وقت حرج بعدما كان التأهل للبطولة على المحك.
ففي التاسع من أكتوبر/تشرين أول 2017 استهل داليتش مشواره مع المنتخب الكرواتي أمام أوكرانيا ليقود الفريق إلى الملحق الأوروبي الذي تخطاه أيضا على حساب اليونان، بعد تصدر ايسلندا للتصفيات بشكل رائع.
لكن نجح المدرب في قيادة "الفاتيرني" لتحقيق ثلاثة انتصارات بدور المجموعات، رغم قوة المجموعة التي ضمت ايسلندا من جديد، إضافة للأرجنتين، وصيفة البطل في نسخة 2014 بالبرازيل، إضافة لنيجيريا.
وجاءت النتائج الجيدة للكروات بفضل خطط داليتش، الذي نجح في تحرير نجم خط الوسط وقائد الفريق، لوكا مودريتش، من المهام الدفاعية، بعد الموسم الطويل له مع ريال مدريد، واضعا في الحسبان بلوغه عمر الـ33.
وقدم الفريق عرضه الأول بالمونديال أمام نيجيريا محققا الفوز بثنائية نظيفة، لكن مع عودة مودريتش لخط الوسط إلى جانب إيفان راكيتيتش، وهما زوج لم يتكرر مثلهما، وتألق أيضا في المباراة الأولى اللاعب آنتي ريبيتش، واحد من نجوم البطولة.
وإذا كان رابيو تمرد على ديشامب ليستبعده من حساباته، فداليتش أيضا فعل نفس الأمر مع نيكولا كالينيتش مهاجم ميلان لكن خلال المونديال وأمام نيجيريا، بعد رفضه النزول كبديل في الدقائق الأخيرة، ليطرده من البطولة.
وأكمل كلا المنتخبين دور المجموعات دون مشكلات تذكر، حتى أن فرنسا كانت بحاجة لنقطة وحيدة أمام الدنمارك لتضمن الصدارة، وكذلك الأمر كرواتيا بعد انتصارها العريض على الأرجنتين بثلاثية نظيفة ستتذكرها كتب التاريخ.
ورغم ذلك، فلم تكن فرنسا تقدم أدائها المميز الذي تلعب به الآن في الدور الأول، والذي قادها للفوز على منتخبات لها ثقلها مثل الأرجنتين، أوروجواي وبلجيكا على الترتيب وصولا إلى النهائي، وبدون تغييرات تذكر على تشكيلة ديشامب الأساسية (باستثناء الدفع بتوليسو أمام السيليستي بدلا من ماتويدي المعاقب وقتها بالإيقاف).
وخلال تلك المباريات تألق العديد من لاعبي "الديوك"، وأبرزهم مبابي الطائر وجريزمان الحاسم وقلبي الدفاع فاران وأومتيتي اللذين سجلا هدفين كل منهما من رأسية في مرميي أوروجواي وبلجيكا، وكذلك بافارد وهدفه الرائع أمام "التانجو".
في المقابل، وبعد تألق كرواتيا بدور المجموعات وتحقيقها للعلامة كاملة، عانت الأمرين لتخطي عقبة الدنمارك وروسيا من بوابة ركلات الترجيح، قبل أن تحول تأخرها بهدف أمام إنجلترا في نصف النهائي إلى انتصار بثنائية في الوقت الإضافي.
وتألق أيضا في صفوف الكروات الحارس دانييل سوباسيتش وإيفان بيريسيتش، إضافة لماندزوكيتش صاحب الهدف الثمين في مرمى "الأسود الثلاثة" رغم معاناته البدنية.
ولجأ داليتش أمام إنجلترا لإجراء تغييراته الأربعة خلال الوقت الإضافي ليستفيق الفريق وينجح في تسجيل هدف الفوز بعد معاناة كبيرة والتأهل للنهائي بعد خوض ثلاثة أوقات إضافية على التوالي.
ورغم ذلك، فإن الكروات يشعرون بالقوة بعد وصولهم للنهائي للمرة الأولى، رغم خوضهم نحو 90 دقيقة إضافية مقارنة بفرنسا.
وستعد كرواتيا ثاني أصغر بلد في تعداد السكان (أكثر بقليل عن أربعة ملايين نسمة)، بعد أوروجواي، التي ستحلم بامكانية دخول نادي المنتخبات المتوجة باللقب العالمي، والذي يضم ثمانية بلدان فقط، لكن على فرنسا أن تستسلم أولا.