كتب : محمد يسري
ارتبط مؤخرا نجاح المنتخبات في البطولات المجمعة بنجاح مدرب بعينه مع الفريق الذي يسيطر على المسابقة المحلية للمنتخب، وهذا ما يحدث حاليا مع إنجلترا التي تأهلت لنصف نهائي كأس العالم 2018. فمن المدرب الذي ساهم في نجاح الأسود الثلاثة في المونديال؟
إنجلترا بقيادة جاريث ساوثجيت وصلت إلى نصف نهائي المونديال لأول مرة منذ عام 1990 لتثور الأقاويل حول تأثير بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي الذي ارتبط اسمه بفوز إسبانيا بمونديال 2010 حين كان مدربا لبرشلونة وأيضا فوز ألمانيا بمونديال 2014 إبان فترة تدريبه لبايرن ميونيخ.
لكن المنتخب الإنجليزي لا يضم بين صفوفه سوى 4 لاعبين من سيتي يشارك منهم 3 فقط بصفة أساسية، وهم: فابيان ديلف وجون ستونز وكايل ووكر ورحيم سترلينج. والثنائي الأخير يلعب في المنتخب بصفة أساسية قبل تدريب جوارديولا لسيتي.
كما أن الطريقة الرقمية التي يلعب بها ساوثجيت مختلفة عن طريقة جوارديولا. فإنجلترا تلعب بطريقة 3-1-4-2 بينما يلعب سيتي بـ4-3-3 بمشتقاتها.
طريقة ساوثجيت مقتسبة من الأسلوب الذي انتهجه ماوريسيو بوتشتينو مع توتنام، وهو المدرب الذي أشرف على تطوير 6 عناصر تتواجد حاليا مع إنجلترا في روسيا، وهم: كايل ووكر (قبل انتقاله إلى سيتي) وداني روز وكيران تريبييه وإريك داير وديلي ألي وهاري كين.
كذلك اعتمد أنطونيو كونتي على اللعب بثلاثي في الخط الخلفي مع تشيلسي في موسم 2016-2017 -ليفوز زُرق لندن بلقب الدوري- وهى طريقة قريبة من التي تلعب بها إنجلترا في روسيا.
وبذكر كونتي فهو السبب في أن يلعب ووكر كمدافع ثالث في خط الدفاع بدلا من اللعب في مركز الظهير الأيمن الذي تألق فيه مع توتنام، وذلك بحسب ما فسر ستيف هولاند مساعد ساوثجيت الذي عمل مساعدا مع كونتي أيضا.
حيث قال هولاند سابقا: "بدأنا في أول مباراة باللعب بطريقة 4-3-3، والتي كان ينتهجها روي هودسون، واعتقد سام ألارديس في مباراته الوحيدة، ثم تحولنا تدريجيا للعب بطريقة 4-2-3-1 من خلال اللعب بصانع لعب صريح في المركز 10".
"ثم قررنا أن نلعب بثلاثي في الخط الخلفي لأننا رأينا أن الفريق سيكون أفضل بالكرة وبدونها خلال هذه الخطة".
وأضاف "لقد قضيت عاما مع كونتي في تشيلسي، ذلك العام الذي توج فيه الفريق بلقب الدوري بخطة 3-4-3. كان سيزار أزبلكويتا –الظهير الأيمن في الأساس- جزء من هذا الثلاثي الخلفي بجوار جاري كاهيل وديفيد لويز. ولم يلعب كايل في الموسم الماضي كما لعب في 3 مواسم تألق فيها مع توتنام. لقد التزم أكثر بأدوار دفاعية، لذا فتواجده ضمن الثلاثي الخلفي كان القرار الأنسب".
ورغم أن سيتي يلعب برباعي في الخط الخلفي إلا أن ووكر لا يتقدم كثيرا ويستمر في الخلف مع قلبي الدفاعي من أجل المزيد من التأمين عند تقدم فريق جوارديولا للهجوم.
في مارس الماضي أجرى ساوثجيت حوارا صحفيا نشرته "ذا صن"، وفيه تحدث عن من صاحب التأثير الأكبر على المنتخب من مدربين الدوري الإنجليزي.
وأجاب ساوثجيت ردا على سؤال (هل أثر جوارديولا على المنتخب) قائلا: "يمكنك أن تقول هذا على مدربين الفرق الستة الكبار في الدوري. لكنك ستفشل إذا لم تحلل أداء باقي الفرق في الدوري، لذا علي أن أقول أنني أتحدث مع مدربي كل الفرق".
وأضاف "لا نتحدث عن اللاعبين فقط بل نتحدث حول الأمور الفنية أيضا".
وعن الدفع بووكر في مركز المدافع، قال: "(كايل) لم يقم بهذا الدور (مع إنجلترا) قبل مباراة هولندا (ودية لُعبت قبل كأس العالم) لكنه الدور الذي يقوم به مع مانشستر سيتي وهو مؤهل للقيام به".
هذا بالإضافة إلى تكهن الصحيفة بأن ساوثجيت دفع بووكر في مركز المدافع الثالث بعد اتصال مع جوارديولا.
لكن ساوثجيت لم يقتبس الطريقة من بوكيتينو وكونتي، ومركز ووكر الجديد من جوارديولا فقط، بل اقتبس أيضا من يورجن كلوب مدرب ليفربول.
حين قرر ساوثجيت اللعب بطريقة 3-1-4-2، دفع بأليكس أوكسلاد تشامبرلين في مركز لاعب الارتكاز المساند في وسط الملعب، وهو المركز الذي شارك فيه تشامبرلين بقرار من كلوب بعد انتقاله إلى ليفربول قادما من ارسنال. إلا أن الإصابة في الرباط الصليبي حرمته من التواجد مع إنجلترا في روسيا.
أسلوب ساوثجيت الجديد والمختلف وفر الحماية المطلوبة للاعبي إنجلترا في الملعب وجعله يدفع بعناصره الهجومية دون تكليفهم بواجبات دفاعية كثيرة تؤثر على مردودهم وتبعدهم عن منطقة الجزاء.
اللعب بثلاثي في الخط الخلفي كان مناسبا بشكل أكبر بدلا من اللعب بثنائي فقط نظرا لافتقاد المدافعين الإنجليز لعنصر السرعة مثل هاري ماجواير لاعب ليستر سيتي الذي يلجأ فريقه للعب بخط دفاع متأخر دائما وكذلك جون ستونز الذي يجيد تحضير الهجمات لكنه يرتكب الهفوات حين يلعب مع رباعي في خط الدفاع.
كذلك لا يتواجد ظهير إنجليزي يجيد الجانب الدفاعي –باستثناء ووكر- لأن أغلب الأندية تهاجم بالأظهرة وهو ما يحدث مع توتنام (تريبيه وروز) وليفربول (ترنت ألكسندر أرنولد) لذا بهذه الطريقة حمى الأظهرة بشكل أكبر. مع وجود أشلي يانج كظهير عكسي في الجانب الأيسر وهو المركز الذي لعب فيه مع مانشستر يونايتد.
وفي وسط الملعب، استغل تطوير جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد لجيسي لينجارد واعتمد عليه في وسط الملعب ليكون بديل لتشامبرلين المصاب، مع وجود جوردان هندرسون على الدائرة وألي حر في وسط الملعب مثلما يفعل مع توتنام.
كذلك الاعتماد على سترلينج في مركز المهاجم المتأخر وهو المركز الذي لعب فيه كثيرا في الموسم الماضي مع جوارديولا في مانشستر سيتي، خلف كين.
وربما ما يدين به ساوثجيت لجوارديولا هو إبعاد الأخير لجو هارت من حراسة مرمى مانشستر سيتي لعدم قدرته على بناء الهجمات وسوء مستواه.
ابعتاد هارت عن سيتي وانتقاله للعب مع أندية مثل تورينو في إيطالي ووست هام كشف مستواه الحقيقي حين لعب مع خطوط دفاع أضعف من خط دفاع سيتي وتعرض لاختبارات أكثر فشل في أغلبها ليفقد مركزه في المنتخب لصالح جوردان بيكفورد حارس إيفرتون المتألق مع كتيبة ساوثجيت في روسيا حاليا.
هارت لم يفقد مركزه الأساسي فقط بل لم يذهب إلى روسيا مع المنتخب بعدما فضل ساوثجيت استبعاده وضم جاك بوتلاند حارس ستوك سيتي ونيك بوب حارس بيرنلي.
إذا، اقتبس ساوثجيت من مدربي الدوري الإنجليزي ولم يأخذ من عمل مدرب واحد فقط، ووفر الحماية للاعبي المنتخب في الملعب ليخلق منظومة قوية حققت لإنجلترا ما لم يتحقق منذ 28 عاما. ومن يدري؟ ربما يكتمل الإنجاز ويحقق المونديال الذي لم تفز به إنجلترا سوى عام 1966.
طالع أيضا
أرقام رائعة من وصول إنجلترا لنصف نهائي المونديال
تبدو حقا عائدة للديار.. إنجلترا تعبر السويد إلى نصف النهائي
الإسماعيلي: لم نطلب ضم شيكابالا
مرتضى: طارق حامد مستمر مع الزمالك
صلة "مصر" تطلب إتمام التعاقد مع الأهلي