واصلت روسيا حملتها الناجحة في كأس العالم 2018، وأطاحت بإسبانيا من ثمن نهائي البطولة، بالفوز عليها 4-3 في ركلات الجزاء الترجيحية بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، على ملعب لوجنيكي في العاصمة موسكو.
عقدة إسبانيا أمام أصحاب الأرض تتواصل للمباراة العاشرة في البطولات الكبرى على مرأى ومسمع من الملك فيليبي السادس الذي حضر المباراة من المقصورة الرئيسية، إذ لم يسبق لهم الفوز مطلقا عند مواجهة أصحاب الأرض.
وعلى الرغم من تقدم إسبانيا المبكر بهدف سيرجي إجناشيفيتش الذاتي، إلا أن أرتيم دزوبا أعاد روسيا للمباراة من علامة الجزاء قبل نهاية الشوط الأول، والدقائق التالية امتلأت بالاستبسال الروسي حفاظا على النتيجة لأطول فترة ممكنة، حتى حسمت ركلات الجزاء الترجيحية الفوز لروسيا.
تشكيلة إسبانيا شهدت عدة مفاجآت، أندرس إنييستا اللائق بقى على دكة البدلاء لصالح كوكي، كما فضَل فرناندو إييرو إقحام ناتشو فيرنانديز في مركز الظهير بدلا من داني كارباخال سعيا لمزيد من الصلابة أمام اندفاع الروس البدني.
فيما شهدت تشكيلة روسية تغييرات جذرية في الأسماء والطريقة، باعتماد ثلاثي في عمق الدفاع عن طريق إقحام فيدور كودرياشوف، مع إبقاء المهاجم دينيس تشيرشيف على مقاعد البدلاء، فيما أخذ دالر كوزيايف مكانه في وسط الميدان بدلا من يوري جازينسكي صاحب أول أهداف النسخة الحالية من المونديال.
كعادتها، فرضت إسبانيا سيطرة كاملة على الملعب بكثير من التمريرات العرضية، والروس اعتمدوا على قوتهم في الالتحامات البدنية –التي قد تصل إلى الخشونة- في كثير من الأحيان، وكان أبرزها تدخُل يوري جيركوف بحق ناتشو في الدقيقة 11، والتي نتج عنها ركلة حرة لإسبانيا ن الجهة اليمنى.
إسبانيا تتقدم مبكرا
الدقيقة 12، ماركو أسينسيو ينبري للمخالفة، يرسلها إلى منطقة جزاء روسيا، سيرخيو راموس قائد إسبانيا في صراع بدني هائل مع سيرجي إجناشيفتش الذي ارتكب المحظور وسجل بالخطأ في مرماه –دون أن يدري-، لتتقدم إسبانيا في النتيجة.
المباراة مرت دون تطورات بعد ذلك مع وصول استحواذ إسبانيا إلى 75% دون تشكيل خطورة حقيقة على المرمى الروسي لمضاعفة النتيجة.
انتفاضة روسية
بعد مرور نصف ساعة تخلى الروس عن رهبة الموقف، وتقدموا للأمام مهددين المرمى الإسباني بتسديدة أليكساندر جولوفين التي مرت إلى جوار القائم الأيسر لدي خيا في الدقيقة 36.
الهجمة السابقة أعقبها انتقال السيطرة للمنتخب الروسي الذي بدأ لاعبوه في تبادل الكرات فيما بينهم لأول مرة بالمباراة، والتواجد بشكل مكثف في وسط ملعب إسبانيا، والمكافأة كانت وشيكة.
ركلة ركنية قبل 5 دقائق على نهاية الشوط الأول، المهاجم القاتل أرتيم دزوبا يرتقي عاليا، يضرب الكرة برأسه، ويد جيرارد بيكيه تقف في طريقها، والهولندي بيورن كويبرس يصفر معلنا عن ركلة جزاء لروسيا.
دزوبا انبرى للركلة بنفسه في الدقيقة 41، مسجلا إياها بنجاح ومدركا التعادل لروسيا.
رد الفعل الإسباني كان غاضبا، فقام كوكي بإرسال كرة بينية بالدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع باتجاه دييجو كوستا الذي انفرد بالمرمى الروسي، إلا أن القائد إيجور أكينفيف تعملق وتصدى للكرة.
بعد ثواني عاد كوستا لتهديد المرمى الروسي بعد عرضية إيسكو، إلا أنها ذهبت ضعيفة في يد أكينفيف.
الشوط الثاني
بين الشوطين خرج جيركوف وحل بدلا منه فلاديمير جرانات.
مع استمرار السيطرة الإسبانية تواصل العجز الهجومي أيضا، في وقت قام فيه تشيرتشيسوف باستهلاك استبدالات الوقت الأصلي عن طريق إقحام تشيرشيف وسمولوف بدلا من ساميدوف ودزوبا بحلول الدقيقة 65.
بدوره تحرك إييرو أخيرا في الدقيقة 67، وأقحم إنييستا بدلا من دافيد سيلفا الذي قدّم مباراة متواضعة، قبل أن يدخل كارباخال بديلا للمصاب ناتشو، وأخيرا حل أسباس مكان كوستا في الدقيقة 79.
أخطر فرص الشوط الثاني حلت بالدقيقة 85 عندما هيأ أسباس كرة بصدره للبديل الآخر إنييستا الذي سدد بقوة، إلا أن أكينفيف تألق وأخرج الكرة التي ارتدت لأسباس ليسدد من جديد مع تصد إضافي لأكينفيف.
بوسكيتس ارتكب المحظور في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، وأخرج تمريرة خاطئة نتج عنها هجمة عكسية لروسيا، إلا أن المهاجم سمولوف أطاح بالكرة بعيدا.
انتهى الوقت الأصلي على التعادل 1-1، لتنتقل المباراة إلى أوقات إضافية بأرقام تدعو للتفاؤل الروسي، إذ لعب أصحاب الأرض 14 وقتا إضافيا في السابق، خرجوا منها منتصرين في 13 مناسبة.
إلا أن الانطلاقة الإسبانية كانت عكس ذلك عندما اخترق أسباس من الجهة اليسرى، وأرسل عرضية كادت تجد قدم كارباخال لولا التدخل الدفاعي في اللحظة الأخيرة.
الاستبدال الرابع
في الدقيقة 97 كُتب التاريخ بدخول أليكساندر يروكين بديلا لـ دالر كوزيايف، ليصير أول استبدال رابع في تاريخ كأس العالم.
أما الاستبدال الرابع لإسبانيا، فتم في الدقيقة 104 بدخول رودريجو مورينو بدلا من أسينسيو.
في آخر لحظات الشوط الإضافي الأول، أرسل بيكيه رأسية صوب المرمى الروسي بعد عرضية كوكي من ركلة حرة، إلا أنها وصلت ضعيفة في يد أكينفيف.
أخطر فرص الوقت الإضافي خُلقت بواسطة رودريجو البديل في الدقيقة 109 الذي موّه وانطلق لمسافة طويلة قبل أن يسدد، إلا أن أكينفيف واصل التعملق في مباراته الدولية الأهم على الإطلاق، قبل أن يتابع كارباخال الكرة أمام استبسال دفاعي متواصل.
التعادل ظل مسيطرا مع نهاية الأوقات الإضافية، ليحتكم الطرفان إلى ركلات الجزاء الترجيحية، مصير لم يتذوقه منتخب روسيا مطلقا في تاريخه المونديالي، فيما اختبره الإسبان 3 مرات سابقة، انتهى على كابوس في مناسبتين بخسارة إسبانيا.
ركلات الترجيح
إييرو مدرب إسبانيا كان حاضرا في آخر مرتين لعبت فيهما إسبانيا ركلات الجزاء الترجيحية أمام أيرلندا وكوريا في نسخة 2002، بل سدد في المرتين بنجاح مع اختلاف النتيجة النهائية، وتوجب عليه الآن أن يختار 5 لاعبين ملائمين للاختبار العصيب على لاعبي كرة القدم.
أول المختارين كان إنييستا الذي صارع لإطالة مسيرته الدولية، فسجل بنجاح ركلة إسبانيا الأولى.
تسديدة روسيا الأولى كانت عسيرة ولكن ناجحة، البديل سمولوف سدد في زاوية دي خيا اليمنى، والأخير كاد يتصدى، لكنها سُجلت في الأخير.
ركلات تحطيم الأعصاب تواصلت بتسديدة بيكيه التي هزت الشباك الروسية بعد أن اصطدمت بالقائم.
المخضرم إجناشيفيتش عوَض -وقتيا- الخطأ الذي ارتكبه في اللقاء، وسجل ركلة روسيا الثانية بنجاح بشكل مميز.
الإهدار كان من نصيب كوكي الذي سدد ركلة إسبانيا الثالثة بشكل مريع، وأكينفيف قائد روسيا تصدى بنجاح.
النجم الروسي جولوفين حمل البلاد الروسية على عاتقه في ركلة روسيا الثالثة، سدد بمنتصف المرمى، ومرت تماما أسفل دي خيا، لتتقدم روسيا 3-2.
سيرخيو راموس أبقى على آمال إسبانيا بتسجيل الركلة الرابعة بنجاح على يمين أكينفيف، معادلا النتيجة 3-3.
دينيس تشيرشيف سدد ركلة روسيا الرابعة بنجاح، واضعا إسبانيا أمام خطر التوديع في حال ارتكاب أي خطأ.
وهو ما حدث في ركلة إسبانيا الخامسة التي أهدرها إياجو أسباس أمام تألق أكينفيف البطل القومي الروسي.
روسيا انتصرت بالفوز 4-3 في ركلات الجزاء الترجيحية، وستنتظر الفائز بين الدنمارك وكرواتيا لمواجهته بربع النهائي.
اقرأ أيضا:
كارتيرون: قررنا ضم مؤمن زكريا للقائمة الإفريقية
صورة – حميد أحداد ينضم إلى معسكر الزمالك
كوريير ديللو سبورت: بارما يحجز رحلة الطيران لتريزيجه "توأم صلاح" تمهيدا للانضمام الرسمي
بيراميدز يخاطب اللجنة الأوليمبية لتوضيح صحة موقفه في استخدام اسم الأهرام
أمير عبد الحميد يعلن عبر في الجول اعتزاله كرة القدم.. وخطوته المقبلة