كتب : زكي السعيد
بعد الخطأ القاتل الذي ارتكبه ويلي كاباييرو في مواجهة كرواتيا، لن يرغب الشعب الأرجنتيني في رؤيته واقفا بين خشبات مرماهم مجددا.. إلا أنه قد يكون المنقذ أمام فرنسا.
الأرجنتين احتاجت إلى الانتظار حتى ما قبل 3 دقائق من نهاية الوقت الأصلي لمباراتها الأخيرة في دور المجموعات أمام نيجيريا، حتى تخطف بطاقة العبور للدور الثاني، بفضل هدف ماركوس روخو الذي أعاد راقصي التانجو من الموت.
الوضع الكارثي الذي عاشه وصيف النسخة الماضية، حدث بعد تعادل الأرجنتين أمام أيسلندا في الجولة الأولى 1-1، والهزيمة بثلاثية نظيفة أمام كرواتيا في الجولة الثانية، والنتيجة الأخيرة كان كاباييرو أحد أبطالها السلبيين.
حارس مرمى تشيلسي أخطأ في التمرير مع بداية الشوط الثاني، والتكلفة كانت تقدُم كرواتيا بهدف أنتي ريبيتش أعقبه هدفين آخرين رسما ليلة كابوسية للأرجنتين، وكلّفت كاباييرو مركزه في التشكيلة الأساسية بالمباراة الثالثة أمام نيجريا لحساب فرانكو أرماني الذي لعب مباراته الدولية الأولى على الإطلاق.
اليوم وقبل ساعات على مواجهة فرنسا المصيرية في دور الـ16، أجرى خورخي سامباولي مدرب الأرجنتين تدريبا روتينيا –يسبق مباريات خروج المغلوب- على ركلات الجزاء، وأرماني لم يكن أفضل المجيدين، بل كاباييرو.
صحيفة "ماركا" الإسبانية ذكرت أن أرماني لم ينجح في التصدي لأي ركلة جزاء خلال البروفة الأخيرة، بينما نجح بديليه كاباييرو وناويل جوزمان في الاختبار.
وهذا يأخذنا بالضرورة لتاريخ الحارسين: أرماني وكاباييرو، مع ركلات الجزاء، والمقارنة ستصب لا محالة في خانة الحارس "المذنب" كاباييرو.
أرماني (31 عاما)، ووفقا لموقع "ترانسفرماركت"، فإنه واجه 18 ركلة جزاء في مسيرته، ولم يتصدى سوى لـ5 ركلات، بنسبة 27,7%، في حين تجاوزته الكرة في 13 مناسبة آخرها هدف نيجيريا بواسطة فيكتور موسيس.
أما كاباييرو (36 عاما)، فيمكن تصنيفه كحارس متخصص في ركلات الجزاء، إذ واجه 26 ركلة طوال مسيرته، تصدى منها لـ11 ركلة، بنسبة 40,7%، فيما فشل في التصدي لـ16 ركلة.
كاباييرو تصدى في السابق لركلة جزاء في مواجهة كريستيانو رونالدو وقتما كان حارسا لمالاجا عام 2013، كما تصدى لركلة في مواجهة نيمار خلال مباراة مانشستر سيتي وبرشلونة بدوري أبطال أوروبا عام 2016، وفي النسخة نفسها من المسابقة، تصدى الحارس لركلة أمام راداميل فالكاو لاعب موناكو.
كما تصدى كاباييرو لركلة في مواجهة إيدن آزار بالدوري الإنجليزي، وأمام رياض محرز نجم ليستر سيتي.
ومع حقيقة قدرة المدربين على إجراء استبدال رابع في تشكيلتهم بالأوقات الإضافية بدءا من دور خروج المغلوب، فستزيد احتمالية الاستعانة بحارس يجيد التصدي لركلات الجزاء عندما تتجه المباراة لمصيرها الختامي عند سيطرة نتيجة التعادل.
في النسخة السابقة من كأس العالم، قرر لويس فان خال مدرب هولندا، الاستعانة بحارسه الاحتياطي تيم كرول من على مقاعد البدلاء في الثواني الأخيرة من الوقت الإضافي أمام كوستاريكا بالدور ربع النهائي، القرار الذي فاجأ يسبر سيليسن حارس الأساسي الذي خرج مذهولا.
لاحقا تبين أن قرار فان خال كان صائبا، عندما تصدى كرول لركلتي بريان رويز ومايكل أومانيا، والأخيرة أنهت اللقاء معلنة انتصار هولندا ووصلها للدور نصف النهائي.
الأرجنتين تمتلك سجلا ثريا تاريخيا مع ركلات الجزاء الترجيحية، إذ احتكمت لها في 5 مناسبات سابقة بمنافسات المونديال، وكانت الطرف المنتصر في 4 مباريات.
الأمر بدأ عام 1990 بالتفوق على يوغوسلافيا في ربع النهائي وعلى إيطاليا في نصف النهائي تواليا.
لاحقا قامت الأرجنتين بإقصاء إنجلترا في ثمن نهائي 1998، فيما عانت مرارة الهزيمة أمام ألمانيا في ربع نهائي 2006، قبل أن تعود للتفوق على هولندا في نصف نهائي 2014 بفضل سيرخيو روميو الغائب.