(إفي): تنطلق الأدوار الإقصائية في مونديال روسيا غدا السبت بثمن النهائي الذي وصله 16 فريقا بعد دور مجموعات مثير للغاية شهد الكثير من المفاجآت أبرزها خروج ألمانيا بطلة العالم ولحظات توتر للعديد من المنتخبات المرشحة للقب.
15 يوما مرت على انطلاق صافرة المونديال بالمباراة الافتتاحية بين روسيا والسعودية بملعب لوجنيكي في موسكو والتي بدأت معها الإثارة باكتساح أصحاب الأرض المنتخب العربي بخماسية نظيفة.
وحطم مونديال روسيا جميع التوقعات فأغلب المرشحين للقب عانوا وعلى رأسهم ألمانيا التي ودعت رحلة الدفاع عن اللقب مبكرا من دور المجموعات.
حتى البرازيل تعلقت آمال استمرارها في البطولة على آخر مباراة وكانت ستغادر الاراضي الروسية إذا لم تتمكن من التغلب على صربيا في ملعب "سبارتاك موسكو" لكن باولينيو وتياجو سيلفا حققا المراد وتكفلا بحجز بطاقة التأهل لدور الـ16 بالتغلب على المنتخب الأوروبي بهدفين نظيفين.
والأرجنتين لعبت بأعصاب مشجعيها وبفضل هدف ماركوس روخو في الدقيقة 89 من مباراة نيجيريا بالجولة الأخيرة (2-1) تجنبت توديع البطولة من دور المجموعات.
وإسبانيا أحد الفرق المرشحة للقب والبرتغال بطلة أوروبا تأهلتا لكن بعد أداء متواضع كاد أن يقصيهما من البطولة ولم يضمنا التأهل سوى في الجولة الأخيرة.
ومن المثير أيضا أن المكسيك لم يشفع لها انتصارها في أول مباراتين وتألقها، وكادت أن تودع البطولة بخسارتها أمام السويد بثلاثية في الجولة الأخيرة لكن انقذها الانتصار التاريخي لكوريا الجنوبية على ألمانيا (2-0).
أوروجواي وروسيا وكرواتيا وفرنسا وبلجيكا وإنجلترا هي المنتخبات الوحيدة التي ضمنت مبكرا التأهل وتتطلع بحماس لثمن النهائي وبحماس أكبر تستعد الفرق التي تجاوزت دور المجموعات بشق الأنفس لتثبت أنها استحقت أن تكون بين أفضل 16 فريقا في المونديال.
ويقدم دور الـ16 وجبات دسمة أبرزها مباراة فرنسا والأرجنتين غدا السبت في ملعب "كازان أرينا" ومواجهة لاتينية بين البرازيل والمكسيك الإثنين.
ويتحدى منتخب فرنسا الذي فاز بمباراتين وتعادل في واحدة في دور المجموعات الذي انهاه على رأس المجموعة الثالثة، الأرجنتين وصيفة بطل العالم التي تعثرت في بداية مشوارها بالمونديال بالتعادل أولا أمام أيسلندا (1-1) ثم الخسارة بثلاثية نظيفة من كرواتيا قبل الفوز بشق الأنفس على نيجيريا في اللحظات الأخيرة (2-1).
وضمنت بمعجزة التأهل لدور الـ16 في ظل أداء باهت لنجمها وقائدها ليونيل ميسي الذي لم يحرز سوى هدف واحد وكان في الجولة الأخيرة.
ومع ذلك، على الأرجنتين أن تطوي صفحة دور المجموعات وتبدأ من جديد ويستغل ميسي ورفاقه الفرصة للتشبث بحلم التتويج باللقب للمرة الثالثة في تاريخ راقصي التانجو.
وفي فرنسا لم يلمع نجمها أنطوان جريزمان ولكن أداء "الديوك" ككل كفيل بأن يشكل خطورة على الأرجنتين، علما بأن تاريخ مواجهات الفريقين في كأس العالم يصب في صالح الالبيسيليستي.
والبرازيل رغم تعادلها أولا مع سويسرا (1-1) وفوزها بعد معاناة على كوستاريكا، أظهرت الكثير من التوازن بفضل كاسيميرو وباولينيو في خط الوسط وتحسنا في أداء نيمار وجابرييل جيسوس، لكن نجم السيليساو حتى الآن هو فيليبي كوتينيو.
وعلى البرازيل أن تظهر هذا التوازن أمام المكسيك التي يجب ألا تتاثر بالهزيمة في مباراتها الأخيرة بدور المجموعات أمام السويد بثلاثية نظيفة وأن تستحضر نفس الروح التي لعبت به أول مباراتين بعدما افتتحت مشوارها بالمونديال بالفوز المفاجئ على ألمانيا (1-0) ثم التغلب على كوريا الجنوبية (2-1)، لتثبت أنها تتمتع بالمؤهلات التي مكنتها من التصدي للكبار.
وروسيا استغلت ضعف السعودية ومصر من أجل إعادة الحماس لشعب لم يكن يؤمن في فريق المدرب ستانيسلاف شيرشيسوف، والهزيمة في الجولة الأخيرة أمام أوروجواي بثلاثة نظيفة حدت من النشوة التي كان يعيشها المنتخب والمشجعون.
ونظريا إسبانيا تواجه مباراة سهلة أمام روسيا الأحد في ملعب "لوجنيكي" لكن "الدب الروسي" يراهن على التركيز في الدفاع والسرعة في الهجمات المرتدة لاستغلال نقاط الضعف التي ظهر بها "الماتادور" الباهت هذه البطولة والذي يبدو متأثرا بإقالة مدربه جولين لوبيتجي قبل يومين من انطلاق البطولة.
فإسبانيا، باستثناء مباراتها الأولى أمام البرتغال، لم تجد الإيقاع المناسب للتحكم بالكرة ولم يلمع الكثير من نجومها، كما أن الأخطاء التي ارتكبتها، وهي عديدة، استطاع الخصم أن يستغلها، لذا فعلى "لا روخا" أن يتجنب الوقوع في الكثير من الأخطاء ويستعيد هويته إذا كان يريد أن يواصل حلم التتويج بكأس العالم للمرة الثانية.
ويستضيف ملعب "فيشت" في سوتشي غدا مباراة أخرى مرتقبة تجمع بين أفضل فريقين يدفعان في البطولة فأوروجواي لم تهتز شباكها كما أنها تمتلك أيضا واحدا من أفضل الثنائيات الهجومية في العالم والمكون من إدينسون كافاني ولويس سواريز.
ويتحدى هذا الثنائي، النجم كريستيانو رونالدو قائد ورمز البرتغال والذي استهل البطولة بثلاثية (هاتريك) في مرمى إسبانيا وهدف في شباك المغرب قبل يتراجع أداؤه أمام إيران، لكن هو بلا شك التهديد الرئيسي للسيليستي.
وكرواتيا من المنتخبات التي تألقت في البطولة حتى الآن وتصدرت المجموعة الرابعة محققة العلامة الكاملة بفضل لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش، وفي مهمتها المقبلة تواجه الأحد الدنمارك التي استطاعت أن تحتل وصافة المجموعة الثالثة.
وتستحق السويد لقب الحصان الأسود في البطولة فبعدما تفوقت في التصفيات المؤهلة للمونيال على هولندا الغائبة عن روسيا وفازت على إيطاليا في الملحق الفاصل في مفاجأة لا زالت تؤلم الاتزوري، تمكنت السويد بدون زلاتان إبراهيموفيتش أو كما يلقبونه "السلطان" أفضل مهاجمي المنتخب على مر التاريخ وهدافه التاريخي، من التألق ولم تخسر سوى أمام ألمانيا وبصعوبة وتمكنت من التأهل لدور الـ16 في صدارة المجموعة السادسة بفارق الأهداف أمام المكسيك.
والثلاثاء المقبل في سان بطرسبرج تلتقي السويد بسويسرا التي أوقعت البرازيل في فخ التعادل وتغلبت على صربيا وتعادلت مع كوستاريكا.
وفي نفس اليوم تلتقي إنجلترا وصيفة المجموعة السابعة بعد فوزها على تونس (2-1) وبنما (6-1) وخسارتها أمام بلجيكا متصدرة المجموعة بهدف نظيف في الجولة الأخيرة، التي خاضها الفريقان وهما يضمنان التأهل لدور الـ16 لكن اللقاء حسم أول وثاني المجموعة.
وتمثل إنجلترا بقائدها هاري كين هداف البطولة حتى الآن بخمسة أهداف تهديدا على كولومبيا التي لم تكن بالشكل المنتظر في ظهورها الأول بهزيمتها أمام اليابان (1-2) قبل أن تنتفض وتهزم بولندا بثلاثية نظيفة ثم السنغال بهدف دون رد.
لكن ما يؤرق "لوس كافيتيروس" الآن هي حالة نجمها جيمس رودريجيز الذي لم يتدرب اليوم الجمعة بعدما غادر مواجهة السنغال أمس مصابا بعد مرور نصف ساعة، ومن المقرر أن يتم غدا الإعلان عن حالته.
وبجانب أوروجواي وكرواتيا، يعد منتخب بلجيكا الوحيد الذي لم يخسر مبارياته الثلاثة في دور المجموعات وما يزال يحافظ على وضعه كمرشح للقب.
وفي مواجهته المقبلة الإثنين المقبل يلتقي باليابان التي خالفت التوقعات وأنهت دور المجموعات في وصافة المجموعة الثامنة، رغم أنها تأهلت بفضل معيار اللعب النظيف بعد تعادلها مع السنغال في كل شيء، لأن لديها أقل عدد من البطاقات الصفراء.