كتب : فادي أشرف
في نهار 17 مارس 2018 تسمرت أعين المصريين على مقر نادي الزمالك في انتظار إعلان الاسم الذي بحث عنه الجميع في الشهر السابق لذلك اليوم.. من هو صفقة القرن؟
مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك كشف ما راهنت عليه الصحافة في الأسبوع السابق للمؤتمر، عبد الله السعيد لاعب الأهلي الأهم في السنوات الماضية قد وقع على عقود الانضمام إلى الزمالك، إعلان أتى بعد يوم واحد من إعلان الأهلي تمديد تعاقد صانع ألعاب منتخب مصر، ومساهم أساسي في التأهل إلى كأس العالم، وإعارته لناد آخر بسبب مماطلته في التجديد.
ربما تتسبب أزمة مثل تلك في إرباك حسابات منتخب يستعد لمشاركة تاريخية في كأس العالم بعد أقل من 3 أشهر، ولكن ربما لم يذهب منتخب إلى روسيا محملا بقدر المشاكل التي حملها منتخب مصر.
في ليلة مباراة السعودية الأخيرة للفراعنة في روسيا، قالت شبكة CNN الأمريكية إن محمد صلاح يفكر في اعتزال اللعب الدولي. وهذا لم يكن أهم أخبار اليوم الحافل الذي سهر فيه الصحفيون للصباح الباكر في مقار أعمالهم، ليس لأن المنتخب سيخوض آخر مواجهة له في كأس العالم بعد ساعات.
كيف تحول حلم الأول من ديسمبر إلى كابوس في 25 يونيو؟
شهر نوفمبر كان حافلا في الرياضة المصرية، الأهلي والزمالك ينتخبان مجلسان جديدان. محمود طاهر ضد محمود الخطيب في الأهلي، ومرتضى منصور ضد أحمد سليمان في الزمالك.
استعدادات الصحفيين تجري على قدم وساق على محورين، الأول هو الانتخابات المحتدمة التي لم تحسم حتى الساعات الأولى من الصباح في الناديين، والثاني هو الحدث الذي انتظره المصريون 28 عاما، قرعة كأس العالم.
منتخب مصر كان بعيدا عن تلك الأمور، اللهم إلا تأييد واضح من مدرب حراسه أحمد ناجي المفهوم لمحمود الخطيب في الأهلي، وظهور أسامة نبيه للإدلاء بصوته في انتخابات الزمالك. في تلك الفترة، كان الجهاز الفني لمنتخب مصر، وكل لاعبيه، بمثابة الأبطال الشعبيين بعد شهر واحد مما تحقق في الثامن من أكتوبر على استاد برج العرب.
صرخة مدحت شلبي "الله يا بلادنا الله" بعد ركلة جزاء محمد صلاح التاريخية كانت الجملة الأكثر تداولا بين جمهور الكرة والصحفيين الرياضيين. المزاج العام كان متفائلا يشوبه الحذر من القرعة التي ستقام في قصر الكرملين في موسكو.
رفع أسطورة الكرة البرازيلية كافو اسم مصر في القرعة، مجموعة متوازنة رفعت الآمال حتى دور الثمانية. لم لا، ومحمد صلاح يمزق الشباك إربا في الدوري الإنجليزي وجميع محترفينا متألقين. الدور الثاني كان الإجابة الموحدة لكل من تسأله عما سيفعله الفراعنة في روسيا.
بعد شتاء ساخن شهد انتقال صلاح محسن – المرشح ليكون مهاجم مصر في كأس العالم – كأكبر صفقة في تاريخ الدوري المصري بـ42 مليون جنيه بدعم من تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الرياضة السعودية والرئيس الشرفي للأهلي، سيمر خبر اختيار جروزني – عاصمة الشيشان – كمقر لبعثة منتخب مصر في كأس العالم مرور الكرام. في ذلك التوقيت صرح إيهاب لهيطة مدير المنتخب أن "اختيار جروزني جاء عن طريق المدير الفني للمنتخب هيكتور كوبر، هو من اختار جروزني، ونحن نفذنا له مطلبه. الفيفا وضعنا أمام اختيارات، ونجاحنا في الحصول على الإقامة في جروزني أمر رائع لأنها أقرب المدن إلى أماكن مبارياتنا".
أمور على هامش ما يفعله صلاح.. حتى أتى أبريل الأسود
أزمة توقيع عبد الله السعيد وتوابعها كانت أبرز ما يحدث على هامش تألق محمد صلاح. اللاعب الأفضل في إفريقيا باعتراف الكاف كان يحصد جائزة فردية كل يوم تقريبا، وجد العالم ضالته لإكمال ثلاثية ميسي – رونالدو. صلاح كان الفتى المحبب للعالم، والملك المتوج في مصر.
نظريا، لم يكن هناك شيء قادر على تخطي لمعان ما يفعله صلاح، حتى أصبحت الأزمة حول صلاح.
في نهاية مارس، واجه المنتخب المصري البرتغال واليونان وديا. مواجهة صلاح – رونالدو كانت حديث العالم.
تألق مصري وأداء رائع وهدف لمحمد صلاح، اشتهر شعبيا بـ"عندهم كريستيانو عندنا صلاحيانو"، خروج محمد صلاح قبيل نهاية المباراة وتسجيل رونالدو لهدفين نصروا البرتغال على مصر لم يقللوا أي شيء من تفاؤل المصريين. حتى الأداء السيء ضد اليونان تم تفسيره بأن هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخب مصر جرب كل البدلاء في مباراة واحدة.
بعد شهر واحد، أتى أبريل الأسود على منتخب مصر.
"لماذا تثار أزمة حول طائرة المنتخب؟"
لماذا أصبحت طائرة منتخب مصر مثار جدل كبير وأزمة أكبر تخص أيقونة المنتخب والرجل القريب من أن يصبح هدافا للدوري الإنجليزي؟
السؤال السابق يلخص ما حدث مع المنتخب، وللمنتخب. كل شيء حول منتخب مصر منذ ذلك التاريخ تحول إلى أزمة.
في تلك الفترة، زاد عدد المحترفين المصريين واحدا، عبد الله السعيد ابتعد عن كل الضغوط وسافر للعب معارا في فنلندا في يوم 10 أبريل.
فنلندا بلد لا تملك تاريخا كرويا، لدرجة أن السعيد كان أول لاعب من دوريها يشارك في كأس العالم، فقط ما جعله يذهب إلى هناك هي كونها من ضمن 7 بلدان لديها فترة قيد مفتوحة في ذلك التوقيت.
مدى قوة المنافسة لتجهيز اللاعب الأهم في منتخب مصر بعد محمد صلاح حسب وصف كثيرين لم يكن على طاولة النقاش، الأهم هو أن يلعب كرة قدم دون أن يتعرض للإيقاف.
في يوم الجمعة 20 أبريل 2018، غرد رامي عباس محامي ووكيل محمد صلاح، "لدينا مشكلة كبيرة مع اتحاد الكرة المصري".
باختصار، كان اعتراض عباس على وجود صورة صلاح - الذي سيصبح بعد أيام أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي - على طائرة المنتخب بجوار شعار شركة اتصالات منافسة لتلك المتعاقدة إعلانيا مع الرجل الذي أصبح The Egyptian King، أو الملك المصري.
لم تحل تلك الأزمة إلا بعد تدخل من أعلى مستوى في الدولة بعد 9 أيام، في آخرهم غرد صلاح بأنه كان يتمنى "تعاملا أرقى من ذلك"، لتنقلب الموازين ويتصدر وسم "#أدعم_محمد_صلاح" تويتر.
في ذلك اليوم، أعلن وزير الشباب والرياضة المصري في ذلك التوقيت خالد عبد العزيز عن انتهاء أزمة الطائرة والإعلانات، ولكنه لم يعلن عن بدء أزمات جديدة وعديدة حملتها نفس الطائرة إلى روسيا.
بحلول شهر مايو، كانت المنافسات المحلية محسومة مناصفة بين الأهلي بطل الدوري للمرة 40 والزمالك بطل كأس مصر للمرة 26. ربما كل ما كتب في تلك الفترة كان تحليل لأزمات المنتخب في هذه الفترة، مشكلة التعامل مع العرضيات وغياب المهاجم الصريح.
بعد حسم الزمالك للقب كأس مصر في مباراة نهائية ضد سموحة شابتها أزمات كثيرة اعتاد الصحفيون الرياضيون تغطيتها في السنوات الأخيرة بمعدل مرتين كل عام تقريبا، بدأ شهر رمضان. هدنة يستريح فيها الجميع استعدادا لكأس العالم الذي ينطلق بعد آخر إفطار فيه.
عذرا نحن مشغولون بالتحضير لكأس العالم.. ولكن
شهر رمضان 1439 كان مختلفا، يتبارى الصحفيون في إبراز أفضل أعمالهم وأفكارهم استعدادا لمونديال روسيا، ومشاركة صلاح في نهائي دوري أبطال أوروبا.
وبالنسبة لمعظم الصحفيين، كانت مشاركة مصر في كأس العالم هي الأولى لهم في مسيرتهم المهنية، أرض لم يطأها الكثيرين: تغطية مشاركة مصر بعد 28 عاما في كأس العالم.
أما الأرض التي لم يطأها أحدا فكانت مشاركة مصري في نهائي دوري أبطال أوروبا.
نفس الصحفيين كان عليهم تغطية أمر آخر لم يغطوه من قبل، بيان من رئيس هيئة الرياضة السعودية تركي آل الشيخ يعلن فيه تنازله عن الرئاسة الشرفية للأهلي، قبل أن يتبعه في اليوم التالي، الـ25 من مايو ببيان ناري يكشف فيه روايته لعلاقته بالنادي الأهلي الذي ظل رئيسا شرفيا له منذ انتخاب الخطيب رئيسا للأحمر.
لم يهدئ من روع الحدث الضخم سوى نهائي كييف، آخر مباراة في موسم ملأته دعوات المصريين بألا يحدث أي مكروه لصلاح الذي يرشحه الكثيرين للمنافسة على الكرة الذهبية في 2018.
26 دقيقة كانت كافية، صلاح يخرج مصابا على يد الرجل الذي أصبح عدو المصريين الأول والوحيد، سيرخيو راموس.
ساعات الرعب والصدمة لم تنتهي إلا بتأكيدات لحاق صلاح بمباراة روسيا في الجولة الثانية من كأس العالم، مع صعوبة لحاقه بلقاء أوروجواي الأول في البطولة.
"3 أسابيع وهيلحق ماتش روسيا إن شاء الله"، شعار المرحلة.
الوديات ووداع نجوم المجتمع
تشكل مباريات المنتخب مناسبة رائعة للصحفي الرياضي لأنها فرصة للتخلي عن الحياد مع إمكانية إبداء الانحياز التام لأصحاب الرداء الأحمر دون أن يتهمه القراء بذلك.
قائمة المنتخب لم تشكل أزمة، الكل يعرف من هم الـ23 المختارون من قبل إعلان القائمة بفترة اللهم إلا مفاجأة باستبعاد المهاجم الذي ظهر مع كوبر كثيرا رغم الانتقادات أحمد حسن "كوكا"، والاكتفاء بالمهاجم المفضل للجهاز الفني مروان محسن وحيدا في القائمة. انتقادات بسيطة لعدم ضم أسماء مثل عمرو السولية أو وليد سليمان أو حسين الشحات لم ترق لتشكل أزمة للفراعنة قبل روسيا.
مباراتان وديتان ضد الكويت وكولومبيا انتهيا بالتعادل 1-1 و0-0 تباعا، ثم هزيمة 3-0 أمام بلجيكا، دقوا ناقوس الخطر. ولكن العذر الدائم موجود، صلاح ليس في الملعب.
في أواخر رمضان، وبالتحديد في 7 يونيو، أقام المنتخب مرانا وداعيا ظنه الجميع فرصة للجمهور لتحفيز المنتخب قبل المشاركة التاريخية، ولكنه عوضا عن ذلك كان فرصة لمن وصفهم ثروت سويلم المدير التنفيذي لاتحاد الكرة بـ"نجوم المجتمع" لوداع المنتخب حصريا. خطوة لاقت هجوما لم يطول، لأن بعد أسبوع واحد فقط سيعزف النشيد الوطني المصري في كأس العالم.
من مقعد الصحفي، قد تظن أن أزمة بين المسؤول عن الرياضة السعودية وأحد أكبر ناديين في مصر، وإصابة النجم الأول للمنتخب هما أسوأ ما قد يحدث للمنتخب قبل كأس العالم. الأمر لا يعيب الصحفي هنا في شيء، وإن كانت من أهم مهارات مهنته توقع الأحداث واستشرافها، فإن كل ما حدث بعد ذلك غير متوقع.
بوادر نهاية أسطورة
الأسبوع السابق لكأس العالم كان أسبوع محمد صلاح بجدارة. حوارات رائعة مع ليكيب وماركا، ردود منطقية تبعث على التفاؤل، جدارية رائعة في نيويورك احتفالا بحوار أكثر روعة مع بليتشر ريبورت ضمن سلسلة "أكبر من الحياة" التي لم تضم سواه وبول بوجبا ونيمار.
العالم ينتظر مشاركة مصر في كأس العالم، التأهل الدرامي ووجود صلاح جعل الفراعنة موضوع تغطية ثري للإعلام الأجنبي. أسماء محمود حسن "تريزيجيه" ومحمود عبد المنعم "كهربا" تثير استغرابا لدى المتابع الأجنبي بسبب اسميهما المستعارين عندما وضعوا ضمن قوائم "لاعبون يستحقون المشاهدة في روسيا".
هذا كل ما نقله الإعلام الغربي عن مصر قبل انطلاق كأس العالم، ولكن يوم 9 يونيو كان مختلفا للصحفي الرياضي المحلي.
بيان غامض يصدره اتحاد الكرة أعلن فيه تحويل أحد أعضاء مجلس اتحاد الكرة للتحقيق على هامش واقعة سيتم الإعلام عن تفاصيلها لاحقا.
قبل أن يحدث ذلك، علم الجميع أن العضو المقصود هو مجدي عبد الغني نجم منتخب مصر السابق، وصاحب آخر هدف مونديالي لمصر في كأس العالم 1990، وتتمثل الواقعة حصوله على كمية من ملابس منتخب مصر، تبين فيما بعد أنها لم تستغل في موضعها الصحيح ليقرر اتحاد الكرة إعفاء مجدي عبد الغني من رئاسة بعثة منتخب مصر في روسيا للمشاركة في نهائيات كأس العالم وتكليف عصام عبد الفتاح بدلا منه.
رد صاحب أسطورة هدف مصر ضد هولندا لم يكن بسيطا، "لن أصمت. هل قتلت أحدا ليحدث ذلك؟ لا يوجد قرار رسمي باستبعادي، أعترض على قرار أبو ريدة، مجلس الإدارة لم يجتمع ليتخذ هذا القرار، القرار السابق يقضي بأنني نائب رئيس البعثة ومتمسك به مهما حدث، أحذر مجلس الاتحاد، إذا لم تعد الأمور لنصابها وتعاد لي رئاسة البعثة، لن أصمت وسأخرج في مؤتمر صحفي للدفاع عن نفسي والإعلان عن تفاصيل ما يدور داخل الاتحاد. لا أعرف ما الذي فعلته، هل قتلت أحدا من عائلة هاني أبو ريدة حتى يحدث ذلك؟ معترض ومتمسك بموقفي، كان لابد لأبو ريدة أن يهديء الأمور ويحكم صوت العقل، خاصة وأن المنتخب مقدم على مباريات صعبة في كأس العالم. سأسافر يوم الأحد مع الفريق إلى جروزني الروسية، لن أنجرف إلى معارك جانبية من شأنها التأثير على المنتخب. الاتهامات مكذوبة، لو حدث اقتحام لمخازن الملابس لتم إبلاغ الجهات المعنية. سأتحدث وأكشف ما كان بعد كأس العالم".
بعد أيام قليلة، كان مجدي عبد الغني في جروزني.
بلادي بلادي بلادي.. لكي حبي وفؤادي
لم يختلف حماس لاعبي المنتخب أثناء غناء النشيد الوطني، عن حماسهم في الملعب ضد أوروجواي.
قتال مستمر فيما يبدو وأنه محاولة لإقناع الجميع أن المنتخب بإمكانه تقديم أداء جيد دون محمد صلاح. تألق من محمد الشناوي الذي حسم مركزه في حراسة مرمى المنتخب في حين لم يتوقع أحد قبل أشهر قليلة أن يكون ضمن الـ23 المختارين للقائمة.
هدف متأخر من أوروجواي كسر القلوب المصرية، إلا أن المباراة فتحت بابا للتفاؤل قبل مواجهة روسيا، التي سحقت السعودية في مباراة افتتاح كأس العالم بـ5 أهداف.
"المباراة الأهم في تاريخ الجيل الحالي"، مدعوما بتصريحات لكثير من النجوم العالميين منهم جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد الذي صرح بأن المنتخب المصري بإمكانه الفوز على المنتخب الروسي، كان المنتخب على أهبة الاستعداد للقتال من أجل 3 نقاط هي الأولى في تاريخ الفراعنة المونديالي.
30 ألفا في سان بطرسبرج.. معظمهم في "سولو سوكوس"
30 ألف مصريا حولوا سان بطرسبرج إلى القاهرة، الحضور المصري المهيب كان منافسا لجمهور المستضيف في ملعب زينيت.
يقال إن ألبرت أينشتاين قال إن الغبي فقط من يكرر الأمر مرتين مع انتظار نتيجة مختلفة. ربما لا يوجد مصدر يؤكد أن العالم الجليل قد قال ذلك، إلا أن الأمر منطقي.
في مشهد مستعار من مأساة أم درمان في 2009، امتلأ فندق سولو سوكوس حيث يقيم منتخب مصر ليلة مباراة روسيا بفنانين ونجوم أتوا لوداع الفراعنة.
لا يمكن إيعاز انهيار المنتخب في 15 دقيقة وتلقي 3 أهداف متتالية فقط إلى وجود الفنانين في معسكر المنتخب، ولكن كل ما حدث في شهور سبقت المونديال فسرت، لماذا لم يحتفل أحد بهدف محمد صلاح من ركلة جزاء ضد روسيا.
خرج الجميع خاسرا مما حدث في سان بطرسبرج يوم 19 يونيو، ربما لم تكن خسارة أي أحد مثل خسارة عبد الغني الذي تدمرت أسطورته لكنه شوهد ضاحكا للغاية بعد المباراة.
كثير من المناوشات على وسائل التواصل والإعلام، بين "ارفع رأسك يا أحمد فتحي" بعد أن سجل هدفا ذاتيا مع انطلاق الشوط الثاني، وتأكيد على أن صلاح خاض المباراة مصابا، وانقسام الكثيرين مع ضياع حلم التأهل للدور الثاني بين أقلية هاجمت صلاح وأغلبية دافعت عنه، أصبح التركيز على الخروج برقمين تاريخيين هامين من مباراة السعودية.
نكزة جروزني
6 أيام فصلوا بين مواجهتي روسيا والسعودية، مروا ببطئ وثقل شديد على المشجع المصري، والصحفي الرياضي المصري، هنا الكل صار واحدا.
في يوم 22 يونيو دعا رئيس الشيشان رمضان قديروف، الذي ظهر في أول مران للمنتخب في جروزني، بعثة المنتخب على العشاء ومنح محمد صلاح المواطنة الشرفية للإقليم ذو الحكم شبه الذاتي ضمن السيادة الروسية.
ظهور صلاح بجوار قديروف جعله هدفا سهلا للإعلام الأمريكي والإنجليزي تحديدا، الرجل المتهم بمذابح وإجراءات قمعية في الشيشان ارتبط اسمه بصلاح وهذا أمر لا يمكن محوه.
هنا صعد نقاش حول قرار تم اتخاذه في فبراير، لماذا اختار منتخب مصر الإقامة في جروزني؟
تقرير على شبكة CNN أشار إلى تفكير صلاح في الاعتزال دوليا بسبب "الانتقادات التي وجهت له في الإعلام الغربي بعد ظهوره مع رئيس الشيشان".
ساعات القلق قطعها تصريح لهيطة الذي فسر قائلا "لم أسمع شيئا عن رغبة محمد صلاح في الاعتزال الدولي عقب كأس العالم. أريد أن أغلق هذه القصة نهائيا، منتخب مصر لا يتحدث عن الأمور بشكل ديني أو سياسي. لو هناك أي ضيق من وجود معسكر منتخب مصر في الشيشان، فيجب أن يتوجه الناس بالسؤال إلى الاتحاد الدولي وليس لنا. لماذا اختار الاتحاد الدولي موقعا به مشاكل ليعرضه علينا للإقامة به. منتخب مصر ليس طرفا في هذه القضية".
بين دعوة العشاء وتقرير CNN وتصريح لهيطة، أخذت "أزمة النكزة" جزءا كبيرا من الاهتمام الإعلامي بمنتخب مصر.
"تصرف مثير للجدل"، كان التعبير الذي اتفق عليه المحررين لوصف ما حدث، وعلى إثره أشيع أن سعد سمير مدافع المنتخب تم استبعاده من القائمة.
"نكزة للتنبيه لحديث كوبر" كان التفسير الرسمي للقطة التي كشفتها كاميرات أون سبورت، القناة التي نقلت معسكر منتخب مصر في جروزني على الهواء مباشرة.
ليلة مباراة السعودية.. من أجل رقم الحضري وأول فوز مونديالي ونادي الأهرام
تأسس الاتحاد المصري لكرة القدم في 1921 وانضم للفيفا بعد ذلك التاريخ بعامين.
ورغم ذلك تاريخ مصر في كأس العالم قبل مباراة السعودية لا يتخطى 3 مشاركات و4 أهداف وولا فوز في المونديال.
أمام السعودية كان هذا هو الهدف، تحقيق أول فوز مونديالي بجانب حصول أسطورة الحراسة المصرية عصام الحضري على تكريم يستحقه بالمشاركة ليصبح أكبر لاعب يشارك في تاريخ كأس العالم بعمر الـ46.
توجه الصحفيون الرياضيون الموجودون في القاهرة إلى مقار أعمالهم محضرين أنفسهم لليلة طويلة يحضرون فيها لتقارير عن لقاء السعودية المنتظر، ولكنهم وجدوا أنفسهم أمام إعلان جديد من مرتضى منصور رئيس الزمالك ببيع مدافع الفريق، والمنتخب، علي جبر ولاعب وسطه طارق حامد إلى الأهرام.
الأهرام كيان جديد وجد بعد بيع فريق الأسيوطي لـ"مستثمرين" لم يسمهم بيان النادي الكائن في بني سويف في ذلك الوقت.
بعد سلسلة الأزمات التي ضربت المنتخب قبل مباراة السعودية، سارت التوقعات إلى 5-1 تكرر ما حدث في كأس القارات 1999 ضد المنافس ذاته.
ينشر الحساب الرسمي للمنتخب المصري تشكيلا لا يضم محمد صلاح لتزيد الشكوك حول صحة الأزمة بين المنتخب ونجمه الأول، قبل أن يصدر تشكيلا آخر يضم صلاح الذي يسجل في منتصف الشوط الأول بطريقة رائعة ولا يحتفل.
ركلتا جزاء للسعودية احتاجا لتدخل حكم الفيديو، تصدى الحضري للأولى وتلقى الثانية قبل نهاية الشوط الأول.
شوط آخر سيء للمصريين في روسيا انتهى بلدغة سالم الدوسري معلنا نهاية المشاركة المصرية الحزينة في روسيا بصفر نقاط وصفر انتصارات وقائمة لا تنتهي من الأزمات، ووفاة عبد الرحيم محمد مدرب الزمالك السابق بعد هدف الدوسري.
نراكم في 2022، على أمل كتابة تقرير مباراة تشهد فوز مصري في المونديال.
اقرأ أيضا:
تجول مع في الجول داخل غرفة خلع ملابس الأرجنتين قبل مواجهة نيجيريا
تجول مع في الجول داخل غرفة ملابس فرنسا
مودريتش.. لاجئ تعلم سحر الكرة وسط الحرب
تقرير - الفيفا سيفتح تحقيقا مع صلاح لمعرفة سبب عدم حضوره المؤتمر الصحفي
دي ماريا: ريال مدريد منعني من المشاركة في نهائي كأس العالم