علي رضا بيرانوند.. من تنظيف شوارع طهران إلى حارس إيران في كأس العالم
الخميس، 21 يونيو 2018 - 19:04
كتب : عمرو عبد المنعم
من أجل كرة القدم هرب من عائلته البدوية وترك رعي الأغنام ليعمل في مصنع ملابس ونظافة الشوارع وغسيل السيارات وكل هذا مقابل الحصول على فرصة مع الساحرة المستديرة.
علي رضا بیرانوند
النادي : برسبوليس - 1
هذا هو ما فعله علي رضا بيرانوند حارس مرمى منتخب إيران الذي تألق بشدة خلال كأس العالم الحالي 2018 في روسيا.
تصديات رائعة ومستوى مميز قدمه علي رضا بيرانوند أمام المغرب في المباراة الافتتاحية لإيران في كأس العالم، ثم مستوى أروع وأفضل ضد إسبانيا ما جعل الكثير يتحدث عنه.
قصة قد يراها البعض خيالية ومن الصعب أن تحدث.. ولكن كل ما سيذكر عن حارس المنتخب الإيراني حدث بالفعل وليس من وحي خيال الكتاب.
صحيفة "جارديان" الإنجليزية نشرت السيرة الذاتية لحارس منتخب إيران مع بعض التصريحات له عن بدايته في الحياة وكرة القدم،
يقدمها لكم FilGoal.com في هذا التقرير.
في مونديال 2014 في البرازيل ومع أول ظهور لمنتخب إيران في البطولة ضد نيجيريا الأضواء تسلطت على الحارس علي رضا حاجيجي بسبب وسامته ومظهره الجميل.
أما علي رضا بيرانوند الحارس الحالي لمنتخب إيران ليس وسيما مثل الذي سبقه في حراسة مرمى منتخب بلاده، ولكن قصة حياته قد تكون مصدر إلهام للملايين حول العالم.
ولد علي رضا بيرانوند في إحدى المدن البدوية في إيران لعائلة تعمل في رعي الأغنام وتتنقل كثيرا في الريف للعثور على الأراضي العشبية من أجل الخراف والماعز، وكان علي رضا هو الابن الأكبر بين أشقائه لذلك كان من الطبيعي أن يعمل مع والده من سن مكبرة لمساعدة عائلته.
وكلما وجد بيرانوند بعض الوقت كان يذهب للعب كرة القدم مع الأطفال، وفي بعض الأوقات الأخرى كان ينطوي على رمي الحجارة لمسافات طويلة، وقد تظن أن هذا الأمر ليس له علاقة بكرة القدم ولكن بعد مرور السنوات ساعده وستعرف كيف حدث ذلك في السطور المقبلة.
عندما بلغ سن الـ12 استقرت عائلة بيرانوند في مدينة سارابياس وتلقى التدريبات مع أحد الفرق الصغيرة وبدأ مسيرته كمهاجم وفي إحدى المرات تعرض حارس مرمى فريقه للإصابة ليقف علي رضا في المرمى بين عصا وأخرى ليقرر بعد ذلك أنه سيكون حارسا للمرمى وليس مهاجم.
رفض مرتضى بيرانوند والده أن يستمر في لعب كرة القدم مثل العديد من الآباء في إيران معتقدا أن كرة القدم لا يمكن أن تكون مهنة لابنه مفضلا أن يمتهن أحد المهن التي تساعده على كسب ما يكفيه للمعيشة، لذلك كان يمزق ملابسه والقفازات الخاصة به أكثر من مرة.
وهنا قرر بيرانوند الهرب من عائلته وترك رعاية الأغنام وذهب إلى طهران بحثا عن فرصة في أحد أندية العاصمة الكبرى.
واقترض مبلغ بسيط من المال من أحد أقاربه ليساعده على السفر وركوب الحافلة حتى طهران، وبها التقى بأحد مدربي كرة القدم وهو حسين فايز الذي كان يدرب أحد الفرق المحلية وأخبره أنه سيسمح له بالتدرب مع فريقه مقابل مبلغ 30 دولار ولكن الحارس الشاب لم يكن لديه ما يكفي من المال أو مكان للنوم.
وقضى بعض الليالي والأيام بجوار برج أزادي حيث يتجمع العديد من المهاجرين والفقراء، وفي إحدى الأيام عرض أحد الباعة الجائلين على بيرانوند غرفة في منزله حتى يستطيع الذهاب إلى التدريبات كل يوم.
ويقول علي رضا بيرانوند في تصريحات نقلتها صحيفة "جارديان": "كنت أنام أمام باب النادي وعندما استيقظت في الصباح وجدت الكثير من النقود التي تركها الناس لأجلي لأنهم يعتقدون أنني متسولا، وساعدني هذا في تناول وجبة إفطار لذيذة لأول مرة منذ فترة طويلة".
وأخيرا.. وافق حسين فايز على منح الحارس الشاب فرصة للتدرب مع فريقه دون مقابل ليعيش مع أحد زملائه في الفريق لمدة أسبوعين ثم بدأ العمل في مصنع لتصنيع الملابس النسائية كان يمتلكه والحد زميل آخر له في الفريق حتى يتمكن للنوم هناك في الليل.
ترك مصنع الملابس وعمل في غسيل السيارات وبسبب طوله الفارع أصبح متخصصا في غسل السيارات الرياضية الضخمة متعددة الاستخدامات.
وفي أحد الأيام وجد علي رضا بيرانوند نفسه أمام مفاجأة لم يتخيل يوما أنه سيقابلها عندما جاء له أسطورة كرة القدم الإيرانية علي دائي لغسيل سيارته الخاصة وأخذ زملائه في العمل بتشجيعه ليخبر نجم بايرن ميونيخ السابق بأنه حارس مرمى ويطلب منه البحث له عن فرصة في أحد الأندية، لكنه لم يأخذ بمشورتهم قائلا "كنت أعرف أنني إذا تحدثت مع علي دائي كان سيساعدني ولكني شعرت بالخجل من التحدث معه وإخباره عن وضعي".
ويكمل بيرانوند "بعد فترة قابلت مدرب نفط طهران وانتقلت إلى هناك وفي البداية سمح النادي لي بالعيش في غرفة الصلاة الخاصة بالفريق ولكن بعدها أخبروني أنني لا أستطيع النوم بها أكثر من ذلك".
وجد علي رضا عملا جديدا له في إحدى محلات البيتزا من أجل النوم به ليلا ثم الذهاب للتدريبات صباحا.
ومرة أخرى وجد بيرانوند نفسه أمام موقف صعب عندما جاء إلى المحل لشراء البيتزا ولم يكن يعلم أن لاعبه عاملا هناك ولم يرغب الحارس في رؤيته ولكن صاحب المتجر أجبره على خدمة مدربه ليراه ويترك العمل هناك بعد عدة أيام.
الوظيفة الرابعة لحارس إيران كانت العمل كمنظف للشوارع وكانت الصعوبة هنا أنه لا يجد مكانا للنوم في الليل، كذلك في بعض الأحيان كان ينظف الحدائق الكبيرة وهذا يؤثر على لياقته البدنية في التدريبات والمباريات، لذلك قرر نادي نفط طهران طرده من الفريق.
اضطر علي رضا للتدرب مع فريق آخر ولكنه أصيب ورفض مدرب هذا الفريق التوقيع معه ليغادره مرة أخرى ويبدأ حلمه في احتراف كرة القدم في الموت البطئ.
وفجأة اتصل به مدرب فريق نفط طهران تحت 23 عاما وأخبره إذا لم يوقع لناد آخر فإنه يمكنه العودة لفريقه.
ويقول بيرانوند: "ربما كان القدر يريدني ألا أوقع عقدا مع الفريق الآخر وإذا بقيت مع هذا الفريق ربما لم أكن أصل لما أنا عليه اليوم".
وبدأ بيرانوند في التألق واختير في منتخب إيران تحت 23 عاما، ثم أصبح الحارس الأول لفريق نفط طهران وكان صاحب لعبة أكسبته شهرة كبيرة في كرة القدم الإيرانية والآسيوية وهي مرتبطة بما كان يفعله في الطفولة عندما كان يقضي وقتا طويلا في رمي الحجارة لمسافات بعيدة. هذه اللعبة هي عندما رمى الكرة من داخل منطقة الجزاء لأكثر من 70 مترا ليضع مهاجم فريقه في موقف إنفراد بالمرمى أمام فريق العين الإماراتي في دوري أبطال آسيا.
ومنذ عام 2015 أصبح علي رضا بيرانوند الحارس الأول لمنتخب إيران وحافظ على نظافة شباكة في 12 مباراة في تصفيات آسيا المؤهلة لمونديال 2018 والآن هو الحارس الأساسي لفريق بلاد فارس في كأس العالم.
ويحكي بيرانوند البالغ من العمر 25 عاما: "لقد عانيت كثيرا من الصعوبات لجعل أحلامي تححق ولكن ليس لدي أي نية لنسيان ذكرياتي لأنها التي جعلتني الشخص الذي أنا عليه الآن".
والآن.. وبعدما ظهر علي رضا بيرانوند بمستوى رائع ضد المغرب في الجولة الأولى للمجموعة الثانية بكأس العالم وقاد منتخب بلاده للفوز، وبنفس المستوى أمام إسبانيا رغم الخسارة ويتبقى له مباراة ضد البرتغال سيكون أمامه فرصة لتحقيق حلم آخر له في الانتقال لأحد الأندية الأوروبية ولن تنتهي رحلته عند المشاركة في المونديال.
طالع أيضا
اتحاد الكرة يعلنها: سنتقدم بشكوى ضد حكم لقاء روسيا
حوار – أبو ريدة يرد على "إقالة كوبر" ومواجهة السعودية ذات الحساسية الشديدة
الإجهاد يُبعد الشناوي وحجازي عن التدريبات الجماعية.. وصلاح يشارك
أبو ريدة: الخبرات صنعت الفارق ضد مصر في كأس العالم.. وأندهش مما أثير حول المعسكر