كتب : محمود سليم
"مع فرق الشباب كنت أفضل طريقة لعب واحدة وهي 4-3-3 التي توفر الفرصة على تشكيل وتكوين تركيبات مختلف في وسط الملعب، أما مع الفريق الأول فنريد أن نحصل على أفضل لاعبينا في الملعب لذلك طريقة اللعب لابد أن تناسب اللاعبين وكذلك المنافس فنحن في مرحلة الفوز أكثر من العمل على التطوير(مع الصغار)، لذلك مع الفريق الأول نحن أكثر مرونة" جاريث ساوثجيت المدير الفني للمنتخب الإنجليزي في حديث عن فلسفته في اختيار طريقة اللعب المفضلة.
وأكمل ساوثجيت: "من خلال تجربتي فإن كرة القدم تدور في دوائر مغلقة، الـ4-4-2 هي ذاتها 4-2-3-1 حيث دائما تجد أحد ثنائي الهجوم يتحرك للخلف من أجل ربط الخطوط، الفريق والكرة معه يختلف عن تنظيمه والكرة مع المنافس والاثنان يختلفا عن الطريقة المكتوبة على الورق من البداية".
ففي مواجهة تونس في افتتاح الفريقين لمبارياتهما في كأس العالم 2018 كان التنظيم الهجومي للمنتخب الإنجليزي تحت قيادة ساوثجيت هو 3-1-6(ثلاثة مدافعين أمامهم لاعب ارتكاز ثم سداسي هجومي بتحول أشلي يونج وتريبيير إلى جناحين هجوميين وتواجد الرباعي رحيم ستيرلينج وهاري كين وديلي آلي وجيسي لينجارد في العمق الهجومي).
لاحظ الفيديو التالي يوضح التنظيم الهجومي وكيفية خلق مساحات في خط دفاع المنافس عن طريق التمريرات الثنائية وكذلك التمريرات المباشرة من وسط الملعب مع استدراج أحد قلبي الدفاع للوسط بتحرك من ستيرلينج لينطلق آلي في المساحة خلفه هاربا من الظهير وينفرد بالمرمى.
طالع أيضا.. (تحليل في المونديال.. مكسيك أوسوريو)
أما عن التنظيم الدفاعي للفريق فكان الاعتماد على الـ5-3-2 بعودة الثنائي يونج وتريبيير للدفاع والثنائي لينجارد وآلي على يمين ويسار هيندرسون لاعب الارتكاز المدافع.
ويقول ستيف هولاند مساعد ساوثجيت: ""لقد قضيت عاما مع أنطونيو كونتي في تشيلسي، ذلك العام الذي توج فيه الفريق بلقب الدوري بخطة 3-4-3. كان سيزار أزبلكويتا –الظهير الأيمن في الأساس- جزء من هذا الثلاثي الخلفي بجوار جاري كاهيل وديفيد لويز".
يعترف هولاند بأن والكر أراد اللعب كظهير، ولكنه عاد ليرد بأن المهام الموكلة إليه في خطة انجلترا لا تختلف كثيرا عن تلك التي وكلها له بيب جوارديولا في موسمه مع مانشستر سيتي"
هذا التصريح نأخذ منه فكرتين الأولى هي نقل بعضا من أفكار الـ3-4-3 الخاصة بكونتي، وتظهر في فكرة الاعتماد على يونج في مركز الجناح الأيسر ليلعب بالقدم اليمنى لداخل الملعب دائما بوضعية كتف موازية إلى خط التماس مما يساعده كثيرا في صناعة اللعب بتمريرات في العمق تحديدا مع تحرك الثنائي كين وستيرلينج أحدهما للخلف تجاه (وسط ملعبه) لسحب المدافع وخلق مساحة للآخر يتحرك فيها باتجاه المرمى لينفرد>
أو التحرك معا في نفس الاتجاه مع "تفويت أحدهما الكرة للآخر ليمررها له بلمسة واحدة ولكنها لم تظهر بهذا الشكل في مواجهة تونس" أو على الأطراف إذا نجح الزميل (لينجارد أو آلي) في التحرك القطري أسرع من لاعب الوسط الذي يراقبه.
شاهد الصورة لإيطاليا مع كونتي.
وشاهد الفيديو لتمريرات يونج بالعمق أوالأطراف خلف ظهير المنافس.
والفكرة الثانية من التصريح هي الاعتماد على كايل ووكر في مركز المدافع الثالث كما فعل جوارديولا في مواجهة تشيلسي خلال الدور الأول من الموسم الماضي على سبيل المثال واستغلال الزيادة العددية له بالكرة من الجانب الأيمن وخلق التفوق العدديفي تلك المساحة.
وبالحديث عن ذلك الأمر هل تتذكر تحليل لكيفية صناعة خطورة هجوميا على المنافس من ركلة مرمى لصالح فريقك؟ والذي كان يستغلها جوارديولا هذا الموسم في العديد من المواجهات. (طالع التفاصيل)
الأمر تكرر في إنجلترا أمام تونس لاحظ الفيديو التالي ستجد ثلاثي يقف في التسلل أو على الاقل المهاجم كين لأنه لا يوجد تسلل في ركلة المرمى.
وانتشار المدافعين ولاعب الارتكاز لاستدراج لاعبي الخصم للضغط العالي ومع تطبيق ذلك الضغط عند منطقة الجزاء يضطر الفريق لتقديم خطوطه لتقليص المساحات بينها وبين الهجوم الذي يضغط من الأمام، فيمكن في تلك اللحظة إرسال الطولية خلف الدفاع للمهاجم او خلف لاعبي الوسط للاعب الجناح الذي يتحرك للعمق ليستلمها في تلك المساحة في ظل تأخر خط الدفاع.
الهجوم بسداسي من اللاعبين يجبر الخصم على الدفاع بسداسي أيضا بتحويل جناحيه لظهيرين صريحين بجوار رباعي الدفاع، في هذه اللحظة يصبح كل لاعب يراقب آخر من الخصم ولا يوجد عمق دفاعي حيث أنه لايوجد زيادة عددية من الأساس فإذا تحرك أحدهم واستدرج رقيبه تظهر ثغرة خلفه في خط الدفاع ليستغلها الآخر، لاحظ الفيديو التالي.
أما عن الفكرة الأهم والتي حسمت المواجهة بهدفين فكانت الاعتماد على الكرات الثابتة في الهجوم عن طريق تنظيم اللاعبين داخل المنطقة بـ1-3-2 لاعبين على خط الـ6 ياردات وثلاثي عند نقطة الجزاء وخلفهم لاعب على خط المنطقة تقريبا ولكنه ينطلق معهم، وكان دائما ما يتحرك المهاجم هاري كين للقائم البعيد منتظرا الكرات الثانية وبالفعل أحرز هدفين منها وأنقذ الحارس من أمامه فرصة وأعاد الكرة عالية لزملائه في حالة رابعة وفي كل الحالات كان بدون رقابة.
في الجول يكشف.. كيف يفكر كوبر قبل مواجهة السعودية
ستيف هولاند.. عن سنواته في تشيلسي ومساعدة ساوثجيت ووجبة عشاء سببت ثورة إنجليزية
بطل مونديال 78: المقارنة بين ميسي ومارادونا حماقة
ضياء السيد: لم أتفاجأ من أداء المنتخب.. المعسكر تحول إلى رحلة
فابريجاس: مصر والسعودية بين الأسوأ في المونديال بمسافة بعيدة
محاولات ميسي وهجوم إسبانيا في أبرز أرقام المونديال حتى الآن