الكبار في ورطة. ربما ذلك يكون العنوان الرئيسي لمباريات المونديال بعد أكثر من نصف مباريات الجولة الأولى من مرحلة المجموعات.
الأرجنتين سقطت في فخ التعادل، وألمانيا تعرضت للهزيمة، والآن البرازيل تفقد نقطتين أمام سويسرا التي تماسكت لتنتزع نقطة هامة في صراع التأهل للدور التالي.
على الورق، واستنادا لمستويات المباريات الودية، فإن البرازيل كانت الطرف الأقوى والأوفر حظا لحصد النقاط الثلاثة.
على مدار شوط أول تأكدت الفكرة، إلا أن ما حدث في الشوط الثاني من الصفوف السويسرية استحق الثناء.
دعونا نستعرض أبرز الملامح التي استغلتها سويسرا من أجل انتزاع نقطة ثمينة ضد السامبا.
- البداية القوية
انطلقت البرازيل بقوة مع انطلاقة صافرة بداية المباراة، ومن اللحظة الأولى بدت السيطرة الفعالة.
الأمر لا يتعلق بالاستحواذ على الكرة فقط، بل محاولات مستمرة لإيجاد الحلول للوصول لمرمى الحارس سومر.
محاولات للهروب من على الأطراف، وبالأخص من الطرف الأيسر، بحيث تم استغلال مهارات نيمار ومارسيلو، مع انضمام كوتينيو لدعمهما وتشكيل ثلاثي على الظهير الأيمن السويسري ليشتاينر.
حققت البرازيل الخطورة من هذا الجانب في عدة مناسبات، فمرة يتم استغلال كرة عرضية يتصدى لها قلبا دفاع سويسرا، ومرة أخرى يتم التمرير لجابرييل خيسوس الذي يهرب داخل الصندوق بالقرب من تلك الجبهة في محاولة للتهديف.
الحل الثاني، والذي أثبت فاعليته بهز الشباك، كان عن طريق التصويب الدقيق من خارج منطقة الجزاء في ظل تكدس دفاعات سويسرا.
ومن يتقن ذلك أكثر من فيليب كوتينيو؟
بطريقة معتادة طالما شاهدناها مع ليفربول وبرشلونة مؤخرا، يسدد كوتينيو بطريقة ولا أروع في زاوية من المستحيل أن يصل إليها سومر، لتتقدم البرازيل وتبدو المباراة في طريقها إلى أن تنفتح أكثر أمام السامبا.
كوتينيو قدم مباراة مميزة بأدوار كبيرة في وسط الملعب مع محاولات الربط بين منطقة الارتكاز والخط الهجومي، ونال الجائزة الرسمية لأفضل لاعب في المباراة رغم التعادل في النهاية.
بدقة تمريرات بلغت 89% بعد اتمام 69 تمريرة سليمة، منها تمريرة طولية سليمة وتمريرة أدت إلى صناعة فرصة محققة، ومراوغة وحيدة، وتصويبة ترجمت إلى هدف، ساهم كوتينيو هجوميا في وسط الملعب بتلك الأرقام المميزة.
انعدمت أدوار كوتينيو الدفاعية، تاركا إياها لكاسيميرو وبدرجة أقل باولينيو، ولكنه تمكن من ربح 3 التحامات من أصل 6.
قدم لاعب برشلونة أداء مميزا لكنه لم يكن كافيا لترجيح كفة فريقه في النهاية.
- جندي مجهول
قاتلت سويسرا بقوة في الشوط الثاني، ولكن إن سألتني عن أبرز مفتاح في طريقة لعب سويسرا، فسأخبرك أنه شيردان شاكيري.
إن قررنا منح جائزة أفضل لاعب في المباراة للاعب آخر غير كوتينيو، فسأختار شاكيري أيضا.
لاعب ستوك سيتي قدم مجهودا كبيرا على الجبهة اليمنى بالكامل، وسبب الكثير من المتاعب للظهير الأيسر البرازيلي مارسيلو الذي لم يجد حريته في التقدم للهجوم، كما أن أدواره الدفاعية ساهمت في تقليل الضغط على ليشتاينر.
لمس شاكيري الكرة في 33 مناسبة فقط طوال المباراة، بدقة تمريرات بلغت 76% فقط، ولكنها كانت كافية لكي يمرر 3 منهم أدت إلى صناعة فرص سويسرية محققة، وتمريرتين طوليتين سليمتين بنسبة نجاح 100%، وقام برفع كرة عرضية وحيدة ناجحة كانت بمثابة صناعة هدف التعادل السويسري.
الأدوار الدفاعية ظهرت بشدة من خلال انتصاره في 5 التحامات شارك بها من أصل 9، كما استخلص الكرة من لاعبي البرازيل بشكل ناجح في 3 مناسبات، واعترض تمريراتهم في مناسبتين.
إن نظرت لخريطة تحركات شاكيري الحرارية، ستجده في كل مكان على الجبهة اليمنى بالكامل.
- تعديلات متأخرة
مع مرور دقائق الشوط الثاني وخطف سويسرا للتعادل المبكر وتضييق المساحات على حلول البرازيل المهارية، اتضح لأي متابع أن السامبا بحاجة إلى تعديلات عاجلة.
اتضح أيضا أن جابرييل خيسوس يبدو منعزلا، وأنه لا يمتلك الحلول والتحركات الكافية لتحرير نفسه بقدر ما يملكه بديله فيرمينيو.
لم يكن ويليان موفقا أيضا، وربما كانت إضافة دوجلاس كوستا لتؤتي بثمار جيدة.
لكن المدير الفني تيتي تجاهل كل ذلك وبدأ بتغييرات في وسط الملعب، فاستبدل كاسيميرو بفيرناندينيو، ظنا في أنه قد يشغل نفس المركز ولكن مع حرية هجومية أكبر من كاسيميرو.
استبدل تيتي أيضا باولينيو بريناتو أغوستو، وهو تبديل غير مفهوم جدواه.
تأجل نزول فيرمينيو حتى الدقائق العشرة الأخيرة، وربما لو كان ذلك هو التبديل الأول لرأينا حيوية أكبر في صفوف البرازيل ومساحات أكبر انفتحت لنيمار وويليان وربما كوتينيو بفضل تحركات مهاجم ليفربول.
في 11 دقيقة فقط، سدد فيرمينيو في مناسبتين منهما كرة على المرمى، بينما سدد خيسوس في 79 دقيقة كرة وحيدة كانت خارج الخشبات الثلاثة.
هل يستحق الأمر في المباريات القادمة إعادة التفكير من تيتي؟ فقدان المزيد من النقاط لن يكون أمرا مقبولا.