ليلة مثالية لكرواتيا في أبرز ملامح انتصارها على نيجيريا

يستمر ممثلو القارة السمراء في الفشل في تحقيق تحقيق ولو نقطة واحدة خلال مبارياتهم حتى الآن في كأس العالم روسيا 2018.

كتب : علي أبو طبل

الأحد، 17 يونيو 2018 - 01:12
كرواتيا - نيجيريا

يستمر ممثلو القارة السمراء في الفشل في تحقيق تحقيق ولو نقطة واحدة خلال مبارياتهم حتى الآن في كأس العالم روسيا 2018.

نيجيريا هي الضحية الجديدة بأداء باهت جدا أمام كرواتيا التي قدمت مستوى متوازن للغاية وتفوقت على كافة خطوط المنافس الأفريقي، لتضمن أول 3 نقاط في جعبتها.

ما هي أهم المفاتيح التي منحت التفوق للكروات؟

ويستعرض FilGoal.com أبرز ملامح هذه المباراة..

- ليلة راكيتيتش

ربما تظن أنه لا يوجد من هو أكثر أهمية في قائمة كرواتيا من قائدهم لوكا مودريتش، الذي بصم بنفسه على الهدف الثاني في المباراة من علامة الجزاء.

ولكنها كانت ليلة مميزة للغاية لزميله في وسط الملعب، ايفان راكيتيتش، الذي قدم كل شئ في مركزه بشكل يستحق الثناء.

الضغط المتقدم، استغلال تمريرات نيجيرية الخاطئة، التحول الهجومي والزيادة داخل مناطق نيجيريا الدفاعية، هي أشياء منحت الأفضلية لكرواتيا.

لاعب وسط نادي برشلونة لعب 90 دقيقة كاملة، أتم خلالها 56 تمريرة ناجحة بنسبة دقة بلغت 86%.

انطلق راكيتيتش لدعم الأطراف الهجومية، فتواجد في أماكن سمحت له برفع كرتين عرضيتين صحيحتين من أصل 3 محاولات، كما قام بتمرير 3 تمريرات حاسمة أدت إلى خلق فرص تهديفية –Key Passes-.

8 تمريرات طولية سليمة من أصل 13 محاولة هي مشاهد إبداعية نحب أن نراها من لاعب وسط ملعب، وقد زين راكيتيتش بها مجهوداته في المباراة.

دفاعيا، استخلص راكيتيتش الكرة بشكل ناجح في مناسبتين، وشتتها من مناطق الخطورة في 3 مناسبات، وانتصر في 8 التحامات من أصل 15 شارك فيها.

- نيجيريا الباهتة

ثنائي وسط نيجيريا، أوجينيكارو ايتيبو وويلفريد نديدي قدما مجهودا هائلا في وسط الملعب من أجل مجاراة تفوق كرواتيا في نفس المنطقة.

ايتيبو سئ الحظ، والذي اصطدمت به الكرة قبل أن تسكن شباك فريقه لتعلن الهدف الأول للكروات في المباراة، أتم 62 تمريرة سليمة بدقة بلغت 92%، ومرر تمريرتين نحو مناطق الخطورة في دفاعات كرواتيا، كما مرر تمريرة طولية وحيدة بشكل سليم، ونجح في 8 مراوغات من أصل 8 محاولات، وحصل على 8 أخطاء.

قدرة كبيرة من ايتيبو على الاحتفاظ بالكرة وتسليمها لزملائه بشكل سليم، وكذلك قدرة مميزة دفاعيا على استخلاص الكرة، حيث نجح في ذلك في مناسبتين.

المزيد من الأدوار الدفاعية قام بها زميله نديدي الذي استخلص الكرة في 5 مناسبات واعترض تمريرات الكروات في 3 مناسبات بشكل ناجح، وشتت محاولات الخصم في 3 مناسبات أخرى، كما ربح 15 التحاما من أصل 21.

ذلك التكامل في الأدوار بين الثنائي منح نيجيريا قوة كبيرة في وسط الملعب، ولكن البهتان الهجومي لم يترجم أو يكمل ذلك المجهود.

الجناحان الخبيران فيكتور ميسوس وآليكس آيوبي لم يمنحا نيجيريا تفوقا في الطرفين على حساب أظهرة كرواتيا التي تعاملت مع الأمر بنجاح، كما أن أوديون إيغالو لم يبدو الحل الأنسب لحسم المحاولات القليلة التي سنحت.

حتى حين شارك كليتشي ايناتشو كبديل من أجل المزيد من الدفع الهجومي، لم تتحقق الخطورة المنتظرة.

القائد جون إيبي ميكيل لعب في مركز صانع اللعب، ولكن يمكن التساؤل، أين المجهود أو الدور الذي قام به خلال 90 دقيقة لصنع خطورة لصالح فريقه؟

ربما كان لاعب تشيلسي السابق هو الحلقة الأضعف هنا.

- لم يأت الاختبار الحقيقي بعد

خرجت كرواتيا بشباك نظيفة أمام نيجيريا الباهتة هجوميا، ونجحت في أول اختباراتها دفاعيا، ولكنه ليس الاختبار الأصعب في المجموعة، فالأصعب قادم.

مواجهتان تتبقيان ضد الأرجنتين وآيسلندا، وطموحات الكروات كبيرة الآن لبلوع الدور القادم.

بالتأكيد المواجهة ستكون مختلفة ضد رأس حربة بإمكانيات سيرجيو أجويرو، وأجنحة هجومية بقدرات آنخيل دي ماريا، وصانع لعب أسطوري مثل ليونيل ميسي.

حتى مواجهة آيسلندا لن تكون سهلة، فمدى تركيز الدفاع يتضح في تلك المحاولات الهجومية القليلة التي قد تسنح أمام المنافس الأوروبي المنتظر، والذي اقتنص نقطة التعادل أمام وصيف نسخة المونديال السابقة.

ديجان لوفرين ودوماجوي فيدا هما الشريكان في مركزي قلب دفاع المنتخب الكرواتي، والمدير الفني زلاتكو داليتش سيضع فيهما ثقته في المواجهات التالية، فهل ينجحان من جديد في الاختبارات الأصعب؟

ربما هي فرصة للوفرين للرد على كل من شكك في قدراته خلال موسم أوروبي طويل مع نادي ليفربول، وما أجمل أن يأتي الرد بألوان منتخب بلاده.

- المحارب مانزوكيتش

محاولتان طوال المباراة كانتا بعيدتين عن المرمى، وضربة رأسية اصطدمت بجسد ايتيبو لتسكن شباك نيجيريا هي أبرز ما يمكن أن تلاحظه مبدأيا من مستوى المهاجم الكرواتي، ولكن إن شاهدت برؤية أدق، ستجد دوره الكبير في الجزء الأمامي من خطة كرواتيا.

يتحرك مهاجم يوفنتوس الإيطالي في كل مكان لمحاولة الضغط على دفاعات الخصم، ومع كل كرة طولية تجده أول من يذهب للتنافس عليها، فنجح في 3 التحامات من أصل 12 محاولة.

لم تسنح له الكثير من الفرص للتمرير، فأتم 15 تمريرة سليمة في الجزء الأمامي، لكن كان منها 3 تمريرات أدت إلى صناعة فرص محققة، وهنا يكمن دوره في صناعة اللعب والارتكاز كمحطة هجومية.

مانزوكيتش تسبب كذلك في ضربة الجزاء التي جاء منها الهدف الثاني، وهي نقطة قوة أخرى تبرز مضايقته لمدافعي الخصم، وإن كانت سذاجة الدفاعات النيجيرية لها دور في ذلك.

لم يسجل مانزوكيتش الليلة، ولكنه جزء من خطة مميزة للمدير الفني الكرواتي، وعلى كل حال فقد نجح الفريق ككل في التسجيل في مناسبتين وإضاعة المزيد من الأهداف التي كان من الممكن أن تزيد الغلة.

دعونا نختصر القول في النهاية .. كرواتيا ربما تكون أفضل منتخب أدى مباراة خلال 8 مباريات تم لعبها حتى الآن في 3 أيام مونديالية.