كتب : EFE
(إفي): دقت ساعة البرازيلي نيمار الذي انتظر أربعة أعوام لكي يثبت أنه وريث مستحق لعرش نجمي الساحرة المستديرة البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي.
إذ سيجبره الـ"هاتريك" الذي سجله البرتغالي في مرمى إسبانيا أمس الجمعة على الظهور بأداء رفيع في مباراة سويسرا المرتقبة غدا الأحد ضمن منافسات المجموعة الخامسة بمونديال روسيا.
"ميسي وكريستيانو من كوكب آخر، إذاً أنا رقم 1" هكذا قال نيمار قبل أول لقاءات "راقصي السامبا" في مونديال روسيا 2018 لكنه شدد على أن هدفه لا يكمن في أن يكون الأفضل بل في "الفوز بالمونديال".
تأتي تصريحات نيمار هذه بعدما اعتبر مواطنه بيليه وأساطير أخرى برازيلية، أنه يفتقد لسمات الريادة لقيادة البرازيل للتتويج بلقبها المونديالي السادس، رغم أنه قاد فريقه للقب أوليمبياد ريو دي جانيرو قبل عامين.
ولم يساعده تعاقده مع باريس سان جيرمان في اكتساب الدعم لتحقيق هدفه إذ أن رسالته التي بعثها قبل المونديال جعلته يبدو وكأنه يفضل لفت الأنظار ليكون النجم الوحيد لنادي بلا نسب عن الفوز بالألقاب والمنافسة أمام نجومية ميسي في برشلونة.
ولكن الرهان جاء بشكل سيء حيث أنه لم يستطع الفوز مع الفريق الباريسي بدوري أبطال أوروبا - حينما سقط أمام ريال مدريد - وابتعد أكثر عن حلمه بالفوز بالكرة الذهبية.
كما لم تساعده إصابته أيضا التي تعرض لها في الكاحل في فبراير الماضي وأبعدته ثلاثة أشهر عن الملاعب والتي زرعت الشكوك بداخله في عدم لحاقه بالمونديال.
ولحسن الحظ لم تسر الأمور على هذا النحو، وبالودية الأخيرة أمام النمسا، برهن نيمار على جاهزيته الكاملة لقيادة منتخب "الكناري" في روسيا.
بالنسبة للبرازيل، المونديال يعتبر فرصة لا يمكن مضاهتها للظهور بأداء حسن عقب الإهانة التي مني بها "راقصو السامبا" في نصف نهائي النسخة الماضية من مونديال البرازيل 2014 أمام ألمانيا (1-7).
وعلى الرغم من تغلب البرازيليين على "المانشافت" في ألمانيا في ودية مؤخرا إلا أن تلك الهزيمة لا تزال مترسخة في الأذهان.
مع العلم أن نيمار لم يكن حاضرا في المشهد حيث صرح الأسبوع الماضي: "بوجودي في الملعب (...) أعتقد أن النتيجة كانت ستكون مختلفة".
والآن بعد أربعة أعوام، يريد نيمار الانتفاضة لمنتخبه الوطني أمام حاملي اللقب، ولكن الآن مع وجوده في الملعب.
ورغم صغر سنه (26 عاما) حيث لا يزال أمامه أكثر من مونديال مقارنة ميسي وكريستيانو اللذين قد يكون هذا المونديال فرصتهما الأخيرة للتتويج أبطالا، إلا أنه لا يوجد مجال للخطأ أمام نيمار مع البرازيل فقط هناك الفوز.
وأي نتيجة بخلاف رفع الكأس المونديالي في 15 يوليو المقبل على ملعب لوجنيكي سينظر إليها كفشل في البرازيل. وهذه المرة لن تكون هناك أعذار. وستقع كافة الانتقادات على عاتق نيمار.
إنها لحظة رئيسية في مسيرته. فقط هو من يستطيع أن يحل المعضلة وأن يصبح إما لاعب كرة قدم متقلب المزاج يسعى لجذب الأنظار، أو لاعب عظيم على استعداد للتخلي عن أنانيته وإعادة البرازيل إلى القمة.
ويبدو أن مدرب "الكناري" أدينور ليوناردو باتشي "تيتي" قد خلق البيئة المثالية لكي يتمكن نيمار من التعبير عن نفسه بحرية، علاوة على توفير له الدعم المتمثل في لاعب الوسط كوتينيو.
ويآمل الجميع في ألا تشتت الشائعات الملحة حول احتمالية رحيله من سان جيرمان إلى صفوف ريال مدريد، انتباه نيمار عن هدفه المتمثل في الفوز بالمونديال.
وبعيدا عما قد يفعله ميسي مع "الألباسيلستي" أمام أيسلندا والسابقة التي حققها كريستيانو أمس، سيجب على نيمار التألق غدا ببريقه الخاص في ملعب "روستوف أرينا".