أهم ما يحسب للجهاز الفني للمنتخب المصري بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر وأحد أهم عوامل ظهور الفريق بأداء جيد أمام أوروجواي في مباراته الأولى بكأس العالم في روسيا: الجاهزية النفسية والدوافع التي أظهرها اللاعبون خلال المباراة، وكذلك الجانب الخططي والذي وضح خلاله الفريق بالتزام كبير.
مصر خسرت من أوروجواي في الدقيقة 89 بهدف دون رد سجله خوسيه ماريا خيمينيز. لكن ما الأسلوب الذي انتهجه كوبر خلال المباراة؟ هذا ما سنعرفه في تحليل المباراة.
الضغط المتوسط
كعادته هيكتور وبر يعتمد على أسلوب الضغط المتوسط في الثلث الأوسط للملعب أحيانا في بدايته (أعلى خط منتصف الملعب) وأخرى في أسفله.
ليس فقط المكان (الثلث الأوسط) بل الاعتماد على الثنائي الهجومي مروان محسن وعبدالله السعيد في الضغط على ثنائي الارتكاز في وسط ملعب المنافس.
بالتالي يتفرغ ثنائي ارتكاز الفراعنة محمد النني وطارق حامد لإغلاق العمق ورقابة لاعبي الوسط المهاجم أو المهاجم الذي يتحرك للعمق في المساحات بين الخطوط.
ليعودوا بالكرة للخلف لقلبي الدفاع ومحاولة تدويرها من جديد.
يضغط مروان محسن ويغلق محمود حسن تريزيجيه من خلف مسار التمرير للظهير وينجح بالفعل في إبعاد الكرة لرمية تماس.
وتكرر ذلك في حالات متعددة فهي أسلوب لعب كوبر الواضح.
مع تمريرة غير منضبطة حاول السعيد التقدم والضغط العالي وتقدم خلفه زملاؤه.
فشل الضغط العالي المفاجئ في هذه الحالة ليرتد اللاعبون بعد 5 ثوان فقط لمناطقهم والتحول لضغط متوسط.
ليرسل دييجو جودين الطولية ويبعدها علي جبر وتنتهي الحالة بنجاح دفاعي آخر بفضل الضغط المتوسط.
وهذه حالات أخرى للضغط المتوسط المصري.
أوروجواي هجوميا
على الجانب الآخر كانت لدى أوروجواي تحت قيادة أوسكار تاباريز فكرتين للهجوم، على الجانب الأيسر يتحول كافاني إلى جناح لإيقاف الظهير الأيمن للخصم ويتحرك دي أراسكايتا للعمق كصانع لعب.
لاحظ هذه الحالة.
كافاني جناح.
تقدم الظهير فتحرك كافاني للعمق وتم عمل تمريرة ثلاثية بين أراسكايتا ولويس سواريز وكافاني ليسددها الأخير.
والفكرة الأخرى على الجانب الأيمن حيث يتحرك سواريز بين الخطوط خلف لاعبي الوسط المصري ويتسلم الكرة ويمررها للجناح ليرسل عرضيته تخلق فرصة تهديف في ظل ارتداد متأخر للنني ووقوف تريزيجيه وتمركز غير جيد من طارق حامد.
وأحيانا أخرى كان تحرك أحد ثنائي الهجوم بين الخطوط لاستدراج أحد قلبي دفاع مصر معه ثم يرسل البينية للمهاجم الآخر وهو ما نجح في سواريز في الانفراد بالمرمى في مناسبتين تألق خلالهما محمد الشناوي.
الكرات العرضية بين التفوق والخلل الوحيد
إذا أين كان الخلل الذي تسبب في الهزيمة خاصة في ظل تألق ملحوظ في الدفاع ضد الكرات العرضية خلال تلك المباراة، حيث كان التنظيم دائما مثاليا وبأشكال وأفكار مختلفة.
لاحظ هذه الحالة
رباعي دفاع خلف رباعي الوسط والتمرير للجناح (المهاجم كافاني المكلف برقابته علي جبر) ليتقدم أحمد فتحي لمقابلته فتتسع المساحة بينه وبين علي جبر وبالتالي لابد من الترحيل من جبر لتقليص تلك المساحة (في ظل تحرك الجناحأراسكايتا بها) فيترك فقط الثنائي أحمد حجازي ومحمد عبد الشافي في مواجهة العرضية في ظل خروج جبر عن مركزه على القائم القريب.
هذا كله من وحي الخيال لاحظ ماذا حدث ببساطة ارتد طارق حامد في تلك المساحة وظل جبر في مكانه وأبعد الكرة ببساطة.
في حالة أخرى تجد الجناح تريزيجيه من يواجه حامل الكرة ويبقى رباعي الدفاع كل في مركزه وأمامهم مباشرة ثنائي الارتكاز.
حالة مختلفة تجد حامد يقترب من تغطية نفس المساحة والنني يرتد لمقرابة المنطلق من الخلف وثلاثي دفاعي مقابل مهاجم وحيد.
وتنظيم شبه ثابت خلال الشوط الثاني ثلاثي دفاعي أمامهم النني والارتكاز الآخر يساند الظهير في مكان الكرة.
إذا أين كان الخلل؟
ببساطة في الكرات الثابتة فقط وهي سلاح قوي وهام في حسم المباريات وبالفعل كلفنا نقاط المباراة
لاحظ من البداية كيف تفوق خيمينيز على النني في كل الكرات الثابتة ونجح في التخلص من رقابته.
هذه الحالة خرج الشناوي وأبعد الكرة.
وهنا لم يفلح المدافع الأوروجواياني في لعب الكرة لكنه تخلص من الرقابة بسهولة ووصلت في النهاية لسواريز الذي أهدرها.
حالة ثالثة نجح فيها خيمينيز في لعب الكرة وأبعدها عبد الشافي في النهاية.
لينجح أخيرا في خطف النقاط الثلاث لفريقه بعد تأخره عن النني بخطوتين تقريبا ومع ابتعاد الكرة عن المساحة المكلف بتغطيتها أحمد حجازي الذي يعفيه دائما جهاز المنتخب من الرقابة الفردية ليراقب أخطر المساحات على حدود خط الـ6 ياردات.
إذا نجح كوبر في علاج الخلل في مواجهة الكرات العرضية من لعب مفتوح ولكن عليه إيجاد حلول فورية لمواجهة الكرات العرضية من ركلات ثابتة في ظل تواجد العديد من اللاعبين أصحاب قامات قصيرة ولا يجيدون الرقابة الفردية.
أما على الصعيد الآخر في كرة القدم فهجوميا عانى منتخب مصر من انعدام الحلول الهجومية تماما عند امتلاك الكرة، ففي حالة الهجوم المرتد أفسد الثنائي مروان محسن وعبد الله السعيد أغلب الهجمات المرتدة بتأخرهما في التمرير أو اتخاذ القرار الأنسب.
بالإضافة لبعض القرارات الخاطئة من تريزيجيه وعمرو ورده رغم كونهما قدما أداء جيدا على المستوى الخططي بالارتداد الدفاعي على الأطراف.