كتب : زكي السعيد
فرض كريستيانو رونالدو قائد البرتغال التعادل بنتيجة 3-3 في مواجهة بلاده أمام إسبانيا، بأولى مباريات المنتخبين بمنافسات المجموعة الأولى لكأس العالم 2018، على ملعب فيشت الأوليمبي في مدينة سوتشي.
دربي شبه الجزيرة الإيبيرية جاء ساخنا، ليكون البداية الحقيقية لمنافسات مونديال روسيا بالندية التي غلّفته وسيطرت على أجوائه منذ اللحظة الأولى وحتى أنفاسه الأخيرة.
إسبانيا دخلت المباراة تحت وطأة الظروف القاسية بعد إقالة المدرب جولين لوبيتيجي قبل يومين، وتعيين اضطراي لفرناندو إييرو الذي لم يجد وقتا كافيا لفرض أفكاره، فدفع بأغلب العناصر التي كان ينوي سلفه الدفع بها، وقام بتعويض المصاب داني كارباخال على الجهة اليمنى، بناتشو فيرنانديز وليس ألفارو أودريوزلا الذي تألق في المباريات الودية.
أما البرتغال، فدخلت المباراة بقيادة كريستيانو رونالدو وحيدا في خط الهجوم مع إبقاء أندري سيلفا على مقاعد البدلاء.
قائد البرتغال قرر الدخول في صلب الموضوع منذ اللحظات الأولى، فورّط زميله في ريال مدريد، ناتشو، في ركلة جزاء، نجح في تسجيلها معطيا التفوق لبلاده بعد 4 دقائق.
إسبانيا بدت تائهة في الدقائق الأولى لها، ولم تفلح تهيئة دييجو كوستا لدافيد سيلفا في تحقيق التعادل بعد أن سدد الأخير فوق عارضة روي باتريشيو بالدقيقة التاسعة.
لاحقا سنحت للبرتغال سلسلة متتالية من الهجمات المرتدة بقيادة رونالدو، بدأت في الدقيقة 17 بعمل لم يكتمل من جونسالو جيديش الذي تغاضى عن التمرير لرونالدو.
في الدقيقة 22، عادت البرتغال بمرتدة أخرى انتهت على عرضية رونالدو لجيديش الذي تباطأ مجددا، ليتدارك جوردي ألبا الموقف ويزيح الكرة من أمام جناح فالنسيا.
بعد أن فشلت البرتغال في مضاعفة النتيجة خلال دقائق التفوق، أتى الوقت حتى تفرض إسبانيا سيطرتها الكاملة على الملعب، وبدأ الأمر بشكل مؤثر عندما أدرك دييجو كوستا التعادل في الدقيقة 24 بعد أن تخلص من بيبي مستعملا المرفق، وتلاعب بجوزيه فونتي، قبل أن يسدد في الزاوية اليمنى الأرضية لباتريشيو.
الحكم الإيطالي جيانولوكا روكي لجأ لتقنية الفيديو، وقام بتأكيد الهدف رغم الالتحام بين كوستا وغريمه بيبي.
الإعصار الإسباني تواصل بتسديدة صاروخية من إيسكو أحد نجوم الشوط الأول، إلا أن تسديدته ارتدت من العارضة وهبطت على خط المرمى دون أن تتخطاه.
لم يتوقف الإسبان عن الإمتاع وبدا أنهم تجاوزوا زلزال الخميس الماضي، وصنعوا هجمتهم الأفضل والأكثر تنظيما في الدقيقة 35، وصلت الكرة لألبا، ليرسل عرضية أرضية متقنة إلى إنيستا الذي سدد بيسراه، إلا أن الكرة مرت بمسافة بسيطة إلى جانب القائم الأيمن مع تلامسها في ساق كوكي.
وبينما سيطرت إسبانيا على كافة جوانب المباراة، ارتكب دي خيا هفوة قاتلة أمام تسديدة رونالدو في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الأول، ليفشل في التصدي للتسديدة التي كانت في متناوله راحتيه، ويهدي التقدم للبرتغال مع نهاية الشوط.
ورغم السيناريو الصادم في نهاية الشوط الأول، إلا أن الحصة الثانية شهدت استكمال إسبانيا للاستعراض الذي بدأوه مسبقا، ولم يحتاجوا أكثر من 10 دقائق لإدراك التعادل بواسطة كوستا الذي تابع رأسية سيرخيو بوسكيتس بعد ركلة حرة نفذها سيلفا.
أما ناتشو الذي وضع إسبانيا في مأزق مع بداية المباراة، فسجل أجمل أهداف السهرة في الدقيقة 58 من تسديدة خارقة اصطدمت بالقائم الأيمن وعرفت طريقها إلى داخل الشباك، محققا التقدم لإسبانيا لأول مرة في المباراة.
منتخب لاروخا كاد يضيف الهدف الرابع في الدقيقة 71 بعد لعبة ثلاثية بدأت من سيلفا ووصلت إلى ألبا المنطلق، قبل أن يخطئها كوستا الذي فوّت على نفسه فرصة إكمال الهاتريك.
وبينما بالغت إسبانيا في الاستحواذ على الكرة دون تهديد مباشر لمرمى البرتغال، ارتكب جيرارد بيكيه المحظور وتسبب في مخالفة على حدود منطقة جزاء إسبانيا، ليتأهب رونالدو لصناعة التاريخ.
رونالدو شمّر عن ساقيه، ونفذ ركلة حرة مباشرة نموذجية في الشباك الإسبانية على مرأى الحارس دي خيا المتجمد، في الدقيقة 88، مكملا الهاتريك التاريخي.
صاروخ ماديرا كان على وشك صنع الإعجاز في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، إذ أطلق رأسية جاورت المرمى الإسباني بقليل.
بتلك النتيجة حصد كل منتخب نقطته الأولى، ليتشاركا المركز الثاني خلف إيران المتصدرة صاحبة الثلاث نقاط بانتصارها باكرا على المغرب.