فادي أشرف

لا تجعلونا نتوقف عن الغناء

شكرا لكم على الأداء الرائع، ولكننا في النهاية لم نحصد أي نقطة من مباراة كان من الممكن الخروج منها بنقطة على الأقل.
الجمعة، 15 يونيو 2018 - 20:58
كأس العالم - مصر

شكرا لكم على الأداء الرائع، ولكننا في النهاية لم نحصد أي نقطة من مباراة كان من الممكن الخروج منها بنقطة على الأقل.

منتخب مصر بقيادة الجهاز الفني ومديره الفني هيكتور كوبر قدم أداء مشرفا، لكنه لم يكن كافيا.

لم يقصر أي لاعب في النهاية، وخطأ – معتاد – كان سببا في كسر قلوب المصريين.

اليوم شهدنا ميلاد حارس كبير يمكنه أن يكرر نهج الأساطير الذين سبقوه وأحدهم على الدكة يدعمه، وميلاد منتخب يستطيع تقديم مباريات كبيرة دون نجمه الأول، ما بالكم لو عاد صلاح؟

منحتمونا فرصة للحظات لا تعوض، غناء النشيد الوطني المصري أمام العالم كله، ولكن حتى لا نتوقف عن الغناء يجب التركيز على بعض الأمور ومعالجتها سريعا..

الخطأ المعتاد

منتخب مصر وضع نفسه ضمن المنتخبات المنظمة التي حصلت على إشادة كبرى في الاستوديوهات التحليلية حول العالم، أرهقنا أوروجواي وكنا قريبين من نقطة. ولكن ليس من شيم المنتخبات الكبيرة استقبال الأهداف من نفس الخطأ كل مباراة.

أكثر من 55% من الأهداف التي سكنت شباك مصر مع هيكتور كوبر كانت من كرات عرضية.

في نقاش وائل جمعة مع أحمد حسام "ميدو" في استوديو bein sport، اقترح المهاجم تغيير طريقة دفاع منتخب مصر في الكرات الثابتة إلى دفاع المنطقة بدلا من رجل لرجل، التي ينتهجها المنتخب مع كوبر.

هذا الاقتراح له وجاهة، ولكن وائل جمعة – المدافع الأسطوري للكرة المصرية – يرى أن التكوين البدني للاعبي منتخب مصر في الأساس لا يسعفهم في الدفاع ضد الكرات الثابتة، أمام منتخبات لاعبيهم أطول.

في إطار تحليل FilGoal.com لمباراة البرتغال الودية ضد مصر، بحثنا خلف طرق الدفاع ضد العرضيات، الصداع الدائم في ذهن كوبر.

جاريث ساوثجيت المدير الفني لمنتخب إنجلترا وأحد مدافعي الأسود الثلاثة الدوليين السابقين يشرح لـFourFourTwo: "أثناء الكرات الثابتة يجب أن يكون لديك التحام جسدي مع منافسك، دون أن ترتكب خطأ. استعمل ذراعيك لتحاول وأن توقف ركض منافسك أو تعطله حتى لا يصل للمساحة التي يريدها، والتي سيتم لعب الكرة فيها".

وأضاف "عندما كنت لاعبا مراقبا لروبي فاولر لاعب ليفربول، كان ينتظر أن يجدني أنظر للكرة ثم يتحرك، لذا عليك أن تحافظ على ذلك الالتحام الجسدي".

وأكمل "يجب أن يكون هناك قائدا ينظم الدفاع سريعا ويتأكد من يقظة الجميع. الأمر أيضا يتوقف على نظام الدفاع في الكرات الثابتة، هل هو دفاع منطقة أم دفاع رجل لرجل".

واستمر "أظن أن الجمع بين النظامين يعمل بشكل جيد، دفاع منطقة مع وضع اللاعبين الجيدين في الهواء في رقابة أخطر لاعبي الخصم".

وأتم "إذا كانت العرضية ستلعب عكس اتجاه المرمى فعليك بالبعد بالمهاجمين أكثر عن المرمى، أما إذا كانت ستلعب في اتجاه المرمى على المدافع أن يحصل على اللمسة الأولى وأن يبعد الكرة عن المرمى بشكل سريع".

خطأ بسيط، بسيط للغاية، في الدفاع ضد الكرات الثابتة كلف المنتخب نقطة كانت في الإمكان. ولكن هكذا المباريات الكبيرة، تحسم بالتفاصيل الصغيرة.

يعتمد المنتخب الروسي بشكل رئيسي على تلك الكرات العرضية، لذا يجب الحذر.

الحمل البدني، وجاهزية كل أعضاء القائمة

في كأس القارات 2009، بدأنا البطولة بشكل مماثل.

خسرنا من البرازيل بعد أداء رائع بصعوبة بالغة وفي الدقائق الأخيرة أيضا.

حققنا مفاجأة وفزنا على إيطاليا في الجولة الثانية، لكن ضد أمريكا جاءت الكارثة.

جدول مبارياتنا في كأس العالم مشابه، لسنا المرشحين بأي شكل من الأشكال ضد مستضيف البطولة، ولكن كنا كذلك أمام إيطاليا فلم لا؟

أنا من أنصار التفكير في كل مباراة في موعدها، ولكن لابد الآن من التفكير في مباراة السعودية، ألا ينهار الفريق بدنيا بعد معركة قوية مع فريق بدني وقوي ومدعوم بجمهور يريد التأهل إلى الدور الثاني بأي شكل من الأشكال.

هذا التفكير بالتأكيد في ذهن كوبر وجهازه، ولكن علينا المرور من روسيا أولا.

يجب أن يكون كل أعضاء القائمة جاهزين لتعويض أي لاعب يسقط لأي سبب من الأسباب، بدنيا ونفسيا وفنيا.

البعد عن الشبهات

لا أؤمن بنظرية المؤامرة، لكن كم مرة تم مجاملة صاحب الأرض لأغراض تنظيمية؟

على منتخبنا أن يبتعد عن الشبهات، والاستفزازات، حتى لا نجد أنفسنا ضحية لركلة جزاء ظالمة، أو تسلل جائر، أو طرد لا أساس له من الصحة.

يجب ألا نسمح بحدوث تلك المواقف في معظم أوقات المباراة، مع محاولة قتل المباراة مبكرا مع عودة قوتنا الهجومية الأساسية محمد صلاح.

دفاعيا، كنا متماسكين وأرهقنا أوروجواي في خطوطهم، لكن دون خطورة حقيقية.

ضد روسيا، الحسم المبكر واجب. وفي وجود صلاح ستصبح الأمور أسهل هجوميا بكل تأكيد.

وأرجوكم، افعلوا كل ما في وسعكم ولا تجعلونا نتوقف عن الغناء.

لمناقشة الكاتب عبر تويتر