كتب : إسلام مجدي
"لم يكن البكاء على اللبن المسكوب أحد طباعي، أنا أهتم بالتحفيز، هدفي إعادة كان لدوري الدرجة الثانية". باتريس كارتيرون
لم يعرف سوى التحدي حينما كان فتى صغيرا يلعب لفريقه المحلي في مدينة كوت درمور، ظهير أيمن معتدل البنية يمتلك عزيمة وإخلاص لفريقه المحلي هيليون سان ريني.
كشافو سانت بريوك قرروا ضمه، وتسلق السلم بصعوبة حتى وصل للدرجة الثالثة، بعد 10 سنوات في تلك الأندية انضم كارتيرون إلى فريق ستاد لافالوي، وعرض عليه أول عقد احترافي في مسيرته الكروية في بداية موسم 1992-1993.
كان ظهيرا أيمنا متميزا للغاية، ذلك اللاعب الذي يمكنك الاعتماد عليه طيلة الوقت، لكنه لم يكن من ذلك النوع الذي يمكنه الانضمام للمنتخب، امتلك قدرة رائعة على المنافسة بعزيمته.
عقده الاحترافي الأول جاء مع بداية موسم 1992-1993، كانت بداية جيدة للغاية له مع ستاد لافالوي، 26 مباراة في الدوري وسجل هدفين، وحصل على جائزة ناشئ العام في ناديه.
في الموسم التالي بدأ بداية رائعة سجل ثنائية في أول مباراة في الدوري، كان ظهيرا هجوميا وصفته صحيفة "ليكيب" الفرنسية بـ"ظهير يتمتع بقعلية هجومية للغاية، لطالما ساعد فريقه على الفوز وكان ذكيا في الملعب أكثر من أي ظهير عاهدناه".
في دوري الدرجة الفرنسية كان كارتيرون يقدم أداء قويا في كل مباراة، يسبب المشاكل للخصوم، وانتهى به المطاف في سباق عدد من الأندية من الدرجة الأولى على ضمه بعد موسمين في الدرجة الثانية بعدما أصبح أحد نجوم فريقه في لافال.
مع بداية موسم 1994-1995 وقع لفريق ستاد رين على عقد يمتد لـ4 مواسم، وكعادته بدايته كانت جيدة للغاية وأصبح الخيار الأول في مركز الظهير الأيمن.
يتحدث لنا نيكولاس جوتشا صحفي "سو فوت" الفرنسية عن أيام كارتيرون كلاعب :"كان لاعبا متميزا وعلى خلق كبير، لم يكن في مستوى الفريق الأول رغم ذلك، نافس لاعبين مثل أنجلوما ثم تورام وأخيرا سانيول، وبالتالي كان الأمر صعبا".
"تخيل أن تنافس هذه الأسماء الثلاثة، كان لاعبا يمكنك الاعتماد عليه ولا يخذلك مطلقا، لا يهتم أبدا بالمظاهر أو تقديم عروض رائعة لكن لخدمة الفريق".
"كان لاعبا شجاعا للغاية".
هدفه الأول في دوري الدرجة الأولى الفرنسي كان في مباراة لا تنسى لستاد رين حينما فاز فريقه برباعية نظيفة على حساب باريس سان جيرمان، ذلك الفوز ضمن نجاة الفريق من الهبوط.
شخصيته كلاعب كرة قدم كانت قوية للغاية، مشيلي لو مليناير مدربه في رين قال عنه :"لقد كان لاعبا ملتزما وقويا للغاية، اعتمدت عليه فيما يقرب من 34 مباراة تخيل أن هذا كان عامه الأول في دوري الدرجة الأولى وكنا نصارع الهبوط".
لم يكتف باللعب كظهير أيمن فقط، بل أيسر كذلك، قدم أداء ممتازا وكان يمتاز بالسرعة واستخدمها جيدا في مضايقة خصومه.
لتأتي لحظة تألقه الكبرى مع رين في 1996، في الجولة الـ32 من الدوري حينما سجل هدفين ضد بوردو في مباراة انتهت لصالح فريق كارتيرون بنتيجة 4-3، لتستمر أحلام الفريق في التأهل للدوري الأوروبي.
"لطالما أردت تجربة الأشياء الجديدة، أن أضيف شيئا لهجوم الفريق الذي ألعب له، عادة أحاول تدمير كل شيء لدى الخصم دفاعاته وهجومه، علي أن أعمل كثيرا أمام المرمى لكي أصبح أهدأ، يجب أن أستغل ذلك النجاح لتطوير نفسي". كارتيرون عقب المباراة.
يبدو من كلمات كارتيرون جليا أنه ذكي للغاية، شخصية تعرف جيدا كيف يستغل نجاحه، يعرف جيدا ما ينقصه ويحاول أن يعوضه سريعا.
مع تألقه أبدى رغبة ملحة في الرحيل عن صفوف فريقه، كان يرغب في اللعب لمستوى أعلى قليلا، وينافس أكثر، مبدأه كان ثابت :"الطموح والحلم الكبير".
بعد 3 مواسم في رين قرر الرحيل، مع اهتمام من أوليمبك مرسيليا وباريس سان جيرمان وحتى أستون فيلا.
لكنه كان قد قطع وعدا لمرسيليا.
"لطالما استمعت إلى مشاعري، مرسيليا يبدو الخيار الأفضل لي عن موناكو وباريس سان جيرمان، أنا أعرف ذلك الأمر جيدا وسأفوز بمكاني هناك أعرف كيف أتنافس وأشارك كأساسي، أريد تحديا جديدا، إن رحلت عن رين سأبدأ من الصفر مجددا، أحب التحدي، بعد ذلك سأفكر في أن أثبت نفسي".
عقد كارتيرون لم ينته بعد مع رين وتصريحاته أغضبت فريقه بعض الشيء، وبعد عديد من القصص الطويلة انضم إلى ليون بعقد يمتد لـ4 مواسم وبقيمة مليون يورو.
لعب مع ليون 3 مواسم وما يقرب من 84 مباراة، لطالما وصف سلوكه من كافة المدربين الذين عاصروه بأنه "مثال للعمل والإخلاص، حتى جاكي سانتيني الذي لم يعجبه طريقة لعب كارتيرون أثنى على سلوكه".
لسوء حظه أنه رحل قبل عام من بداية نهضة ليون، وانضم إلى عدوه سانت إيتيان، ولسوء الحظ أكثر بدايته لم تكن جيدة، وأجبر على الانضمام إلى سندرلاند وهبط سانت إيتيان، ليعود إلى النادي بطلب من مدربه الجديد فردريك أنطونيتي.
كان قائدا للفريق وارتدى الشارة في 93 مباراة، وأصبح هدافا في كثير من المناسبات، بل وتغنت له جماهير سانت إيتيان، وصفته صحيفة "ليكيب" ذات مرة بـ"اللاعب الذي لا يستسلم قط في الملعب".
أخيرا شارفت رحلته على النهاية مع انضمامه إلى كان في 2005 ولعب كقلب دفاع وليبرو قبل أن يتحول لظهير، وأنهى مسيرته عام 2007 وعمل مديرا تقنيا كان مسؤولا عن التعاقدات في تلك الفترة. وفي آخر مباراة من موسم 2006-2007 أقيل المدرب وتولى تدريب الفريق مؤقتا.
فترته التدريبية في كان لم تكن جيدة على الإطلاق، ولم تدم طويلا وتولى ألبير إيمون مهمة التدريب خلفا له.
أبرز ما قدم في فرنسا كان مع فريق ديجون حينما تسلم المهمة في عام 2009، من هنا انعكست شخصيته كلاعب كرة قدم على ما أصبح عليه كمدرب شاب.
يقول جوتشا :"خبرته الكبيرة كمدرب جاءت مع ديجون، نجح في مساندة الفريق في التأهل لدوري الدرجة الأولى، لكنه فشل في الحفاظ على إرثه في عام 2012".
"يأتي ذلك بسبب مشاكله مع الإدارة، وقرارتها، منذ ذلك الحين غادر فرنسا ولقبناه وقتها بالرحالة، لدينا تلك الحالة هناك مدربون يحبون المغامرة ويذهبون لتولي الفرق الكبيرة بعيدا عوضا عن الفرق الصغيرة في فرنسا، مثل إيرفي رينار وبرونو ميتسو وغيرهم".
"هناك شرط وحيد يضمن نجاح كارتيرون، الاستقرار الإداري، لا يحب تدخل الإدارة بأي شكل في عمله".
"مشكلته الوحيدة هي عدم قدرته على معالجة المشاكل مع الإدارة".
كارتيرون وصفت طريقة لعبه بالهجومية في فرنسا، وكتبت مجلة "سو فوت":"إنه مدرب ذو عقلية هجومية بحت ويعرف كيف يبني الفريق بناء على أفكاره وذلك الأساس ولا يخضع مطلقا لأفكار الإدارة".
المدرب الفرنسي يفضل بناء فريقه حول محور ارتكاز دفاعي وحيد ثم 3 لاعبين خط وسط هجوميين، ويفضل بناء الهجمات السريع ومباغتة خصمه وشله من كافة الجوانب، الأمر ينطبق كذلك على الظهيرين، فهو يفضل اللعب بظهيرين هجوميين.
"كارتيرون مدرب يحب الهجوم كثيرا، ليس دفاعيا بالمعنى المفهوم".
"إن قرر الأشخاص من أي قسم آخر في النادي إزعاجه فستكون الأمور صعبة، إنه بحاجة لإدارة كبيرة تتركه يعمل في سلام".
"لم يكن يوما مدربا دفاعيا، حتى مع مازيمبي كان أداء الفريق متوازنا للغاية، قد نقول إنه واقعي أكثر".
"ليس مثل كلوب أو جوارديولا بهوية اللعب القوية، والتي لن يهجرها مهما حدث".
"إنه مدرب كفؤ ومباشر ويحب العمل مع مجموعة صغيرة من اللاعبين من 20 إلى 21 لاعب".
في ديجون كان يعمل على نظام بدني خاص درسه بنفسه في التدريبات وهدفه الرئيسي كان تجنب الإصابات، وسمح ذلك له أن يستمر طول الموسم بتشكيلته محدودة العدد، لأنه يعتبر :"أنه من الصعب جدا أن يدرب فريقا يحتوي على عدد كبير من البدلاء الذين لا يملكون فرصة للعب". هو لا يحب ذلك مطلقا.
في مالي بعد ديجون عانى كارتيرون من مشاكل مع الاتحاد المالي لكرة القدم، بعدما رفضوا أن يقود الفريق في تصفيات كأس العالم، ليتولى تدريب مازيمبي.
على الرغم من أن عقده مع مالي كان ينتهي في يوليو 2014 إلا أنه في يونيو 2013 انضم إلى مازيمبي، عقده مع الاتحاد المالي نص على تأهله لنصف نهائي كأس الأمم الإفريقية وحصد المركز الثالث، والتأهل لكأس العالم، وبسبب مشاكله مع الاتحاد المالي لم يكمل المهمة.
مع مازيمبي حقق نجاحه الكبير في الفوز بدوري أبطال إفريقيا، ثم قاد الفريق لربع نهائي مونديال الأندية.
كارتيرون تولى المسؤولية مع وادي دجلة في يناير الماضي خلفا لحمادة صدقي. الرجل جاء والنتائج معه تحسنت إذ خسر الفريق 3 مرات فقط في 20 مباراة في الدوري.
بعد تحسن النتائج مع فوزه بلقب دوري الأبطال لفت الأنظار إليه. وانهالت عليه العديد من العروض.
ليقول لـFilGoal.com في وقت سابق "إنه شيء رائع لدجلة ولي لأن فريقا رائعا مثل الزمالك أو الأهلي مهتم بخدماتي. لكن لا أعلم حول المستقبل، في الوقت الحالي أنا مدرب دجلة".
"في بعض الأحيان تعرف أن الأموال ليست مهمة".
وشدد "أعرف أن هناك الكثير من الحديث عني والأموال، لكني رفضت عروضا سعودية أعتقد أن أندية مثل الأهلي والزمالك ووادي دجلة لن يقدموها لي أبدا، لأنها كانت كبيرة جدا للغاية حقا".
لم يستمر كارتيرون طويلا مع دجلة بسبب أزمة سعر الدولار في مصر، ليتولى تدريب النصر السعودي في فترة قصيرة ثم فريق فونيكس ريزينج الأمريكي. ليناديه طموحه وحلمه الذي داعبه منذ فترة "تدريب الأهلي".
المدرب الفرنسي حسبما أوضح وكيله اتفق على كل شيء في 36 ساعة ودفع الشرط الجزائي لناديه الأمريكي من أجل تولي المهمة، ويتبقى له سؤالا وحيدا.. مع الضغط الواقع على الأهلي ومرحلة إعادة البناء الحالية، هل الرحالة الفرنسي قادر على استثمار الحب الذي استُقبل به وأتى به إلى الأهلي بعد 6 أشهر وتحقيق النتائج المرجوة؟ وحده من يجيب على هذا السؤال.
طالع أيضا:
مباشر كونجرس الفيفا – اختيار مستضيف كأس العالم 2026 بعد قليل
قصة تفاعلية.. أستراليا.. سوكروز
مران المنتخب بالفيديو – صلاح يشارك في التدريبات الجماعية "دون كرة".. ومشاركة جبر
لهيطة: حالة صلاح تتحسن كثيرا.. مشاركته ضد أوروجواي لم تحسم بعد
زلزال في إسبانيا.. هل يرحل لوبيتيجي؟