مونديال 2026 – المغرب تتحدى أمريكا.. السياسة والمال يحكمان استضافة 48 منتخبا

ساعات قليلة ويعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عن صاحب شرف تنظيم كأس العالم 2026 والذي سيكون بمشاركة 48 منتخبا للمرة الأولى.

وتقدمت المغرب للمرة الخامسة لتنظيم كأس العالم بعد 1994 و1998 و2006 و2010 لتواجه تنظيم ملف مشترك بين كبار أمريكا الشمالية وهم أمريكا وكندا والمكسيك.

وسيبدأ الاجتماع في حوالي الثامنة صباحا على أن يلقى المنظمين بكلمتهم والمسؤولين أيضا ثم تبدأ عملية التصويت قبل إعلان النتيجة.

ولأول مرة سيتم الاحتكام لأصوات 211 عضوا بالفيفا بدلا من أعضاء لجنة الفيفا فقط لاختيار صاحب شرف تنظيم مونديال 2026.

سياسة

الأمر بات الآن أشبه بالانتخابات.. والانتخابات تعني تدخل السياسة بحسب ما ذكرته (ذا جارديان).

فالمغرب تضغط على الاتحاد الدولي منذ عدة أسابيع لاستبعاد أصوات أربعة دول تخضع لسيطرة أمريكا وهم جوام وبورتوريكو وجزر ساموا الأمريكية وجزء فيرجين الأمريكية وذلك لتضارب المصالح.

ومن بين 211 صوتا يتوقع أن يشارك 205 صوتا في المؤتمر السنوي الذي سيعقد في موسكو بعد استبعاد الأصوات الأربعة مع غياب غانا وكوسوفو اللذان لم يرسلا ممثلين لهما.

ورغم أن "المثلث الهرمي" في الفيفا بما فيهم جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي يفضل الملف المشترك الذي وعد بتحقيق ربح قدره 8.1 مليار جنيه استرليني مقارنة ب4.48 مليار من عرض المغرب لكن هناك معايير أخرى تخص الجغرافيا السياسية وصناع كرة القدم لابد من وضعها في الاعتبار.

بعض المقربين من العرض المشترك صرح لـ(جارديان) أن هناك قلقا من تدخل دونالد ترامب رئيس أمريكا والذي قد يأتي برد فعل عكسي.

ترامب كان قد غرّد عبر حسابه على تويتر: "قدمت أمريكا وكندا والمكسيك عرضا قويا لتنظيم كأس العالم، سيكون عار أن تعارضنا الدول التي ندعمها دائما، فلماذا يجب علينا دعم هذه البلدان طالما لا تدعمنا".

تغريدة ترامب تحمل تهديدا سياسيا لبعض الدول من حلفاء الولايات المتحدة والتي قد تقوم بالتصويت للملف المغربي.

كان هناك توجس من أن أسلوب ترامب العدائي يمكن أن يُنفر الدول من الملف المشترك، لكن هذا القلق قد لا يكون واقعيا خاصة بعد إرسال رئيس أمريكا ثلاث رسائل إلى إنفانتينو ومسؤولي الفيفا بتطمينات في حالة فوز العرض الموحد.

وتعهد ترامب في مراسلاته للفيفا والتي نشرتها (نيويورك تايمز) بأن موقفه المتشدد بشأن التأشيرات لدخول الولايات المتحدة لن يؤثر على زوار البلاد خلال البطولة. واستشهد بتنظيم بلاده للألعاب الأولمبية 1996 و2002 وكأس العالم 1994.

كل هذا لم يجعل الملف المغربي يستسلم.. مسؤولو الملف العربي واثقون من قدرتهم على إقناع بعض الأصوات المترددة.

ويعكف الملف المغربي على مواصلة الضغط في الفنادق والحانات في موسكو وسيحضرون أيضا لمدة 15 دقيقة في كونجرس الفيفا صباح الأربعاء لتقديم نداء أخير من أجل اجتذاب مزيد من الأصوات.

المعسكر الأمريكي

الملف المشترك يثق في حصوله على حوالي 130 صوتا مقابل 75 للمغرب بحسب نيويورك تايمز.

ويثق المعسكر الأمريكي في الحصول على 40 صوتا من الاتحاد الأوروبي رغم أن رئيس الاتحاد الفرنسي قد وجه نداء حميميا إلى زملائه الأوروبيين للتصويت لصالح المغرب.

ولا يقلق الملف المشترك من العلاقات التاريخية بين المغرب وإسبانيا وفرنسا والتي ستؤثر على اختيارهم.

وسيكون هذا التصويت هو الأول للفيفا منذ ثماني سنوات وتحديدا في 2010 عندما اختيرت روسيا وقطر لتنظيم مونديالي 2018 و2022 ثم بدأ الكشف عن سلسلة من الفضائح التي خصت مسؤولين بالفيفا تبعها العديد من قرارات الإيقاف والاعتقالات لكبار المسؤولين.

وبحسب (تايمز) الأمريكية فإن أصوات إنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية ستذهب إلى الملف الأمريكي.

ونشرت تايمز تقريرا يوضح الدول التي أعلنت التزامها بالتصويت للمغرب وللملف الأمريكي وأيضا من لم يعلن موقفه حتى الآن.. وهذه الصورة منه

بعض الأصوات قد يتم التفكير فيها من خلال المال فقط، فبحسب الملف المشترك بين أمريكا وكندا والمكسيك فإن سعر التذكرة سيصل إلى 431 دولار بما في ذلك الإقامة وهو الرقم الأعلى بكثير من روسيا أو البرازيل.

ولا يقلق مسؤولو الملف المشترك من عدم بيع التذاكر. بل يؤكدون أنهم واثقين من قدرتهم على بيع كل التذاكر بسهولة حتى لو كانت التكلفة أكثر.

كيف تقارن بينهما؟

الملف المشترك (أمريكا – المكسيك – كندا)

• حصل على تقييم 4 من 5 من لجنة التفتيش.
• لا حاجة لاستادات جديدة: سيلعب 48 فريقا 80 مباراة في 16 مدينة، 60 في أمريكا و10 في كندا ومثلهم في المكسيك.
• العرض يقول إن كأس العالم سيدر ربحا للفيفا بقيمة 11 مليار دولار.
• متوسط سعر التذكرة 431 دولار.

المغرب

• حصلت على تصنيف 2.7 من 5 من لجنة التفتيش.
• ترميم الاستادات المطابقة للشروط الموجودة حاليا، وبناء خمسة استادات بهياكل مؤقتة.
• وعدت حكومة المغرب باستثمار ما يقرب من 16 مليار دولار معظمها على تحسين البنية التحتية.
• متوسط سعر التذكرة 200 دولار.