كتب : لؤي هشام
منصب الرجل الأول في الإدارة الفنية تم الإعلان عنه، وباتريس كارتيرون بات مدربا للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي.
المدرب بات أول فرنسي يتولى مهمة تدريب الأهلي، وسيقود الأحمر لمدة موسمين دون الاستعانة بجهاز فني أجنبي (طالع التفاصيل).
الأهلي كشف عن 3 أسباب رجحت كفة مدرب وادي دجلة الأسبق وهي صغر سنه - 48 عاما - وتمتعه بالطموح إضافة إلى درايته بالكرة الإفريقية والكرة المصرية.
هذه العوامل بالتأكيد ستساعد المدافع الفرنسي الأسبق في مهمته وستوفر الكثير من الوقت، ولكن هناك بالتأكيد عوامل فنية أخرى وضعته في الواجهة وFilGoal.com يستعرضها معكم.
القدرة الكبيرة على تحسين النتائج
كارتيرون تولى تدريب فرق مالي ومازيمبي ووادي دجلة والنصر السعودي وفينيكس رايزينج الأمريكي قبل القدوم إلى الأهلي، ومع كل هذه الفرق نجح في تحسين النتائج ومستوى الأداء.
مع مازيمبي قاد الفريق الكونغولي للقب دوري أبطال إفريقيا بعدما كان الفريق قد فشل من قبل في الوصول إلى دور المجموعات وساعده على الوصول إلى وصافة كأس الكونفدرالية في أول مواسمه.
إضافة إلى تحقيق لقبي دوري و3 سوبر كونغولي ولقب سوبر إفريقي، وقبلها مع مالي نجح في الوصول إلى نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية قبل الهزيمة أمام نيجيريا ومن ثم التتويج بالمركز الثالث.
مع النصر نجح في ضمان المركز الثالث للفريق والمؤهل إلى دوري أبطال آسيا، أما في وادي دجلة فقد نجح في إحداث طفرة فيما يخص أداء الفريق الذي كان ينافس على الهبوط، ليقوده إلى المنافسة على الوصول للكونفدرالية.
المهمة التي أتى إليها باتريس في مصر كانت ابعاد شبح الهبوط عن دجلة. رحل حمادة صدقي عن دجلة بعد جمع 11 نقطة من 12 مباراة في دوري 2015/2016، وكارتيرون كان أمام مهمة صعبة.
ولكنه قاد دجلة خلال 18 مباراة في كل المسابقات فاز 11 مواجهة وتعادل خمس مرات وهُزم مرتين فقط. ونجح كارتيرون في الارتقاء بفريقه الجديد في جدول ترتيب الدوري بقوة بعدما جمع 35 نقطة من أصل 48 ممكنة محتلا المركز الخامس بفارق نقطة عن الثالث والرابع.
مع فينيكس رايزينج لم يكن الوضع أفضل حالا وكان الفريق يعاني من استقبال العديد من الأهداف، ولكن خلال 39 مباراة حقق الفوز في 20 وخسر 8 مباريات فقط.
ولكن كيف يحقق كارتيرون ذلك؟ العمل الدفاعي أولا
واحدة من أهم مميزات المدرب الفرنسي هي قدرته على تطوير العمل الدفاعي لفريقه، فمع كل الفرق التي دربها كان معدل تعرضه للهزائم قليلا وتسجيله للأهداف أكبر من استقباله لها.
ربما يرجع ذلك إلى كون كارتيرون كان ظهيرا أيمن بالأساس. في فينيكس كانت مشكلة الفريق الرئيسية في تراجع مستوى الدفاع وخاصة في مركز الظهير الأيمن.
في أول مباراة له مع الفريق الأمريكي استقبل ثلاثة أهداف مقابل هدفين، ولكن في أخر 17 مباراة لم يستقبل أكثر من هدفين سوى في مناسبتين فقط.
وخلال مشواره مع وادي دجلة استقبل هدفين فأكثر في 5 مناسبات فقط من أصل 39 مباراة خاضها مع الفريق.
إذا ما هي الخطة التي يعتمد عليها كارتيرون؟
خطة كارتيرون المفضلة دائما هي 4-2-3-1 وبطبيعة الكرة الحديثة فإنه يفضل دعم الأجنحة للأظهرة عند التراجع الدفاعي مع إغلاق المساحات في العمق، ولكن ذلك لا يعني أن أسلوبه دفاعي مثل هيكتور كوبر مثلا. يعتمد باتريس على أسلوب متوازن.
ولكن الفرنسي لا يتمسك بتلك الطريقة فقط، مع فيسينج رايزينج اعتمد على نفس الخطة بجانب 4-3-3 و4-1-4-1 وحتى 4-4-2 و4-3-1-2 رفقة النصر. هناك مرونة كبيرة وفقا لمجريات الأمور.
"أريد أن أغير من سلوك اللاعبين، أريد منهم أن يكونوا تنافسيين في كل أسبوع وليس في بعض الأحيان فقط.. علي تغيير بعض الأمور، لدينا الكثير من الإمكانيات في هذا الفريق والكثير من الخبرة وهناك لاعبين صغار أيضا".
"أنا واثق أننا سنعمل معا كفريق واحد.. في هذه اللحظة نحن نحتاج للعب بكثافة وقوة أكبر، لسنا سريعين بما فيه الكفاية، ويجب أن نصبح أفضل تنظيما في الدفاع".. هكذا تحدث كارتيرون عند توليه مهمة الفريق الأميركي.
وشدد "أحب العمل بالكرة كثيرا، وسوف نتدرب بالكرة كثيرا. أنا واثق من القدرة على تعديل النتائج".
تصريحاته توضح العديد من الملامح التي يعتمد عليها الفرنسي في أداء مهمته والتي قد تتشابه مع دوره المقبل رفقة الأهلي.
للجانب النفسي أهميته عند باتريس
"أرغب من اللاعبين في أن يلعبوا بمتعة، يجب أن يستمتعوا بما يقدموه، هذه هي فلسفتي. إذا حظيوا بالمتعة فسوف يعملوا بشكل أفضل ويتدربوا بشكل أقوى".. يشرح المدرب الفرنسي رؤيته.
فالجانب النفسي والذهني له أهميته الكبيرة عند كارتيرون، وقدرته على رفع الروح المعنوية للاعبيه وإخراج أفضل ما فيهم كانت بصمته واضحة مع جميع الفرق التي دربها.
يقول محمود علاء مدافع نادي الزمالك والذي عمل مع كارتيرون خلال فترة وادي داجلة في وقت سابق لـFilGoal.com: "عندما جاء كارتيرون كانت الأمور صعبة للغاية لكنه تعامل معنا نفسيا وفنيا بطريقة رائعة وأعاد لنا ثقتنا في أنفسنا".
"بعد الفوز على الداخلية في أول مباراة له قال لنا نحن مازلنا في بداية الدوري وسنقوم ببناء طموح جديد لأنفسنا حتى نهاية الموسم".
وتابع لاعب حرس الحدود الأسبق "ومن هنا كانت البداية فقد انتصرنا على الإسماعيلي في ملعبه وتعادلنا مع اتحاد الشرطة وفزنا على الاتحاد السكندري والتعادل مع الزمالك ثم التغلب على طلائع الجيش، كل ذلك حول الأمور للأفضل".
ولكن أثناء تلك النتائج الإيجابية سقط دجلة أمام إنبي بثلاثة أهداف لهدفين لتكون تلك المباراة هي الهزيمة الأولى للفريق تحت قيادة كارتيرون. فكيف تعامل المدرب الفرنسي مع ذلك الأمر؟
يجيب محمود علاء مجددا "قال لنا ما حدث أمر طبيعي للغاية أهم شيء هو التركيز على إكمال ما بدأناه سويا، وهذا أثر فينا كثيرا وجعلنا نحقق نتائج جيدة للغاية".
وحدث ذلك الأمر بالفعل فبعد الهزيمة أمام إنبي تعادل دجلة مع غزل المحلة بهدف لمثله قبل أن يحقق أربعة انتصارات متتالية على حساب بتروجيت وإنبي - في الدور الثاني- واتحاد الشرطة ومصر المقاصة.
إذا كارتيرون يجيد رفع الضغوط من على كاهل لاعبيه.
ليس ذلك فقط بل يساعدهم على خلق طموحات جديدة وتحفيزهم بالطريقة الأمثل.
يقول محمود علاء: "كارتيرون دائما ما تحدث معنا عن كيف حقق دوري أبطال إفريقيا مع مازيمبي وكيف أن المشاركة في البطولات الإفريقية سيكون لها تأثير إيجابي علينا".
وأوضح مدافع الزمالك "هو مدرب يتميز بالذكاء ودائما ما يعطينا الثقة والطمأنينة ويذكرنا بأننا يمكننا تحقيق أشياء رائعة للفريق ولأنفسنا".
مع مازيمبي صرح كارتيرون ذات مرة "طالما أننا نمتلك الجودة فإننا نعرف أننا سنسجل في أي وقت، وهذا ما نفعله".. هذا يوضح كم الثقة الكبيرة التي يرزعها الفرنسي في لاعبيه.
خلق الطموحات ورفع الضغوط ليسا الميزة الوحيدة لكارتيرون، الفرنسي يعتقد أنه قادر على التعامل مع كلا من اللاعبين الدوليين واللاعبين الصاعدين هذا بجانب البدلاء.
ويقول كارتيرون لـFilGoal.com: "الكل يعرف إنني أحب لاعبي فريقي وأعرف كيف أتعامل مع اللاعبين الدوليين وكيف يتعافون بطريقة مثالية وكيف أقوم بتحفيزهم وكيف أساعد الناشئين".
وأردف "أنا أعتبر نفسي مدربا صغيرا فلم يتجاوز عمري الـ47 لكنني أملك خبرة 10 سنوات في التدريب حققت فيها النجاح في كل مكان ذهبت إليه ووادي دجلة خير مثال على ذلك".
أما لاعبه السابق في دجلة دودي الجباس فيوضح في وقت سابق لـFilGoal.com: "كارتيرون يعطي الثقة لكل اللاعبين ما يجعل حتى البدلاء يقدمون مباريات مميزة عندما يشاركون".
"إن أتيحت لي فرصة التواجد في الأهلي سأضحي بحياتي ليفوز بدوري الأبطال حتى تسعد الجماهير، هذا أمر هام لي فمن المهم أن يكون الجميع فخورا بالأهلي مرة أخرى".. باتريس كارتيرون.
طالع أيضا.. (كارتيرون مع دجلة.. من شبح الهبوط إلى المنافسة على المقاعد الإفريقية)