تحليل في المونديال - الأرجنتين.. بين الظهير الوهمي والكرات الثابتة وفكرة منقوصة
الثلاثاء، 12 يونيو 2018 - 11:06
كتب : محمود سليم
حينما تولى خورخي سامباولي مسئولية القيادة الفنية لمنتخب الأرجنتين قرر الاعتماد على طريقة لعب 3-4-3 أو أحيانا 3-5-2 بمختلف مشتقاتهما الهجومية حيث تتحول الأولى هجوميا إلى 3-2-5 والثانية إلى 3-1-4-2 بكثافة هجومية كبيرة مع الاعتماد على ثلاثي خلفي يوفر له الأمان دفاعيا.
واستمر المدير الفني الأرجنتيني بتلك الطريقة لفترة حتى جاءت الهزيمة أمام نيجيريا برباعية قابل هدفين والاستعداد لمواجهتي إيطاليا وإسبانيا وفي ظل اعتمادهما على ثلاثي في الهجوم قرر العودة لرباعي الدفاع من جديد واستمر به حتى آخر مباريات استعداده أمام هاييتي.
من الصعب التنبؤ بالتشكيل المتوقع للمدير الفني الذي أجرى العديد من التجارب خلال المباريات الودية ولكن الأقرب في حراسة المرمى هو الحارس ويلفريد كاباييرو أمامه رباعي دفاعي هم جابريل ميركادو ظهير أيمن ونيكولاس أوتاميندي وفردريكو فازيو (ماركوس روخو) قلبا دفاع وونيكولاس تاليافيكو ظهير أيسر.
لاعب ارتكاز مدافع هو خافيير ماسكيرانو ويسانده ثنائي جيوفاني لوسيلسو ولوكاس بيليا أو إضافة جناح أيمن والاكتفاء بهذا الثنائي في الارتكاز، وعلى الجانب الأيسر أنخل دي ماريا وليونيل ميسي كلاعب حر وفي الهجوم جونزالو إيجوايين (على الورق الطريقة تعتبر 4-3-3 ولكنها تظهر في الحالة الدفاعية 4-4-2 بتحول أحد ثلاثي الوسط لجناح أيمن ليبقى ميسي في الأمام دون دور دفاعي).
بناء اللعب:
أفكار كثيرة خلال عملية بناء اللعب يعتمدها سامباولي مع فريقه أبرزها الاعتماد على تحركات الظهيرين وخاصة الأيسر التي تشبه قليلا فكرة الظهير الوهمي الذي يتحول لارتكاز مساند.
ويعد الهدف الرئيسي من هذا التحرك هو تفريغ المساحات وخلق زوايا تمرير للاعب الجناح ليتسلم الكرة في موقف 1ضد 1.
لاحظ تحرك الظهير الأيمن للعمق خلق المساحة لتسلم الجناح للكرة.
نفس الفكرة.
وهو الأمر ذاته على الجانب الأيسر.
حالة أخرى نجحوا بها في خلق فرصة تهديف للظهير داخل منطقة الجزاء.
وهذه حالات متكررة أخرى.
ومع هذه الفكرة ظهر كذلك الاعتماد على المهاجم إيجوايين في عملية التحرك للخلف بين الخطوط كثيرا من أجل استدراج أحد قلبي دفاع الخصم خارج مكانه وفي حالة عدم تقدمه يصبح جونزالو بلا رقابة بين الخطوط ليتسلم تمريرات زملائه.
لاحظ الحالات التالية.
كما اتضح الاعتماد في بعض الأحيان على التمريرات الطولية خلف دفاع الخصم وخاصة المساحات خلف الظهير.
وعند إحكام المنافس للضغط واقترابه من استخلاص الكرة يبدأ الفريق في إعادة البناء من الخلف من جديد بالعودة بالكرة لحارس المرمى من منتصف الملعب أحيانا كثيرة ومحاولة إعادة الانتشار وتوسيع الملعب وبالتالي توسيع خطوط الخصم وإيجاد المساحات، لاحظ الحالة التالية عودة لكاباييرو الذي يمرر لبيليا.
إيسكو على اليسار يغلق زوايا التمرير للظهير ويقترب من أوتاميندي قلب الدفاع للضغط عليه عند تمرير الكرة.
الحل جاء سريعا بتحرك الظهير للعمق قليلا فتحرك معه إيسكو ليمرر بيليا كرته إلى أوتاميندي.
ليعود باستوس من جديد للخط ومعه إيسكو ويمررها أوتا في الاتجاه المعاكس للجناح الذي تحرك للعمق.
ليعكس وجهة اللعب للجانب الآخر وتنتهي الهجمة بتصويبة ضعيفة.
الكرات الثابتة:
أحد أهم وأخطر أسلحة المنتخب الأرجنتيني مع سامباولي في ظل اعتماده الدائم على عمل (screen) لمدافعي الخصم بأشكال مختلفة، لاحظ هذه الحالة ثنائي يقف في التسلل فقط لمنع وإعاقة حركة مدافعي المنافس.
وهنا لاعب يحتجز أول مدافعي إسبانيا في الزاوية القريبة وهي الأخطر دائما ليصبح ثنائي من زملائه دون تواجد دفاعي أمامهما.
وهذه الحالة أوتاميندي ينطلق على القائم القريب وروخو يمنع دفاع إسبانيا من مواجهته.
الضغط والفكرة المنقوصة:
سامباولي من المدربين أصحاب فلسفة الاستحواذ والضغط العالي في كرة القدم، لذلك ستجده في ركلات المرمى للمنافس يضغط بكل قوة من أمام منطقة الجزاء بل وعند محاولة الخصم خلق التفوق العددي يقدم أحد ثنائي قلب الدفاع لمناطق منتصف وسط ملعب المنافس لإفساد تلك العملية.
لاحظ هذه الحالة روخو تقدم للضغط على اللاعب بين الخطوط.
وبالفعل نجح في استخلاص الكرة لفريقه.
لاحظ الضغط العالي في ركلة المرمى تلك والنجاح في الاستخلاص.
ولكن تبدأ الأزمة عند التراجع للثلث الأوسط وانتهاج الضغط المتوسط، ففي مواجهة إيطاليا كان التركيز على منع جورجينيو لاعب الوسط من استلام الكرة برقابته عن طريق لو سيلسو وكذلك منع بونوتشي المميز في عملية البناء برقابة من إيجوايين ويتم ترك قلب الدفاع الآخر روجاني دون ضغط.
لاحظ في الحالات السابقة خط دفاع عالي للأرجنتين ولاعب يتحرك دائما من إيطاليا خلفه ولكن حامل الكرة غير مميز بالرؤية الجيدة والتمريرات الطولية ليرسلها له.
ومع امتلاك لاعبين آخرين للكرة ودون ضغط يصبح الأمر كارثيا على دفاع الأرجنتين.
في مواجهة إسبانيا.
كما تعد التمريرات الخاطئة خاصة في ثلثي الوسط والدفاع للأرجنتين سلاحا هاما للغاية لمنافسيهم في ظل إصرار سامباولي على عملية البناء والتدرج بالكرة من الخلف ومع جودة اللاعبين الأقل وفترات العمل القليلة لهم معه يصبح الأمر أكثر صعوبة خاصة أمام المنتخبات التي تجيد الضغط العالي.
طالع أيضا:
تحليل في المونديال – فرنسا.. هجوم كاسح وأسلوب دفاعي مختلف
تحليل في المونديال – إسبانيا.. أفكار هجومية غزيرة وثغرات دفاعية قاتلة
تحليل في المونديال – البرتغال.. كيف تختلف عملية الاختراق في الجانب الأيمن عن الأيسر
تحليل في المونديال - ألمانيا.. بين الظهير المهاجم وقلب الدفاع صانع اللعب