الوجه الآخر للمونديال.. الحكومة الروسية "تنظف" الشوارع من المشردين
السبت، 09 يونيو 2018 - 00:29
كتب : زكي السعيد
في الملاعب تُركَل الكرات وتُسجَل الأهداف، وخلف الشاشات تجلس الجماهير بكثير من الحماس والمشاعر؛ أما الشوارع، فيتم إخلائها من المشردين الذين لطالما اعتبروها منازلهم.
صحيفة "موسكوفسكي كومسومولتس" الروسية التي تصدر في العاصمة موسكو، نشرت تقريرا عن حملة "تنظيف" شوارع البلاد من المشردين، أيام قبل انطلاق منافسات كأس العالم 2018.
الصحيفة ذكرت أن المشردين تلقوا تحذيرات من الحكومة بضرورة إخلاء الشوارع، وإن لم يقوموا بالإخلاء طواعية، فسيتم إرسالهم عنوة إلى معسكرات جماعية خلال البطولة.
ونقلت الصحيفة تصريحا على لسان شرطي مجهول، ذكر فيه أن المشردين "سيتم إجلائهم بعيدا عن موسكو، بواسطة حافلات مخصصة لذلك".
"سنفعل ذلك مستخدمين الكلمات أو الهراوات".
وقال مراسل الصحيفة أن المشردين "يتوقعون بشكل يومي أن يتم شحنهم في أي لحظة وإرسالهم بعيدا في حافلات سرية".
المشردون في مدينة كازان تم نفيهم إلى نابرجني تشيلني، والمتواجدون في إكاترينبورج تم ترحيلهم إلى تشيليابينسك وفقا لما نقلته الصحيفة الصادرة في موسكو.
التقارير تشير إلى إزالة عديد المشردين من أمام محطات القطار في العاصمة موسكو، وهي المناطق التي يتمركزون فيها انتظارا للمساعدات والإعانات بواسطة المنظمات الخيرية.
كما نقلت الصحيفة تصريحا على لسان إحدى المشردات: "لقد بدأوا عملية التطهير بالفعل، 4 حافلات غادرت محطات قطار بافلتسكي وكازانسكي. يفعلون ذلك ذلك في لمح البصر، يأتون خلال الليل في حضور عدد قليل من الشهود، ويقومون بتكديس الناس. بالطبع يرفض الجميع الرحيل، ولذا يجبرونهم على ذلك مستعملين العنف. لا يمكنك الرفض أمام هؤلاء الأشخاص".
فيما ذكر مشرد آخر أن معسكرات الجيش المهجورة ستُستعمَل لاحتضان هؤلاء المشردين خلال فترة كأس العالم، وبعدها سيعود الوضع إلى صورته الأولى.
مشهد "الخروج" الجماعي هذا تكرر في موسكو مسبقا، قبل انطلاق دورة الألعاب الأوليمبية 1980، وعلى ما يبدو، فإن كل حدث رياضي كبير يتم تنظيمه، سيضطر بعض المعوزين إلى دفع فاتورة باهظة.