مدن المونديال – سوتشي.. عاصمة صيف روسيا التي خرجت منها شارابوفا

إن كانت معلوماتك عن مدينة سوتشي هي استضافتها للأولمبياد الشتوية في 2014، فإن ذلك لا يعبر عن المدينة بشكل كامل. سوتشي بالأساس مدينة صيفية.

"مدن المونديال" هي سلسلة يقدمها FilGoal.com بمناسبة كأس العالم 2018، ونستعرض فيها 11 مدينة ستتشرف بتنظيم النسخة رقم 21 من المونديال، والحلقة الثانية مع مدينة سوتشي، من هنا خرجت إحدى أعظم الرياضيات الروس، ماريا شارابوفا.

اقرأ أيضا - كازان.. عاصمة الرياضة الروسية

عكس معظم المدن الروسية، أجواء سوتشي معتدلة للغاية.

بين سلسلة جبلية والبحر الأسود، لم يكتشف سكان الأراضي الروسية وجود مدينة يقطنها سكان أبخازيا الصغرى سوى في عام 1830، عندما أمر البارون فيدور بتحريك بعثة للبحث فيما وراء الجبال التي تفصل الأراضي الروسية عن شريط سوتشي الساحلي.

سميت المدينة أولا باسم داخوفسكي، قبل أن يصبح اسمها سوتشي في 1896 وتكتسب صفة المدينة في 1917 بعد سنوات قليلة من إنشاء أول منتجع صيفي في المدينة التي تمتلئ بالأنهار التي تصب في البحر الأسود.

المدينة كانت المفضلة للقائد الشيوعي جوزيف ستالين وشهد عصره (بين العشرينيات والخمسينيات في القرن الماضي) ثورة إنشائية في سوتشي، منها واحدة من أهم المعالم الخاصة بأحد الآباء للمذهب الشيوعي، تمثال ستالين ومنزله الصيفي على ساحل البحر الأسود.

المدينة تمتاز بمعالمها الرائعة مثل الكنائس الأرثوذكسية، متأثرة بوجود 20% من سكانها من الأقلية الأرمنية في روسيا.

استاد فيشت الأوليمبي.. صالة مغطاة تحول لملعب كرة قدم

ما يهمنا هنا هو كرة القدم، ملعب فيشت الأوليمبي الذي تم إنشاءه لاستضافة الألعاب الشتوية في 2014 تم إنشاءه كصالة مغطاة قبل أن يتم تحويله لملعب مكشوف يحتمل 40 ألف متفرج.

الملعب الذي تكلف إنشاءه ما يقارب الربع مليار دولار موجود في المدينة التي تم إنشائها خصيصا لاستضافة الأولمبياد الشتوي على أطراف سوتشي، قبل أن يتم استثمار 46 مليون دولار جديدة لتحويله لملعب مكشوف يستضيف مباريات المونديال.

واستضاف الملعب 4 مباريات في كأس القارات 2017، ويستضيف 6 مباريات في كأس العالم تجمع بين البرتغال وإسبانيا، بلجيكا وبنما، ألمانيا والسويد، أستراليا وبيرو، بجانب مباراة في دور الـ16 بين متصدر المجموعة الأولى ووصيف الثانية، ومباراة في ربع النهائي.

الأولمبياد الشتوية

في 2014، استطاعت سوتشي التغلب على بيونج تشانج الكورية وسالزبرج النمساوية لاستضافة الأولمبياد الشتوية ودورة الألعاب الباراليمبية في نفس العام.

ورغم التحديات الخطيرة التي واجهت الدورتين، منها القانون الروسي الذي يمنع بث مواد تحث على المثلية الجنسية والقلق من المسلحين، ولكن الدورتين مروا بسلام.

لم تنج الدورتين من اتهامات بالفساد حيث تضخمت قيمة الإنشاءات من 12 مليار دولار إلى 51 مليار دولار، أكثر بـ6 مليار دولار مما دفعته الصين لاستضافة أولمبياد بكين في 2008.

سياسيون روس عزوا ذلك الارتفاع للعلاقات بين شركات الإنشاءات والحكومة الروسية، ووجود عمولات للطرفين.

من هنا أتت شارابوفا

لم تولد ماريا شارابوفا في سوتشي، لكنها خريجة إحدى مدارس التنس المنتشرة في سوتشي حتى سن السابعة عندما رحلت للحياة في فلوريدا الأمريكية.

المدينة كذلك تحتضن الكثير من أكاديميات تعليم الرياضة، ومركز دائم لمعسكرات المنتخبات الروسية لجوها المعتدل.

ومن سوتشي خرج العالم الشهير في مجال التصوير التجسيمي يوري دينسيوك، والمغنية إيرينيا جريبولينا، وأسطورة التنس الروسية يفني كافيلنيكوف، ولاعب الكرة الشهير والمدرب الحالي إيجور ليدياكوف، والممثلة بهلويود إيلينا ساتين.