كتب : محمد البنا
"لا انفصال بين كرة القدم والوطن دائما" هكذا قالها الكاتب الأوروجويائي إدواردو جاليانو في كتابه (كرة القدم بين الشمس والظل).
لم يكن المصريون على معرفة بكرة القدم قبل الاحتلال البريطاني في 1882، والتي عرفها المواطن البسيط بسبب نزول قوات الجيش الإنجليزي إلى أرض الكنانة يحملون كرات إلى جانب أسلحتهم.
وبعد أن شاهد شباب مصر جنود الاحتلال يمارسون اللعبة في مكان استاد الإسكندرية الحالي والتي وجدوا فيها إثارة جديدة من نوعها يرونها لأول مرة، انتقلت إلى شوارع القاهرة ومدن القناة حيث تتركز قوات الاحتلال.
--
في مواطن كثيرة نستمع إلى مصطلح "كرة القدم أفيون الشعوب" خاصة عندما نقترب من خوض نهائيات كأس العالم لأول مرة منذ 1990.. 28 عاما كاملة، جيل كامل لم يشاهد منتخب بلاده يخوض البطولة الأهم.
هل سمعت من قبل عن هرمون "الدوبامين"؟ باختصار هو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة والحافز والإقبال على الحياة.. والذي يؤثر فيه إفرازه بشكل غير طبيعي تعاطي الأفيون.
يقول دكتور ريتشارد شوستر الطبيب النفسي: "عندما يفوز فريقك أو يلعب بشكل جيد، يبدأ دماغك بإفراز الدوبامين بالمخ، وهو يشارك بشكل مباشر في تنظيم مراكز الحوافز والمرح في المخ".
العلاقة واضحة بين كرة القدم..الدوبامين.. وأيضا الأفيون!
تلك السعادة تتحول إلى دوافع الإقبال على الحياة والعمل والإنتاجية.. ولا ننسى شوارع مصر التي امتلأت بالصرخات والدموع والفرحة والصرخات والبكاء عندما سدد محمد صلاح ركلة الجزاء التي صعدت بنا إلى كأس العالم روسيا 2018.
لكن تظل المقولة قائمة.. ربما كرة القدم هي الأفيون الأرخص ثمنا للمواطن المصري.
تذوق الشعب المصري كرة القدم حتى أدمنها، صنع أساطيره بنفسه وقام بتسطير تاريخه عبر عقود الزمان..
وبطابع عشق الشعب المصري لكرة القدم منذ أن أدخلها الاحتلال الإنجليزي، كانت البصمة المصرية من محمد زكي باشا في 1882 وزير المعارف بإدخال الألعاب الرياضية ومن ضمنها كرة القدم في مناهج المدارس المصرية. فكان هذا قرارا مؤثرا في تطور اللعبة في البلاد.
تشكلت الفرق في المدارس وانفجرت اللعبة في ربوع مصر وأحيائها، وفي عام 1895 ظهر حدث هام في تاريخ الكرة عندما شهدت ميادين القاهرة أول فريق مصري يخرج بنشاط الكرة من عصبية الأحياء إلى الوطنية بقيادة محمد أفندي ناشد الذي لعب باسم مصر مع فرق الجيش البريطاني، وكان الفريق يضم أحمد رفعت ومحمد خيري وإخوان جبريل
تطورت اللعبة على مدار السنوات وأُنشيء الاتحاد المصري لكرة القدم في 1921 وانضم للاتحاد الدولي بعد عامين ليصبح الأول عربيا وإفريقيا.
فكان منطقيا أن تصل مصر إلى العالمية من خلال كأس العالم 1934 في إيطاليا، وقتها أقيم بمشاركة 16 منتخبا من بينهم الفراعنة.. المنتخب الأول الذي يشارك من خارج أوروبا والأمريكتين.
ووقعت مصر في مواجهة ضد المجر.. ورغم تقدم المجر بهدفين نظيفين في الدقيقتين 11 و27 سجلهما تيلكي وتولدي إلا أن عبد الرحمن فوزي نجح في تسجيل هدفين خلال ثماني دقائق بداية من الدقيقة 31 ثم 39. ليظل حتى الآن هو هداف مصر في كأس العالم.
لكن فرحة المصريين لم تكتمل بعد أن سجل فينسيتشي الهدف الثالث في الدقيقة 53 ثم أكد تولدي تفوق المجر بهدف رابع في الدقيقة 61.
ظهور نادر
ظلت مصر بين رفضها المشاركة لأسباب سياسية في بطولات كأس العالم وبين الفشل في التأهل للمونديال حتى كأس العالم 1990.
صعدت مصر على حساب الجزائر لتشارك في المونديال.. ربما هو المُصور ويعتبره كثيرون المشاركة الوحيدة للفراعنة لأن مونديال 1934 لم يكن مُصورا.
لعبت مصر ثلاث مباريات، ووُصف حينها الأداء المصري بـ"المُمل" خاصة في مواجهة أيرلندا وإنجلترا.. لكن هدف مجدي عبد الغني من ركلة جزاء كان هو صرخة الفرحة الوحيدة، رغم الخروج من الدور الأول في إيطاليا.
لكن "عدالة السماء عندما هبطت في استاد باليرمو" جعلت استقبال الفراعنة في القاهرة كاستقبال الكبار.
كيف تأهلت؟
من المفترض أن تكون هذه السطور لشرح كيف تأهل منتخب مصر إلى روسيا 2018.. لكن بالتأكيد لا يوجد من يقرأها لم يشاهد صعود الفراعنة الملحمي والسيناريو الدرامي الذي حدث في الجولة الأخيرة.
ربما لعبت نتائج المنافسين غانا وأوغندا دورا في التأهل، لكن لم يكن هناك طريقة أفضل من الشعور بحلاوة الصعود لكأس العالم سوى هذه اللقطة.
نجوم المنتخب
محمد صلاح
يعول منتخب مصر على نجمه الأول محمد صلاح الذي يعاني من إصابة تعرض لها في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد في كتفه الأيسر.
صلاح المتألق مع ليفربول بتسجيله 44 هدفا في 52 مباراة وصناعة 16 آخرين، هو أيضا هداف الفراعنة الحالي برصيد 33 هدفا في 57 مباراة.
ويأمل الجمهور المصري.. ومعه FilGoal.com في تعافي النجم الأول سريعا قبل انطلاق كأس العالم.
تريزيجيه
محمود حسن "تريزيجيه" لاعب قاسم باشا التركي قدم موسما مبهرا مع فريقه وبات مطمعا لفرق إنجليزية وتركية.. لكن لم يحسم أمره بعد.
تريزيجيه جناح المنتخب الطائر وصاحب لقطة الحصول على ركلة الجزاء التي أهلت الفراعنة.
نجح النجم صاحب السرعة المميزة في تسجيل 16 هدفا خلال 33 مباراة وصناعة ثمانية أهداف بقميص قاسم باشا الموسم المنقضي.
وعلى صعيد المنتخب لا يملك تريزيجيه سجلا تهديفيا لكنه يظل صاحب بصمة هجومية واضحة.
حجازي
أحد عناصر هيكتور كوبر المدير الفني الأساسية.. لا بديل عنه في دفاع الفراعنة وكان عنصرا أساسيا في وست بروميتش الموسم المنقضي.
كوبر.. الدفاعي
ربما هو الرجل الأكثر تعرضا للانتقاد من الجمهور المصري في الأونة الأخيرة خاصة بعد نتائج المباريات الودية استعدادا لكأس العالم بسبب طريقته الدفاعية.
كوبر المعروف عنه منذ أوائل القرن الجاري عندما كان مدربا لإنتر وقبله فالنسيا بأنه مدرب دفاعي، حافظ على أفكاره منذ قيادة الفراعنة في 2015.
وصل مع منتخب مصر إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية أمام الكاميرون 2017. وقاد الفراعنة للمونديال للمرة الأولى بعد 28 عاما.
يعتمد كوبر على طريقة دفاعية بحتة بتكتل رغم أنها على الورق 4-2-3-1 لكن في الملعب يتراجع الجناحين وصانع الألعاب وأيضا المهاجم خلف الكرة كثيرا والتمركز أمام المناطق الدفاعية.
توقع مشوار المنتخب
سيبدأ منتخبنا بمواجهة أوروجواي في اللقاء الأول.. ثم يلعب ضد روسيا البلد المنظم قبل مواجهة السعودية الختامية.
وفقا للتوقعات فإن تحقيق نتيجة إيجابية أمام روسيا ستكون هي مفتاح الصعود إلى الدور التالي، وحبذا لو كانت النقاط الثلاثة في الجولتين الأخيرتين لمرافقة أوروجواي المرشح الأول للصعود.
ومع الوصافة في المجموعة الأولى تواجه مصر متصدر المجموعة الثانية الذي يترشح له منتخب إسبانيا.. وهي فرصة جيدة أمام صلاح والمصريين لمواجهة سيرجيو راموس.. فهل تتحقق طموحات الملايين؟
تعرف على منتخبات المجموعة الأولى
تعرف على منتخبات المجموعة الثانية
تعرف على منتخبات المجموعة الثالثة
تعرف على منتخبات المجموعة الرابعة
تعرف على منتخبات المجموعة الخامسة
تعرف على منتخبات المجموعة السادسة
تعرف على منتخبات المجموعة السابعة
تعرف على منتخبات المجموعة الثامنة
اقرأ أيضا:
تصنيف فيفا - مصر تتقدم مركزا واحدا.. وأوروجواي ترتقي 3 مراكز قبل المونديال
نائب رئيس الكاف متورط في فضيحة رشاوى تضمه و66 حكما في غانا
سعد سمير يسبق بعثة المنتخب إلى جروزني
الأخطاء الفردية والتلعثم الهجومي في ملامح خسارة مصر الثلاثية أمام بلجيكا
مصدر في الزمالك لـ في الجول: مفاوضات متقدمة مع الدفاع الجديدي لضم أحداد.. وترحيب اللاعب