هؤلاء قاتلوا لتمثيل أمة كروية عظيمة في كأس العالم
الثلاثاء، 05 يونيو 2018 - 14:37
كتب : أحمد العريان
المال والشهرة والحظ الكبير. ربما تلك هي النظرة التي ينظر بها المشجع إلى لاعب كرة القدم، لكن خلف تلك المميزات يوجد التضحيات الكبيرة.
أعلن هيكتور كوبر قائمة منتخب مصر النهائيات لكأس العالم. قائمة لم تخلو من المفاجآت وكالعادة لم تلق إجماعا كبيرا.
البعض غادر المعسكر خائب الأمل مع ضياع مجهوده لسنتين كي يتواجد في تلك القائمة، لكن قتال من حضروا في النهاية هو وحده ما أوجدهم هنا وليس شيء آخر.
عصام الحضري
السد العالي يتحدى الزمن ولم يفقد أمل حياته يوما.. حتى أصبح على بعد 10 أيام من التحقق.
قبل 9 أعوام حين سكنت قذيفة عنتر يحيى شباكه، خرج صاحب الـ36 عاما باكيا والجميع متأكد أنه فقد فرصته الأخيرة في التواجد بين كبار المونديال.
ووقتما خرج الحضري من حسابات بوب برادلي في تصفيات كأس العالم 2014 كان ذلك طبيعيا للجمهور مع حارس بلغ من عمره الـ41، لكن الحضري وحده لم يقفد الأمل.
ما أن أعلن هيكتور كوبر عودة الحضري للقائمة قبل كأس الأمم الإفريقية 2017، حتى وأكد الحضري "مستعد لخدمة المنتخب الوطني حتى كحامل للحقائب".
الحضري واصل قتاله. مع نفسه أولا ومع الزمن، وحين أتت الفرصة لم يفرط بها أبدا، فحرس العرين في أمم إفريقيا وقاد المنتخب للنهائي بتصدياته الحاسمة.
في التصفيات أكمل المشوار، وأخيرا تحقق الحلم للتواجد في كأس العالم التي طالما حلم بها، وطالما فشل في بلوغها على مدار 20 عاما ارتدى فيهم قميص المنتخب الأول.
أيمن أشرف
قبل عام وتسعة أشهر كان لاعبا مطرودا من الأهلي يحاول إعادة إحياء مسيرته.
وفي الوقت الذي يحاول إثبات نفسه مع سموحة، يصاب بالصدمة الكبرى. حادث مريع يودي بحياة والدته وشقيقته. الحديث هنا عن أيمن أشرف.
نجمنا لفظ الغبار عن رأسه وتناسى أحزانه. أدرك أن كرة القدم هي فقط ما تبقى له، فأخلص لها.
من سموحة إلى الأهلي، والظهير الأيسر عليه أن يحول مركزه إلى قلب دفاع، لكن لا بأس.
واصل قتاله وأصبح دفاع الأهلي في مأمن بحضوره، فانضم إلى منتخب مصر والجميع يظن أن تواجده مؤقت وسيخرج في النهاية.
حين شارك تألق، بل وسجل أيضا في شباك الكويت، فحجز لنفسه مكانا مع الفراعنة إلى روسيا.
شيكابالا
حدوتة زملكاوية لم ولن تنتهي. مع مرور الزمن يسرقه الوقت وهو من لم يحقق الإنجازات بالقدر الذي يتوافق مع ما يملك من إمكانيات.
في بيته الزمالك لم يلق الراحة النفسية، فخرج مضطرا صوب السعودية، ليجد نفسه أخيرا بعد أن تعدى الثلاثين من عمره.
خبر عودة شيكابالا لمنتخب مصر في مباراة غانا بنهاية تصفيات كأس العالم أسعد الجميع. كل من يعشق كرة القدم يسعد برؤية نجم ظلمته الكرة أحيانا، وها هي تبتسم له مرة أخرى.
شيكابالا واصل القتال. استغل الفرصة وسجل هدفا لمصر، وأوصل إلى كوبر الرسالة "نعم أنا جاهز وعند حسن الظن، لن أخيب ظنك بي".
الفهد الأسمر كما لقبوه تواجد في القائمة، وسيكون حاضرا مع منتخب مصر في نهائيات كأس العالم. لعله تعويض بسيط عما فقده في سنوات مع كرة القدم.
مروان محسن
بعد رحلة احتراف فاشلة في البرتغال، عاد مروان محسن إلى مصر عبر بوابة الإسماعيلي. تألق وأعاد اكتشاف نفسه، فكان الطريق للانتقال إلى الأهلي.
وفي وقت أوج عطائه وانضمامه إلى منتخب مصر، وفي سبيل خدمة قميص بلاده، تعرض للإصابة القوية بقطع في الرباط الصليبي خلال كأس الأمم الإفريقية 2017.
البعض يعود من تلك الإصابة بعد 6 أشهر، لكن غياب مروان استمر نحو عام كامل.
رغم الغياب الطويل عاد مروان، ولم يكتف بالعودة لركل الكرة وحسب، فأثبت بمجهوده أن مازال باستطاعته خدمة بلاده.
مروان واصل قتاله. وفي النهاية أثبت أنه الأفضل بين المتاحين، فكان بين قائمة الشرف.
هيكتور كوبر كان وفيا أيضا لمن أصيب من أجله، فقال على لسان أسامة نبيه مساعده قبل أشهر "مروان محسن أول من ضمن مكانه في قائمة المنتخب بكأس العالم".
_ _ _
هؤولاء يمثلون نموذجا لتضحيات وقتال لاعبي الكرة من أجل تمثيل منتخبات بلادهم، والحال نفسه ينطبق على مصر.
23 فرعونا سيسافرون إلى روسيا لتمثيل مصر ولا يشغل بالهم سوى هدف واحد. تشريف أمة كروية عظيمة، طالما انتظرت تلك اللحظة لمقارعة كبار العالم.