كتب : زكي السعيد
فشل منتخب إسبانيا في تحقيق الفوز على ضيفه السويسري على ملعب لاثيراميكا، وانتهى اللقاء على التعادل 1-1.
المباراة التي جرت استعدادا لخوض منافسات كأس العالم 2018، شهدت عدة ملامح بارزة، يستعرضها FilGoal.com بالأسطر القادمة.
وتوقفت الصافرات
على عكس العادة، لم تستقبل الجماهير الإسبانية لاعبها جيرارد بيكيه بصافرات الاستهجان كما كان الحال طوال فترة التصفيات.
لاعب برشلونة ذو النزعة الانفصالية تلقى هتافا خاصا أثناء الإحماء رفقة أندرس إنيستا الذي خاض بالمناسبة مباراته الدولية الأخيرة على الإطلاق داخل القطر الإسباني.
وأثناء المباراة، وعند استحواذه على الكرة، كانت تصفيقات جماهير مدينة فالنسيا جلية في حق بيكيه الكتالوني.
المدافع صاحب الـ31 عاما اعترف في وقت سابق برغبته في الاعتزال دوليا من تمثيل إسبانيا بعد كأس العالم، خصوصا مع الاستهجانات المتواصلة التي طالته طوال ارتدائه لقميص لاروخا.
عمق التشكيلة
اضطر جولين لوبيتيجي مدرب إسبانيا إلى إقحام تشكيلة أساسية خالية من لاعبي ريال مدريد الذين شاركوا في نهائي دوري أبطال أوروبا رفقة فريقهم قبل أسبوع.
داني كارباخال يتعافى مع الإصابة التي ألمت به في مواجهة ليفربول، مما دفع المدرب إلى التعويل على ألفارو أودريوزولا ظهير ريال سوسيداد الشاب، والأخير سجل هدف بلاده الوحيد في المباراة بتسديدة رائعة على الطائر، ناشرًا الاطمئنان في معسكر لاروخا.
أما سيرخيو بوسكيتس الذي عانى من آلام في الأمعاء، فعوّضه تياجو ألكانتارا لاعب بايرن ميونيخ على دائرة إسبانيا، وهو مؤشر آخر جيد على عمق تشكيلة إسبانيا وتوفر بدائل قوية في أغلب المراكز، خصوصا في خط الوسط.
سويسرا بلا أنياب
المنتخب السويسري ورغم حضوره الدائم في بطولات كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية طوال السنوات الماضية، إلا أنه لم يمتلك أبدا شخصية قادرة على إيذاء الآخرين.
سويسرا المليئة بالمواهب تخوض المنافسات دون بصمة واضحة أو شخصية تترك أثرا في عقول المتابعين، وحتى مع انتصارها على إسبانيا بهدف نظيف قبل 8 سنوات في افتتاح مباريات المنتخبين بكأس العالم 2010، لم تتمكن من العبور للدور التالي.
وفي مباراة ملعب لاثيراميكا، لم يبد رجال المدرب الصربي فلاديمير بيتكوفيتش قدرة واضحة على مجاراة إسبانيا، حتى أن الهدف الوحيد جاء بخطأ قاتل للحارس دافيد دي خيا.
ليس دي خيا
وهذا ينقلنا للحديث عن الحارس دافيد دي خيا، والذي يعد اللاعب الأكثر ثباتا في المستوى بقائمة إسبانيا، ليس تقليلا من بقية اللاعبين، ولكن تعظيما في حارس مرمى مانشستر يونايتد الذي صنع عديد التصديات المستحيلة بشكل متكرر في المواسم الماضية.
وهذا يضع مسؤولية كبيرة على كاهل دي خيا، لا يمكن أن تنعكس بنتيجة مشابهة لما حدث في مواجهة سويسرا بلقطة هدف التعادل.
إسبانيا ليست من منتخبات الدفاع الصلب، إلا أن استحواذها الطويل على الكرة دون كلل أو ملل يحصّن مرماهم من التهديد، ولذا لن يكون دي خيا مطالبا باتخاذ قرارات صعبة سوى في مرة أو مرتين طوال اللقاء، وهنا عليه أن يكون حاسما، وألا تأتي الطعنة في ظهر لوبيتيجي من أكثر لاعبيه تأثيرا.
ناتشو الحل في غياب المهاجمين
شهدت المباراة إشراك دييجو كوستا، إياجو أسباس، رودريجو مورينو، وهم كافة المهاجمين المتواجدين في قائمة إسبانيا، إلا أن أي منهم لم يهدد مرمى سويسرا بشكل صريح، مما ترك علامات استفهام حول قدرتهم على ترجمة العمل الهائل في خط الوسط خلال كأس العالم.
إسبانيا هددت المرمى في الأساس بواسطة أندرس إنيستا الذي سدد أكثر من مرمى، فيما كان التهديد الأبرز بواسطة ناتشو فيرنانديز مدافع ريال مدريد الذي دخل بديلا، وسدد بشكل رائع في اللحظات الأخيرة مصيبا التقاء خشبات المرمى، قبل أن يهدر الفوز بعد ثوان قليلة برأسية في الوقت المحتسب بدلا من الضائع.
وإن استمر الحضور الأليف لمهاجمي إسبانيا في ودية تونس المقبلة، وخلال منافسات المونديال، فسيعود اسم ألفارو موراتا للظهور على السطح فورا، اللاعب الذي اتخذ لوبيتيجي قرارا حاسما باستبعاده.
تعادل إيجابي سلبي
يحمل هذا التعادل رقمين لإسبانيا، أولاهما إيجابي، وهو متمثل في استمرار سلسلة اللاهزيمة للمدرب لوبيتيجي منذ توليه تدريب لاروخا عام 2016 خلفا لفيسنتي ديل بوسكي.
فاز 13 مرة، تعادل في 6 مباريات، سجل 60 هدفا، وتلقى 13 في شباكه، وهي أفضل سلسلة حالية لأي منتخب على مستوى العالم.
إلا أن رقما سلبيا سيطارد إسبانيا خلال منافسات المونديال؛ فتاريخيا، فشل إسبانيا في تحقيق الفوز خلال إحدى المباريات الإعدادية قبل كأس العالم، يعني أن أمورهم لن تسير على ما يرام خلال البطولة.
حدث هذا في 1966 و1978 عندما ودع المنتخب من الدور الأول، وفي 2006 عندما خرجت إسبانيا على يد فرنسا في ثمن النهائي.