كتب : إسلام مجدي
"في أواخر الستينيات كانت منطقة أمريكا الوسطى تعاني من الصراع السياسي، كان هناك اشتعالا في الأجواء ويمكنك أن تستشعر البارود في الجو، وبطريقة ما كرة القدم كانت محور كل ذلك، سواء بطريقة مباشرة أم لا". جزء من مذكرات ريشارد كابوشينسكي المؤرخ البولندي.
في جواتيمالا كان كارلوس أرانا جوات قد افترض أنه يجب أن يحكم بلاده بالحديد والنار، وقرر بأن يدفع بعدد كبير من جنوده في مباريات كرة القدم لأنه اعتقد أن اليسار يستخدم تلك المباريات للاجتماع وإطلاق التحركات تجاهه.
على الجانب الآخر يمكننا النظر من بعيد إلى المكسيك، قبل أولمبياد 1968 قام الرئيس أورداز بإعدام ما يقرب من 250 شخصا عشية أولمبياد 1968. ثم قال بعد ذلك تصريحه الشهير :"نحن نستضيف كأس العالم 1970 لكي نمنح الأمم الأخرى في الكونكاكاف أن تظهر معدنها، بالنظر إلى تعداد يصل إلى ما يقرب من 90 مليون شخص، من غير المفاجئ أن جيراننا ومنافسينا دائما يقعون في ظلالنا، حانت الفرصة ليظهرون روحهم القتالية للعالم".
وخلال الأسبوع الأول من كأس العالم 1970 أجرى أورداز الانتخابات، لأنه عمل وقتها أن الحس الوطني سيكون في أوجه.
في خضم كل تلك الأحداث كان هناك صراعا فريدا من نوعه بين السلفادور والهندوراس، عرف فيما بعد بـ"حرب كرة القدم" وتغاضت عنه كل الصحف في ذلك الوقت.
في نفس التوقيت من تلك الحرب، كان هناك مهمة أبوللو 11 وفضيحة تشاباكويديك حينما انحرفت سيارة السيناتورعن الطريق وسقط من فوق جسر في جزيرة "تشاباكويدك". ما تسبب في وفاة ماري جون كوبتشن، وسط كل ذلك كان يجب أن ينسى العالم أمر السلفادور والهندوراس، وأحد من عاشوا تلك الحرب فعليا كان خوان مارتينيز لاعب وسط السلفادور.
"كان كل طرف يلوم الآخر، وكان لدي شعور سيء حيال أننا سيطلب منا أفظع الأشياء بسببها".
خوان مارتينيز لديه قصته الفريدة، لعب في جواتيمالا لموسم وحيد وشاهد الجنود وهم يقتحمون المباريات، وطلبت منهم الحكومة هناك أن يعملوا كجواسيس ضد اليسار، الأمر الذي رفضه لينضم سريعا إلى فريق أجيلا السلفادوري، لكنه ندم على ذلك فيما بعد.
الأمر كان أشبه بمعادلة صعبة، أن تعيش بين مطرقة ديكتاتور مهووس بحربه ضد اليسار أم سندان الحرب.
العديد من اللاعبين من الطرفين عاشوا في خوف كبير، جل ما أرادوه هو لعب كرة القدم وليس المشاركة في الحرب.
"بعض من أبناء دولتي لازالوا يوقظونني من النوم ويقولون لي إنها غلطتك".
حقيقة أن أبناء السلفادور والهندوراس ظلوا لفترة طويلة للغاية لا يعلمون حقيقة تلك الحرب، بل ظلموا لاعبين مثل خوان مارتينيز وألبيرتو فيلالاتا.
استيقظ فيلالاتا صباح أحد الأيام بعدما سئم من تلك الطرقات على بابه، واتهامه بأنه مجرم حرب، رغم أن كل ما فعله كان ركل الكرة وقرر التحدث عن الأمر، عن كل ما حدث في تلك الفترة وعن أهوال الحرب التي ارتبطت بكرة القدم.
الخبرة مماثلة لخبرة منتخب زائير في كأس العالم، فقط بعد 4 أعوام من قصتهم، تأتي هذه القصة، مغامرة السلفادور في كأس العالم 1970 كان قصة مخيفة للغاية.
في عام 2006 اتجه فيلالاتا للإدلاء بشهادته في تلك الحرب وأوضح أن الأمر كان كذبة كبيرة.
"كان يمكنك أن تشعر بذلك في الهواء، الحرب قادمة لا محالة، تم إخبارنا أننا يجب أن نبذل كل قطرة دم من أجل بلادنا، لم نفهم الأمر، نحن نتحدث عن كرة القدم هنا".
اغرورقت أعين فيلالاتا بالدموع وهو يتذكر الأحداث، العائلات والأسر من الطرفين جعلوا من اللاعبين مجرمين.
"كنا فقط لاعبي كرة قدم، أردنا أن نلعب الرياضة، لكن لم يكن هناك مهرب مما حدث".
كانت هناك مشاكل حدودية بين الدولتين، وحالات انتحار وإعلام متعطش للصراع ويطالب دوما بالدماء، وإضراب للمعلمين ساء تماما وتحول إلى ساحة دموية، خلف كل ذلك جاء منتخبا الدولتين لمواجهة لا تنسى مرتبطة بكأس العالم.
ما سبب صعوبة كبيرة في الوصول للحقيقة فيما يخص حرب كرة القدم كان قلة المصادر المباشرة عن تلك الحرب، الكثير من القصص التي تم توثيقها عنها كانت ضعيفة نظرا لأن اللاعبين معظمهم لم يتحدث قبل عام 2006.
ولم يتواجد أمامهم سوى كتاب كابوشينسكي كمصدر أول عن هذه الحرب.
المشاكل بين الجيران السلفادور والهندوراس اشتعلت في أواخر الستينيات، الهندوراس كانت ألأكبر، أما السلفادور فكانت مجرد أمة لـ4 ملايين مواطن.
منحت الحكومة الهندوراسية حق اللجوء المؤقت لعدد كبير من السكان ما يقرب من 60 ألف شخص، منهم عائلة ألبيرتو فيلالاتا لاعب منتخب السلفادور.
عدد كبير من عائلات لاعبي منتخب السلفادور عاشوا في الهندوراس، وبالتالي حينما اشتدت الحرب أصبحوا يهينون السلفادور مباشرة ولاعبي المنتخب الذين هم أبناؤهم.
"أحد أقربائي مات في شجار عبر الحدود، وأعتقد أن معظم لاعبي منتخب السلفادور يعرفونا شخصا مات بمثل هذه الطريقة".
قبل شهرين من مواجهة الهندوراس والسلفادور في يوليو 1969، في تصفيات كأس العالم، قرر شرطي من السلفادور أن يحبس سياسي هندوراسي يدعى مارتينيز أرجيتا والذي كان يزور أقربائه، وقرر حبسه لمدة 20 عاما، بسبب دخول الدولة بشكل غير قانوني.
في نفس الإطار قرر 4 جنود هندوراسيين حبس 60 جنديا سلفادوريا عبر الحدود. فقط التدخل المباشر من رئيس الولايات المتحدة حل ذلك الموقف، لكن في العام التالي شهدت حروب شوارع بين البلدين وشجارات بالأسلحة البيضاء والنارية عبر الحدود.
كانت السلفادور قد تأهلت لنصف نهائي التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1970، والأمر ذاته مع الهندوراس، وسيتواجهان ذهابا وإيابا لتحديد من سيتأهل لنهائي البطولة المجمعة المؤهلة لكأس العالم 70.
الهندوراس كانت في مجموعة ضمت كوستا ريكا وجاميكا وتخطتهم، والسلفادور كانت في مجموعة سورينام وجزر الأنتيل الهولندية.
ذهب منتخب السلفادور لمواجهة الهندوراس، وعلى الرغم من تواجد حراسة مسلحة وضمان بمرور آمن للاعبين. فجأة من العدم توقفت الحافلة التي تقل اللاعبين وبدأ قائدها يصرخ ويقسم ويدعو الله أن ينقذهم، وثقب إطارين منها وتوقفت.
دخلت مجموعة من الحراس حول اللاعبين، وتم إقناعهم أنهم كانوا مستهدفين وأنهم جاؤوا لإنقاذهم.
تم تأجيل المواجهة لليوم التالي، وحاول منتخب السلفادور أن ينعم بنوم هادئ في الفندق، لتتجمع مجموعة كبيرة من الجماهير الهندوراسية وخلقوا ضوضاء لا تحتمل.
كان ذلك أمرا طبيعيا في كل مواجهات المنطقة الكروية، حدث ذلك لمنتخب إنجلترا حينما كان على موعد لمواجهة البرازيل.
"كانت ليلة لا نرغب في تذكرها، كان يجب أن تترك النوافذ مفتوحة لأنك لو أغلقتها ستذوب من حرارة الجو، بدأ الإزعاج من الـ11 مساء وحتى بعد ذلك، كان المئات خارج الفندق، ونعتونا بشتاء كثيرة، وأبواق السيارات، لم أنم للحظة، وفور أن أرسل الصحفيون المتواجدون معنا الأخبار للسلفادور علمنا أن الموقف سيتم رده في مباراة الإياب". فيلالاتا
خسر منتخب السلفادور ذهابا بنتيجة 1-0، سجل هدف الهندوراس روبيرتو كاردونا في الدقيقة الأخيرة، وبدأت الجماهير المضيفة في افتعال شجار كبير مع الضيوف، وأبلغت المستشفيات عن عدد كبير من المصابين من جماهير السلفادور الذين احتاجوا للرعاية الطبية.
على الجانب الآخر في السلفادور كانت أميليا بولانيوس فتاة في الـ18 من عمرها لم تحتمل هذه المشاهد، اتجهت إلى مكتب والدها ووصلت إلى سلاحه الناري وقتلت نفسها في القلب.
كتبت صحيفة "إل ناسيونال" السلفادورية عنها :"لم تتحمل رؤية دولتنا تخضع وتجثو على ركبتها".
بعد ذلك بيومين جنازتها شوهدت بواسطة 78% من سكان السلفادور، ووصف الأمر بعد ذلك بـ"اندفاع عفوي من الحزن لأجل الوطن".
كارلوس أكيم يبعد شارعين فقط عن منزل بولانيوس، تحدث عن الواقعة قائلا :"سمعنا صوت العيار الناري، ركضنا تجاه المنزل، من المؤسف أن تنتهي حياة شابة في مقتبل العمر من أجل شيء من المفترض أنه ترفيهي مثل كرة القدم".
الحكومة السلفادورية استعانت بتلك الحادثة جيدا لتصعيد الخلاف، وقررت وضع حماية وحراسة في كل مكان، بجانب أن اللاعبين فور عودتهم شاركوا في الجنازة. وبدا الأمر وكأنهم يحاصرون المتواجدين في الجنازة للتواجد لفترة أطول.
يقول أكيم :"كنا محاصرين بالجنود في كل مكان، تم منعنا من التدافع أو التحرك بأي شكل، حتى إلقاء الزهور لم يحدث، كان واضحا أن الحكومة ترغب في توحيد الشعب كله تجاه قرار ستصدره، وكأنهم يجهزون لأمر ما في لقاء الإياب".
بعد أيام قليلة وصل منتخب الهندوراس إلى السلفادور، قوبلوا بكل عنف وعنصرية ممكنة، مثلا روبيرتو كاردونا المهاجم الشهير بـ"الأرنب" لسرعته الكبيرة تم إلقاء أرانب مقتولة على وجهه في المطار. وبالطبع كافة الإهانات التي وجهت للسلفادور تم ردها مرة أخرى. بجانب المزيد من هتافات العنصرية، نظرا لأن لاعبي الهندوراس هناك منهم من هم سمر البشرة عكس السلفادور.
الموقف تأزم لدرجة أن الجيش وصل لكي يوصل اللاعبين إلى الفندق، حاوطت الجماهير السلفادورية المبنى واستمروا في خلق ضوضاء، حاول منتخب الهندوراس النوم ليلة المباراة لكن ذلك لم يحدث.
قال مانويل مورلاريس لاعب الهندوراس :"علمنا أن شيئا سيحدث، وحوالي الساعة 11 مساء بدأ الإزعاج يترفع في الخارج وفجأة أمطروا الفندق بالحجارة، كان مبنى من 3 طوابق ونجحوا في تحطيم كل نافذة به، كنا نختبئ تحت الأسرة حرفيا، قبل أن يتم إلقاء أقمشة ممزقة وفئران ميتة وقذارة وكل شيء داخل غرفنا، لقد ألقوا قنابل أشبه بالمولوتوف في الطابق الأرضي، كان الأمر مرعبا، بعد ذلك وصلت الشرطة وأخبرونا أننا انتقلنا إلى فندق آخر، وأبعدت الشرطة والجيش الأشخاص المتجمعين عند الفندق، لكنهم تبعونا إل فندقنا الجديد، طيلة الليل ودقوا الطبول، أعتقد أننا كنا في حالة حزن كبيرة لأننا لم ننم، وحينما ذهبنا للمباراة في اليوم التالي وعبرنا من جانب فندقنا الأول، بدا مثل مبنى في فيلم عن الحرب، كان محطما تماما والدخان يخرج منه".
اصطحبت الشرطة فريق الهندوراس لملعب المباراة، والجماهير في الشارع حملت صورة الفتاة المنتحرة وكأن المنتخب هو من قتلها.
الجنود كانوا في كل مكان يتأكدون من أنه لن يعبر أحد بسلاح إلى داخل الملعب، لم يكن هناك أي شخص يرغب في أن يكون هندوراسي في ذلك اليوم حتى لاعبو المنتخب أنفسهم.
الحرس الوطني حاوط ملعب المباراة ويظهرون الأسلحة وجاهزيتهم لاستخدامها، الكثير منهم كانوا صغارا للغاية في السن، بمجرد عزف النشيد الوطني للهندوراس يمكننا أن نتخيل ما حدث، تم إلقاء كل شيء على علمهم، وتوجيه كافة الإهانات الممكنة.
منتخب الهندوراس لم يكن لديه أي حيلة، التعب والخوف كانوا أبرز سماته، خسر بنتيجة 3-0، لكن في هذه الفترة لم يكن هناك مجالا لمجموع المباراتين، لكن بهذه النتيجة يعني أنهما سيخوضان مباراة أخيرة على أرض محايدة لتحديد الفائز.
قبل كل هذا اضطر المنتخب الهندوراسي أن يعود في حراسة مسلحة إلى الحدود. كانوا محظوظين للغاية للرحيل قبل اندلاع الصراع.
اللاعبون أخبروا الصحافة بما حدث، ما يعني أن كل السلفادوريين في الدولة سيعانون.
مانويل مولاريس لاعب الوسط الهندوراسي قال :"جيراني كانوا من السلفادور، وتم تكسير نافذتهم ومتاجرهم تحطمت والأمر كان قذرا ولا يغتفر، كيف يمكن لأحد أن يعاقب شخصا بريئا بهذه الطريقة؟".
لويس سواريز السياسي المعروف وليس لاعب كرة القدم الشهير التفت إلى صديقه كابوشينسكي وقال له :"ستكون هناك حربا".
المباراة الأخيرة بعد تلك الأحداث تم تحديدها في مدينة مكسيكو سيتي، وبالنظر للأحداث قبل المباراة تم تأمين الملعب جيدا، وفصل الجماهير، ما يقرب من 7000 شرطي مكسيكي أمنوا المباراة، لكن هل أوقف كل ذلك الشغب في المدرجات؟ بالطبع لا.
مطيلة المباراة قام مدافعو السلفادور بالتدخل بعنف على روبيرتو كاردونا أهم لاعب في الهندوراس، وبعد تدخل قوي خرج اللاعب مصابا، وانتهت المباراة بفوز السلفادور بنتيجة 3-2، في الملعب كانت تلك الحرب قد انتهت.
اتهمت الهندوراس السلفادور بتعاطي المنشطات وبالغش في الملعب ورشوة الحكم والعديد من الاتهمات.
بعد ذلك بـ6 ساعات ظهرت أول مناوشات مسلحة على الحدود بين الدولتين، بعد ساعة قامت السلفادور بتفجير مطار تونكونتين في تيغوسيغالبا عاصمة الهندوراس.
والعالم علم بأن الحرب قد شُنت فعليا حينما قام الرئيس الهندوراسي بإرسال برقي إلى الولايات المتحدة الأمريكية يطلب فيها المساعدة عبر سفيره في واشنطن.
في تلك الليلة كانت هناك عاصفة مدارية تسببت في تعتيم كامل على تيغوسيغالبا، وخلال فجر اليوم التالي فجرت الهندوراس مستودع وقود خارج مدينة سان سالفادور.
تواصلت الضربات بين الجانبين، واستمرت الحرب لمدة 100 ساعة.
لاعبو الهندوراس شعروا بأنهم خذلوا الجيمع حتى أنفسهم، والصحافة عاملتهم معاملة المجرمين المتسببين في كل المصائب.
في كل طرف ستجد قصة مختلفة عمن بدأ الحرب، في الهندوراس سيقولون السلفادور والعكس.
لاعبو السلفادور عوملوا كأبطال قوميين حينما عادوا، لكنهم لم يكونوا قد تأهلوا بعد إلى كأس العالم، هايتي كانت قد تخطت أمريكا ويجب أن يخوضوا النهائي ضد السلفادور.
ما حدث كان مشتتا للغاية لهم، بالإضافة لذلك كانت هناك تقارير في ذلك الوقت تقول إن الفيفا يفضل هايتي وليس السلفادور نظرا لأن الأخيرة في حالة حرب.
السلفادور فازت ذهابا بنتيجة 2-1، لكنها خسرت إيابا بنتيجة 3-0، ليخوض المنتخبان مباراة فاصلة في جامايكا وفازت بنتيجة 1-0 لتصل إلى كأس العالم أخيرا. ولكنهم خسروا نجمهم بيبو الذي تعرض لإصابة قوية أبعدته عن الملاعب لمدة 3 أشهر ولم يعد كما كان قط.
في كأس العالم كانوا ضمن مجموعة ضمت الاتحاد السوفيتي والمكسيك وبلجيكا، وكان الاتفاق كالتالي: كل لاعب سيشارك في مباريات دور المجموعات سيحصل على 300 جنيه إسترليني و100 جنيه إسترليني لكل نقطة يفوزون بها في المجموعة الأولى.
"لدرجة كبيرة كنا نستمتع بما نفعله، وكنا قادرين على الحصول على خدمة الغرف والمشروبات وكنا نخرج ونسهر كثيرا". فيلالاتا.
حاول جريجوريو بانديو مدرب المنتخب في كأس العالم 70 أن يشجعهم على اللعب بطريقة التمريرات السريعة، لكن اللياقة البدنية لم تسعفهم بجانب غياب الخبرة، وعدم وجود بيبو.
لتخسر السلفادور المباراة الأولى بنتيجة 3-0، في المباراة التالية كان يجب أن يواجه المكسيك البلد المستضيف، والسلفادور كانت لديها أطول نشيد وطني على الإطلاق في كل المنتخبات المشاركة في البطولة، المنتخب المكسيكي قبل بداية المباراة وفي لحظة توقف فيها النشيد ظنوا أنه انتهى ليتجهوا إلى الملعب ليستدعيهم الحكم المصري علي قنديل ليستمعوا إليه للنهاية.
الشوط الأول انتهى بنتيجة 0-0، لكن المباراة انتهت بنتيجة 4-0. الجماهير السلفادورية خرجت عن السيطرة واشتبكت مع الجماهير المكسيكية.
وخوفا من تفاقم الوضع أصدر المنتخب السلفادوري بيانا رسميا يعتذر فيه عن سلوك المشجعين.
آخر مباراة للسلفادور كانت ضد الاتحاد السوفيتي وخسروها بنتيجة 2-0.
وخلال 12 عاما تمزقت السلفادور بالحروب الأهلية، الهندوراس تأهلت لكأس العالم 1982 في إسبانيا مع السلفادور وكلاهما خسر كافة المباريات وعادا سريعا، وتم إصدار مرسوم سلام بين الدولتين.