كتب : فادي أشرف
في 13 مشاركة عربية في كأس العالم، لم تسجل 8 منتخبات عربية أجمل من هدف سعيد العويران في مرمى بلجيكا في 1994.
بمناسبة تأهل 4 منتخبات عربية لكأس العالم لأول مرة في التاريخ، يحتفي FilGoal.com بالمشاركات العربية في المونديال راويا قصص ربما لا تعرفها عن تاريخ أبناء لغة الضاد في أعظم المحافل الكروية.. وما من طريقة أفضل للبدء من قصة الأخضر السعودي في 1994 كما يرويها موقع These Football Times .
مثل منتخب مصر في الألفية الثالثة، سيطر السعوديون على الكرة الآسيوية. حصدوا كأس الأمم في 1984 و1988 ولكن رغم ذلك، لم يتأهلوا قط إلى كأس العالم رغم مشاركتهم في التصفيات بدء من تصفيات 1978.
التصفيات دائما كانت حدثا حزينا للسعوديين بعكس كأس أمم آسيا، خيبات أمل متتالية بين 1978 و1990، ولكن هذا كله كان على موعد مع التغيير في 1994.
دخلت السعودية التصفيات بجيل شاب يزينه الحارس محمد الدعيع، وفؤاد أنور في خط الوسط والمدافع محمد الخليوي وعلى رأس هذا الجيل المهاجم الصاعد الواعد، سامي الجابر.
يزين هذا الجيل الصاعد عناصر خبيرة مثل ماجد عبد الله ومحمد عبد الجواد، والأهم، دعم من العائلة المالكة السعودية. من أجل هدف واحد: كأس العالم.
من أجل ذلك، عين الاتحاد السعودي البرازيلي كانديدو أملا في أن يقود الأخضر إلى كأس العالم.
كالعادة، عبرت السعودية الدور الأول من التصفيات ضد الكويت وماليزيا وماكاو.. المشكلة دائما كانت في الدور النهائي.
في تلك الفترة كانت تصفيات آسيا تضم 6 فرق تلعب دورة مجمعة من دور واحد، في قطر تلك المرة، والفريقان الأعلى ترتيبا يحجزان تذكرتان إلى أرض الأحلام التي تستضيف كأس العالم لأول مرة، الولايات المتحدة الأمريكية.
كان على السعودية أن تتصدر مجموعة تضم اليابان وكوريا الجنوبية وإيران والعراق وكوريا الشمالية في أسبوعين.
في أول مباراة تعادل السعوديون مع اليابان 0-0، قبل أن يحصدوا أول نقطتين بالفوز على كوريا الشمالية 2-1، ثم تعادل مع جارتها الجنوبية في الجولة الثالثة في اللحظات الأخيرة، الحلم في خطر.
الـ6 فرق مازال لديهم فرصة، وأمام السعوديين العراق وإيران.
العراق تقدمت أولا في مباراة الجولة الرابعة، سعيد العويران تعادل وانتهت المباراة بتلك النتيجة. أغرب ما في المباراة لم تكن ركلة جزاء خالد المولد الضائعة، بل قرار كانديدو باستبدال الدعيع غير المصاب!
في اليوم التالي، استقال كانديدو. بعد ذلك قال المدرب إن أحد الأمراء طلب منه استبدال الدعيع.
5 مساعدين أجانب رحلوا مع البرازيلي، لم يبقى وسوى مدرب منتخب تحت 16 عاما، محمد الخراشي.
ضد إيران، صنع السعوديون المعجزة وفازوا على إيران في مباراة مشتعلة 4-3، الأخضر إلى كأس العالم وحصل كل لاعب على 100 ألف ريال.
بدأت العائلة المالكة التحرك الحقيقي لدعم الفريق، وعين الاتحاد السعودي المخضرم الهولندي ليو بينهاكر مدربا للفريق، قبل أن يقال بـ3 أشهر لأن الفريق لم يعتد خططه.
هنا جاء العون من صديق قريب من قارة بعيدة. الملك فهد سأل صديقه كارلوس منعم أن يرشح له مدرب، والإجابة كانت خورخي سولاري.
من الدار للنار، وقع سولاري في مجموعة قوية تضم المغرب ذات اللاعبين المحترفين في فرنسا مثل مصطفى حجي ونور الدين نايبت، وخبراء بلجيكا الذين وصلوا إلى نصف النهائي في 1986، وهولندا المدججة بمواهب مثل رونالد كومان والأخوين دي بور ودينيس بيركامب ومارك أوفرمارس، بقيادة حكيمة لديك أدفوكات.
في عاصمة الحلم الأمريكي، واشنطن، تقابل السعوديين مع هولندا. والمفاجأة بعد 18 دقيقة كانت الهدف السعودي الأول في كأس العالم، عرضية فهد البيشي وجدت رأس فؤاد أنور وإلى مرمى إد دي جوي.
في الشوط الثاني قاتل السعوديون لكنهم خسروا 2-1 طبقا لمقاييس الكرة العالمية آنذاك، ولكن أدائهم منحهم ثقة في المباراة الثانية ضد منافسهم العربي، المغرب.
في نيويورك، سجل الجابر هدفا من ركلة جزاء قبل أن يتعادل المغربيون، ولكن فؤاد أنور كان في الموعد مرة أخرى بتسديدة غيرت اتجاهها وسكنت مرمى خليل عزمي. الأخضر يكتب التاريخ.
المباراة الثالثة مصيرية للتأهل، ولكن المنافس بلجيكا ذات الدفاع الحديدي.
ولكن بعد 5 دقائق فقط جاءت اللحظة التي لخصت مشاركة السعودية المونديالية في 1994، سعيد العويران يقتحم الصفوف ويمنح العالم الطريقة الوحيدة لهز شباك البلجيكيين.
ولكن ما لا يتذكره الكثيرين إن حمزة إدريس كاد يسجل هدفا مماثلا في الشوط الثاني ولكن كرته ضربت القائم.
انتهت المباراة بهدف العويران، وبتأهل تاريخي إلى الدور الثاني.
القصة السعودية الجميلة انتهت في دالاس على يد السويد، ولكن بعد قتال وخسارة 3-1 أمام منتخب قوي للغاية في ذلك الوقت. في الرياض، تم استقبال المنتخب كالحافلين وعلى رأسهم ملك الكرة السعودية الجديد، سعيد العويران. من أجله، بذل الملك فهد سيارة فخمة للغاية، وحصل على جائزة أفضل لاعب آسيوي وعروض أوروبية بالجملة لم تغير من قانون عدم سفر اللاعبين السعوديين للعب في الخارج، استمر العويران شبابيا كما بدأ.
ولكن قصة السعودية الجميلة لم يكتب لها نهاية سعيدة، 7 خسائر وتعادلين في بقية مشاويرهم المونديالية، والقبض على العويران بتهمة شرب الخمر في رمضان أنهت مستقبله الكروي فعليا حيث تم إيقافه لمدة عام، قبل أن يشارك مشاركة شرفية في 1998 غير المذكورة للسعوديين سوى بسبب طرد زيدان أمام الأخضر.
تبقى 1994 ذات الذكريات الأجمل في تاريخ السعودية الكروي، في انتظار حلقة جديدة تضاف إلى إنجازات العرب في المونديال.