كتب : رامي جمال
في عام 1970 في ملعب خاليسكو في مدينة جوادالاخارا المكسيكية كان الصراع يشتد في المجموعة الثالثة للمونديال من أجل خطف الصدارة وضمان التأهل مبكرا لربع النهائي.
وقع منتخب البرازيل بقيادة بيليه في المجموعة الثالثة بجوار كل من إنجلترا التي جاء إلى المكسيك للدفاع عن اللقب الذي حققته في عام 1966 في أرضها.
أما باقي فرق المجموعة فتمثلت في رومانيا وتشيكوسلوفاكيا.
إنجلترا عبرت رومانيا بصعوبة في الجولة الأولى بهدف دون رد، والبرازيل تغلبت على تشيكوسلوفاكيا بأربعة أهداف مقابل هدف.
الصراع على الصدارة كان واضحا أنه سيكون بين البرازيل وإنجلترا.
وأمام 50 ألف متفرج في السابع من شهر يونيو عام 1970 كان الموعد بين المنتخبين.
كان منتخب البرازيل يضغط بقوة في الشوط الأول وانطلق جاريزينيو من الناحية اليمنى وأرسل عرضية رائعة إلى بيليه الذي جاء من الخلف بمنتهى السرعة.
ارتقى بيليه عاليا وحول الكرة برأسه وكأنها دانة من مدفع حربي وبعدها رفع يده عاليا وصرخ "جوووول".
لكن ما حدث بعد ذلك كان تاريخيا.
قفز جوردون بانكس حارس مرمى منتخب إنجلترا وبأطراف أصابعه من على خط المرمى حول الكرة إلى أعلى لتذهب إلى خارج الملعب إلى ركلة ركنية لتسمى تلك اللحظة بـ"تصدي القرن".
طالع أيضا.. (تصديات المونديال - بانكس وبيليه.. لحظات ما قبل تصدي القرن)
المعلق الإنجليزي ديفيد كولمان أثناء تعليقه على ملخص المباراة قبل إذاعته في إنجلترا قال وهو يصف التصدي: "يا له من تصدي من جوردون بانكس".
وزميله المعلق جون موتسون وصف تعليق كولمان قائلا: "لقد كان يلهث وهو يصف التصدي لأنه لم يكن مصدقا لما رأه ولا حتى أي منا".
بطل القصة
جوردون بانكس الذي توج مع منتخب إنجلترا بلقب كأس العالم الوحيد في تاريخ الأسود الثلاثة عام 1966 تحدث عن تلك اللحظة قائلا: "عندما رأيت جاريزينيو ينطلق عرفت أن هناك عرضية في الطريق وذهبت أمام خط المرمى بخطوتين فتوقعت أن تكون الكرة بجوار علامة الجزاء".
واستدرك "لكن ما حدث أن العرضية جاءت بعيدة حتى عن منطقة الست ياردات، وعندما نظرت لها وجدت بيليه يركض سريعا وكان بالفعل ارتقى عاليا في الهواء".
وأكمل "بيليه تصرف كما قال الكتاب ارتقى أعلى من الكرة وسددها بقوة ومنخفضة إلى الناحية اليمنى".
وتابع "عندما غادرت الكرة رأس بيليه سمعته يقول جوووول".
وأردف "قفزت سريعا وعرفت أنه حال لمسي للكرة يجب أن أدفعها للأعلى في الهواء وكان قلقي المباشر هو مدى ارتفاعها لتعبر المرمى لذلك أدرت يدي قليلا واستخدمت الإصبعين الثالث والرابع لمساعدتي".
وكشف بانكس أنه رغم لمسه للكرة لم يكن يدري إن كانت سكنت شباكه أم لا وقال: "أول شيء قمت به هو النظر إلى بيليه فأنا لم أكن أعرف ماذا حدث، وجدته يمسك برأسه بين يديه وحينها عرفت ما أريده".
وبعدها قلت لنفسي "بانكسي، يا لك من محظوظ أيها الأحمق".
وتابع "جاء بيليه لي بعدما قمت سريعا وقال لي أعتقدت إنها هدف فقلت له وكلانا أعتقد ذلك".
وأتم "ذلك التصدي غير حياتي أكثر من التتويج بكأس العالم لأنها كانت لحظة تألق فردية، عندما أموت سوف يتذكرني الجميع بسبب تلك اللحظة".
بعد 38 عاما
في عام 2008 أي بعد ذلك التصدي بـ38 عاما اجتمع بيليه وبانكس مرة أخرى وتلك المرة كانت نادي ستوك سيتي في إنجلترا من أجل إزاحة الستار عن تمثال للحارس التاريخي لإنجلترا.
وبيليه كان حتى ذلك اليوم يتذكر تلك اللحظة ولا يعرف كيف لم تسكن تسديدته شباك منتخب إنجلترا.
وقال جوهرة البرازيل: "منذ اللحظة التي سددت فيها الكرة كنت واثقا من إنها سوف تسكن الشباك، قفزت عاليا من أجل الاحتفال".
وأكمل "لكن نظر سريعا ولم أكن أصدق ما حدث، لم أصدق أبدا أن الكرة لم تدخل المرمى".
وأتم "سجلت أكثر من 1000 هدف في مسيرتي ودائما ما يتحدث معي الناس حول ذلك الهدف الذي لم أسجله أبدا".
أما اللقاء نفسه في المونديال فانتهى بفوز البرازيل بهدف دون رد وحقق منتخب السليساو اللقب في النهاية بينما خرجت إنجلترا من ربع النهائي على يد ألمانيا.
اقرأ أيضا:
يوم غير عادي في حياة عم رمضان.. رحلة حبس الأنفاس إلى مونديال 90
طائرة الفراعنة إلى روسيا - 20 اسما الأقرب للقائمة وكولومبيا تحسم ثلاثة مقاعد
5 تحديات يواجهها منتخب مصر أمام كولومبيا
بديل زيدان - 5 عوامل يجب أن تتوافر في مدرب ريال مدريد الجديد
خبر في الجول – اسم جديد يظهر في قائمة المرشحين لتدريب الأهلي
فيديو وصور – اللجوء لمياه البحر والأعشاب.. ماذا ينتظر صلاح في عملية التأهيل
اختبر معلوماتك عن كأس العالم (1)