كتب : آلاء عُمر
“أنت لم تبذل قصارى جهدك بعد من أجل ليفربول، قم واستعد، غطي رأسك لتحميها من المطر الغزير، كن ذكي وطموح”. تلك هي وصايا جورج والد جيرارد الذي أراد الأب العاشق لليفربول أن يختذنها في ذاكرة إبنه.. فحفظها عن ظهر قلب، وكانت منهاجا يسير عليه لأخر أيامه في أنفيلد.
ستيفين جيرارد أسطورة ليفربول أعلن اعتزاله كرة القدم، ولأن الحياة ليست عادلة طوال الوقت فكرة القدم ظالمة بعض الشئ، اختارت لقائد ليفربول نهاية لرحلته قاسية كانت خارج أنفيلد بل ومدينة ليفربول، وبدون التتويج بلقب الدوري الإنجليزي، وذلك بعد مسيرة حافلة بمواقف أعطى خلالها دروس عدة في الوفاء والانتماء لفريقه، ليستعد لبدء رحلة جديدة، يركل فيها كرة القدم لا بقدمه كما اعتاد، وإنما بفكره وقراراته.
FilGoal.com يتذكر معكم مسيرة لاعب منح كرة القدم وعشاقها ما يستحق تخليد اسمه ضمن أساطيرها.. ستيفين جيرارد الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ38 سيروي حكايته بالسطور التالية في كتابه"My Story".
سأقلد عمالقة ليفربول
هنا شارع “آيرون سايد” والذي كان شاهدا على بداية مداعبتي لكرة القدم، كنت أمارسها أمام منزلي، عشقي لها صور لي أنني في مهارة وإمكانيات جون بارنز لاعب ليفربول السابق والذي كان يكبرني بحوالي سبعة عشر عاما، ربما الخلاف بيننا في لون البشرة وبعض التفاصيل الأخرى كقدومه من جاميكا إلى واتفورد ومن ثم استقراره هنا، أما أنا فولدت ونشأت هنا في ليڤربول.
"في مخيلتي الصغيرة تخيلت أن طريقة لعبي تشبه بارنز، خاصة بعدما أخبرني من حولي عن موهبتي في كرة القدم والمراوغة واحترافية تسجيل الأهداف والتي حتما تظهر حينما ألعب ضد بول أخي الكبير ورفاقه ممن هم أكبر مني بحوالي ثلاث إلى خمس سنوات".
"لا أنسى عرقلتهم لي بإستمرار ولحظات سقوطي على الأرض بقوة لتصاب ركبتي وأنزف الدماء، حينها كنت أرفض البكاء فأقاوم الألم وأنهض مجددا مثلما كان يفعل بارنز لأستمر في مواجتهم وتحديهم في شارع كان بمثابة ساحة للقتال من أجل كرة القدم بالنسبة لي".
"كل العلامات كانت تشير إلى الشبه الشديد الذي يربط بيني وبينه، هو ارتدى مع ليفربول الرقم ١٠، وأنا هنا في شارع رقم ١٠ بآيرون سايد، وكلانا عاشق للكرة و للريدز، فلمـــا لا؟".
"نحيل الجسد كنت، لذا غالبا أو في العديد من الأوقات شعرت بإنني مثل جون ألدريج ولكن بدون شاربه بالتأكيد، هداف رائع كالسكاوز أو مثل بيتر بيردسلي، في حقيقة الأمر كنت أحاول تقليد طريقة خداع ألدريج للمنافس أثناء المرور بالكرة وتسلمها وتسليمها بالشكل الصحيح ، ولكني لم أتقن اللغة التي يتحدث بها".
"في الشارع المقابل لمنزلنا تعلمت الكثير، فكما كان يلقنني اللعب هنا دروسا في تمكن اللعبة، كان أيضا يجعل خيالي واسعا بدافع عشقي لليفربول مما ساعدني على التشبه بأبنائه، سأطبق ما أشاهده في المباريات وسأصبح مثل روني ويلان، قائد هادئ في منتصف الملعب، لا لا وجدته، أنا مثل ستيڤن مكماهون، حيث كان متخصصا في التلاعب بخصومه عن طريق إرجاع الكرة للخلف بكعب قدمه بشكل ساحر، نعــم أنا مثل ستيڤي حتى في التحدث بلهجة ليفربول".
"لم أسهو أبدا عن تطبيق مهارات لاعبي ليفربول في المنافسات التي تقام بشارعنا مع من هم أكبر مني سنا وبدنيا أيضا، وبحماسي وإصراري أن أصبح مثلهم يوما ما عدموا ذلك الفارق بينا".
كم كانت شاقة بدايتي مع ليڤربول
"بفرحة عارمة استقبل والدي خبر قبولي في اختبارات مركز تأهيل ليفربول وأنا في الثامنة من عمري، كم كنا فخوريين ببداية تلك المرحلة وبإرتدائي زي ليفربول، ما عكر صفو فرحتنا هو المسافة الطويلة التي نقطعها في صباح كل يوم إلى هناك تحت الأمطار وفي السقيع، فلكي نصل إلى المركز كان لزاما علينا ركوب حافلتان والسفر وسط الثلج الذي يغطي الشوارع في أيام الشتاء، ولكني كنت أشعر في البداية وكأن الطريق ممتع والأجواء أشبه بجمال مشهد شروق الشمس".
"كنت صغيرا لذا لم تدم الفرحة طويلا لأنها لم تتمكن من معالجة التعب الشديد الذي أشعر به يوميا، فكان والدي يقومني من جديد كي لا أمل من تلك الرحلة الطويلة ويذكرني “أنت لم تبذل قصارى تعبك وجهدك من أجل ليفربول بعد، قم واستعد، غطي رأسك لتحميها من المطر الغزير، كن ذكي وطموح” هكذا قال لي والدي، لم أنس كلماته تلك والتي كانت تجعلني أصل إلى هناك في قمة حماسي متناسيا ما حدث طوال الطريق".
"التعب الشديد في مرحلة عمرية متقدمة لم تنسيني عشقي للاعبي ليفربول الذي سعيت مرارا وتكرارا تقليد طريقة لعبهم، حتى مر بي العمر لمرحلة الشباب وأصبحت متواجدا داخل جدران آنفيلد معقل الفريق وشاهدت روبي فاولر يلعب لليفربول بقميص حمل الرقم ٩، كم أضفى له من جمال ورونق".
"ورغم أني بدأت في تحقيق حلمي باللعب لليفربول إلا أنني مازلت عاشق ملهم للفريق ولاعبيه العظماء، فتمنيت حينها أن أصبح معه في هذا الفريق، فاولر قدم من مدينة ليفربول ثم أصبح بطلا للكل هنا، فأطلقوا عليه (الرب)".
"للحظات وأنا أشاهد روبي، تخيلت قدماي تمرر له كرة سحرية فيسكنها الشباك ببراعته المعهود عليها، يا الله لقد أقنعت نفسي بواقعية ذلك المشهد بل وقلت لنفسي، سنكون ثنائي لا يمكن لأحد إيقافه".
"الحلم أصبح حقيقة نوعا ما، وأصبحنا أصدقاء، لعبنا لليفربول ومثلنا منتخب بلادنا إنجلترا أيضا".
حينما أضعت اللقب فتمنيت الرحيل عن ليفربول
مشوار جيرارد أنتهى تاركا ورائه مواقف حفرت في قلوب من كان وداعه بممر شرفي وبهتاف "لن تسيروحدك ابدا يا جيرارد" والذي خصتته الجماهير طوال سنوات دعمها لليفربول للفريق فقط لا غير، اختتم القائد مسيرته وفي جعبته ألقاب وأهداف حاسمة إلا لقب واحد فقط... لقب الدوري..
لم يخجل ستيفن جيرارد في كتابه MY STORY بالبدء بتلك الواقعة التي كانت بمثابة شرخ دائم في قلبه، وظلت عالقة في ذاكرته فوصفها بالأسوأ في تاريخه بل وحياته أيضا.
مباراة كادت لتعيد لقب الدوري لمن توج به ثمانية عشر مرة كانت آخرها عام ٩٠ قبل أن يغيبه القدر عن أحضانه لسنوات وسنوات، وما أقساها من لحظة سقط فيها جيرارد فأهدى الكرة للاعب تشيلسي ديم با با ليحرز هدفا أضاع الحلم الغائب.
"مازلت أتذكر جيدا في الشهر الذي أتممت فيه عامي العاشر، حينا أحتفلت مع والدي بتتويج ليفربول بلقب الدوري تحت قيادة كيني دالجليش، لن أنسى ذلك الفريق الذي يعد بمثابة فريق الأحلام بالنسبة لوالدي ولي أيضا".
"أربعة وعشرون عاما مرت علـى تلك اللحظة الي دونتها ذاكرتي الصغيرة بكل تفاصيلها، وقبيل هذا الموعد بفترة قليلة أي بالتحديد في السابع والعشرين من إبريل عام ٢٠١٤ كنا على موعد مع تشيلسي بعد تحقيقنا لإحدى عشر انتصارا متتاليا منهم تخطي عقبة مانشسترسيتي منافسنا الأقرب على اللقب، الفوز على البلوز يعني عودة اللقب لآنفيلد وبالتالي فالخسارة تقتل الحلم، ولكن ماذا إن قتل بأقدامي!".
"ففي ملعب ممتلئ عن آخره وهتافات تنادي بالعدالة لستة وتسعون مشجع سقطوا في مثل تلك الأيام منذ خمسة وعشرون عاما في حادثة هيلزبروه الشهيره، والتي فقدت فيها جون بول رفيقي وإبن عمي ذو العشر سنوات، كان لزاما علينا حسم اللقب في تلك الليلة وتضميد بعض الجراح".
"مر أكثر من نصف الشوط الأول ومازالت اللوحة تشير إلى تعادل سلبي أي أن كل الأماني ممكنة، الآن في أنفيلد الظلام والنور، السعادة بسبب ابتعادنا عن اللقب بخطوات قليلة والألم من عدم تحقيق العدالة لضحايانا بعد، كلاهما يتشابهان، كالجسد الواحد رأيتهما لا يفترقان، مع حلم لطالما تخيلت أنه يغازلني، دقائق معدودة واستفقت من كل هذا حينما انزلقت في لحظة فقدت فيها السيطرة على الكرة فسقط وانهار وتلاشى معي كل شئ"..
يقول جيرارد في سطور تلمس فيها دموعه: "انتهت المباراة وأسرعت إلى سيارتي التي كان ينتطرني فيها آليكس زوجتي وأقرب أصدقائي لأجلس في الكرسي الخلفي وأنهمر في البكاء".
"بكيت وكأن أحد أفراد أسرتي توفى، لحظات تذكرت فيها حينما كنت طفل في الثامنة من عمري وبدأت مسيرتي مع النادي الذي يعشقه والدي بأساطيره آنذآك، أربعة وعشرون عاما قضيتهم هنا، وألقاب عدة حصدناها بخلاف مسيرة قاربت على الأربعة عشر عاما مع منتخب إنجلترا، رأيت أمام عيني معركة أسطنبول حينما أحرزت هدفا أعادنا للقاء من جديد وحتى قبلت الكأس الثمين، فانهالت الدموع من عيني أكثر وأكثر.. بالفعل لم أبك لهذه الدرجة منذ سنوات “.
"بعد نهاية المباراة علت الهتافات في آنفيلد، وهز نشيد (لن تسير وحدك أبد)" أرجاء الملعب، ليصف ستيفي تلك اللحظة بقوله: الجميع كان يغني لن تسير وحدك أبدا، ولكني شعرت في هذا التوقيت بأنني افترقت عنهم، بالفعل لقد كنت "وحيدا"، فطلبت من زوجتي مخاطبة وكيل أعمالي لحجز أول تذكرة لأي مكان آخر خارج البلاد، أنا لا أستحق الاستمرار هنا بعدما خذلت الجميع وأحزنتهم، كما طلبت منها ألا تراني صغيراتي الثلاث في موقف ضعف وانكسار، وفي الوقت الذي سمعت زوجتي فيه تتحدث لوكيل أعمالي لتلبي رغبتي، ووسط دموع لا يمكنني السيطرة عليها غيمت على وضوح رؤيتي لمدينة أعشقها، ومواقف وذكريات كادت تفتك برأسي سقطت مغشيا علي".
لهذا السبب أحببت سواريز
"في أغسطس عام ٢٠١٣ كنت قد قضيت 25 عاما مع ليفربول، من طفل صغير يحلم بتمثيل فريق ينتمي له، إلى قائد لذات الفريق حاملا كأس بطولة دوري أبطال أوروبا حتى بعدما أصبح عمري ٣٣ عاما، كل هذا المجد لم يغير ما نشأت عليه، نعــم مازلت ذلك المتيم بليفربول بنفس الإحساس الذي تملكني وأنا أمارس اللعبة بشارع آيرون سايد، بل مازالت أحب بارنز وفاولر كما كنت ولكـن الآن معهم لويس سواريز أيضا".
"بعد هؤلاء العمالقة وما لمسته فيهم من متعة، رأيت نفسي تميل إلى سواريز، فلويس بدأ رحلته مع كرة القدم عبر الشارع مثلي، ونفس الشئ شعر به أيضا سواريز تجاهي، فلقد اجتمعنا على أن كرة القدم تحكم حياتنا".
"في ٣١ يناير عام ٢٠١١ تعاقدنا مع سواريز، ومع أول يوم له معنا في ميلوود بالتمرين، وبمجرد تحركه في الملعب خطف أنفاسي، سواريز من هؤلاء القلائل الذين يتدربون ويتطورون بالتمرين كما في الملعب، يسعى للفوز بالتمرينات وبتسجيل أهداف عدة وكأنه يواجه فريق بدوري الأبطال أو ربما بكأس العالم، وإذا خسر فريقه عاد هو إلى منزله غاضبا، فدائما يسعى للفوز.. الفوز ولا غير يرضيه".
"أحببت حماسه وعشقه للكرة فأنا مثله أيضا، كما استمتعت بمهاراته، وعلى الرغم من أني لعبت بجوار أسماء لامعة في مجالنا إلا إنني دائما ما كنت أحلم بضم الأفضل والأفضل إلى ليفربول، ما كان يشغلني هو أنني أتمنى وجود أعظم لاعبي الكرة بالعالم معنا حتى أرى ليفربول كما عهدته حينما كنت لاعبا في إحدى شوارع المدينة وكطفل يجتهد من أجل أن يصبح واحدا منهم".
"سواريز منح ليفربول وجيرارد تلك الفرص الجميلة في المنافسة، هو من جعلهم يقفوا في وجه طاقة ومال مانشستر يونايتد، تشيلسي ومانشستر سيتي".
"في التدريبات والمباريات لويس كان يقنعنا أنه في مستوى أخر عن ذلك الذي نشاهده عليه كل مرة، حاولت كثيرا ملاحقته، ولكن بصراحة لم أستطع، هو لاعب كرة قدم أفضل مني".
هؤلاء من ساعدوني على أن أصبح “ستيفن جيرارد”
"من الصعب أن تجمع كل فريقك المفضل معك طوال سبعة عشر عاما، لطالما شغل تفكيري هذا الحلم والذي كانت دائما إجابته أوضح وأسرع فهو أمر مستحيل، هناك لاعبين وقفوا بجواري خلال مسيرتي مع ليفربول ومنتخب إنجلترا فتمنيت لو أننا سويا منذ الصغر ولسنوات".
"بحماسهم وطاقتهم التي كان لها سحر الانتشار بداخلي، أربعة اللعب بجوارهم أضاف لجيرارد الكثير، ثلاثة منهم ساعدوني بالفعل لأصبح اللاعب الأفضل، وبالصدفة كانوا يتحدثون الإسبانية، وهم فيرناندو توريس، شابي ألونسو ولويس سوايز، أما رابعهم فهو الإنجليزي واين روني".
"روني أيضا من السكاوز، لكنه ينتمي لإيفرتون قبل أن ينتقل من جوديسون بارك ملعبهم إلى أولد ترافورد ملعب الشياطين الحمر، بالتأكيد روني يستحق أن أدرج اسمه مع من ساهم في أن أصل لتلك المرحلة، تدربنا كثيرا سويا في منتخب إنجلترا فمنحني بعض ما أهداني إياه توريس وتشابي وسواريز".
"برشلونة لديهم خط هجوم هائل ليونيل ميسي ونيمار وأمامهم المقاتل لويس سواريز، ولكن في مخيلتي فريق آخر مذهل، تخيلوا معي، ألونسو وجيرارد في منتصف الملعب، ثم لويس سواريز وأمامهم توريس وروني!".
"سواريز لاعب مميز، ليس فقط ذاك المذهل في المباريات الخيالية التي يقدمها، هو يجري، يضغط، يقاتل على الكرة ثم يعود للركض مجددا في الوقت الذي يساعد فيه غيره بتحركاته الإضافية للوصول للمرمى، وحتى إحرازه أهداف عظيمة، لذا في فترة ما شعرت بأن اللعب مع سواريز شئ خيالي، بالفعل ساعدني في بناء موهبتي".
"فيرناندو قريب الشبه من لويس، في عامين جعل مني شخص صعب إنهزامه، دائما أعرف أين يقف، وإلى أين سيتجه في الملعب، لم أكن كأي لاعب في هذه المنطقة، في عامان جعلني فيرناندو مميزا، أفضل مواسمي مع الفريق كان برفقته وبفضله خاصة موسم ٢٠٠٧-٢٠٠٨ ".
"في هذه الفترة حصدت كل التركيز لصالحي، بأربعة وعشرون هدفا سجلتهم وتسعة صنعتهم لرفاقي في الملعب، في كل مرة لعبت معه كنت على يقين أنني سأحرز هدفا أو هو سيفعلها، وفي النهاية سنفوز بنقاط المباراة الثلاث، نفس الشعور مع سواريز، وبعض الأحيان كان مع روني، واين جلسنا سويا قبل مباريات هامة عالمية مع المنتخب الوطني، وكنت أقول لنفسي إننا نملك كل فرص الفوز بسبب وجوده".
"مايكل أوين مهاجم من طراز فريد أيضا، لعبنا سويا عندما كنا في مرحلة الشباب، وكان ملهم لي كلاعب خط وسط في هذا المكان".
"في النهاية وفي مرحلة هامة في حياتي، لويس سواريز وقف بجانبي، كم كنت أتمنى أن ألعب معه منذ الصغر، ونصعد سويا لنصبح الأفضل على مر السنين، هذا ما أندم عليه مع سواريز".
"هنا مثال آخر على ما قدمه لي لويزيتو، في الثالث عشر من شهر مارس لعام ٢٠١٢، أحرزت هاتريك أمام إيفرتون على ملعب آنفيلد، بعد ٣٠ عام من عمر دربي الميرسيسايد حينما فعلها آيان راش في الجوديسون بارك عام ١٩٨٢ وكان هذا هو أول هاتريك في آنفيلد منذ عام ١٩٣٥، لطالما كان التاريخ وتدوينه لإنجازاتي جزء من حبي لكرة القدم، ولكن هذا التاريخ لم يكن في حفاوة جمال اللعب بجوار سواريز هذه الليلة".
"أحرزت تلك الأهداف الثلاثة في مرمى المنافس اللدود إيفرتون، فباتت هي الأفضل لي في تاريخ لقائاتي على آنفيلد، أحب الفوز بديربي إيفرتون بسبب مشجعيه الكارهين لنا، فكان هذا هو أفضل رد عليهم، سواريز هو من منحني تلك الفرصة بتمريراته السحرية والذي رفض في أن يكون أنانيا تلك الليلة من أجلي، نادرا ما ترى لاعب كرة قدم يسعى لصنع أهداف لرفاقه في الملعب بدلا من تدوينه باسمه خاصة إذا كان هو المهاجم الأساسي للفريق، ميسي مع كل عظمته أيضا مازال يشعر رفاقه في الملعب بأنه ليس بأفضل منهم".
"لويس ليس قديسا، ولست متأكد ما إذا كان فعل ذلك مع دانييل ستوريدج أم لا، لكني على يقين أنه معي خاصة في مبارياتنا أمام إيفرتون كان يسعى لفوز ليفربول بالمباراة ومعي يتعمد الرجوع للخلف وصنع تلك الفرص المميزة لصالحي لإسكانها شباكهم بكل فرحة، سواريز كان يجعلني ألعب كالملك ليلتها".
"كل من يتحدث عن سواريز بشكل سئ لم يحظى بعد بمقابلته، ولا بالإستفادة والتعلم منه ومن عدم حبه لذاته، ومن تضحيته من أجل باقي الفريق، لويس كالماس الذي لا يمكن كسره ولا إطفاء بريقه".
"أملك العديد من اللحظات الرائعة بسبب مشاهدته يلعب، بعدما كنت معه بشكل يومي في الملعب استمتتع به، فما أجمل تلك الطريقة التي يخبرك بها أنه يعطي كل ما يملك لكرة القدم، النينو وسواريز لديهم نفس العقلية، الشخصية القوية الجذابة في الملعب والتي تحارب من أجل عدم فقدان اللقب، أو المباراة، فيحرز أهدافا، يصنع أخرى، لذا من الصعب اللعب ضده، بالفعل يمكنك هزم أي فريق في العالم إذا كان معك لويس سواريز".